المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الخميس ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٤ - 19 جمادي الأول 1446
  معارف توحيدية  
تندرِجُ التَّربيةُ فِي مهَام "الولاية" التي تكونُ شرعًا وقانونًا للأبِ "على أولادِهِ الصِّغار والكِبار غير المكلَّفين". فأمَّا التّكليفُ فقد "أُطلِقَ في الشَّرع علَى الأمر والنَّهيِ، لأنَّ المأمورَ بالفِعلِ يفعلُ ما أُمِرَ بهِ علَى كلفة" (أصول الدِّين)، فإذا ارتقَى من ثمَّ في المسلكِ ووحَّدَ، فعلَهُ طائعًا مختارًا راغبًا على الرِّضَى والتَّسليم.

يُرفَعُ القلمُ عنِ "الصَّبيّ حتَّى يحتلِم" كما ورد في الحديثِ الشَّريف، واتُّفِقَ علَى أنَّ حصولَ الاحتِلام هو علامة النُّضج وإدراك سنّ البلُوغ (أو العلامة الأخرى وهي بلوغ سنّ الخامسة عشر لدى غالبيّة المذاهب)، وهذا يعنِي المباشرَة في تحمُّل البالِغ المسؤوليَّة عن أفعالِه. أمّا منَ النّاحيَة التَّربويَّة، فإنَّ الدّارسِين يميلون إلى التّمهُّل في اعتباره "راشِدًا" بالمعنَى الوافي لحقيقَة "الرّشد"، ذلك أنَّ البالِغَ الغضّ لا زال فِي مرحلةِ "نموٍّ سريع" يحدثُ فيها الكثير منَ التغيُّرات الجسميَّة والعقليَّة والوجدانيَّة والاجتماعيَّة والنفسيَّة "يكونُ الفردُ فيها بأمسّ الحاجَة للعنايةِ والتّوجيهِ الخُـلُقيّ والدّينيّ".