المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الخميس ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٤ - 19 جمادي الأول 1446
  معارف توحيدية  
 إن قابيل قتل أخاه هابيل حسدًا وحُبًا للدُنْيَا ومخالفةً للشرائع السماوية. والسَّبَبُ في ذَلِكَ أنَّ اللْعِيْن قَابِيل كانت لَهُ أُخْت تُسَمَّى اقْلِميَا خُلِقَ هُوَ وهي تومًا مِنْ بَطْن وَاحدٍ. وكانت جميلَة فَأَراد أن يتزوَجَهَا فَمَانَعَهُ السيّد هَابيْل عليه السَّلام عَنْ ذَلِكَ. فَقَالَ قَابِيْل لَعِنَهُ الله أنَا ما أزوّج أُخْتي التي نَزَلْتُ أنا وَهْيَ تَومًا مِنْ بَطْنٍ وَاحدٍ لغيْري بَلْ أَتَزوْجَ بِهَا. فَقَال هَابْيل مَأ أمرَ الله بهذَا. فلما تَنَازَعَا قال لَهُمَا وَالدهما قربا قرباناً لله فَمن قَبِلَ الله قربَانه يَقْبَل قولُهُ. فاني لا أريد بينكما الفتنة. – والقربان اسم لكل ما يُتقرب به الى الله سبحانه وتعالى-. وكان هَابيْل عليه السلام راعيًا فتقدم بخير كبش في غنمه. فتقبَّل الله قربانه. وتقرب قَابيل وكان بخيلاً بحنُطةً كثيرة الزوان لأنه كان حراثًا. فلم يتقبّل الله قربانه. فلما رجعا قال لهما أبوهُمَا مَا كان منكُمَا فأخبراه بالخبر. فهنأ هَابيل وعزَّى قَابيْل. وَقَالَ لَهُ يَا بُنَي تُبْ إِلىَ رَبّك. لَكِنْ بعد ذلك أتى قَابيْل الى هَابيْل فَوَجَدَهُ سَاجِدًا في محرَابِهِ فضرَبَهُ بِحَجَر عَلَى رأْسهِ فَقَتَلَهُ. وهوَ في صَلاَتِهِ مَا قطعَهَا. فأصبح قابيل من الخاسرين النادمين.