عَلَى العاقِل مَا لَمْ يَكُنْ مَغلُوبًا عَلَى عَقلِهِ ان تكون لهُ سَاعَات* سَاعةٌ يُنَاجي فيهَا ربَهُ ويُفَكِرَ في صَنْع الله* وَسَاعَةُ يُحَاسِب نَفْسَهُ فيمَا قَدَّم وَأَخَّر* وسَاعَةٌ يخلوا فيهَا لحَاجَتِهِ من الحلاَل في المطعَم والمَشْرَب وغيرِهِمَا* وفِيهَا، وَعَلى العَاقِل انْ يكوُن بصيرًا بزَمَانِهِ* مقبلاً على شانِه* حَافِظًا لِلسَانِهِ* وَمَنْ عَلِمَ أنْ كلاَمَهُ مِنْ عَمَلِهِ* قَلْ كَلاَمَهُ إلاَ فيمَا يُعْنِيْه* وفي رُوَايَة أَبِي ذَرّ(ر)* ان صُحُف إبرهيم كانت أمثالاً وعِبَرًا* وَقَالَ أيضًا دخلتُ عَلَى رسُول الله في المسجِد فقلتُ يَا رسُولُ الله (صلعم) هَلْ أنْزَلَ عليك شيئًا مِمَّا كان في صُحُف إبرهيم ومُوسَى* قَالَ يَا أبَا ذَرّ اقرأ قد أفلَحَ مَنْ تزَكىَّ* وذَكَرَ اسْمُ رَبِّه فَصَلىَّ* بَل تُؤثرُون الحَيَاة الدُنيا* والآخِرَةِ خيرٌ وأبقَى* إن هَذا لفِي الصُحُف الأوْلى* صُحُف إبرهيم وَموُسَى* قُلْتُ يَا رَسُول الله فمَا كانَت صُحُف مُوسَى، قَالَ كَانَت عِبَرًا كُلَّها عجبتُ لِمَنْ أيْقَن بالنَّار ثمَّ يَضْحَك* عَجِبتُ لِمَن رَأىَ الدُنْيَا وتَقلّبَهَا بأهلهَا ثُمَّ يَطْمَئِنّ* عَجِبْتُ لِمَنْ أيْقَن بالْقَدَر ثُمَّ يَنْصَبُ* عَجِبْتُ لِمَنْ أيْقَنَ بالحِسَاب ثم لا يَعْمَل* وَعَنْ دَاوُد بن هِلاَل (ر)* قَالَ قرأت في صُحُف إبرهيم طوبَى للأبرار الذين اطلعُوني من قلوبهم عَلَى الرِضَى* وأطلعُوْني مِنْ ضميرِهم عَلَى الصِّدْقَ والاستقَامَة*