2021-01-15
الّلهم لكَ الحمدُ في ما نحن عليه في كلّ أحوالنا ومآلنا، وعليك التوكّل في السراء والضراء وفي كل آنٍ وأوان.
أمام تزايد خطر وباء "كورونا" الذي أربك حكام الأرض وناسها وارتفاع مؤشر تصاعد أعداد المصابين في لبنان، والذي تُرجم واقعياً بحالة العجز أمام اجتياح العدوى، وبفائض الحالات التي يلزمها بالضرورة عناية مركّزة، وتهاوي قدرة المشافي والأطقم الطبية على مواجهة تدفق المرضى بما يزيد عن القدرة الممكنة للقيام بمهامها، والنتائج الكارثية الحاصلة وسط أزمات عاصفة من انهيارات خطيرة في بنية الاقتصاد والأوضاع المالية وغيرها. ومع الإيمان الراسخ برحمة الله وإرادته المطلقة والتي لم تُعفِ الإنسان يوماً من التزامه بالواجب ومن ضرورة قيامه بما يُمليه حسنُ التدبير من أعمال صالحة حفاظاً على ما كرَّمه الله به من "أحسن تقويم"، وإعمال العقل في كيفيات التوكل الحقيق لهو شأن له قيمته العالية، أقله في تبرئة الذمَّة وصفاء الضمير.
وعليه، ومع بدء القرار الرسمي بالإقفال التام وعدم التجول، فإننا نكرر دعوتنا بالامتثال وبوقف كل أشكال التجمعات والعادات التي قد تؤدي إلى نشر الوباء، ففي ذلك احترامٌ للعقل لا تخلٍّ عن الموروث. ونحثّ أهلنا في الطائفة، وإخوتنا وأخواتنا في مسلك التوحيد على تعميم قناعة الوقاية التي هي حرزٌ من حروز الدين، والالتزام بها واجبٌ من موجبات الإتمام للفروض، ولتكن فريضة "حفظ الإخوان" صراطنا في منع تفشي المرض لما في ذلك حمايةً للإخوان والأخوات ولجميع الناس من العلل، وهذه حسنةٌ عند الله، وهو بصيرٌ بما تعملون.
البنيه، الخميس، ١ جمادى الثاني ١٤٤٢ هـ
الموافق ١٤ كانون الثاني ٢٠٢١ م