المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الأربعاء ١١ كانون الأول ٢٠٢٤ - 9 جمادي الثاني 1446
كلمة صاحب السماحة بمناسبة عيد الأضحى 2007.

2007-12-19

 [يسبح لله ما في السموات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير] (صدق الله العظيم)والحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعـد،    بمناسبة قدوم الأضحى المبارك نتوجه بالتهنئة إلى جميع مشايخنا وإخواننا وأبنائنا في لبنان وجميع أنحاء العالم أعاده الله على اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً بالخير واليمن البركات .   يَحُـلُّ العيدُ علينا ونحنُ في نعمة استحضار معانيه التي أرادها اللهُ سبحانه وتعالى لنا عبرةً ومعالمَ وميثاقـًا لامتثال طاعتِه على الدوام. فهنيئـًا لمن أنابَ بالتوبة والاستغفار. واستشعر مهابةَ المناسبة فأحيا قلبَهُ بالذكر، وخاطرَهُ بالخير، ونيّـتَه بالصدق، وكان في جملة من قال عنهم في كتابه العزيز[ونزَعنا مـا فـي صدُورِهم من غِـلٍّ إخوانـًا على سُرُرٍ متقابلين].   وإن كانت هذه الأيامُ المباركةُ منذورةً للصفاء والتذكّر والزكاة. وإن كانت خواطرُنا تواكبُ حُجَّاجَ البيتِ العتيق، [يأتين من كلِ فجٍ عميق] فإنّ اللهَ تعالى يوجبُ علينا في كلِّ وقتٍ قصدَ عبادتِه بتهذيبِ الجوارحِ وتطهيرِ القلبِ وتصفيةِ النـيّة، وإنهاضِ العزمِ لجمعِ الشمل، والاجتماعِ على كلمة التوحيدِ الطـيِّـبة الزكيّة. أيّها الإخوان،   يوجبُ علينا الحقُّ أن نتطلّعَ ببصائرنا إلى داخلِ نفوسِنا سائلينَ عن الثمَرةِ التي حصّلناها من ليالي العِشر المباركات التي سمّاها القرآنُ الكريمُ في سورة الفجر والفجر. وليالٍ عَشر، والتي قال عنها رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلّم:"ما من أيّامٍ، العملُ  الصالحُ فيها أحبُّ إلى الله، من هذه الأيّام" يعني أيّامَ العَشْرِ الأُوَل من ذي الحِجّة. شجرةُ العملِ الصالحِ لا بدّ من أن تثمرَ ثمرةً طـيِّـبة هي ثمرةُ الخير التي من شأنها الارتقاءُ بالإنسانِ إلى مقام الفضيلةِ، فلا يُعكِّرُ قلبَهُ ميلٌ إلى عصبيّة أو غرَضيّة أو مصالح أنانية أو سعيٌ إلى فتنةٍ بين الناس، بل يثوبُ إلى الحقِّ الجامعِ متجاوزًا أناه، ومتطلعًا إلى أخيه بعين الأُلفةِ والمودّةِ، توَّاقـًا إلى التعاضدِ والمؤازرةِ لأن [يد الله مع الجماعة]، وفي التشتُّتِ صدُوعٌ ينفذُ منها الشرُّ بحبائله الخبيثة. أيّها الإخوان،    نحنُ نـتطلّعُ بكلِّ جدّيةٍ وعزمٍ وإخلاصٍ إلى بناءِ مؤسسة المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، أن تكونَ في خدمةِ مجتمعِنا بكلِّ فئاته. همُّنا مع صونِ أمانة التوحيد بحزمٍ وإرادةٍ وثبات أن نؤسِّسَ في التدبيرِ الاجتماعي ضوابطَ العدلِ والقانون. لقد انصرم العام الماضي بالتنظيم الإداري، امافي العام القادمِ فاننا نتطلع إلى الانتقال إلى مرحلةِ إقامةِ المشاريعِ وبدء تنفيذِ الطموحات إنشاء الله، نَـمُدُّ يدَنا للتعاون مع كلِّ غيور على المصلحة العامّة في طائفتنا الكريمة. أيّها الإخوانُ في بلادِ الاغتراب،   آنَ الأوانُ لنرمِّـمَ جسورَ المشاركةِ والثقةِ وتقاسُمِ الهمِّ المشترَك الذي يثيرُهُ التطلّعُ إلى مستقبَلٍ تترسّخُ فيه العلاقةُ معكُم على أُسُسٍ متينةٍ من التفاهمِ وتبادلِ الرأي. إنكم في قلوبنا وضمائرِنا، وبقدر ما نفتخرُ بنجاحاتكم وإنجازاتكم وسعيِكم الدائم إلى جمع الشمل، نأمل أن تتقارب صِلاتُكُم بالمجلس المذهبي تقارباً فعّالاً مساهماً على قواعد عمليّة ومنهجيّة ومستقبليّة، ونتطلّعُ من خلال المعتمدين المرتقبين لمشيخة العقل إلى شدِّ أواصرَ الصِّلات معكم، ومنَ خلال الجمعيّات والمؤسّسات التي أنشأتموها في المغترَبات وتشهدُ سِجلاتها على تاريخٍ حافلٍ بروحِ الإنتماء والأصالةِ وأعمالِ البِـرّ والمعروف، وممّا تكرّسَ في قانون تنظيم الطائفة من الاهتمام بكلّ الشؤون التي تهمّكم لتـتعزّزَ من جديد ارتباطاتكم بوطنكم وأبناء مجتمعكم لما فيه خيرُ الجميع. أيها اللبنانيون،   يُطل الأضحى المبارك كما بشائرُ الميلاد المجيد والعام الجديد ،ووطننا لبنان في غصةٍ لبهجة العيد، فهل وصل أبناءُ هذا الوطن وفي هذه البُقعة المباركة، التي تغمرها القداسةُ والطهارة إلى مرحلة العجز، عن زرع الفرح والأمل والرجاء في قلوب الأبناء والأحباب؟   إننا نتوجهه إلى جميع اللبنانين والمسؤولين خاصاً بنداء مخلص للارتقاء إلى مستوى الخطر الداهم ووضع مصلحة البلاد العليا فوق كل اعتبار، وإعادة أسس التفاهم والحوار والتعقُل والحكمة في معالجة الأمور والوقوف صفاَ واحداَ من اجل انقاذ الوطن وانتهاز فُرصة الإجماع على قائد المؤسسة الراعية لجميع أبناء الوطن، من أجل انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً ضامناً لوحدة البلاد، والابتعاد عن وضع الشروط التعجيزية وكل ما من شأنه تفريغ الديمقراطية من المعنى لأننا نأمل ان يكون عهد ازالة التفاوت في الحقوق وفي السلطة بين الطوائف اللبنانية وانشاء دولة الضمانات الوطنية والاجتماعية وتحريك عجلة المؤسسات الدستورية، واستكمال بنود اتفاق الطائف خاصة لجهة إنشاء مجلس الشيوخ، وإرساء النظام الانتخابي الضامن للتوازن الوطني.  لمشاهدة الفيديو انقر هنا