المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الثلثاء ٠٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥ - 14 جمادي الأول 1447
سماحة شيخ العقل يدعو المسؤولين للتضامن الداخلي بوجه ‏الاخطار والرؤساء الروحيين لتقديم رسالة مشتركة للبابا لاوون

2025-11-03

شدد سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور ‏سامي ابي المنى على التضامن الداخلي المطلوب في مواجهة ‏الاخطار والتحديات التي تواجه الوطن نتيجة المخططات ‏والاطماع الخارجية، والعمل بالمسؤوليات المشتركة على دعم ‏الدولة للنهوض بمؤسساتها، معتبرا ان زيارة البابا لاوون الرابع ‏عشر تأكيد على رسالة الوطن ووجوب الاستفادة منها لتدعيم اسس ‏الوحدة الوطنية والعيش المشترك والسعي للاستقرار والسلام ‏المنشود، وداعياً الرؤساء الروحيين لتقديم رسالة مشتركة له.‏
 
كلام سماحة الشيخ ابي المنى جاء خلال لقاء على قناة "‏nour ‎sat‏"‏
التلفزيونية ضمن برنامج لا تخف من اعدادا الخوري شربل ‏الخوري تمحورت حول زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر ‏المقررة الى لبنان.‏
‏ وقد شدد سماحة شيخ العقل على "رسالة الوطن عبر العصور، ‏لبنان الأرض الذي تلتقي فيه الاديان على مائدة واحدة والتي ‏تتعايش فيه معاً"، مضيفاً: "كان لنا لقاء جميل بالأمس القريب مع ‏سعادة السفير البابوي تحدثنا فيه حول معنى الزيارة التي تحمل ‏رسالة سلام الى لبنان، وهذا ما نتمناه".‏
اضاف: "السلام، نحن بحاجة اليه في العائلة والمجتمع والوطن ‏والمنطقة والعالم، الكل بحاجة الى السلام، والسعادة لا تكون الا ‏بعيش السلام، والرحمة والمحبة عنوانان كبيران للإسلام ‏والمسيحية: "وما ارسلناك الا رحمة للعالمين": المحبة التي نطق ‏بها السيد المسيح (ع) عنوانا لمسيرته ورسالته، والرحمة التس ‏أرسل لأجلها النبيُّ محمد (ص)، وهما ليستا عناوين حرب بل ‏عناوين سلام، فبغير السلام لا يمكن ان نحيا سعادة الانسانية، وهذا ‏يحتاج الى عدالة، في البيت بين الزوج والزوجة والاولاد والعائلة ‏وفي المجتمعات وفي الأوطان، العدالة هي ان تحافظ على كرامة ‏الانسان. ما من رسالة سماوية الا واكدت على كرامة الانسان، ‏‏"لقد كرمنا بني آدم"، كما جاء في القرآن الكريم، وفي الانجيل ‏الكريم ايضا دعوة لتكريم الانسان، لا سلام للانسان مع الظُلم وانما ‏مع العدالة، فهل نحن قادرون على رفع الظلم بهذه المنطقة؟! ‏سؤال كبير، ربما تكون الامور نسبية ويكون السلام نسبياً وليس ‏مطلقاً، ومن يقيم القسط والعدل في العالم هو من سيأتي في آخر ‏الزمان ليبني هذا العالم على أسس السلام والعدالة والقسط. في ‏العالم الكثير من الجور والظلم. ثمة محاولات للبشر، للقيادات ‏بالدرجة الاولى، التنظيمات، القوانين، الامم المتحدة، الشرائع ‏الدولية، شرعة حقوق الانسان، والى ما هنالك من شرائع وضعت ‏لارساء العدالة واحلال السلام، ولكن هل تطبق؟ الامور تفرض ‏بالقوة، ما يعني ان العالم دائما في صراع بين الخير والشر ‏والظالم والمظلوم، فبالقدر الذي نستطيع فيه كبح جماح الظلم ‏نقترب من السلام، اما تمادي الظالم فلا يؤدي إلى السلام، وعندما ‏يتمكن المظلوم من رد الظلم يؤجج الصراع، الأمم المتحدة والدول ‏الكبرى والمؤثرة، يجب ان تسعى جهدها لتحقيق العدالة ورفع ‏الظلم قدر المستطاع، اما العدل والقسط بالكامل، فهذا من شأن الله ‏سبحانه وتعالى وليس من شأننا". ‏
 
وحول تقييمه لزيارة البابا في المرحلة الحساسة الراهنة، قال: ‏‏"عندما يختار قداسة البابا لبنان البلد الأول مع تركيا كزيارة اولى ‏خارج الفاتيكان انما يدل على ان المنطقة تحظى باهتمام قداسته، ‏ولبنان بالأخص الذي هو في قلب المنطقة والصراعات الحاصلة. ‏هذه المنطقة هي مهد الرسالات السماوية والديانات، وبقدر ما هي ‏مهد الشرائع ايضا هي ساحة حروب تحت عناوين دينية تغلب ‏عليها المصالح، لكنها بحاجة لرعاية وصلاة، ومثل هذه الزيارات ‏ترفع منسوب الامل في مواجهة اليأس، علّها توقظ المتقاتلين في ‏هذه المنطقة وتدفعهم نحو السلام. فلنعد الى جذور وحقيقة الأديان ‏التي تنادي بالرحمة وبالمحبة وبالسلام. العالم اليوم منفتح على ‏بعضه، شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، وهناك خصوصية للعلاقة بين ‏الشرق والغرب، ويجب الحفاظ على مسيحيي المنطقة كصلة ‏وصل مع الغرب وكوجود اساسي حضاري فاعل. وعندما نتكلم ‏عن المحافظة على مسيحيّي الشرق انما نتكلم ايضا على كل ‏المكونات وبالأخص الأقليات، لا ليكونوا حلفا في مواجهة الأكثرية ‏بل ليكونوا معا أكثرية بمواجهة الظلم والتطرف وردع اي ‏عدوان".‏
 
وردا على سؤال، قال: "لا بد من الحوار وان قيل انه فولوكلور ‏وشعارات، فهو سبيل لتحقيق السلام لا بد منه، فلا يمكن ان نقف ‏مكتوفي الأيدي ونقول ان الحوار لا يجدي ومجرد كلام، بالعكس ‏نحن بحاجة الى الحوار وقد امرتنا الأديان بذلك، ان "نجادل بالتي ‏هي احسن"، والانسان بفطرته مجبول على التواصل، هو كائن ‏اجتماعي وبحاجة للحوار، في العائلة والمجتمع وعلى مستوى ‏الطوائف، حتى ضمن الطائفة المسيحية ألم يتحاوروا في اكثر من ‏مجمع واكثر من ملتقى؟ وفي الطوائف الاسلامية ثمة مؤسسات ‏ومنابر للتقارب بين المذاهب الاسلامية. الجميع بحاجة الى الحوار ‏وعندنا ضمن الطائفة كموحدين دروز نحن بحاجة للتحاور مع ‏الآخر، العالم بحاجة لذلك والدول كذلك، الحوار حاجة وليس ‏فولوكلورا.‏
 
وحول سؤال عما اذا كان لا يزال لبنان يشكل مثالا رغم الحروب ‏ونموذجا للوئام الديني، اجاب: "يجب ان يبقى النموذج رغم ‏المراحل الصعبة والظروف القاسية التي مر بها. انه بلد التنوع ‏والحضارات والحوار والتلاحم، ولست يائسا من وضع لبنان، بل ‏هو موضع امل، يعود وينطلق من جديد. وهذه الرسالة يجب ان ‏تصل الى ابنائنا اينما كانوا، بان لا ييأسوا من الوضع الراهن. ‏العديد من الطوائف حاول اخذ لبنان الى اتجاه احادي ففشل، وعدنا ‏الى صيغة التنوع، التنوع في الوحدة هو خلاص لبنان. هناك ‏هويات طائفية ومذهبية وروحية وذاتية لكنها تلتقي في هوية وطنية ‏مركبة هي الهوية اللبنانية، هذا ما يجب ان نؤكد عليه. لذلك اطلقنا ‏شعارا لهذه المرحلة بعنوان "الشراكة الروحية الوطنية... مظلة ‏الاصلاح والانقاذ"، اي اننا لا يمكن ان نقوم بالاصلاح وان ننقذ ‏البلد الا تحت مظلة الشراكة الروحية الوطنية. الهوية الواحدة ‏تعطي الطوائف حقوقها وعلى الطوائف ان تعطي الدولة حقها ‏وتحترمها، هكذا تبنى الشراكة الروحية الوطنية لتحمي اي ‏مشروع للاصلاح والانقاذ. هذا ما اطلقناه وهذا ما نعمل عليه ‏ثقافيا، وان شاء الله عملياً وانمائيا على الارض، ففي 5 تشرين ‏الثاني سيوقَّع اول اتفاق للشراكة والتنمية بيننا وبين الرهبانية ‏المارونية".‏
وردا على سؤال حول كيفية العبور من النفق المظلم، قال سماحة ‏شيخ العقل: "كلما طال الانتظار اصبح الحل اكثر صعوبة ويحتاج ‏الى جهد اكبر وتظافر الجهود، لذلك نقول بان الشراكة الروحية ‏الوطنية يجب ان تكون شراكة تنموية اقتصادية على الأرض ايضا ‏لكي نساعد الدولة، اذ لا يمكن ان نحمل المسؤولية للدولة فقط ‏بعد هذا المخاض العسير وبعد هذه الحروب والنزاعات والتداعيات ‏الاقتصادية وهذا التدهور وما وصلنا اليه، يجب ان نكون عونا ‏للدولة ونقف الى جانبها، ونأمل خيرا بالعهد وبكل عهد جديد يعمل ‏على انقاذ البلد واصلاح ما فسد، وهو يحتاج الى هذه المظلة ‏وعلينا ان نكون الى جانب الدولة. فالشراكة الروحية بين ‏البطريركية المارونية والرهبانية اللبنانية من جهة وبين مشيخة‎ ‎العقل امر مهم لانتاج مشاريع اقتصادية تنموية على اراضي ‏الاوقاف التابعة للجهتين. فلتستغل هذه الأراضي وتؤمن فرص ‏عمل ترفع نسبة الاقتصاد وتخفف العجز، كي نخلق حركة ‏وفرصةً للشباب المهاجرين اصحاب الطاقات العالية والقدرات ‏المالية العالية، الا يجب ان نفتح لهم المجال للمشاركة؟ هكذا يبنى ‏الوطن والمشاركة والمصالحة الحقيقية بين اللبنانيين. هناك ‏مصالحة اجتماعية وثقافية وروحية، نحن بحاجة الى مصالحة ‏اقتصادية والى شراكة وتعاون والى رؤية مشتركة وعمل وجهد ‏مشتركَين. ان شاء لله يتحقق الهدف وندفع الدولة الى الامام ‏لتحقيق ما تصبو اليه من اصلاح وتقدم". ‏
 
هل ترى ان زيارة قداسة البابا ستؤدي الى انطلاقة جديدة نأملها؟
طبعا تساعد، معنويا،‎ ‎وروحيا بالصلاة وبالتأكيد على رسالة البلد ‏وكلنا معنيون بهذه الرسالة لنحققها معا وليس كل انسان بمفرده. ‏واذا اردنا ان نقدم ورقة الى قداسة البابا، كل رئيس طائفة او ‏زعيم على حدى فهذا ليس سليما، بل علينا تقديم ورقة مشتركة ‏نحدد فيها الاولويات والمبادئ والاسس التي قام عليها هذا الوطن ‏وتؤكد على رسالته وتقترح خطوات نأمل من قداسة البابا ‏المساهمة فيها، ونكون موحدين في رؤيتنا واهدافنا وعملنا، هذا هو ‏لبنان. من جهتنا رسالتنا رسالة سلام ومحبة واخوة وحكمة، ومن ‏دون هذه الثوابت لا يمكن ان نعيش معا، ثوابت وطنية ترتكز على ‏مرتكزات الاديان، وهي الرحمة، المحبة، الحكمة. كلمة رجال ‏الدين يجب ان تكون كلمة التهدئة والبناء وليس التعبئة والهدم ‏واثارة المشاعر السلبية، كلمة المحبة، والرحمة والحكمة. كذلك ‏ننوّه بزيارة قداسة البابا الى دير الصليب كمؤسسة انسانية جامعة ‏للطوائف، وتلك رسالة ليست للمسيحيين فحسب بوجود الاشخاص ‏من كل الطوائف، وحسنا فعل دعما واحاطة، وتلك رسالة لكل ‏المؤسسات الانسانية وينبع ذلك من عمق رسالته المسيحية التي ‏هي رسالة المحبة والانسانية".‏
 
اضاف: "عندما يتحمل قداسة البابا اعباء الزيارة الى لبنان ويمضي ‏ثلاثة ايام فهذا يجب ان يكون مقدَّرا عند كل المسؤولين وحافزا ‏لهم ودفعا نحو الامام، يتصارعون على امور وتجاذبات سياسية ‏بسيطة يجب تجاوزها والاستفادة من الزيارة والرسالة التي يحملها ‏وأن نضع ايدينا بعضها ببعض لتحقيق ما يتمناه قداسة البابا، ونحن ‏من يجب ان نحقق هذه الرسالة، هذه مسؤولية مشتركة للقيادات ‏المسيحية بالدرجة الأولى كي يتوحدوا حول مشروع وطني ‏وانساني واحد، ورسالة للقيادات الاسلامية والمسيحية معا ولنا ‏ايضا كقيادات روحية، فبدون ان نتحمل المسؤولية لا يمكن انقاذ ‏لبنان. دائما كنا نقول الحل في الخارج وننتظر كلمته، لكننا ‏مسؤولون بالدرجة الأولى قبل الخارج، والخارج سيكون مرتاحا ‏اذا ما اتفقنا واستطعنا ان نتفق على كلمة سواء وعلى مشروع ‏وطني. ثمة تحديات ومصالح للخارج ربما احيانا تراعى وربما ‏تواجَه، لكن هذا يحتاج الى وحدة داخلية من قبلنا، وهي السلاح ‏الامضى في مواجهة اي عدوان او اطماع او مصالح خارجية لا ‏تريد خيرا للبنان". ‏
 
وردا على سؤال حول اثمان الحروب ومنها الحرب الأخيرة على ‏لبنان، قال: "الجميع دفع الثمن، لبنان مر بمراحل صعبة. المهم ان ‏نأخذ العبرة وان نصحح ما كنا قد اخطأنا به وان ننطلق الى ‏مستقبل، الالتفات الى الوراء يكون فقط لأخذ العبرة، وعلينا ان ‏ننظر الى الأمام لكي نستمر، لبنان سيستمر وابناؤنا بحاجة الينا ‏لكي نعزز الأمل فيهم وكي لا يهاجروا وينقطعوا عن وطنهم، ‏لذلك مشروعنا "الشراكة الوطنية الروحية" هو مشروع جذب ‏المهجَّر الى جبله والمهاجر الى وطنه، مشروع وطني بامتياز، إذا ‏نجحنا في الخطوة الأولى ستتبعها خطوات اخرى، وهو ليس ثنائية ‏مسيحية درزية بل شراكة روحية وطنية، تبدأ باتفاق مع الرهبانية ‏المارونية وتتبعها خطوات أخرى والمجال مفتوح للجميع".‏
 
وحول الذكاء الاصطناعي، قال: "اليوم عصر الذكاء الاصطناعي ‏مهم ويُستفاد منه، ولكن اصبح الكثير من الناس يعتمدون عليه ‏بالكليّة، لكنه لا يزرع الطمأنينة في القلوب، نحن نحتاج إلى‎ ‎الصلاة، أي إلى الصلة مع الله والعيش مع الحقيقة التي تنتج ‏السعادة". ‏
 
وبالنسبة للشباب، قال: "معضلة الشباب ان بعضهم ضائع بين تقاليد ‏معينة وبين ما يطمحون اليه، وهناك الانسان نصف المتعلم الذي ‏يعيش الفراغ، الشباب يحتاج لتعزيز الايمان، وتلك مسؤوليتنا في ‏نشر الثقافة الدينية وفهم الشباب لها، "ليس كل ما يتمنى المرء ‏يدركه..." هذه قاعدة في الحياة، فاذا لم يتحقق مطلب معين او ‏طموح معين لا تنتهي الحياة هنا، بل نصارع لتحقيق الهدف في ‏مجال اخر واسلوب اخر لنستمر ونزرع روح الأمل والطموح ‏الدائم. ما حصل في انفجار المرفأ صدمة كبيرة من الصدمات التي ‏نتلقاها كلنا وبنسب مختلفة، والشباب عندما يرى هذا الأمر في ‏لبنان، وتحقيقات قضائية لا تفضي الى نتيجة وأننا معرضون دائما ‏لمثل ذلك؛ كل ذلك يشكل عندهم حالة من اليأس، لكن رسالتنا ‏بوجوب طرد اليأس والإيمان بالقدر، والقدر احيانا نصنعه نحن ‏باهمالنا ومخالفتنا للقوانين، لكن عندما يحصل يجب ان نواجهه ‏بايمان وبزرع الأمل في القلوب ولا نستسلم لليأس. الشباب اللبناني ‏طاقة كبيرة من المفروض ان نحافظ عليها ونغذيها بالإيمان ‏وبالارادة وبالتوجيه الدائم وبالإحتضان. لعل ما نقوم به وما تقوم ‏به الدولة ان تضبط وضعها وتحسن الواقع علّه يعطي الأمل ‏للشباب ويساعدهم ويخلق لهم فرصا. بعض الشباب يرفض العمل ‏في الخارج، يريدون ان يبقوا في الوطن، تلك ميزة لبعضهم ‏المرتبطين بأرضهم ووطنهم، العودة الى الارض وعشق الارض ‏يساعد، ربما الاختصاصات التي تنوعت وابعدت الشباب عن ‏ارضهم، لكن التعلق بالأرض تعلق بالجذور وبالوطن فيشعر ‏الشاب بانتماء اكبر، اليوم العولمة متوحشة تأخذ الانسان باتجاهات ‏مختلفة، ومن الامور التي يجب ان نؤكد عليها الارتباط بالأرض، ‏هذه المشاريع التي نسعى اليها ايضا هي للتأكيد على ذلك، ونعود ‏فنقول انها مسؤوليتنا ومسؤولية الدولة".‏
 
وبالنسبة الى تحولات المنطقة واحداث السويداء، قال: "سوريا تمر ‏بتجربة قوية من نظام الى نظام، والشعب السوري كالشعب ‏اللبناني متنوع هناك عدة مذاهب ومكونات في سوريا، مع العهد ‏الجديد يجب ان تحفظ حقوق المواطنين والمكونات السياسية، هذه ‏التجربة ربما لن تنضج تماما، ما حصل في السويداء - لا نريد ان ‏ندخل في السياسة- ولكن لا شك ان هناك من خطط لوقوع الدم ‏وسقوط الشهداء، وربما عدم ادارة المرحلة بالشكل الذي يليق ‏بسوريا الواحدة المتنوعة وسوريا والتاريخ بالشكل الدقيق ‏والمتوازن، ربكا ذلك اوصل الى هذا الوضع. رسالتنا الى ‏السوريين ان يكونوا موحدين وان يلملموا جراحهم وان يتحاوروا ‏ويتعاونوا وبالدرجة الأولى، والدولة يجب ان تحتضن شعبها ‏بالطريقة المثلى التي تبدد الهواجس وتعطي ضمانات للمكونات، ‏اكانت درزية او مسيحية او كردية وعلوية وغير ذلك، يجب ان ‏تكون ضمانات للناس في الشراكة ويشعروا بانهم جزء من هذا ‏الوطن السوري، هي مسؤوليتهم ومسؤولية الدول المؤثرة التي ‏تعمل على الملف السوري، ونحن من هنا ايضا نساعد ما ‏استطعنا. لا شك ان المساعدات الانسانية هي اليوم هاجسنا، كيف ‏نستطيع تأمين المساعدات الانسانية لأهلنا المنكوبين وعائلات آلاف ‏الشهداء، والعائلات النازحة من القرى هذه مهمة انسانية، نحاول ‏القيام بها مع غيرنا طبعا، ونأمل ان يصل السوريون برعاية دولية ‏وعربية تؤمن الضمانات وتبدد الهواجس وتساعد في بناء الدولة".‏
وختم سماحة شيخ العقل: "دائما نتوجه الى الله سبحانه وتعالى ‏بالدعاء بان يمنحنا القوة والصبر لنتمكن من تحمل الصعاب ‏وتجاوز العقبات لتحقيق اهدافنا، نحن بحاجة الى رعاية الله سبحانه ‏وتعالى وعنايته، وهذه النعمة منه سبحانه وتعالى نرجو ان ترفدنا ‏وان تعيننا دائما، نحن نحتاج ونستعين بالله، هذه ما تعلمناه من ‏ابائنا وما نعلمه لأولادنا، بدون الاستعانة بالله سبحانه وتعالى لا ‏نأمل بان نحقق هدفا، دائما الاستعانة مطلوبة وان نكون متفائلين، ‏ندعو الله سبحانه وتعالى ان يزرع التفاؤل في قلوبنا وان يبعدنا ‏عن الشرور بحق انفسنا وبحق الآخرين، وان يساعدنا في ما ‏يرضي ضمائرنا ويرضي الله سبحانه وتعالى".‏