المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الأحد ١٠ آب ٢٠٢٥ - 16 صفر 1447
سماحة شيخ العقل شارك جنبلاط وارسلان في زيارة للشيخين العنداري وشهيب: نتمسك بثوابت العروبة والاسلام والوطنية وبوحدة الصف والموقف

2025-08-10

شارك سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى الى جانب الاستاذ وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط في زيارتين الى بعلشميه وعاليه، بحضور سماحة الشيخ نصر الدين الغريب والشيخ الجليل ابو فايز امين مكارم ونواب كتلة اللقاء الديمقراطي من حاليين وسابقين وقيادات من "التقدمي" و"الديمقراطي".
 
اللقاء الاول عقد في منزل الشيخ "ابو صالح" محمد العنداري في بعلشميه، بحضور جمع من المشايخ، ثم في منزل الشيخ "ابو صالح" رجا شهيب في مدينة عاليه بحضور النواب والشخصيات.
 
شيخ العقل
وشدد سماحة الشيخ ابي المنى في كلمة له خلال لقاء بعلشميه، على اهمية "الثوابت الوطنية والروحية للطائفة، خاصة بعد الذي حصل في السويداء، كي نبقى عائلة واحدة وقلبا واحدا، في اطار الهوية العربية الاسلامية التي ترتكز الى ثابت الانتماء التوحيدي الاسلامي وثابت القيم الاجتماعية وصلة الرحم الممتد من هنا إلى السويداء وكل مكان، وثابت التعلق بالارض والتمسك بالأوطان، مدافعين عنها منذ ان قدم اهلنا إلى هذه الارض، دفاعا عن الثغور العربية والاسلامية، وقدموا العديد من التضحيات وآلاف الشهداء في سبيل الهوية الوجودية".
 
اضاف: "صحيح ان الالم كبير بسقوط الآلاف من الضحايا والجرحى في السويداء، لكننا نتطلع الى كيفية معالجة ما حصل، بالحكمة والمنطق والعقل ووحدة الصف، في مواجهة تلك التحديات، وبالثبات على المبادئ والثوابت".
 
وفي منزل الشيخ ابو صالح رجا شهيب في عاليه للغاية ذاتها، حيا سماحة الشيخ ابي المنى الحضور، وقال : "نكرر القول اننا عائلة واحدة، وخاصة في هذه الظروف الصعبة يجب ان يكون قلبنا واحداً وهمنا مشتركاً، خاصة حيال الظروف التي واجهها اخواننا في السويداء والتي تواجه المنطقة من خلال المؤامرات والمخططات الدولية، واهم تلك المواجهات تكوم بوحدة الصف وبالتمسك بالثوابت التوحيدية والاسلامية والعربية والاخلاقية والاجتماعية والوطنية والقومية، التي تشكل الهوية الوجودية للموحدين الدروز".
 
اضاف: "اننا نمر بظرف صعب وعلينا حماية وحدتنا، واننا مدعوون اليوم جميعا لعمل يخدم مصلحة لبنان وعدم تسلل الفتنة اليه، هذا ما نعمل له، ولقد كان اللقاء عند وليد بك مع سماحة مفتي الجمهورية الأهم لدرء الفتنة. وكذلك العمل الآخر المطلوب هو العمل الانساني تجاه السويداء، وان شاء الله لا احد يقصّر، وأملنا ان نبقى دائما كما في عاليه مجتمعين ومؤكدين على الوحدة المطلوبة.
 
جنبلاط
وخلال الجولة، اشار جنبلاط الى أنه"في ظلّ المؤامرة الكبرى، التي لا أحد يعرف إلى أين ستوصلنا، فإنّ دورنا هنا محدود. وما يحصل في الإقليم مؤلم ومحزن، وإذا ظنّ أحد أنّنا قادرون على المساعدة أو التغيير، يكون قد دخل في مغامرة". وأضاف: "نؤكّد على الوحدة الوطنية ومنع الفتنة، وشباب جبل العرب لديهم قياداتهم ورجالاتهم. وإذا كانوا يفكّرون بما هو صالح لهم، فالمطلوب منّا أن نُبقي أنفسنا على الحياد قدر الإمكان، وأن نعمل لما فيه مصلحتنا".
 
وشدّد على أنّه "لا نريد شعارات من نوع وحدة المسارات، بل نريد مساراً واحداً الوحدة الوطنية في لبنان والعيش الواحد مع الجميع، ونهائية الوطن اللبناني، وأكثر من ذلك لا نستطيع. هذه توصيتي ونصيحتي".
 
وقال جنبلاط في كلمته في بعلشميه: "عند صراع الأمم، احفظ رأسك. فعلينا أن نحافظ على أنفسنا وعلى وطننا لبنان، وألّا نتدخل في شؤون الآخرين، فلكلٍّ قدراته وعقله وحكمته ليقرّر مصيره".
وتابع: "في الموقف، أنا مع وحدة سوريا. وعملياً، في صراع الأمم، لا أعتقد أنّنا نقدّم أو نؤخّر. فلنهتم بشؤوننا، ولأننا في وثيقة الطائف أكّدنا على نهائية الوطن اللبناني من جنوبه إلى شماله، ولدينا مشاكل كافية، اقتصادية واجتماعية".
 
وأضاف: "الدولة تقوم اليوم بمهمة كبيرة، وهي فرض السيادة على كلّ لبنان. وبهذه المناسبة، أحيّي شهداء الجيش اللبناني الذين ارتقوا بانفجار صور".
 
أرسلان
وقال أرسلان في كلمته: "أولاً، نتمنى لشيخنا الشيخ أبو صالح محمد العنداري دوام الصحة والعافية، والعمر المديد، ليبقى دائم العطاء ومردداً لهذه الطاقة في هذه البلاد. كما نشكر وجود المشايخ الكرام وسماحة الشيخين سامي ابي المنى ونصرالدين الغريب وكل الحضور. أيها الإخوة، نحن نعمل في ظروف صعبة ودقيقة. وكما ذكر وليد بك، هناك مستجدات نتعرف عليها اليوم، وهي ليست مجرد تفاصيل صغيرة، بل تغييرات قد تكون سياسية، ديموغرافية، أو حتى جغرافية. ما يجري مؤامرة كبيرة، تتجاوز حدود بلد واحد، وتشمل سوريا ولبنان والعراق وغيرها. واجبنا أن نبقى قريبين من أهلنا وإخواننا، لأنهم أهلنا وناسنا، ومصيرهم من مصيرنا. نحن دائماً حاضرون، وقلنا منذ البداية: لا مكان للانقسام بيننا، لا في سوريا ولا في لبنان. نحن هنا لنسأل: ماذا يحتاجون منا؟ وكيف يمكننا أن نخدم؟ قد يختلف البعض في الرأي أو الموقف، وهذا أمر طبيعي، لكن الهدف واحد، والغاية واحدة: حماية هذه الطريق، وصون هذه المسيرة. لسنا في وقت للمزايدات أو تسجيل النقاط على بعضنا البعض. هذا وقت العمل والتكاتف، لأن عزتنا من عزتها، وكرامتنا من كرامتها، ووجودنا من وجودها. لا أحد يملك الحق في تبسيط حجم هذه المؤامرة، فالأمر أكبر منا جميعاً. نحن بحاجة إلى النفس الطويل والصبر، كما نحن بحاجة إلى رؤية واضحة. ما يحدث ليس محصوراً في منطقة صغيرة، بل يمتد إلى أبعاد إقليمية وعربية. في الفترة الأخيرة، كان هناك لقاءات مهمة، وتم التباحث حول ما يجري في سوريا، وكيف نحافظ على حقنا وأرضنا ووحدتنا. ما يحدث ليس طائفياً أو مذهبياً كما يحاول البعض تصويره، بل هو استهداف مباشر لوحدتنا ومصيرنا المشترك. ختاماً، ندعو إلى وحدة الكلمة، وإلى العمل كلٌّ من موقعه لخدمة هذا النهج، وحماية طريقنا، والوقوف إلى جانب إخوتنا في سوريا وغيرها. لا نريد أن نكون شهوداً على تدهور أوضاعهم، بل نريد أن نكون سنداً وعوناً لهم. والله ولي التوفيق”.
 
الغريب
وقال سماحة الشيخ نصر الدين الغريب: "اليوم نحن معرّضون لأخطر المراحل، شاء الله ألّا تكون، إنما لا يمكننا القول إننا في أمان، فهناك مؤامرات كثيرة تحيط بنا في الإقليم، ومؤامرات دولية. ما يهمّنا هو أن يكون المشايخ قلبًا واحدًا، وأن يدركوا أن هذه المرحلة ليست لتسجيل النقاط، بل هي مرحلة توحيد الصفوف. فالدين يقول صدق اللسان وحفظ الإخوان. وطالما هناك قيادات سياسية حكيمة وكلامها معتبر في هذه المنطقة وعلى صعيد الدولة، فإننا ندعو لها بطول العمر، كما نرجو للمشايخ الأفاضل أن يكونوا على سوية واحدة في الدفاع عن الدين، وعن الأرض، وعن لبنان كوطن".