المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الاثنين ٢٣ حزيران ٢٠٢٥ - 27 ذو الحجة 1446
ممثل سماحة شيخ العقل: المصالحة ليست نهاية طريق، بل هي بدايتُه

2025-06-23

شارك ممثل سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز، شقيقه الشيخ كمال أبي المنى في تقديم التعازي والقاء كلمته خلال مناسبة تأبينية بالشهيد ميلاد نعوم الخوري، "بعد إعلان الحقيقة" ومرور ستة وثلاثين عاماً على غيابه. وذلك في صالة كنيسة دير مار الياس في قرنايل (المتن الاعلى)، بمشاركة عموم عائلات البلدة.
 
حضر المناسبة إضافة إلى ممثل سماحة شيخ العقل ووفد من مشايخ المجلس المذهبي، النواب: هادي أبو الحسن، بيار ابو عاصي، الان عون وسيزار ابي خليل، والنائبين السابقين فادي الأعور وحكمت ذيب، ممثلين عن عدد من الأحزاب والتيارات السياسية، وعن المطران بولس عبد الساتر، والاب يوسف نصر امين عام المدارس الكاثوليكية، ورئيس البلدية فيصل الاعور، وشخصيات بلدية واختيارية وفاعليات عدة.
 
وتخلّل لقاء التعزية كلمات لكل من: عائلة الشهيد ميلاد نعوم خوري القاها نجله السيد بسام الخوري، وللاب يوسف نصر، ولرئيس البلدية فيصل الاعور وكلمة سماحة شيخ العقل القاها الشيخ كمال ابي المنى ، قائلا:
‎بسم الله الرحمن الرحيم
اسمحوا لي اولا أن انقل اليكم تحيات سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى الذي كلفني وشرفني أن اتكلم باسمه اليوم في هذه المناسبة المؤثرة بعد مرور الزمن على الحادثة الأليمة، مترحماً على أرواح شهداء الوطن بشكل عام وعلى روح الشهيد ميلاد نعوم الخوري بشكل خاص، حاملاً كل مشاعر التعازي لاهله واقربائه ولجميع ابناء قرنايل والمتن.
‎فباسم القيم التي تجمعنا على الخير والسلام،
‎وباسم المحبة التي أوصانا بها السيد المسيح عليه السلام ،وباسم الرحمة التي جاء بها الإسلام والحكمة التي قال بها التوحيد نجتمع اليوم، دروزًا ومسيحيين، أهل بلدة واحدة وتاريخٍ مشترك، لنجدّد العهد على وحدة المصير، والعيش الواحد، والكرامة الإنسانية الجامعة.
 
‎أيها الأحبة،
‎ نحن أبناء أرض واحدة، ووطن واحد، وترابٍ سقته دماء شهدائنا عزاً وعنفوانا في سبيل البقاء والكرامة. نلتقي اليوم لنطويَ صفحةً من التباعد، ولنفتح صفحةً جديدة عنوانُها التسامح والتفاهم والمصالحة الصادقة.
 
‎إن هذه اللحظة المباركة هي انتصار للوعي على الغريزة، وللحكمة على الانفعال، وهي رسالة للأجيال القادمة بأن التسامح ليس ضعفًا، بل قوّةٌ نابعة من الإيمان ومن الانسانية الكامنة في داخلنا.
‎يا أبناء قرنايل، هذه البلدة الطيبة الأبية، ايها الحضور الكريم
‎دعونا نزرع في نفوس أبنائنا قيم الاحترام المتبادل، ونتعاون على بناء مستقبل أفضل لأبنائنا وأحفادنا، حيث لا مكان للكراهية، ولا موطئ قدم للفتنة.
 
‎ختامًا، نقول: المصالحة ليست نهاية طريق، بل هي بدايتُه، وبالنيّة الصافية والتواصل الصادق نصنع غدًا مشرقا يليق بنا جميعًا.
‎بارككم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.