شارك سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى في المأتم الروحي المهيب الذي اقيم للمرحوم الشيخ ابو يوسف سليم محمود زين الدين في بطمة الشوف، برفقة الشيخ الجليل ابو زين الدين حسن غنّام، على رأس وفد من المشايخ ضمنهم اعضاء من المجلس المذهبي ومستشاري مشيخة العقل. الى جانب مشاركة المشايخ الاجلاّء: ابو طاهر منير بركة، ابو فايز امين مكارم، ابو داوود منير القضماني، وجمع كبير من مشايخ خلوات البياضة الشريفة والجبل ووادي التيم، وشخصيات وفاعليات اهلية واجتماعية.
وسبق الصلاة على الجثمان شهادة قدّمها سماحة الشيخ ابي المنى بالراحل، قائلا:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: "وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ". صدق الله العظيم.
وقال أيضاً: "فَيُنَبِّئَكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ".
المحور الأساس هو عمل الانسان اذ لا يقاس الانسان بعمره الزمني ولا بقوته الدنيوية بل بما يعمل من خير وبما يكسب من أجر، والمرحوم الشيخ أبو يوسف سليم محمود زين الدين رحمه الله، كان مثالاً للعمل الصالح، منذ يفاعته ومطلع شبابه، فكان كادّاً على الرزق الحلال، يعمل ببناء الحجر، وهذا ما حدّثني به نجله العزيز الشيخ يوسف، وقد كان يعمل بكدّ يمينه، الى أن اختار أشرف الصناعات وهي الكتابة، فكانت معظم حياته مع كتاب الله العزيز وبين أسطره وآياته وفصوله الشريفة، الى أن اختار حياة البياضة، الخلوة الزاهرة المشرفة التي عاش فيها حوالي عشرين سنة، فكان حانياً على المريدين الطالبين وعلى القاصدين للتتلمذ في الخلوة بصبر وأناة وسعة صدر ومحبة وانكباب على المعلوم الشريف".
اضاف: "الشيخ ابو يوسف كان له الفضل مع أخوانهفي بناد عدد من المقامات والخلوات. حدثني اخي الشيخ محمود فرج انه هو الذي بنى العقود الحجرية في مقام الأمير السيد، وكذلك في خلوة جرنايا كما يقول شيخنا الشيخ ابو زين الدين. وهذا الأجر الكبير الذي حصل عليه، هذا الحصاد الوفير الذي حصده من زرعه، يستحق مثل هذا المشهد، مشهد الشهادة، شهادة"
وتابع: "المشايخ الاجلاء والحضور الكريم، رحم الله الشيخ أبو يوسف، إنه مدرسة في التواضع، إنه مدرسة في المثابرة وفي الثبات، وقد رحل مطمئناً، وكلنا نتمنى ونقول "الله يحسن خاتمتنا"، وخاتمة الشيخ ابو يوسف مشرّفة، هنيئاً له، هنيئاً لمن ختم له بالسعادة، انها البغية وانه المراد. رحمه الله، عظم الله أجوركم، وانا لله وانا اليه راجعون".
ثم امّ سماحة شيخ العقل الصلاة على الجثمان والى جانبه المصلّي الشيخ سلمان ماهر، ليوارى الجثمان الثرى في مدافن العائلة في البلدة.
عاليه
وكان سماحة شيخ العقل شارك امس في مأتم رئيس جمعية الاشراق ورئيس ومدير جمعية الايمان سابقا المرحوم الشيخ ابو علي محسن عارف الجردي في قاعة جمعية الرسالة الاجتماعية في عاليه، الى جانب مشاركة سماحة الشيخ القاضي نعيم حسن، والمشايخ الاجلاء: مكارم وبركة والقضماني وجمع كبير من الاعيان والمشايخ من منطقة الجبل وباقي المناطق.
وقدّم سماحة شيخ العقل شهادة بالراحل، قائلا:
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ." صدق الله العظيم
هذا هو الموت وهذا هو القدر الذي يطال كل إنسان، ولكن الذي يبقى بعد أن يرحل الجسد، هو العمل الصالح، هو الذكر الطيب، والشيخ أبو علي محسن رافقناه عشرات السنوات، فكان نعم الأخ ونعم الصديق ونعم المقدام المندفع لعمل الخير، وللعمل الاجتماعي أكان في مستشفى الإيمان او في مدارس الإشراق أو في مجالات عاليه الرحبة، أو كان في رحلته التي قُدّر لنا أن نترافق وإياه فيها الى الأزهر الشريف في مصر، فكان كما كنت أخبر شيخنا الجليل الشيخ أبو صالح رجا، كان نعم الصديق ونعم الرفيق ونعم الأخ الذي يُختبر في زمن السفر وفي المهمات الصعبة التي كنا فيها في تلك البلاد عندما كنا وكان معنا عشرون أخاً من الاشراق ومن العرفان، فكان الى جانبي نعم الموجّه ونعم الصديق الصدوق. الشيخ أبو علي محسن كان محباً ناصحاً ومندفعاً الى عمل الخير، وكان صابراً ومعطاءً في مختبره وفي مؤسساته وفي ميدان عمله، رحمه الله، وانا لله وانا اليه راجعون".
ثم اقيمت الصلاة ووري الجثمان القرى في مدافن العائلة في المدينة.
شانيه
كذلك شارك سماحة الشيخ ابي المنى في اللقاء الديني الفصلي الذي اقيم في مقام المرحوم الشيخ ابو حسين شبلي ابي المنى في شانيه، بحضور الشيخين الجليلين غنام ومكارم وجمع كبير من المشايخ من منطقة الجبل، وتحدث سماحته عن بعض القضايا العامة، وحث على "التعاون والتوافق في الاستحقاق البلدي وعلى ان يكون دور المشايخ في قراهم وبلداتهم دوراً ايجابياً في تحقيق الوفاق المطلوب، وعدم التحدي والتنافس السلبي"، واشار الى "الواجب الديني في خضم المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة والتي تقضي بالتمسك بالثوابت والعودة الى النفس وتنقيتها من الشوائب وتغذيتها بالمعرفة والحكمة والعمل الصالح".
واستقبل سماحة شيخ العقل في دارته في شانيه وفدا من عائلة الراحل العميد المتقاعد عصام اديب نصرالله، ومن ضمنه، نجليه قاضي المذهب الدرزي منح نصر الله وقائد منطقة جبل لبنان الجنوبي في الامن العام المقدم مازن نصرالله، لشكره على المشاركة في مأتمه ومواساة العائلة برحيله.