سماحة شيخ العقل: للعودة الى الجذور التوحيدية والاجتماعية والوطنية وعدم الخوض في سجالات سياسية وجدالات عقيمة
2025-04-07
أشار سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى الى "صعوبة المرحلة المفصلية التي تمرّ بها المنطقة والموحدون الدروز بصورة خاصة، ممّا يستوجب التبصّر بمآلاتها والعودة الى الجذور التوحيدية والاجتماعية والوطنية، وعدم الأخذ بشائعات من هنا أو اغراءات من هناك"، موجّهاً التحية الى "أهلنا في منطقة بلاد الشام بأسرها، الذين تجمعنا بهم الاخوّة التوحيدية والهوية العربية والدين الاسلامي الحنيف".
كلام سماحة الشيخ أبي المنى جاء خلال لقاء ديني في "خلوات الزنبقية" في بلدة كفرنبرخ الشوف، بمشاركة المشايخ الأجلاء: أبو زين الدين حسن غنام، أبو فايز أمين مكارم، أبو داوود منير القضماني، وجمع كبير من المشايخ، داعياً الى "عدم الخوض في سجالات سياسية وجدالات عقيمة نحن بغنى عنها، وترك الأمور للقيادة السياسية ولمشيخة العقل للتعاطي مع الواقع، بما يخدم مصلحة الطائفة ويثبّت جذورها الروحية والاخلاقية والقومية".
أضاف: "على الموحّدين البدء بتهذيب النفوس اولاً، واصلاح الذات وتطهير الجوارح وصقلها، لتكون النفس كالمرآة الصافية تعكس الحكمة والنور دون كدر او اهتزاز. ومن ثم تنقية المجتمع وتربية الأجيال والتعلّق بالعائلة وبالتماسك الاجتماعي، فهذا هو الدرع الواقية، والاتكال على الله فهو الراعي الصالح ولا يتخلّى عن رعيته الصالحة.
وتخلّل اللقاء حديث ديني قيّم للشيخ ماجد أبو سعد.
وسبق ذلك زيارات قام بها سماحة شيخ العقل في البلدة، لكل من المشايخ: ابو شوقي مهنا البتديني، ابو فادي نايف سعيفان، ابو مهدي فؤاد الاشقر ورئيس لجنة التواصل والعلاقات العامة في المجلس المذهبي الشيخ فادي العطار.
تعازٍ
من جهة ثانية شارك سماحة الشيخ أبي المنى وقدّم التعازي اليوم، على رأس وفد من المشايخ وأعضاء من المجلس المذهبي بمأتم المرحوم الشيخ أبو عمر أمين الاشقر في بلدة الخريبة الشوف، بحضور سماحة الشيخ القاضي نعيم حسن والشيخ منير القضماني ومشايخ من مؤسسة العرفان التوحيدية يتقدّمهم رئيس المؤسسة الشيخ نزيه رافع وجمع كبير من المشايخ والفاعليات والأهالي.
وسبق الصلاة شهادة قدّمها سماحة الشيخ أبي المنى بالراحل، قائلا: "يا أيَّتها النفسُ المُطمئنَّةُ ارجِعي إلى ربِّكِ راضيةً مَرضيَّة فادخلي في عبادي وادخلي جنَّتي". (صدق الله العظيم).
المشايخ الأجلاء، الأخوة جميعاً، المشيّعون الكرام.
خاطب الله سبحانه وتعالى النفس، وقال: "يا أيتها النفس المطمئنة..."، ودعاها الى أن ترجع راضية مرضية، الإطمئنان سبيله وطريقه يكونان في التوحيد وفي الإنسانية، فلكي تكون النفس مطمئنة في مثل هذا اليوم لا بدّ لها أن تعمل بما يؤدي الى الاطمئنان والى ان تكون راضية مرضية. والمرحوم الشيخ أبو عمر سلك مسلك التوحيد والعمل الاجتماعي والإنساني، فكان مطمئناً راضياً مرضياً، كيف لا؟! وهو من كان حاضراً في معظم المناسبات ومعظم قرى الشوف والجبل ، بمسلكه ومحبته، وبكلمته الطيبة وقيامه بالواجب الديني، وبالصلاة بصوته الرخيم والنابع من القلب الطيّب المحبّ".
اضاف: "ايها الشيخ أبو عمر، كما صلّيت على أمواتنا، يصلّى عليك اليوم، وأنت ترحل مطمئناً بشهادة هذا المشهد من المشايخ الأجلاء ومن السادة الكرام، والمشهد يشهد لما قدمته، وهذا بعض من الوفاء لما اعطيت وما قدمت في حياتك، رحمك الله وعظّم أجوركم جميعاً، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
ثم أمّ سماحة شيخ العقل الصلاة والى جانبه المصلّي الشيخ ابو سعيد ريدان الاشقر، ليوارى الجثمان الثرى في مدافن العائلة في البلدة.
وزار بعد ذلك والوفد المرافق ورئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ رافع ومشايخ من المؤسسة منزل المرحوم الشيخ علي زين الدين في البلدة، لاستفقاد عائلته، ولاستذكار دوره الريادي على مستوى العرفان والطائفة والوطن. وكان قدم التعازي بالمرحومة الشيخة ام نعمان ارملة المرحوم الشيخ ابو نعمان توفيق محمد الصيفي في بلدة مشقيتي.
وتلقى سماحة الشيخ أبي المنى اتصالاً من الشيخ أبو حسن يحيى الحجار قائد رجال الكرامة في السويداء. واستقبل في منزله في شانيه، وفداً من آل المصري من صليما، ووفداً آخر من آل زيدان من مرستي.