المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الأحد ٢٢ كانون الأول ٢٠٢٤ - 20 جمادي الثاني 1446
سماحة شيخ العقل شارك في مصالحة بيصور داعيا للتمسك بالهوية الروحية التوحيدية للطائفة ولوحدة الكلمة والموقف

2024-07-12

شارك سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى في مصالحة بلدة بيصور، يرافقه القاضي غاندي مكارم ووفد من المشايخ واعضاء من المجلس المذهبي والمستشارين ومن مديريتي مشيخة العقل والمجلس المذهبي، الى جانب مشاركة الاستاذ وليد جنبلاط وعطوفة الامير طلال ارسلان ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط وسماحة الشيخ نصر الدين الغريب وسماحة الشيخ القاضي نعيم حسن واللواء عباس ابراهيم، والفاعليات السياسية والاجتماعية والاهلية.
 
وقال سماحة الشيخ ابي المنى لدى اصطحابه والشيخ حسن والوزير العريضي اهالي الجاني لمصافحة اهل المجني عليه في بداية اللقاء:
 
"بسم الله الرحمن الرحيم​
الصلحُ والإصلاح أمرٌ فرضٌ من الله عزَّ وجَلّ، وواجبٌ على أهل الفضل وعلى المؤمنين والإخوة.. قال تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"
نعم أيها الإخوة إن المؤمنين إخوة، والموحدين إخوة، وأبناء الجبل وأهل بيصور إخوة وآل ملاعب ملُّهم إخوة، فهل يجوز إلا الإصلاحُ والمصالحة بين الإخوة؟…
قد تُرَدُّ السيئةُ بسيئة مثلِها ولكن العفوَ والإصلاحَ أَولى وأجدر تصديقاً للآية الكريمة: "وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ".
وها نحن نلتقي اليوم في بيصور لدفع السيئة بالحسنة ولنتوّج المساعي الخيّرة بعقد راية الصلح بين الأهل والإخوة، لنطوي صفحةَ الظلم والغضب والانفعال والتخلّي، ونفتحَ صفحةَ العدل والحلم والصفح والتعقّل…
فالجبل يستحقُّ وحدتنا وبيصور تستحقّ مثلَ هذه الساعة المباركة ومثلَ هذا الموقفِ الجامع المشرّف، وآلُ ملاعب بما هم عليه من حكمة وتقوى وعلم ورجولة يستحقّون مثلَ هذا الحضورِ المميّز؛ قيادةً سياسية ورئاسةً روحية وأصدقاءَ وأقارب ومحبّين…
اليوم نحن هنا لنباركَ تلك المساعي الخيّرة ولنشدّ على الأيدي المصافِحة والمصالِحة، ولكي نناشد أبناءَنا في بيصور وفي كل مكان بأن يحتكموا دائماً إلى العقل والقانون قبل وقوع المحذور وألّا يخرجوا عن طريق الحكمة والمعروف… فتصرّفٌ عشوائيٌّ انفعالي قد يُنتج ألماً نفسياً كبيراً، ولحظةُ جهلٍ وغفلة قد تكلّف ساعاتٍ وساعاتٍ من الجهد والتعب لرأب الصّدع والإصلاح…
فلتكن هذه المصالحة العائلية خطوةً أخرى مبارَكة على طريق إنجاز المصالحات وجمع الشمل على مستوى الطائفة وعلى مستوى الوطن…
وكما ان خيارنا الثابت هو التمسك بالهوية العربية والوطنية والإرث الجهادي لأسلافنا المعروفيين دفاعاً عن الأرض والعرض، كذلك فإن خيارَنا وخيارَ المشايخ والقيادة وخيارَ كلّ المخلصين هو التأكيد على الهوية الروحية التوحيدية للطائفة والتماسك الاجتماعي ووحدة الكلمة والموقف".
 
وختم: "اللهمَّ بارك جمعَنا ومصالحتَنا وافتح لنا الباب لكلّ ما يثمرُ خيراً ويُنتجُ محبةً وإلفة".

والقيت بعد ذلك كلمات لكل من الدكتور وليد ملاعب، والوزير السابق غازي العريضي، والامير طلال ارسلان والاستاذ وليد جنبلاط.