"ساهم في عقد المصالحة التاريخية في الجبل وطيّ صفحة الآلام والصدام"
2024-04-06
وكان في استقبال الوفد عضو اللقاء الديمقراطي النائب راجي السعد وحشد من ابناء المنطقة، وتقبل سماحة شيخ العقل والنائب جنبلاط تعازي الوفود المشاركة الى جانب السعد وعائلة الراحل.
شيخ العقل
والقى سماحة الشيخ أبي المنى كلمة بالمناسبة، نوّه خلالها بالنائب السابق السعد ومسيرته الوطنية والانسانية، قائلا:
"عرفنا فؤاد بك السَّعد سليلَ بيتٍ عريق ونهجٍ وطنيٍّ أصيل، وقد تربَّى في رحاب قريةٍ جبليةٍ هادئة مطمئنّة، وفي ظلِّ سنديانةٍ عتيقة راسخة في قِدَمِها ومعناها... حمل معه الأصالةَ الجبلية والقيمَ اللبنانية، وتعلّم من السنديانة معنى الثبات والتجذّر في الأرض، ومن طبيعة الجبل المتنوِّعة الجميلة جمالَ التنوُّع والعيش معاً، فكان بحقٍّ رجلَ الرزانة والحكمة والهدوء والثبات... كان متصالحاً معَ نفسِه ومعَ هويَّتِه المسيحية الوطنية، قبل أن ينشدَ المصالحةَ معَ أبناء جبلِه الموحِّدين، لذلك عملَ بصدقٍ وإخلاصٍ واندفاعٍ مع القائد الرمز وليد بك جنبلاط ومعَ البطريرك صفير، بطريرك الحكمة والمصالحة، ومعَ كلِّ المخلصين لعقد المصالحة التاريخية وطيّ صفحة الآلام والصدام، فأحبَّ أهلَه الموحِّدينَ وأحبُّوه، وسجَّل له اسماً وموقعاً في قلب المختارة وفي قلوبِ أبناء منطقته وأبناء الجبل جميعاً".
اضاف: "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ"، هذا هو أجَلُ فؤاد بك الذي لا مفرَّ منه، وهذا هو قَدَرُه بأن يرحلَ بسلامٍ، متمِّماً واجباتِه الوطنيّةَ والإنسانيّة، وأن يترك وراءه إرثاً غنيَّاً من الإنجازات ومن محبة الناس، وأن يُخلِّف لعائلتِه ومواطنيه وصيّةً مكتوبةً في قلوبِهم بأن يُتمِّموا المصالحةَ بالعمل الحثيث والتعاون المُثمر، وأن يُحصِّنوا الجبلَ والوطنَ بالمحافظة على قيم العيش الواحد والتزامِ القانون، وأن يُكملوا مسيرةَ بناء الدولة وإنقاذ الوطن".
وختم: "لروحه نسأل الراحة والرحمة ولذويه ومحبِّيه ولكم جميعاً طيبَ البقاء والسلامة".