المجلس المذهبي | مجلة الضحي
السبت ٢٧ نيسان ٢٠٢٤ - 18 شوال 1445
سماحة شيخ العقل في ذكرى الإسراء والمعراج: نسأل الله أن يلهم أهلَ الحلِّ والرَّبط التبصُّر السليم بأحوال البلاد والعباد لرفع الظلم عن المسجد الأقصى وغزّة وعموم فلسطين

2024-02-07

وجّه سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى رسالة بمناسبة ذكرى الاسراء والمعراج جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾.
ذكرى الإسراء والمعراج محطةٌ للتأمُّل وفرصةٌ للمسافرة والارتقاء... مسافرة في درجات العلم والمعرفة والحكمة، وارتقاء من أرض الإنسانية إلى سماء الربوبية... هي ذكرى وتذكرة، نحن بأمسِّ الحاجة إليهما، لقوله تعالى: "وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ"، وقوله جلَّ وعلا: "إِنَّ هَٰذِهِۦ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ سَبِيلًا"، ففي إحياء الذكرى منفعة للمؤمنين واستنهاضٌ لهممهم ودفعٌ لهم للإسراء على طريق الخير والإيمان، وفي التذكُّر تذكرةٌ لاتّخاذ السبيل الأقوم والعروج إلى الأعلى، وفي الحالتين؛ أفقيّاً وعاموديَّاً، محاولةٌ وسعيٌ للتقرُّب من الله عزّ وجَلّ، ولتقريب المسافات بين البشر، وللارتقاء بالأرواح والأفكار والقلوب إلى معرفة الله الحقّ وإلى رضاه ورحمته بشفاعة رسولِه الأكرم وبالسير على خُطاه والتحليق في حقائق رسالته".

اضاف: "نحتفي بذكرى الإسراء والمعراج ، كما في كلّ عام، باعتبارها مناسبةً دينية منفتحة على المجال الأرحب والمدى الأرفع، ومساحةً روحية للتلاقي والتآخي وتعزيز المشترَكات الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية، بما يعزز روحَ الايمان في النفوس ويحفظ الكرامة البشرية في رحاب الأفق الروحي الحاضن للجميع والذي لا تحدّه أمور الدنيا ومغرياتها ولا تحدِّدُه أهواؤها وشتّى علائقِها".

وختم: "نسأل الله تعالى بحقّ هذه الذكرى وهذه النعمة، أن يُلهمَ أهلَ الحلِّ والرَّبط في الوطن وفي المنطقة والعالم التبصُّرَ السليمَ بأحوال البلاد والعباد لعلَّهم يرفعون الظلم عن المسجد الأقصى وما حولَه وعن غزَّةَ وأهلِها وعن سائر فلسطين، ويحاسبون المغتصبَ الصهيونيَّ الظالمَ على أعماله الإجراميّة، ولعلّهم يخفِّفون من وطأة النزاعات في غير مكانٍ من العالم، فكوارث الطبيعة كافية وأزمات الدول الفقيرة متراكمة، ولن يُزيلَ عن كاهلِ النَّاس المتألمة وطأةَ الظلم والظلام والمصير المجهول سوى الاقتداءِ بإسراء النبوّة الميمون في موكبِ إسراءٍ حقيقي ٍّنحو أنسنة الدين والدنيا، وبمعراج الرسوليَّة الأكمل في رحلة عروج أسمى نحو الحقّ الذي لا حياة إلّا به ولا انتصار إلّا بالسلام الذي هو اسمُه، ومنه يأتي وإليه يعود".