المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ٠٣ أيّار ٢٠٢٤ - 24 شوال 1445
سماحة شيخ العقل استقبل وفدا من قيادة "حركة حماس" اطلعه على المفاوضات ‏الجارية
وشارك في مناسبة جامعة القديس يوسف: آن الأوان لإنشاء مجلس للشيوخ يكون ‏الإطار المناسب للحوار ويطمئن الطوائف

2024-02-01

‎دعا سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى ‏لإنشاء مجلس للشيوخ يكون الإطار المناسبَ للحوار وصيانةِ العيش المشترَك الذي ‏يرمي إليه، والذي آنَ الأوانُ لتحقيقِه، بحيث تتمثّل فيه الطوائفُ الأساسية، ويكون ‏مصدرَ ٱطمئنان لها، ويكونَ الولاء للوطن أساساً في بناء الدولة.‏‎ ‎ومشدّداً على ‏ضرورة احترام المكونات اللبنانية بعضها بعضا، لأن مَن يُفكِّر بإلغاءِ الآخرِ فهو ‏يُلغي لبنان.‏

‏ كلام سماحة شيخ العقل جاء في كلمة ألقاها في معهد الدراسات الإسلامية ‏والمسيحية في كلية العلوم الدينية في جامعة القديس يوسف في بيروت، بمناسبة ‏الحفل التكريمي لوزير التربية التعليم العالي القاضي عباس الحلبي وأطلاق سيرته ‏الحوارية في كتاب "مغامرة الحوار" للدكتور انطوان افرام البستاني. بمشاركة حشد ‏من ممثلي المراجع الروحية والوزراء والنواب والسفراء والشخصيات الروحية ‏والاجتماعية والتربوية والثقافية والإعلامية.‏
‏ ‏
شيخ العقل
وبعد كلمات لكل من، رئيس الجامعة الدكتور سليم دكاش والوزير السابق طارق ‏متري وعضو لجنة الحوار الاسلامي المسيحي الاستاذ محمد السماك ومؤلف الكتاب ‏د. سلامة ومديرة المعهد د. رولا تلحوق، وتقديم من الإعلامية ألديكو إيليا، ألقى ‏سماحة شيخ العقل كلمة قال فيها:‏
أصحابَ السيادة والسماحة والفضيلة، أصحابَ المعالي والسعادة، حضرةَ رئيسِ ‏الجامعة الأب المحترم الدكتور سليم دكَّاش، حضرةَ الأستاذة رولا تلحوق مديرة معهد ‏الدراسات الإسلامية والمسيحية، معالي الأستاذ طارق متري، الرجلِ الوثيق ‏وصاحبِ الفكر العميق، السائر بهدوء على دروب السلام والاعتدال، سعادة الأستاذ ‏محمد السمّاك، المفكّر الرزين والمرجع الأمين لأهل الحوار والمستحقِّ الدائمِ لجوائز ‏الكبار، حضرةَ الدكتور أنطوان أفرام سلامة مؤلِّف الكتاب المقدَّر وصاحب القول ‏الصادق المعبِّر، حضرةَ العمداء والأساتذة والآباء والشيوخ والعلماء والأصدقاء، أيُّها ‏الأحبّة...‏
يُسعدُني أن أعودَ إلى منبرِ جامعة القديس يوسف ورحابِها من موقعي المرجِعيّ ‏المسؤول، بعد أن أمضيتُ ستَّ سنواتٍ بين صفوفِها وقاعاتِها طالباً محتضَناً ‏بمحبة أسرة معهد الدراسات الإسلامية والمسيحية، واضعاً المدماكَ الأوَّلَ لأخوةٍ ‏موحِّدينَ أعزَّاء تشجَّعوا واندفعوا لخوض مغامرة الحوار التي قادنا إليها الأستاذ ‏عباس الحلبي، وكنَّا أحدَ دعاتِها المخلصين منذ أن طوينا معاً صفحة الحرب والنزاع ‏وانفتحنا بكلِّ كليِّتِنا على ثقافةٍ متأصِّلةٍ في نفوس شيوخِنا الأطهار وتراثِنا المعروفيِّ ‏الأصيل ومسلكِنا التوحيديِّ الشريف. ‏
ولعلَّ خيرَ ما أبدأ به في حضرة أهلِ الإيمان والعلم والحوار دعاءٌ من القلب: اللهمَّ ‏بارك جمعَنا وجامعتَنا، وامنحنا العنايةَ والقدرةَ لحمل رسالةِ المحبة والرحمة والأخوَّة ‏ولنشر ثقافة الحوار والسلام، وٱهدِنا اللهمَّ إلى سَواءِ السبيل وأعِنَّا للارتقاء في طريق ‏الدين والإحسان ولحفظِ كرامة الإنسان وصونِ الأوطان، اللهمَّ أنِر دروبَنا وسدِّد ‏خُطانا لننطُقَ بالكلمة الطيِّبة الصادقة، تلك التي تعلّمناها من أنبياءِ الله الطاهرين ومن ‏كتُبِنا المُنزَلَةِ المُقدَّسة، وراكَمْنا معانيها في معاهدِنا ولقاءاتِنا ومؤتمراتِنا على مدى ‏عشرات السنين.‏
ويُسعدُني اليومَ، أيُّها الأخوةُ والأخوات، أن أكونَ حاضراً في ندوةٍ تكريميّة لأحدِ ‏أبرزِ وجوهِنا الحواريةِ المُشرِقة، ممثّلِ طائفة الموحّدين "الدروز" في اللجنة الوطنية ‏للحوار الإسلامي المسيحي، معالي الوزير الأستاذ عبّاس الحلبي، المعبِّر بصدقٍ عن ‏انفتاح بيئتِه التوحيدية على الحوار، والمناضل في سبيله منذ مطلع شبابه، والمتعمّق ‏في موضوعه محليّاً وعربيَّاً ودوليَّاً، والمساهمِ الأبرزِ في نشر ثقافته في ‏مجتمع أهلِه الموحّدين "الدروز" وبين شيوخِهم وشبابِهم ومؤسساتهم ومثقّفيهم. ‏
مع الأستاذ عباس ورفاقِه الكبار لاحظنا وأيقنّا أنّ العيش الإسلاميَّ المسيحيَّ في ‏لبنان له "نكهةٌ خاصة" تطبعُ المواطنيةَ فيه لأنّ دورَ لبنانَ الفريدَ لا يُختَصَرُ "بجمال ‏طبيعته الجغرافية"، كما قال يوماً أستاذُنا المخضرَم، بل "بكونه مختَبَراً ومَركزاً ‏طليعياً للحوار الإسلامي المسيحي، ونموذجاً يُحتذى به في عالمنا"، مدركين معه أن ‏‏"حوار الحياة" هذا العلاقاتِ الحتميّةَ بين اللبنانيين "تحتاج إلى عملٍ دائم وديناميكية ‏فاعلة سعياً لتنقيتها من شوائب الماضي... ولتوسيع المشترَكات على حساب ‏الخصوصيات، من دون القضاء عليها تحت عنوان الانصهار"، كما ألمح في كتابه ‏‏"الحوار بين الأديان"، وهو ما ٱعتدنا أن نقولَه وإيَّاه: إن حوار الحياة يحتاج إلى ‏تعارفٍ واحترامٍ وتشارُكٍ وانفتاح، لا إلى تجاهلٍ وإلغاءٍ وهيمنةٍ واستقطاب.‏
لكم تمنّى صديقُنا وتمنَّينا معاً أن يحظى الحوارُ باهتمام الدولة وأن لا يظلَّ محصوراً ‏بين النُخَبِ المثقّفة، هذا إذا ما "تحملّتِ الدولةُ مسؤوليتَها وحسمت أمرها حيال العلاقةِ ‏التي يجب أن تقومَ بين الشأنِ الديني والشأن العام"، كما يرى رفيقُ دربِه صاحبُ ‏الكلمة الطيِّبة المؤثِّرة الأمير حارس شهاب في كتابه "الحصنُ الأخير"، داعين ‏إلى نشر ثقافة الحوار في المدارس والجامعات والإعلام والمنتديات، ومتحدِّثين عن ‏أهمية إنشاء وزارةٍ أو هيئة عليا رسمية ترعى الوفاقَ الوطنيَّ والحوار، وعن تغييرٍ ‏في النظام السياسي، بالاتجاه نحو إلغاء الطائفية السياسية وإقامة مجلسٍ للشيوخ، الذي ‏ربما سيكون الإطارَ المناسبَ لهذا الحوار ولصيانةِ العيش المشترَك الذي يرمي ‏إليه، والذي آنَ الأوانُ لتحقيقِه، بحيث تتمثّل فيه الطوائفُ الأساسية، ويكون ‏مصدرَ ٱطمئنان لها، ويكونَ الولاءُ للوطن أساساً في بناء الدولة، مهما كانت المودَّاتُ ‏الخارجية مشروعةً ومؤثِّرة، دون أن نخلطَ بين الدين والسياسة بالشكل النافر الذي ‏يحصل، والذي يقسمُ الولاءَ الوطنيَّ إلى ولاءَين، أحدهما للدولة والوطن، وثانيهما ‏للطائفة أو للحزب الطائفي. ‏
وكما لا يمكنُنا فصلَ الواقع عن التاريخ، وقد تلا علينا القاضي عباس الحلبي ‏بصراحته المعهودة قراءتَه لمراحلِ هذا التاريخ من زمن أجداده التنوخيّين ‏فالمعنيّين، وصولاً إلى الحكم الشهابي وما تخلَّله وأعقبه من نزاعات وتدخُّلاتٍ ‏ومشاحناتٍ وإساءات وخصوماتٍ، كذلك لا يمكنُنا فصلَ لبنانَ عن حقيقته الرساليَّة ‏التي تكرَّست وعادت أقوى وأنصعَ بعد كلِّ مرحلةٍ حرجة وحادثة صداميّة، "فلبنان ‏وإن كان أضعفَ أحياناً ممَّا يتصوّرُ المتوهّمون، إلَّا أنه كان دائماً أصلبَ مما ‏يعتقدُ الكثيرون..."، كما يقول، مُستنتِجاً أن تلك المحطاتِ التاريخيةَ أو التجاربَ أثبتت ‏‏"بأنّ الاعتداءَ على حقوق الطوائف أو تهميشَ إحداها أو عقدَ الاتفاقات على ‏حسابها يُعتبر نوعاً من القفز في المجهول، ولن تُكتبَ له الحياة"، ‏لأنّ احترامَ التاريخ والتراث والعيش المشترك هو الأساس في وحدة الوطن وبقائه، ‏وهذا ما قُلناه ونقولُه باستمرار، فاللبنانيون بحاجة الى التفاهمات والتسويات، حيث لا ‏مفرّ ولا مهرب من العيش معاً، فالمكوِّناتُ الوطنيّة موجودةٌ ولا غنى عنها، والأجدرُ ‏أن تُراعَى هواجسُها وأن يُحترَمَ تاريخُها وموقعُها؛ الكلُّ يجبُ أن يَحترمَ الكلّ، ومَن ‏يُفكِّرُ بإلغاءِ الآخرِ فهو يُلغي لبنانَ، كما قيل، وعلى كل طائفة وعلى كل حزب وعلى ‏كل مكوّن أن يسعى للحفاظ على شريكه، لأنّ القاعدةَ الذهبيةَ للحفاظِ ‏على الصيغةِ اللبنانية، تقضي بأن يسعى كل‎ ‎شريكٍ للمحافظة على شريكه في ‏المواطنة وليس على نفسه فحسب. ‏
لقد مثّل عباس الحلبي هذا الفكرَ التوحيديَّ الوطنيَّ الراقي، كما مثَّلَ جماعتَه الموحِّدة ‏خيرَ تمثيل، فكان جامعاً لاحماً في الهيئة الوطنية المسيحية الإسلامية للحوار وفي ‏الفريق العربي للحوار وفي كلّ الملتقيات المحلية والعربية والدولية، مُدرِكاً أنَّ طائفتَه ‏الموحِّدة كانت كذلك جامعةً لاحمةً موحِّدة، وأنّ الموحِّدين الدروز لا هاجس لهم ‏سوى قيامِ الدولة العادلة الحاضنة للتنوُّع الديني، دولةِ المواطَنة والتفاعل والتكامل ‏والشراكة، لا دولةَ الاستقواء والتنازع والطائفية، وهذا ما ركّز عليه أهلُ الحوار، ‏وفي طليعة طلائعهِم الأستاذ عباس الحلبي الذي أوحى لإخوانه الموحّدين بالدور ‏الملقى على عاتقهم، قائلاً في كتابه "الموحِّدون "الدروز": ثقافةٌ وتاريخ ورسالة": ‏‏"إنّ الموحِّدين "الدروز" لهم دورٌ رائدٌ، ليس على مستوى الحوار بين الطوائف ‏الإسلامية والمسيحية فحسب، بل على مستوى الحوار الإسلامي الداخلي كذلك، من ‏أجل تبديد الهواجس والشكوك وعوامل الحذر والخوف، بالاعتراف بالخصوصيّة ‏وبمشروعية التنوّع والاختلاف"، وهذا ما نؤكِّدُ عليه وما نحن دائبون على ‏تعزيزه منذ أن تولّينا مهامَنا وفتحنا واسعاً بابَ التعاون والتلاقي مع إخوانِنا رؤساءِ ‏الطوائف المسيحية والإسلامية للقيام بدورٍ يَنسجمُ معَ طبيعتِنا الوطنية المُسالِمة وفكرِنا ‏التوحيديّ العرفانيّ وهويّتنا الإسلاميةِ العقلانية.‏
هذا التوجُّه النابعُ من صميم مسلكِنا التوحيديّ القائمِ على الصفاء والسلام والترفُّع عن ‏الأنانية والكراهية، هو ما أعدنا التأكيدَ عليه مراراً معتبرين ما اعتبره الأستاذ عبّاس‎ ‎في كتابه "الحوار بين الأديان: الحالة العربية والنموذج اللبناني" "أنّ الموحِّدينَ ‏الدروز مؤتمَنون على تراث روحي وأخلاقي عريق، وإذا كان قَدَرُهم أن يُنشِئوا ‏لبنانَ الرسالة في مطلع القرن السابع عشر، فإنهم اليومَ مطالَبون بإعادة تجديدِ معنى ‏لبنانَ كمجتمعٍ تعدُّدي"، ومدركين معه أنّ العيشَ الواحدَ "هو جزءٌ من الإيمان ‏الإسلامي ومن الإيمان المسيحي"، وأنّ تأكيدَه العمليَّ يحتاج إلى تحدٍّ واندفاع، لا إلى ‏تخاذلٍ وانهزام، كونَ لبنانَ الرسالةَ "صعبٌ ولكنه ممكن" و"أن الحوار، وإن كان ‏شاقّاً وطويلاً، إلاّ أنه الطريقُ الوحيدُ لجعلِ لبنانَ الصعبِ ممكنَ التحقيق"، كما يقولُ ‏عباس الحلبي ورفاقُه الحواريّون المغامرون الواثقون بغلبة الحقِّ مهما علا الباطلُ ‏واستبدّ. ‏
معالي الوزيرِ العزيز، نفتخرُ بك لأنّك غامرتَ من أجل لبنانَ والإنسان، وناضلتَ من ‏أجل الدور والرسالة، وجاهدتَ لفتح الطريق أمامَ أبناء طائفتك ووطنِك للانخراط في ‏مسيرة الحوار، تلك التي أرسى فكرَها الروحانيَّ اللطيف عندَنا شيوخٌ أطهارٌ أجلَّاء، ‏وأفاض في شرح مفاهيمِها الفلسفية المعمَّقة مفكِّرون كبار، في مقدَّمتِهم كمال جنبلاط ‏‏"في ما يتعدَّى الحرفَ"، وسامي مكارم في أدبِه العرفانيِّ الراقي، وسواهما من ‏أرباب الفكر والانفتاح، ولذا، رأيناك تُرسّخُ تلك المداميكَ بإيمان والتزامٍ وحضورٍ قلَّ ‏مثيلُه، موجّهاً النداءاتِ إلى أهلك الموحدين "الدروز"، قبل سواهم، للخروج من ‏هواجس التاريخ، قائلاً لهم: "أنتم في طليعة المؤمنين بديمومة لبنانَ وبنهائيّته، وبأنّه ‏لجميع أبنائه على قَدَم المساواة، فلا تسعَوا إلى تغليب الانغلاق والتطرّف، بل ساهموا ‏في دعم تفكيركم المنفتح ووعيكم الوطنيِّ ودوركم الوسطيِّ، ولا تتراجعوا".‏
إذا كنَّا مؤمنين بما آمن به الأستاذ عبَّاس ورفاقِه في الفريق العربي للحوار بأنَّ مبدأَ ‏الحوارِ هو "القبولُ بالمشترَك والتعاونُ على أساسه، والإقرارُ بالمختلِف والحوارُ في ‏شأنه"، فلماذا لا يقبلُ بعضُنا بعضاً؟ ولماذا لا نتفهَّمُ هواجسَ الآخرين ولا نسمعُ ‏الصوتَ الصارخَ المُحذِّرَ من الانجرارِ إلى مستنقعِ الموتِ وهاوية الدمار؟ ‏ولماذا لا نعذرُ مَن يخالفُنا الرأيَ والموقفَ؟ بل نجعلُ التخوينَ والتحقيرَ لغةَ التواصل ‏والتخاطب والتجاذب، ونحن على ثقةٍ بأنّ الجميعَ يريدُ لبنانَ الوطنَ القويَّ المعافى، ‏لكنَّهم لا يُقرُّون بالاختلاف ولا يتعاونون في المشترَك، لذلك قُلنا معَ أهلِ الإيمان ‏والاعتدال بأنّ مهمَّةَ الحوار تستحقُّ المغامرة، وأن سيرةَ المغامرينَ تستحقُّ التدوين، ‏وأنّ ما يقومُ به معهدُنا الكريم وجامعتُنا العريقةُ يستحقُّ التنويهَ، ونحن من ‏موقعِنا نباركُ هذه السيرة وتلك المسيرة، وسنبقى على رسالتِنا ومواكبتِنا، نستذكرُ ما ‏تعلَّمناهُ وما علَّمناه، ونذكِّرُ ببعضِ ما قلناه شعراً وما نسجه أولئك الحواريُّون نثراً، ‏بما يعبِّرُ عن مكنون هذه المغامرةِ الرساليةِ الشيِّقة:‏

أخي الموحِّدَ كُــنْ نــاراً علــى علَــمِ ‏‎
قمحاً ورُمحاً، وكنْ كالأرزِ في ‏القممِ‎
لبـــنانُ مَرجِعُنـــا، لبــــنانُ يَجـمعُنــا ‏‎
علــى المــودّةِ والأخــــلاقِ والقِيَــــمِ ‏‎
لبـنان نحــن، وهذا الشـــــرقُ موئلُنا‎
مهدُ الديـــــانة والتـوحيــــدِ من قِــدَم‎
رســـــــالةٌ هوَ، أوفــى من مســاحتِه ‏‎
وإننا رُسُــــــــلُ الإيمــانِ في الأُمـــمِ‎
أنّى ‏اختـــلفنا، تنــوّعنا، فــذاك غِنــىً ‏‎
والأصلُ يجمعُ، والأغصانُ في ‏شَـممِ‎
تراثُنـا واحدــٌ، والعيشُ مشــــــــترَكٌ‎
ونعمــةُ الحُبِّ فــاقت ســــائرَ النِّعــَمِ‎

حفِظكم الله ورعاكم بعين عنايتِه، وليبقَ معهدُكم مِنبراً صادحاً بالكلمة الطيّبة، ‏ورسالتُكم التربويةُ ولَّادةَ الوجوه الحواريّة. دُمتُم ودام عطاؤُكم ودام لبنانُ الرسالة.‏
‏ ‏
وختاما كانت كلمة المحتفى به وزير التربية القاضي عباس الحلبي، شاكرا سماحة ‏شيخ العقل والجامعة والمتكلمين والمشاركين ومقدما له كتاب "مغامرة الحوار"-سيرة ‏القاضي عباس الحلبي الحوارية.‏

لقاءات
‎ ‎واستقبل سماحة شيخ العقل في دار الطائفة في بيروت اليوم وفدا من قيادة "حركة ‏حماس" في لبنان برئاسة د. احمد عبد الهادي، ضم اليه مسؤول العلاقات السياسية ‏والإعلامية عبد المجيد العوض ومسؤول العلاقات الإسلامية بسام خلف. ونقل الوفد ‏تحيات قيادة الحركة لسماحته، وتناول البحث ما يجري في غزة وفلسطين جرّاء ‏العدوانية الإسرائيلية الوحشية ومعركة "طوفان الأقصى" والمفاوضات الجارية على ‏هذا الصعيد. كما شكر الوفد لسماحته مواقفه التضامنية الثابتة مع أبناء غزة والشعب ‏الفلسطيني.‏
‏ ‏
‏ وكان اللقاء مناسبة جدد خلالها سماحة شيخ العقل، "موقفه الإنساني المتضامن تجاه ‏أبناء غزة والضفة والشعب الفلسطيني عموما، لا سيما في الظروف القاسية جدا التي ‏يمر بها"، ومستنكرا "الاعمال العسكرية الإسرائيلية الوحشية تجاه هذا الشعب ‏الصامد على ارضه والمدافع عن حقوقه، بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ". ‏وداعيا "الدول العربية والإسلامية للمبادرة والوقوف الى جانب أبناء غزة، خصوصا ‏مع توقف الاعمال الإنسانية من جانب مؤسسة الغوث "الاونروا"، وحاجة أبناء غزة ‏الى سبل الحياة والصمود الاجتماعي والامن الغذائي على اختلافه، وبذل الجهود ‏الممكنة لوقف الحرب الدائرة، التي آن لها ان تهدأ مع تعاظم احتمالاتها التوسعية تجاه ‏جنوب لبنان أيضا".‏
‏ ‏
‏ وبعد اللقاء صرّح عبد الهادي قائلا: " تشرفنا كوفد قيادي من حركة حماس في ‏لبنان بزيارة سماحة شيخ العقل للطائفة الدرزية الدكتور سامي ابي المنى في هذه ‏الدار العريقة، ولشكره على المواقف المقدرة تجاه الشعب الفلسطيني. وكانت مناسبة ‏لوضعه في آخر التطورات المتعلقة بمعركة "طوفان الأقصى" من جهة، والعدوان ‏الصهيوني على قطاعي غزة والضفة الغربية من جهة ثانية، وهول المجازر التي ‏يرتكبها العدو مدعوما ومغطىً من الولايات المتحدة الأميركية. الامر الذي دفع دولة ‏جنوب افريقيا مشكورة لكي ترفع دعوى إبادة جماعية، وكان القرار الذي صدر عن ‏محكمة العدل الدولية مقدرا ومهما كذلك، باعتباره وضع الكيان في سياق الاجرام ‏والابادة الجماعية". ‏
‏ أضاف: "أكدنا لسماحته ان الشعب الفلسطيني، بالرغم من الثمن الباهظ الذي ‏يدفعه، الا انه يؤمن بحقه وبأن الانجاز الذي تم في ‏‎7‎‏ أكتوبر يستحق الصمود على ‏الارض ومواجهة كل المشاريع التي يسعى العدو لتنفيذها. كما طمئنا سماحته بان ‏المقاومة الفلسطينية وبالذات كتائب الشهيد عز الدين القسام بخير وإنها ما زالت قوية ‏وصامدة ومستمرة بالصمود لفترة طويلة، في مواجهة العدوان الصهيوني، وهي تكبّد ‏العدو في كل يوم خسائر فادحة، الامر الذي جعله عاجزا تماما عن تحقيق أي انجاز ‏ميداني يمكن ان يستثمره في السياسة او المفاوضات. كذلك وضعناه في آخر مسائل ‏الوساطات والاتفاقات الذي نتج عنها لقاء باريس واطّلاع قيادة الحركة عليه، وهي ‏عاكفة على دراسته بالتشاور مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، على قاعدة ان أي ‏اتفاق هنا او هناك يقوم على الانسحاب الكامل والشامل من قطاع غزة ووقف إطلاق ‏النار بشكل دائم". ‏
‏ وختم: "الشعب الفلسطيني نفّذ طوفان الأقصى لأنه يؤمن بحقه ويدرك بان العدو ‏كما الحكومة الصهيونية المتطرّفة تسعى الى تصفية القضية الفلسطينية، وسمعنا من ‏سماحته تقديرا عاليا تجاه الشعب الفلسطيني واستنكارا للمجازر التي ترتكب بحق هذا ‏الشعب وتنويها بهذا الصمود الأسطوري في مواجهة العدو. وبدورنا شكرناه على ‏مواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية والشعب والحق والمقاومة الفلسطينية". ‏
‏ ‏
كذلك استقبل سماحة شيخ العقل مقرر حملة "اسناد غزة-سفينة المطران هيلاري ‏كبوجي" د. هاني سليمان مع وفد، للبحث بدور الحملة راهنا.‏
‏ كما استقبل وفدا من سيدات جمعية "لقاء المحبة -معا نحيا"، لوضع سماحته في ‏أجواء عمل الجمعية وتقديماتها، وشكره على دعمه وتشجيعه لعملها.‏
‏ ومن زوّار سماحة شيخ العقل رئيسة مصلحة الضمان الاجتماعي فرع المرض ‏والامومة السيدة رشا جعفر أبو ضرغم. كذلك استقبل العميد المتقاعد وجيه رافع. ‏وايضا الشاعر عصام الحميدي.‏
‏ وكان استقبل قبل ذلك مدير مكتب المطران جورج ابي يونس للموارنة في ‏المكسيك الأستاذ فريد الدكان. ثم وفدا من جمعية "البيت اللبناني للبيئة" برئاسة الشيخ ‏نظام أبو خزام. وأيضا د. وليد صافي. ‏

وقدم سماحة شيخ العقل التعازي في دار الطائفة بالمرحوم أبو مازن نبيل محمود ‏العيد. ‏
‏