دعا لاستثمار الأوقاف وورشة إصلاحية لبيت اليتيم
شيخ العقل لـ"الأنباء": سنعلن مع الراعي رؤية عملية لجني ثمار المصالحة
2023-09-07
لفتَ شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى إلى أنَّ "زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى الجبل هي خطوةٌ لا بدّ منها وقد أطلقنا على لقاء الزيارة في المكتبة الوطنية في بعقلين، وهي إحدى محطات البطريرك الراعي "ثمار المصالحة وآفاق المستقبل"، إذ إننا بحاجة إلى العمل معاً لإطلاق مشاريع استثمارية تثبِّت أبناء الجبل بأرضهم، فكلما زادت التعقيدات كل ما كانت الحاجة أكبر لاستلهام روح المصالحة، وزيارة البطريرك تصب في هذا الاتجاه، فكلنا معنيّون بلبنان الذي يتسّع للجميع ويحتاج الجميع".
وذكّر أبي المنى في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أنَّ "ما بين لقاء البطريرك صفير والرئيس وليد جنبلاط عام 2001 وزيارة الراعي يوم الجمعة مساراً أكّد حقيقة المصالحة، علماً أنَّ أمور كثيرة قد تغيّرت بين التاريخين، ولكن المصالحة بقيت هي هي وبقيَ الجبل هو هو، ولقاء الجمعة هدفه تثمير المصالحة حيث سوف نُجيب من بعقلين على سؤالٍ أساسيٍّ: كيف يمكن تثمير المصالحة؟"
أمّا في الشقّ السياسي، فدعا أبي المنى كلّ الأفرقاء إلى الاستجابة لدعوة الحوار، لافتاً إلى أنَّنا "لا نريده أن يكون فوق الدستور أو تغييباَ للحياة الديمقراطية، لكننا نؤمن بجمال التسوية التي تحدث عنها كمال جنبلاط، إذ لا جدوى من الامتناع عن الحوار في خضمِّ ما وصل إليه البلد، بينما نوعه وشكله ليس من مهمتي".
ورداً على سؤال، أشارَ أبي المنى إلى أنَّ "الأوقاف الدرزية ليست بالحجم الكبير الذي يتكلمون عنه ومعظم أراضي الأوقاف غير مستثمرة"، مشدداً على أنَّنا نسعى لاستثمار ما يمكن استثماره، "وسنعمل مع الإخوة المسيحيين لاستثمار أوقاف الطائفتين معاً إذا أمكن عبر مشاريع ربما تكون صناعية وزراعية وتجارية وسياحية وخدماتية، لأنَّ الأوقاف غنى للمنطقة ويجب أن تستثمر، وذلك يكون ثمرة من ثمار المصالحة، وبالتالي يعزز الثقة بالجبل والوطن".
وتعليقاً على السجال القائم حول مؤسسة بيت اليتيم الدرزي، قال أبي المنى إنَّ "بيت اليتيم الدرزي مؤسسة تابعة للطائفة وجميع أبناء الطائفة يحترمونها، ونحن معنيون بكرامتها ومستقبلها، وقلنا من اليوم الأول يجب ألا يتدخل أحدٌ بعمل القضاء، كما وأنَّ بعض الأخطاء لا تُحتمل، لكن يجب أن تعالج بكل جديّة ومسؤولية واحترام".
وأضاف: "لا أتدخل بشكل مباشر في هذا الأمر احتراماً للقيمين على المؤسسة، لذا اقترحت إقامة ورشة إصلاحية كبيرة في بيت اليتيم وهذا ما لمسته من رغبة لدى المؤسسة ولدى الشخصيات الكريمة التي تتدخل، ويبقى بيت اليتيم مؤسسة راقية وعريقة يجب الحفاظ عليها".
أمّا عن الانتفاضة التي تشهدها مدينة السويداء منذ أسابيع، فأكّد أبي المنى أنَّ "هناك تواصلاً دائماً مع مشايخ العقل في السويداء ونحن نستطلع الموقف ولا نتدخل مباشرةً، إذ إنّهم جديرون وقادرون على اتخاذ الموقف المناسب، لكننا نحذّر من أن يتحوّل المطلب المعيشي المحق إلى برنامج ربما لا نعرفه"، مستطرداً: "حتّى الآن لا أدرك حقيقة الواقع هناك، ولكن نثق بحكمة المرجعية الحريصة على وحدة الجبل ونحن نشدّ على أيديهم في هذا السياق، إذ إنَّ ما يهمنا أن تكون سوريا قوية موحَّدة، وأن يكون جبل العرب كما إخواننا في السويداء موحّدين وغير انفصاليين، علماً أنهم لا يقبلون الانفصال، كونهم متمسكين برسالة سلطان باشا الأطرش".
وأضاف: "ليس هناك من حركة انفصالية عند الموحدين الدروز، فالموحدون تاريخياً كانوا أمراء الجبل ولم يفكروا بالانفصال وهم في أوج قوّتهم فكيف لنا أن نفكر به اليوم ونحن أقلية؟"، مشدداً على أننا "سنواجه من يريد فصلنا، لأننا باختصار لا نريد أن ننتحر، وسنعمل لتكون الدولة قوية وعادلة، فأمان الدروز في دولتهم لا في دويلتهم".
ولفت أبي المنى إلى أنَّ "رفع الأعلام الدرزية في السويداء لا يعني رغبة بالانفصال بل هو شعار يعتز به أبناء الطائفة، علماً أنَّ مطالب أهل السويداء محقّة وهم ليسوا خانعين، ويجب أن يطالبوا بحقهم بكل جرأة ولكن "لنبقَ متيقظين"".
وفي الشقّ الفلسطينيّ، أشارَ أبي المنى إلى أنَّ "علاقة المودة مع دروز فلسطين المحتلة قائمة وهي تاريخية ولا تزول"، داعياً "اخواننا في الأراضي المحتلة للحفاظ على هويتهم العربية والإسلامية"، ولافتاً إلى أنّه لم يكن "في أجواء وحيثيات زيارة الشيخ علي المعدّي إلى لبنان، لكنه زارني وأكّد على مطالبته بحق التواصل".
وأضاف أبي المنى: "نعوّل على حكمة الشيخ موفق طريف، تماماً كما نعوّل على حكمة الشيخ حكمت الهجري، ونحن وإيَّاهم والمشايخ نؤكد أن الكلمة يجب أن تكون موحّدة، وأن نكون دائماً كمرجعية روحية على بيّنة من الأمور".