المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الخميس ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٤ - 19 جمادي الأول 1446
دعا لاستثمار الأوقاف وورشة إصلاحية لبيت اليتيم
شيخ العقل لـ"الأنباء": سنعلن مع الراعي رؤية عملية لجني ثمار المصالحة

2023-09-07

لفتَ شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى إلى أنَّ "زيارة البطريرك ‏مار بشارة بطرس الراعي إلى الجبل هي خطوةٌ لا بدّ منها وقد أطلقنا على لقاء الزيارة في المكتبة ‏الوطنية في بعقلين، وهي إحدى محطات البطريرك الراعي "ثمار المصالحة وآفاق المستقبل"، إذ ‏إننا بحاجة إلى العمل معاً لإطلاق مشاريع استثمارية تثبِّت أبناء الجبل بأرضهم، فكلما زادت ‏التعقيدات كل ما كانت الحاجة أكبر لاستلهام روح المصالحة، وزيارة البطريرك تصب في هذا ‏الاتجاه، فكلنا معنيّون بلبنان الذي يتسّع للجميع ويحتاج الجميع". ‏
‏ ‏
وذكّر أبي المنى في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أنَّ "ما بين لقاء البطريرك صفير والرئيس وليد ‏جنبلاط عام 2001 وزيارة الراعي يوم الجمعة مساراً أكّد حقيقة المصالحة، علماً أنَّ أمور كثيرة قد ‏تغيّرت بين التاريخين، ولكن المصالحة بقيت هي هي وبقيَ الجبل هو هو، ولقاء الجمعة هدفه تثمير ‏المصالحة حيث سوف نُجيب من بعقلين على سؤالٍ أساسيٍّ: كيف يمكن تثمير المصالحة؟" ‏
‏ ‏
أمّا في الشقّ السياسي، فدعا أبي المنى كلّ الأفرقاء إلى الاستجابة لدعوة الحوار، لافتاً إلى أنَّنا "لا ‏نريده أن يكون فوق الدستور أو تغييباَ للحياة الديمقراطية، لكننا نؤمن بجمال التسوية التي تحدث ‏عنها كمال جنبلاط، إذ لا جدوى من الامتناع عن الحوار في خضمِّ ما وصل إليه البلد، بينما نوعه ‏وشكله ليس من مهمتي".‏
‏ ‏
ورداً على سؤال، أشارَ أبي المنى إلى أنَّ "الأوقاف الدرزية ليست بالحجم الكبير الذي يتكلمون عنه ‏ومعظم أراضي الأوقاف غير مستثمرة"، مشدداً على أنَّنا نسعى لاستثمار ما يمكن استثماره، ‏‏"وسنعمل مع الإخوة المسيحيين لاستثمار أوقاف الطائفتين معاً إذا أمكن عبر مشاريع ربما تكون ‏صناعية وزراعية وتجارية وسياحية وخدماتية، لأنَّ الأوقاف غنى للمنطقة ويجب أن تستثمر، وذلك ‏يكون ثمرة من ثمار المصالحة، وبالتالي يعزز الثقة بالجبل والوطن". ‏
‏ ‏‏
وتعليقاً على السجال القائم حول مؤسسة بيت اليتيم الدرزي، قال أبي المنى إنَّ "بيت اليتيم الدرزي ‏مؤسسة تابعة للطائفة وجميع أبناء الطائفة يحترمونها، ونحن معنيون بكرامتها ومستقبلها، وقلنا من ‏اليوم الأول يجب ألا يتدخل أحدٌ بعمل القضاء، كما وأنَّ بعض الأخطاء لا تُحتمل، لكن يجب أن ‏تعالج بكل جديّة ومسؤولية واحترام".‏
‏ ‏
وأضاف: "لا أتدخل بشكل مباشر في هذا الأمر احتراماً للقيمين على المؤسسة، لذا اقترحت إقامة ‏ورشة إصلاحية كبيرة في بيت اليتيم وهذا ما لمسته من رغبة لدى المؤسسة ولدى الشخصيات ‏الكريمة التي تتدخل، ويبقى بيت اليتيم مؤسسة راقية وعريقة يجب الحفاظ عليها". ‏
‏ ‏
أمّا عن الانتفاضة التي تشهدها مدينة السويداء منذ أسابيع، فأكّد أبي المنى أنَّ "هناك تواصلاً دائماً ‏مع مشايخ العقل في السويداء ونحن نستطلع الموقف ولا نتدخل مباشرةً، إذ إنّهم جديرون وقادرون ‏على اتخاذ الموقف المناسب، لكننا نحذّر من أن يتحوّل المطلب المعيشي المحق إلى برنامج ربما لا ‏نعرفه"، مستطرداً: "حتّى الآن لا أدرك حقيقة الواقع هناك، ولكن نثق بحكمة المرجعية الحريصة ‏على وحدة الجبل ونحن نشدّ على أيديهم في هذا السياق، إذ إنَّ ما يهمنا أن تكون سوريا قوية ‏موحَّدة، وأن يكون جبل العرب كما إخواننا في السويداء موحّدين وغير انفصاليين، علماً أنهم لا ‏يقبلون الانفصال، كونهم متمسكين برسالة سلطان باشا الأطرش".‏
‏ ‏
وأضاف: "ليس هناك من حركة انفصالية عند الموحدين الدروز، فالموحدون تاريخياً كانوا أمراء ‏الجبل ولم يفكروا بالانفصال وهم في أوج قوّتهم فكيف لنا أن نفكر به اليوم ونحن أقلية؟"، مشدداً ‏على أننا "سنواجه من يريد فصلنا، لأننا باختصار لا نريد أن ننتحر، وسنعمل لتكون الدولة قوية ‏وعادلة، فأمان الدروز في دولتهم لا في دويلتهم". ‏
‏ ‏
ولفت أبي المنى إلى أنَّ "رفع الأعلام الدرزية في السويداء لا يعني رغبة بالانفصال بل هو شعار ‏يعتز به أبناء الطائفة، علماً أنَّ مطالب أهل السويداء محقّة وهم ليسوا خانعين، ويجب أن يطالبوا ‏بحقهم بكل جرأة ولكن "لنبقَ متيقظين"". ‏
‏ ‏
وفي الشقّ الفلسطينيّ، أشارَ أبي المنى إلى أنَّ "علاقة المودة مع دروز فلسطين المحتلة قائمة وهي ‏تاريخية ولا تزول"، داعياً "اخواننا في الأراضي المحتلة للحفاظ على هويتهم العربية والإسلامية"، ‏ولافتاً إلى أنّه لم يكن "في أجواء وحيثيات زيارة الشيخ علي المعدّي إلى لبنان، لكنه زارني وأكّد ‏على مطالبته بحق التواصل". ‏
‏ ‏
وأضاف أبي المنى: "نعوّل على حكمة الشيخ موفق طريف، تماماً كما نعوّل على حكمة الشيخ ‏حكمت الهجري، ونحن وإيَّاهم والمشايخ نؤكد أن الكلمة يجب أن تكون موحّدة، وأن نكون دائماً ‏كمرجعية روحية على بيّنة من الأمور".‏