المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الخميس ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٤ - 19 جمادي الأول 1446
سماحة شيخ العقل استقبل البطريرك ميناسيان: لإنتاج الحل الذي ينتظره الجميع

2023-06-03

استقبل سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى في دارته في شانيه البطريرك روفائيل ‏بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك في اطار زيارته منطقة الجبل، ‏برفقة وفد ضم: الوزير السابق ريشار قيومجيان والمطران جورج اسادوريان ومسؤول العلاقات العامة شربل بسطوري ‏والآباء: رافي اوهانسيان وآرام ابراهاميان وكارو كلنجيان وفاعليات، بحضور قاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم ‏ومستشاره الاعلامي الشيخ عامر زين الدين المكلّف تنسيق الزيارة ومشايخ واعضاء من المجلس المذهبي وممثلين عن ‏مؤسسة العرفان التوحيدية ورئيس بلدية شانيه حسين ابي المنى وفاعليات من البلدة.‏
‏ والقى البطريرك ميناسيان كلمة جاء فيها: "سماحة شيخ العقل الاخ سامي ابي المنى، اولاً اود ان أشكركم على ضيافتكم لي ‏في دياركم، هذه الدعوة اعتبرها سلسلة مشوار جنباً لجنب، في سبيل شهادة حب اخوي يعمل حقا بروح الوطنية الصادقة ‏والتعايش سويا في خدمة الاله الواحد. في ديننا المسيحي نؤمن بروح والله الذي يُلهمنا بالاعمال الصالحة ويُذكّرنا بالنعم التي ‏نلبسها يومياً من الله الاب الذي يرانا ويعيش معنا متمنياً علينا بأن نكون أولاده الاطهار ومحبين لبعضهم البعض".‏
اضاف: "ما هي المحبة غير التضحية في سبيل اسعاد بعضنا البعض، اليوم انا اشعر بالسعادة بوجودي واخويتنا في دياركم، ‏اشعر بالفرح لان المحبة المنشودة تفوح على وجوهنا اجمع، اشعر بالفرح لانني، وانا بينكم ذاكرتي تاخذني الى صفحات ‏التاريخ، تاريخ الماضي الذي يتكرر اليوم بضيافتكم لنا.‏
‏ وختم: "في الماضي البعيد الارمن وديرهم في كسروان كانوا على علاقة وطيدة واهل الجبل اذ اعتبر نفسي واخوتي نواباً ‏ووزراء وشعبا واكليروس تكملة لما كان من تعايش واخوّة ولا يزال، وأومن بانه سيُكمل المسيرة الى مستقبل افضل وانشط ‏ووطنا يحوي الجميع ويرعاهم، تحت سمائه بالتساوي".‏
‏ ‏
شيخ العقل
ورد سماحة شيخ العقل بكلمة ترحيبية قائلا: "اشكركم اولا صاحب الغبطة على كلمتكم الطيبة وعلى تشريفكم إلى دارنا في ‏هذا الصباح الجميل المبارك مع الأخوة جميعاً، أصحاب السيادة وصاحب المعالي، الأخوة من المشايخ الأحباء في المجلس ‏المذهبي وفي البلدة والأخوة من مؤسسة العرفان التوحيدية أن نستقبلكم معاً في هذا الصباح وما تفضلتم به يعبّر عن لسان ‏حالنا. قال تعالى: "وَاعتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ولا تَفَرَّقُوا"، هذه دعوة إلهية أن نعتصم بحبل الله، أن لا نتفرق، أن نجتمع، أن ‏نكون أخوة دائماً، أخوة في المجتمع وفي الوطن وفي الانسانية، وقال تعالى: "إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أتْقاكُمْ"، لم يقلْ إن أكرمكم ‏عند الله هو أشدّكم زنداً وأقواكم عدائيةً بل قال أتقاكم. والتقوى تشمل الصفات الطيّبة، القرب من الله سبحانه وتعالى والقرب ‏من الإنسان، أخينا الإنسان، بقدر ما نكون قريبين من الله ومن الإنسان بقدر ما نكون أتقياء ومكرّمين عند الله سبحانه وتعالى. ‏ما يجمعنا كثير، فرسالتنا رسالة واحدة، هي رسالة المحبّة هي رسالة الأخوة هي رسالة العيش الواحد هي رسالة بناء الإنسان ‏لبناء المجتمع لبناء الوطن ولبناء الإنسانية. في الوطن هناك تحدّيات كبيرة نواجهها معاً وتحتاج إلى كلمتنا الموحّدة، تحتاج ‏إلى صلواتنا وتحتاج إلى توصياتنا ونداءاتنا المشتركة لنحثّ المسؤولين على المبادرة إلى إيجاد الحلول المناسبة التي تريح ‏الشعب، تريح الناس".‏
‏ ‏
‏ اضاف: "نحن اليوم في خضم الدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهورية، ولأن نُعليَ الصوت فانما لكي نحثّ المسؤولين على ‏التوافق لانتخاب رئيس قادر على جمع اللبنانيين وعلى إصلاح ما فسد وعلى ترميم علاقة لبنان مع الدول العربية ومع الخارج ‏وعلى إنقاذ الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه جميع اللبنانيين. دعوتنا تتلاقى مع دعوة غبطة البطريرك الراعي، مع دعوات ‏أصحاب السماحة والغبطة الذين يجب أن تكون كلمتهم محفّزة للسياسيين، لذلك آن الأوان أن نختم هذا الجرح. دعوتنا لجميع ‏المسؤولين أن يحكّموا ضمائرهم وأن يعملوا بعقول منفتحة وبقلوب صافية لإنتاج هذا الحل الذي ننتظره والذي لم يعد من ‏المصلحة أبداً أن يتأخر، كلّما نلتقي مع مرجعية روحية كلّما يكبر الأمل في قلوبنا بأننا قادرون على الإلتقاء والارتقاء وعلى ‏عقد لقاءات وقمم روحية قادرة أن تحرّك الوضع، الناس تنتظرنا وتتطلّع إلينا كأننا قارب نجاة، نحن صوتنا يجب أن يوجّه ‏وأن يكون الشراع الذي يقود هذه السفينة على الأقل روحياً وأخلاقياً، أما العمل السياسي فهذا ليس من شأننا، كلمتنا يجب أن ‏تحفزهم وأن تحثّهم على إنتاج الحل، هذا هو نداؤنا وهذه هي صلاتنا في هذه الصبيحة المباركة".‏

وزار البطريرك مانسيان بعد ذلك محمية ارز الشوف حيث زرع شجرة ارز في غابة ارز الباروك ومؤسسة العرفان ‏التوحيدية التوحيدية في السمقانية وكان في استقباله رئيسها الشيخ نزيه رافع واداريين ووكيل داخلية الشوف في الحزب ‏التقدمي الاشتراكي د. عمر غنّام.‏
‏ والقى الشيخ رافع كلمة ترحيبية، مؤكدا على دور المؤسسة واهمية الزيارة، وكلمة شكر للبطريرك ميناسيان، وتبع ذلك ‏جولة في ارجاء المؤسسة لا سيما المتحف وغداء شارك فيه سماحة شيخ العقل الدكتور سامي ابي المنى والحضور تكريما ‏للزيارة، مرحباً بصاحب الغبطة في "بيته العرفاني". وختاما زيارتين لمطرانية بيت الدين المارونية وكنيسة الكاثوليك في دير ‏القمر.‏