2023-06-03
والقى البطريرك ميناسيان كلمة جاء فيها: "سماحة شيخ العقل الاخ سامي ابي المنى، اولاً اود ان أشكركم على ضيافتكم لي في دياركم، هذه الدعوة اعتبرها سلسلة مشوار جنباً لجنب، في سبيل شهادة حب اخوي يعمل حقا بروح الوطنية الصادقة والتعايش سويا في خدمة الاله الواحد. في ديننا المسيحي نؤمن بروح والله الذي يُلهمنا بالاعمال الصالحة ويُذكّرنا بالنعم التي نلبسها يومياً من الله الاب الذي يرانا ويعيش معنا متمنياً علينا بأن نكون أولاده الاطهار ومحبين لبعضهم البعض".
اضاف: "ما هي المحبة غير التضحية في سبيل اسعاد بعضنا البعض، اليوم انا اشعر بالسعادة بوجودي واخويتنا في دياركم، اشعر بالفرح لان المحبة المنشودة تفوح على وجوهنا اجمع، اشعر بالفرح لانني، وانا بينكم ذاكرتي تاخذني الى صفحات التاريخ، تاريخ الماضي الذي يتكرر اليوم بضيافتكم لنا.
وختم: "في الماضي البعيد الارمن وديرهم في كسروان كانوا على علاقة وطيدة واهل الجبل اذ اعتبر نفسي واخوتي نواباً ووزراء وشعبا واكليروس تكملة لما كان من تعايش واخوّة ولا يزال، وأومن بانه سيُكمل المسيرة الى مستقبل افضل وانشط ووطنا يحوي الجميع ويرعاهم، تحت سمائه بالتساوي".
شيخ العقل
ورد سماحة شيخ العقل بكلمة ترحيبية قائلا: "اشكركم اولا صاحب الغبطة على كلمتكم الطيبة وعلى تشريفكم إلى دارنا في هذا الصباح الجميل المبارك مع الأخوة جميعاً، أصحاب السيادة وصاحب المعالي، الأخوة من المشايخ الأحباء في المجلس المذهبي وفي البلدة والأخوة من مؤسسة العرفان التوحيدية أن نستقبلكم معاً في هذا الصباح وما تفضلتم به يعبّر عن لسان حالنا. قال تعالى: "وَاعتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ولا تَفَرَّقُوا"، هذه دعوة إلهية أن نعتصم بحبل الله، أن لا نتفرق، أن نجتمع، أن نكون أخوة دائماً، أخوة في المجتمع وفي الوطن وفي الانسانية، وقال تعالى: "إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أتْقاكُمْ"، لم يقلْ إن أكرمكم عند الله هو أشدّكم زنداً وأقواكم عدائيةً بل قال أتقاكم. والتقوى تشمل الصفات الطيّبة، القرب من الله سبحانه وتعالى والقرب من الإنسان، أخينا الإنسان، بقدر ما نكون قريبين من الله ومن الإنسان بقدر ما نكون أتقياء ومكرّمين عند الله سبحانه وتعالى. ما يجمعنا كثير، فرسالتنا رسالة واحدة، هي رسالة المحبّة هي رسالة الأخوة هي رسالة العيش الواحد هي رسالة بناء الإنسان لبناء المجتمع لبناء الوطن ولبناء الإنسانية. في الوطن هناك تحدّيات كبيرة نواجهها معاً وتحتاج إلى كلمتنا الموحّدة، تحتاج إلى صلواتنا وتحتاج إلى توصياتنا ونداءاتنا المشتركة لنحثّ المسؤولين على المبادرة إلى إيجاد الحلول المناسبة التي تريح الشعب، تريح الناس".
اضاف: "نحن اليوم في خضم الدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهورية، ولأن نُعليَ الصوت فانما لكي نحثّ المسؤولين على التوافق لانتخاب رئيس قادر على جمع اللبنانيين وعلى إصلاح ما فسد وعلى ترميم علاقة لبنان مع الدول العربية ومع الخارج وعلى إنقاذ الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه جميع اللبنانيين. دعوتنا تتلاقى مع دعوة غبطة البطريرك الراعي، مع دعوات أصحاب السماحة والغبطة الذين يجب أن تكون كلمتهم محفّزة للسياسيين، لذلك آن الأوان أن نختم هذا الجرح. دعوتنا لجميع المسؤولين أن يحكّموا ضمائرهم وأن يعملوا بعقول منفتحة وبقلوب صافية لإنتاج هذا الحل الذي ننتظره والذي لم يعد من المصلحة أبداً أن يتأخر، كلّما نلتقي مع مرجعية روحية كلّما يكبر الأمل في قلوبنا بأننا قادرون على الإلتقاء والارتقاء وعلى عقد لقاءات وقمم روحية قادرة أن تحرّك الوضع، الناس تنتظرنا وتتطلّع إلينا كأننا قارب نجاة، نحن صوتنا يجب أن يوجّه وأن يكون الشراع الذي يقود هذه السفينة على الأقل روحياً وأخلاقياً، أما العمل السياسي فهذا ليس من شأننا، كلمتنا يجب أن تحفزهم وأن تحثّهم على إنتاج الحل، هذا هو نداؤنا وهذه هي صلاتنا في هذه الصبيحة المباركة".
وزار البطريرك مانسيان بعد ذلك محمية ارز الشوف حيث زرع شجرة ارز في غابة ارز الباروك ومؤسسة العرفان التوحيدية التوحيدية في السمقانية وكان في استقباله رئيسها الشيخ نزيه رافع واداريين ووكيل داخلية الشوف في الحزب التقدمي الاشتراكي د. عمر غنّام.
والقى الشيخ رافع كلمة ترحيبية، مؤكدا على دور المؤسسة واهمية الزيارة، وكلمة شكر للبطريرك ميناسيان، وتبع ذلك جولة في ارجاء المؤسسة لا سيما المتحف وغداء شارك فيه سماحة شيخ العقل الدكتور سامي ابي المنى والحضور تكريما للزيارة، مرحباً بصاحب الغبطة في "بيته العرفاني". وختاما زيارتين لمطرانية بيت الدين المارونية وكنيسة الكاثوليك في دير القمر.