المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ٠٣ أيّار ٢٠٢٤ - 24 شوال 1445
سماحة شيخ العقل استقبل الوزيرة الصلح شاكرا لمؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية دعمها

2022-12-13

استقبل سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى في دار الطائفة - بيروت نائب رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية الوزيرة السابقة ليلى الصلح حماده، التي اعلنت عن تقديم الدعم للصندوق الخيري الانمائي للمساهمة في تغطية جزء من نفقات الطبابة والاستشفاء التي يتحملها الصندوق، وشارك في استقبال الوزيرة الصلح والوفد المرافق، مشايخ وأعضاء في المجلس المذهبي وإداريين من المجلس ومشيخة العقل.
 
شيخ العقل
والقى سماحة الشيخ ابي المنى كلمة بالمناسبة جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحبة المعالي السيدة ليلى الصلح حمادة نائب رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية...
باسمنا وباسم إخواننا المشايخ والأخوة والأخوات في مشيخة العقل والمجلس المذهبي نرحب بك في رحاب دار طائفة الموحدين الدروز سيدةً كريمةً معطاء، تمثِّلين مؤسسةً إنسانيةً خيريةً رائدة.
نرحِّب بكم في دارِنا الجامعة، حيث تتلاقى إرادةُ الخير والعطاء بين الدار والمؤسسة؛ مرةً حينما نطرقُ نحن بابَ مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية لمواكبتنا في بداية مسيرة المجلس المذهبي في العام 2010، ومرةً حينما تطرق المؤسسةُ بابَنا للمساعدة التلقائية بدافع المحبة وعمل الخير، كما هو حاصلٌ اليومَ من خلال مبادرة كريمة مخصَّصة لمساندتنا في عملِنا الاجتماعي الإنساني، والتي تأتي في مكانها وزمانها المناسبَين، وتشكِّلُ حافزاً لنا ولمجلسنا المذهبي للمزيد من تحمُّل المسؤولية تجاه أهلنا المستحقِّين.
والعنوان واحدٌ في المرَّتين: عملٌ إنسانيّ تمرَّست به صاحبةُ المعالي منذ أن لمع حضورُها الوطنيِّ والإنسانيِّ في لبنان، وهي العريقةُ الأصل والواضحةُ التوجُّه، ومنذ أن تصدَّرت مؤسسةُ الوليد بن طلال الإنسانية قائمةَ المؤسسات الأكثر عطاءً في لبنان، وبرزت في غير مكان من المنطقة والعالم، فبلسمت الجراح وساهمت في تجهيز المؤسسات الخيرية وبذلت ما بذلته في سبيل الخير العام، ومنذ أن أدرك رئيسُها سموُّ الأمير الوليد بن طلال أن الله سبحانه وتعالى هو المُوفي والمُجزي على الحسنة بالحسنات وعلى ذرَّة الخير بذرَّاتٍ وذرَّات، لقوله تعالى: "مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا"، و"مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ".
 
صاحبةَ المعالي، أيُّها الكرام،
إنَّ الظروف التي تمرُّ بها البلاد صعبةٌ وقاسية، ونسبةَ الفقر تتضاعف، ومتطلباتِ الحياة تزداد باطِّراد، وأبوابَ المعيشة الكريمة تُقفل يوماً بعد يوم، وعلى الأخصّ في مجال الطبابة والاستشفاء والتغذية والسكن والتعليم والتدفئة وغيرها، في انهيار مخيفٍ وغير مسبوق، ممَّا يستدعي تظافرَ الجهود والتعاضدَ الاجتماعي وتنظيمَ العمل للوقوف إلى جانب أهلِنا ودعمِ مؤسساتنا الصحية والتعليمية والاجتماعية والقضائية، وهذا ما نسعى إليه الى جانب القيادة السياسية في الطائفة ومن خلال إطلاقنا "الصندوقَ الخيري الإنمائي" منذ أن تولَّينا مهامَنا في مشيخة العقل ورئاسةِ المجلس المذهبي، وفي إطلاق برنامج التعاضد الاجتماعي "سند" في اللجنة الاجتماعية في المجلس بالتعاون مع تجمُّع الهيئات النسائية في الجبل، والذي سيكون السندَ الحقيقيَّ لأهلِنا المحتاجين بحسن إدارته وشفافيته، وإذا ما تيسَّرت له سُبُل الدعم الواسع من أبنائنا وإخواننا المقيمين والمغتربين ومن المؤسسات الداعمة.
 
أملُنا كبير أن تنهضَ الدولة من كبوتها وأن تتمكن من معالجة الفساد ومن إعادة بناء مؤسساتها واستعادة ثقة المجتمع الدولي بها وثقة اللبنانيين أنفسِهم بدولتهم، ورجاؤنا أن يكفَّ المسؤولون عن المناكفات وأن يعقدوا العزم على بناء دولةٍ عصريَّة تستثمر ثرواتها بتعاونٍ وحسٍّ وطنيٍّ وشفافيةٍ وتطلُّعٍ إلى المستقبل، لا إلى الوراء.
 
معالي السيدة الفاضلة؛ سيدةِ العمل الإنساني، حتى ذلك الحين أنتم وأمثالُكم من أهل العطاء والأريحية ضمانةُ الخير في هذا الوطن، ولا أظنُّكم تستاؤون إذا ما عادت الدولة إلى رشدها بل تزدادون ثقة واندفاعاً للمساهمة في إنجاح مسيرتِها، ومعها تستمرُّون.
 
الشكر والتقدير والدعاءُ لسموِّ الأمير الوليد بن طلال رعاه الله وجزاه خيراً وأسبل عليه نعمة الصحة والعافية والأمان، والشكرُ موصولٌ لك صاحبةَ المعالي، أدامك الله كما أنتِ وأكثر؛ صاحبةَ القلب الخيِّر والكلمة الطيِّبة واليد المعطاء، وأدام مؤسستَكم الإنسانية رائدةَ المؤسسات الخيرية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الصلح
 كما القت الوزيرة الصلح كلمة قائلة:" نعود مجددا الى هذه الدار وقد دخلناها سابقا وسندخلها دائما باذن الله، لنجتمع على الخير ولما فيه مصلحة الانسان عموما وابناء هذه الطائفة الكريمة خصوصا... زيارتنا جاءت بعد التداول مع صاحب السماحة في كيفية تخطي بعض الصعاب التي يعاني منها ابناء هذه الطائفة في تأمين الحد الادنى من الطبابة والاستشفاء... وقد ارتأينا معا ان ندعم الصندوق الخيري الانمائي لتغطية النفقات الاستشفائية التي افدنا بها لمدة سنة كاملة علّنا نساعد قليلا في تخطي هذه الضائقة.

ايها الاخوان الموحدون، قيل يوما ان رجلا سأل النبي عليه الصلاة والسلام متى الساعة يا رسول الله؟ قال:" ما أعددت لها؟ قال :" ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكنني أحب الله ورسوله. قال عليه الصلاة والسلام:" أنت إذن مع من أحببت ". ومن أحب الله فهو من أعظم ما يقربه الى الله"، وفي نظر أهل التوحيد لا يصل المرء الى التوكل على الله والتسليم بقضائه الا بمحبته سبحانه إذ يُحقّق طهارته في حب الله ". واجتمعنا على هذا القانون الالهي ولم يدم الجمع بل تفرّق المحبّون بين اهل الشريعة، اهل التمسك بالنص وبين اهل الطريقة، اهل التمسك بالتأويل وذهبتم انتم بعيدا في البحث عن الحقيقة الالهية فاكتسبتم اسمها ولكن ليطلع عليها فقط نخبة من العارفين العقّال.

ايها الحضور الكريم، اليوم لا رئيس وجسم مستقيل وحاكمية تستفيض.. يدها تحرّم الدواء منعا للشفاء وقدمها غارقة في النفايات موتا للأبرياء فبأيّ آلاء ربها ستَحْكُم البلاد؟ وأخيرا هل كتب علينا ان ندعو للنازح بالاستيلاد شهريا حتى نُستظل أمنيا ونُرضي الخارج سياسيا؟
أخشى ان يأتي يوم لن يبقى من الوطن الا رسمه ومن لبنان الا اسمه وسيقف لبنان آنذاك امام بارئه كما وقف الحلاج الفيلسوف الصوفي قبيل استشهاده ليقول:" هؤلاء عبادك قد اجتمعوا لقتلي تعصّبا لدينك وتقرّبا اليك فاغفر لهم ". اما نحن فلن نغْفُر.
وتسلمت الوزيرة الصلح هدية تذكارية من شيخ العقل عبارة عن كتاب قيم بعنوان "الزخرفة الشرقية" للخطاط والفنان مروان العريضي.