المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ١٥ تشرين الثاني ٢٠٢٤ - 14 جمادي الأول 1446
سماحة شيخ العقل رعى إطلاق برنامج "سند" التعاضدي الاجتماعي: "زمن تراكم ‏المصاعب وتعاظم التحديّات"‏

2022-06-30

رعى سماحة‎ ‎شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى في دار ‏طائفة‎ ‎‏– بيروت اليوم حفل إطلاق برنامج "سند" التعاضدي الاجتماعي، بدعوة من اللجنة ‏الاجتماعية في المجلس المذهبي وتجمّع الجمعيات النسائية في الجبل. ‏
‏ وشارك في المناسبة السيدة نورا وليد جنبلاط والهيئة الإدارية لتجمع الجمعيات في ‏الجبل برئاسة السيدة فريدة الريس واللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي برئاسة ‏المحامية غادة جنبلاط ورئيسة الاتحاد النسائي التقدمي منال سعيد، وممثلين عن شركة ‏سوفتيك، الى جانب امين سر المجلس المذهبي المحامي نزار البراضعي وعدد من اعضاء ‏مجلس الإدارة: اللواء شوقي المصري، الشيخ عماد فرج، والأساتذة: ناجي صعب، ‏نشأت هلال، د. عماد الغصيني وعدد من أعضاء المجلس المذهبي، والمدير العام الأستاذ ‏مازن فياض ومدير مشيخة العقل الأستاذ ريّان حسن والجمعيات النسائية في منطقة الجبل‎.‎
‏ ‏
‏ النشيد الوطني استهلالا، ثم القى مقرر اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي الاستاذ اسامة ‏ذبيان كلمة ترحيبية قائلا: "نعيش اليوم أوقاتاً عصيبة وأزمات اقتصادية ومعيشية متتالية، ‏في ظل اهتراء تام وانهيار دراماتيكي لكل مؤسسات الدولة ومرافِقِها الحيوية لا سيما ‏الصحية والتعليمية والاجتماعية،‎ ‎هذا ما دفع اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي الى ‏تكثيف جهودها وتفعيل برامجها لناحية التغطية الصحية والمساعدات التربوية ‏والاجتماعية صونا لكرامة أهلنا وتلبية لحاجاتهم الملحة‎.‎‏ الا أنه ومع انهيار قيمة ‏الاعتمادات المتوفرة وعدم كفايتها من جهة، وتزايد عدد المحتاجين من بيئتنا من جهة ‏أخرى، كان لا بد من البحث عن مصادر جديدة للموارد اللازمة الضرورية، فانطلقت ‏فكرة البرنامج التعاضدي الاجتماعي "سند". ‏
 
الريّس
‎ ‎والقت رئيسة تجمع الجمعيات في الجبل السيدة فريدة الريس كلمة وقالت فيها: "وسط هذا ‏الخضم الذي تتلاطم امواجه، منذرة بتداعً الوطن وانهٌاره، شق برنامج التعاضد ‏الاجتماعي طريقه ليبصر النور، فكان " سند" لدعم الشريحة الاجتماعية التي كانت تعاني ‏من الحرمان والتي ازداد وضعها سوءاً خاصة في ظل تفاقم الاوضاع الاقتصادية والمالية ‏والاجتماعية في وطننا الحبيب. وتلاقت اهداف اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي ‏التي انطلقت الفكرة واعدت برنامج تعاضدي متكامل مع تطلعات " تجمع الجمعيات ‏النسائية في الجبل" اللواتي ابينّ ان يقفوا وقفة المتفرج، فسارعوا لمساعدة هذه الشريحة ‏الاجتماعية على الصمود وتحدي الصعاب، ولحفظ كرامتهم وتأمين الحد الادنى من العيش ‏الكريم، وهم الذين لم يعتادوا الذل والهوان والاستعطاء. ووسط هذا الليل الكالح الذي عز ‏فيه رغيف الخبز ولقمة العيش كانت الانطلاقة، فتوزعت سيدات التجمع بالتعاون مع ‏اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي في البلدات والقرى يحصون اعداد المستحقين ‏ويعدون الاستمارات وفق معايير موحدة ومحددة على امتداد مساحة المناطق التي ‏يتواجدون فيها. وقد عقدت اجتماعات متتالية بين اللجنة الاجتماعية والسيدات حيث درست ‏كل استمارة على حدا. وقد استغرق هذا العمل الدؤوب حوالي عامين متتاليين. وبعد توفر ‏التمويل سيباشر برنامج "سند" مرحلة التوزيع بالتنسيق مع البلديات والمخاتير في القرى. ‏وفي يوم انطلاق برنامج "سند" هذا، نتوقع العون والدعم منكم ايها الأخوة والأخوات ‏داخل الوطن وعبر البحار. لمد تكاتفنا دوما في السراء والضراء، ونحن اصحاب النخوة ‏والمروءة، لم نتقاعس يوما عن نصرة المظلوم ومساعدة المحتاج. وبوحي من ضمائرنا ‏التي هي جزء لا يتجزأ من العدالة الالهية والانسانية على حد سواء. وانطلاقا من التزامنا ‏الأخلاقي والجماعي، نأمل ان تكونوا شركاءنا في هذا البرنامج. يساهم فيه كل حسب ‏إمكاناته، كي نعيد الأمل الى شريحة تهاوت مع تداعي سقف الدولة الذي انهار فوق ‏رؤوسنا جميعا. نعترف اننا لا نستطٌع الحلول مكان الدولة، لكننا نستطٌع ان نخفف من ‏الحاجة والحرمان، وان نمسح دمعة يتيم او ارملة او مطلقة او مسن او دموع ذوي ‏الاحتياجات الخاصة. نحن بانتظار تجاوبكم ودعمكم المستدام‎.‎
ادامكم الله عونًا وسندا لكل محتاج ولكل نفس أبٌية.‏
 
جنبلاط
كما تحدثت رئيسة اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي المحامية غادة جنبلاط قالت: ‏‏"نجتمع اليوم في ظروف حالكة لم يمر بمثلها لبنان عبر تاريخه، فالأزمة المالية ‏والاقتصادية التي يشهدها تعد حسب تقرير البنك الدولي من اشد ثلاث ازمات على مستوى ‏العالم خلال ال ١٥٠ سنة الماضية، على ان الليل مهما طال واكفهرّت سماؤه لا بد من ‏كواكب ساطعة تشق الظلام لتضيء بأنوارها الهادية دروب الخير والعطاء، فيتنفس ‏سالكوها الصعداء ويكبر في نفوسهم الامل بأن عبور النفق المظلم الى مطرح انبلاج الفجر ‏امر محقق ولو بعد مخاض عسير. احد هذه الكواكب هو برنامج سند، البرنامج التعاضدي ‏الاجتماعي، الذي نطلقه اليوم (ونطلق معه حملة ايد بيد لجمع التبرعات له) هذا البرنامج ‏الذي يهدف الى احتضان العائلات التي لا معيل لها من مسنين ومسنات، منقطعين ‏ومنقطعات، ارامل، ذوي احتياجات خاصة ومطلقات مع أولاد قاصرين، وذلك بشكل ‏دوري، ماديا (عبر مساعدات نقدية ،وعينية ( غذائية ،تأمين التدفئة، ادوية ،استشفائية ‏وغيرها) ومعنويا عبر الزيارات الدورية من قبل الجمعيات النسائية في القرى وتنظيم ‏الحفلات في المناسبات بحيث تشعر هذه العائلات انها محتضنة من المجتمع. كما يهدف هذا ‏البرنامج الى السعي لتوفير فرص عمل (خاصة الشباب والشابات) عبر دورات تدريبية ‏على مهن يستطيعون من خلالها تأمين عيش كريم لهم ولعائلاتهم. ويهمنا خلال إطلاق ‏البرنامج ان نؤكد على أمرين: ان قيم التآخي والتكافل والتعاضد الاجتماعي التي جمعتنا ‏وما زالت لم ولن تهتز يوما على الرغم من بشاعة وقسوة الاحداث المأساوية التي نمر بها، ‏وان نؤكد للعائلات من أهلنا المستهدفة بهذا البرنامج والتي لا معيل لها، اننا كلنا معيل لكم، ‏كلنا مسؤول تجاهكم، كلنا سندا لكم. هذا واجبنا الوطني والانساني ولن نتخلف عنه مهما ‏غلت التضحيات، ولأجل هذا الواجب الانساني نتوجه اليكم يا اهلنا في لبنان ويا أهلنا في ‏بلاد الاغتراب، نتوجه اليكم أيها المغتربون لان هجرتكم لم تبعدكم عن ارض وطن احببتم ‏في قلبكم حفظتم وبإرادتكم سطرتم ارفع قصص نجاحه، كما نناشدك ايتها المرأة اللبنانية ‏بشكل عام والتوحيدية بشكل خاص التي كنت ‏‎ ‎وما زلت في الصفوف الامامية في مواجهة ‏المحن، وقد كشفت جائحة كورونا الأخيرة الدور الفاعل الذي قمت به في تكريس مهمة ‏الصمود والتكيف الفعال في مواجهة هذه الازمة ذات الانعكاسات الاجتماعية السلبية ‏الحادة. نتمنى عليكن وعليكم ان نتضامن ونتكاتف، وان نوحد بين الهنا والهناك، فكلنا في ‏نهاية المطاف موحدون، وان نقف الى جانب ‏‎5113‎‏ عائلة من أهلنا لا معيل لها على مدار ‏سنة قابلة للاستمرارية بدعمكم كي نحقق لهم الطمأنينة والاستقرار. لن اطيل عليكم أكثر. ‏الناس ينتظرون الأفعال والإنجازات ... ونحن لها، سننجز بتضامننا وتكاملنا. ‏
‏ قبل ان اختم نشكر اليوم كما دائما سماحة رئيس المجلس المذهبي لطائفة الموحدين ‏الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى على دعمه برنامج سند، كما اشكر الزملاء في ‏مجلس الإدارة، كما أتوجه بالشكر لكل سيدة من سيدات تجمع الجمعيات النسائية في الجبل، ‏وجمعية الاتحاد النسائي، والجمعيات الاهلية في المناطق، بذلت قصارى جهدها في هذه ‏الظروف الصعبة وتعاونت معنا على انجاز الإحصاء للعائلات المستهدفة في البرنامج، ‏وتعبئة الاستمارات ودراستها. والشكر أيضا لشركة سوفتيك ورئيسها الأستاذ باسم أبو ‏عياش التي قدمت مكننة البرنامج ونظمت جميع وسائل التواصل الاجتماعي واخص بالشكر ‏فريق عمل الشركة الأستاذ رامي أبو ضرغم والأستاذ مازن حمادة على ما لاقيناه منهما من ‏اندفاع وإخلاص لإنجاز العمل. ولن ننسى ان نخص بالشكر الأستاذ جهاد الاطرش الذي ‏أضاف صوته الرخيم وقعا جماليا وحضاريا على الفيلم الوثائقي لبرنامج سند الذي سنعرضه ‏بعد قليل. كما لن أنسى ان اشكر زملائي في اللجنة الاجتماعية على ما بذلوه من جهد ‏لإنجاح هذا البرنامج واخص بالشكر رئيس قسم التخطيط في المديرية العامة للمجلس ‏المذهبي الدكتور رامي عطا لله الذي واكب مسار البرنامج منذ المرحلة الأولى حتى ‏اطلاقه. وعندما اذكر المصلحة الاجتماعية لا بد من أتوجه بتحية لروح رئيسة المصلحة ‏الاجتماعية المرحومة الشيخ رانية الريس التي توفيت نتيجة جائحة كورونا، ويبقى الشكر ‏الأكبر لحضوركم اليوم واخصّ بالشكر السيدة نورا جنبلاط على حضورها اليوم معنا، ‏ومساهمتكم الكريمة في مسيرة العطاء هذه وأنتم احدى دعائمها، ولإيمانكم بان عمل الخير ‏كان وسيبقى بمثابة خشبة خلاص لإخوة لنا في الإنسانية. ‏
وختاما نقول: ان الانسان الحر الأبي في لبنان، مهما حاولوا اذلاله وحرمانه من ابسط سبل ‏العيش، سيبقى كريم النفس صامداً صابراً ومؤمنا بوطنه، ولبنان مهما عصفت به الازمات ‏واشتدت عليه الصعاب سينهض من كبوته وسيبقى وطن الرسالة وطن التنوع ووطن ‏الحرية. اشكر اصغاءكم واتمني انطلاقة مباركة لبرنامج سند.‏
 
شيخ العقل
‏ وبعد عرض وثائقي عن البرنامج التعاضدي وعرض وسائل التواصل وكيفية اجراء ‏التحويلات المالية المباشر من قبل ممثل شركة سوفتك رامي أبو ضرغم، القى سماحة شيخ ‏العقل الشيخ الدكتور سامي ابي المنى الكلمة التالية:‏
‏ ‏
الأخوةُ الأعزَّاء، الأخواتُ الكريمات،
قال تعالى في كتابه العزيز: ‏
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ ‏وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" (القصص، 77)‏
صدقتِ الآيةُ الكريمة، إذ لا غنى عن الدنيا، ولكلِّ إنسانٍ فيها نصيبٌ لا يجوزُ أن ينساه أو ‏يُهملَه، لكنّ الآخرة هي المبتغى، وكلُّ ما في الدنيا زائل، لذلك وجب على الإنسان أن يُحسِنَ ‏في دُنياه كما أحسن الله إليه، لأن قيمةَ المرءِ في ما يُحسِنُه، لا في ما يتنعَّمُ به من ملذّات ‏الدنيا الزائلة. أمَّا أولُ وأفضلُ الإحسان فهو الموجَّهُ إلى الأهل والأقربين وذوي الحاجة ‏والمساكين. وتُكمل الآيةُ قولَه تعالى: "ولا تبغِ الفساد في الأرضِ إنّ اللهَ لا يُحبُّ المُفسدين"، ‏والفسادُ مهاوٍ وانحرافاتٌ وابتعادٌ عن الإحسان، كمثل ذلك الفساد الذي يدعو بعضُهم ‏لتشريعِه والتظاهر لأجلِه، والذي يُطالبُ به بعضُ مدَّعي الثقافة والرقيِّ والمسؤولية، ومتى ‏كانت المثليةُ ومثيلاتُها بأسمائها وأنواعِها وصفاتها سوى مرضٍ نفسيٍّ وجسديٍّ وروحيّ؟ ‏ومتى كان الترويجُ لها سوى فسادٍ لا نرتضيه لأبنائنا وبناتِنا وجمعياتِنا ومجتمعاتنا مهما ‏كانت الدوافعُ والمبرِّرات من الداخل أو من الخارج؟ ‏
 
وها نحن اليوم أيُّها الأعزَّاء، حاضرين في دار الطائفة ومتابعين عبر وسائل التواصل، ‏نلتقي من منطلق الدعوة إلى الإحسان الذي أمر اللهُ تعالى به، وبدافع رفضِ الفساد الذي ‏نهى اللهُ عنه، نُطلقُ برنامجنا التعاضدي الاجتماعي "سند"، انطلاقاً من مبدأ "حفظ ‏الإخوان" ومساندتهم، بالإحسان إليهم وإبعاد الفساد عنهم، أي من منطلق توحيدي وإنساني ‏وأخلاقي، برنامجاً يشدّ فيه الغنيُّ أزرَ الفقير، ويساندُ فيه الأخُ أخاه، بمحبةٍ صافية وأُخوَّةٍ ‏حقيقية دون منَّةٍ أو إحراج. ‏
 
ينطلق برنامجُنا هذا بالتعاون بين اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي وتجمُّع الجمعيات ‏النسائية في المناطق، وبمساعدة أعضاء المجلس والمتطوّعين، وبالتعاون مع الهيئات ‏الأهلية وعلى الأخصّ مع أهلِنا في بلاد الاغتراب، والمجال مفتوحٌ للجمعيات غير الممثَّلة ‏في "تجمُّع الجمعيات النسائية في الجبل" للانضمام إلى هذه المسيرة الخيرية المعروفية دون ‏تردُّد، فعملُ الخير يتّسع للجميع ضمن الشروط التنظيمية المحدَّدة، بعيداً عن التشكيك ‏والظنّ الآثم واستباق الأمور بسلبيةٍ، أمَّا الملاحظات الإيجابية فستكون موضِعَ تقديرٍ ‏واحترامٍ وباباً للتعاون المُثمر بعون الله. ‏
 
المهمة الأولى هي مهمةُ إحصاء المستحقين، وذلك من خلال خطة إدارية موحَّدة وخطوات ‏عملية مدروسة ينفّذها فريق عمل منظَّم بالتعاون مع الهيئات الشريكة وبإشراف اللجنة ‏الاجتماعية، بما يعني ذلك من شفافية وعدالة ودقَّة في التحقيق والاختيار.‏
 
أمَّا المهمّة الثانية فتتعلَّق بتمويل البرنامج، وذلك من خلال إطلاق حملة شاملة على وسائل ‏التواصل الاجتماعي تطال معظم أبناء الطائفة والخيِّرين في القرى والبلدات المحلية وكذلك ‏في بلاد الاغتراب، ومن خلال برنامج تمويلي إلكتروني منظَّم ومتطوِّر، لا يُحمِّل المتبرِّعَ ‏إلَّا وِسعَه، ويُفسح في المجال أمام التبرعات الصغيرة جدَّاً للوصول إلى حساب البرنامج ‏بطريقةٍ سلسة وبسيطة وأوتوماتيكية دون تعقيدٍ أو نسيانٍ أو أعذار، ووفق مبدأ قائل: "قطرٌ ‏على قطرٍ يصيرُ غديرا".‏
 
أمَّا المهمةُ الثالثة فتتلخَّص بنوعية المساعدة التي ستُقدَّم للمستحقِّين من أهلنا في كلِّ ‏المناطق، وبكيفية تقديمها، كمَّاً ونوعاً وزماناً ومكاناً وأسلوباً، أكانت مساعدةً نقدية أم عينية، ‏غذائية أم صحية أم تعليمية أم مساعدة للتدفئة أم للسكن أم غير ذلك، أم كلَّ ذلك، وتلك هي ‏الغاية.‏
 
إن المشروع كبيرٌ ومتشعِّبٌ وواسعٌ وشامل، على مستوى الطائفة، يقتضي من أهلنا ‏المقتدرين أولاً، ومن الجميع مساندته ورفده بالعطاء الماديِّ المستدام وبالاقتراحات المفيدة ‏وبالنشر والتوعية المطلوبة. إنه برنامج تحدٍّ لنا ولأبنائنا وللمجلس المذهبي وللجنة ‏الاجتماعية وللجمعيات المتعاونة، فإمَّا أن نكون بمستوى هذا التّحدي أو لا نكون، وسنكون ‏بعون الله.‏
سنكون بدعم القيادة السياسية وبمساندة رجالات الطائفة الأوفياء وسيِّدات المجتمع التوحيدي ‏وأصدقائنا الكُثُر، وبهمَّة الخيِّرين في لبنان وفي كلِّ مكان، إذ إنَّ "سند" برنامجٌ يتجاوز ‏بتمويلِه حدودَ الوطن الجغرافية، ويتعدَّى بعطاءاته حدودَ التباينات السياسية والانقسامات ‏العائلية والغرضيات والاختلافات والمناطقية.‏
‏ إنَّه دعوةٌ للعودة إلى مبدأ "حفظ الأهل والإخوان"، وإلى الالتزام بمعنى الزكاة وروحية ‏العطاء، وإنَّه نداءٌ صارخٌ بمحبَّةٍ وواقعية، نداءٌ يدقُّ ناقوسَ الخطر في مجتمعِنا إذا لم نكن ‏على مستوى التَّحدي ولم نتعاضد ولم نلبِّ النداء، في زمنٍ تراكمت فيه المصاعبُ ‏والمصائب على مستوى الوطن وربَّما على مستوى العالم، وبالمقابلِ لا بدَّ أن يتعاظم فيه ‏الأملُ بقدرتِنا على المواجهة متكاتفين، متعاضدين، أخوةً في التوحيد وفي الوطنية وفي ‏الإنسانية.‏
‎ ‎لذلك، ندعو إخواننا وأبناءنا المقيمين والمغتربين للمساهمة في تغذية هذا البرنامج دورياً، ‏وكلٌّ على حسب قدرته، فمن خلال برنامج "سند" يمكننا أن نطوِّر عملَنا المؤسساتي وأن ‏نكون إلى جانب أهلنا وعائلاتنا المستورة، معتمدين على أنفسنا كمجتمع واحدٍ موحَّد، وكلُّنا ‏أملٌ بالنجاح، والنجاحُ أساسُه الثقة والتعاون والإرادة الصَّلبة، وبرنامج "سند" سيكون ‏موضعَ ثقتِكم إن شاء الله، وموضعَ أملِنا جميعاً بعونه تعالى. ‏
 
‏ وفي الختام تم إطلاق منصة التبرعات العائدة للبرنامج.‏