سماحة شيخ العقل رعى إطلاق برنامج "سند" التعاضدي الاجتماعي: "زمن تراكم المصاعب وتعاظم التحديّات"
2022-06-30
رعى سماحة شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى في دار طائفة – بيروت اليوم حفل إطلاق برنامج "سند" التعاضدي الاجتماعي، بدعوة من اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي وتجمّع الجمعيات النسائية في الجبل.
وشارك في المناسبة السيدة نورا وليد جنبلاط والهيئة الإدارية لتجمع الجمعيات في الجبل برئاسة السيدة فريدة الريس واللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي برئاسة المحامية غادة جنبلاط ورئيسة الاتحاد النسائي التقدمي منال سعيد، وممثلين عن شركة سوفتيك، الى جانب امين سر المجلس المذهبي المحامي نزار البراضعي وعدد من اعضاء مجلس الإدارة: اللواء شوقي المصري، الشيخ عماد فرج، والأساتذة: ناجي صعب، نشأت هلال، د. عماد الغصيني وعدد من أعضاء المجلس المذهبي، والمدير العام الأستاذ مازن فياض ومدير مشيخة العقل الأستاذ ريّان حسن والجمعيات النسائية في منطقة الجبل.
النشيد الوطني استهلالا، ثم القى مقرر اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي الاستاذ اسامة ذبيان كلمة ترحيبية قائلا: "نعيش اليوم أوقاتاً عصيبة وأزمات اقتصادية ومعيشية متتالية، في ظل اهتراء تام وانهيار دراماتيكي لكل مؤسسات الدولة ومرافِقِها الحيوية لا سيما الصحية والتعليمية والاجتماعية، هذا ما دفع اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي الى تكثيف جهودها وتفعيل برامجها لناحية التغطية الصحية والمساعدات التربوية والاجتماعية صونا لكرامة أهلنا وتلبية لحاجاتهم الملحة. الا أنه ومع انهيار قيمة الاعتمادات المتوفرة وعدم كفايتها من جهة، وتزايد عدد المحتاجين من بيئتنا من جهة أخرى، كان لا بد من البحث عن مصادر جديدة للموارد اللازمة الضرورية، فانطلقت فكرة البرنامج التعاضدي الاجتماعي "سند".
الريّس
والقت رئيسة تجمع الجمعيات في الجبل السيدة فريدة الريس كلمة وقالت فيها: "وسط هذا الخضم الذي تتلاطم امواجه، منذرة بتداعً الوطن وانهٌاره، شق برنامج التعاضد الاجتماعي طريقه ليبصر النور، فكان " سند" لدعم الشريحة الاجتماعية التي كانت تعاني من الحرمان والتي ازداد وضعها سوءاً خاصة في ظل تفاقم الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية في وطننا الحبيب. وتلاقت اهداف اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي التي انطلقت الفكرة واعدت برنامج تعاضدي متكامل مع تطلعات " تجمع الجمعيات النسائية في الجبل" اللواتي ابينّ ان يقفوا وقفة المتفرج، فسارعوا لمساعدة هذه الشريحة الاجتماعية على الصمود وتحدي الصعاب، ولحفظ كرامتهم وتأمين الحد الادنى من العيش الكريم، وهم الذين لم يعتادوا الذل والهوان والاستعطاء. ووسط هذا الليل الكالح الذي عز فيه رغيف الخبز ولقمة العيش كانت الانطلاقة، فتوزعت سيدات التجمع بالتعاون مع اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي في البلدات والقرى يحصون اعداد المستحقين ويعدون الاستمارات وفق معايير موحدة ومحددة على امتداد مساحة المناطق التي يتواجدون فيها. وقد عقدت اجتماعات متتالية بين اللجنة الاجتماعية والسيدات حيث درست كل استمارة على حدا. وقد استغرق هذا العمل الدؤوب حوالي عامين متتاليين. وبعد توفر التمويل سيباشر برنامج "سند" مرحلة التوزيع بالتنسيق مع البلديات والمخاتير في القرى. وفي يوم انطلاق برنامج "سند" هذا، نتوقع العون والدعم منكم ايها الأخوة والأخوات داخل الوطن وعبر البحار. لمد تكاتفنا دوما في السراء والضراء، ونحن اصحاب النخوة والمروءة، لم نتقاعس يوما عن نصرة المظلوم ومساعدة المحتاج. وبوحي من ضمائرنا التي هي جزء لا يتجزأ من العدالة الالهية والانسانية على حد سواء. وانطلاقا من التزامنا الأخلاقي والجماعي، نأمل ان تكونوا شركاءنا في هذا البرنامج. يساهم فيه كل حسب إمكاناته، كي نعيد الأمل الى شريحة تهاوت مع تداعي سقف الدولة الذي انهار فوق رؤوسنا جميعا. نعترف اننا لا نستطٌع الحلول مكان الدولة، لكننا نستطٌع ان نخفف من الحاجة والحرمان، وان نمسح دمعة يتيم او ارملة او مطلقة او مسن او دموع ذوي الاحتياجات الخاصة. نحن بانتظار تجاوبكم ودعمكم المستدام.
ادامكم الله عونًا وسندا لكل محتاج ولكل نفس أبٌية.
جنبلاط
كما تحدثت رئيسة اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي المحامية غادة جنبلاط قالت: "نجتمع اليوم في ظروف حالكة لم يمر بمثلها لبنان عبر تاريخه، فالأزمة المالية والاقتصادية التي يشهدها تعد حسب تقرير البنك الدولي من اشد ثلاث ازمات على مستوى العالم خلال ال ١٥٠ سنة الماضية، على ان الليل مهما طال واكفهرّت سماؤه لا بد من كواكب ساطعة تشق الظلام لتضيء بأنوارها الهادية دروب الخير والعطاء، فيتنفس سالكوها الصعداء ويكبر في نفوسهم الامل بأن عبور النفق المظلم الى مطرح انبلاج الفجر امر محقق ولو بعد مخاض عسير. احد هذه الكواكب هو برنامج سند، البرنامج التعاضدي الاجتماعي، الذي نطلقه اليوم (ونطلق معه حملة ايد بيد لجمع التبرعات له) هذا البرنامج الذي يهدف الى احتضان العائلات التي لا معيل لها من مسنين ومسنات، منقطعين ومنقطعات، ارامل، ذوي احتياجات خاصة ومطلقات مع أولاد قاصرين، وذلك بشكل دوري، ماديا (عبر مساعدات نقدية ،وعينية ( غذائية ،تأمين التدفئة، ادوية ،استشفائية وغيرها) ومعنويا عبر الزيارات الدورية من قبل الجمعيات النسائية في القرى وتنظيم الحفلات في المناسبات بحيث تشعر هذه العائلات انها محتضنة من المجتمع. كما يهدف هذا البرنامج الى السعي لتوفير فرص عمل (خاصة الشباب والشابات) عبر دورات تدريبية على مهن يستطيعون من خلالها تأمين عيش كريم لهم ولعائلاتهم. ويهمنا خلال إطلاق البرنامج ان نؤكد على أمرين: ان قيم التآخي والتكافل والتعاضد الاجتماعي التي جمعتنا وما زالت لم ولن تهتز يوما على الرغم من بشاعة وقسوة الاحداث المأساوية التي نمر بها، وان نؤكد للعائلات من أهلنا المستهدفة بهذا البرنامج والتي لا معيل لها، اننا كلنا معيل لكم، كلنا مسؤول تجاهكم، كلنا سندا لكم. هذا واجبنا الوطني والانساني ولن نتخلف عنه مهما غلت التضحيات، ولأجل هذا الواجب الانساني نتوجه اليكم يا اهلنا في لبنان ويا أهلنا في بلاد الاغتراب، نتوجه اليكم أيها المغتربون لان هجرتكم لم تبعدكم عن ارض وطن احببتم في قلبكم حفظتم وبإرادتكم سطرتم ارفع قصص نجاحه، كما نناشدك ايتها المرأة اللبنانية بشكل عام والتوحيدية بشكل خاص التي كنت وما زلت في الصفوف الامامية في مواجهة المحن، وقد كشفت جائحة كورونا الأخيرة الدور الفاعل الذي قمت به في تكريس مهمة الصمود والتكيف الفعال في مواجهة هذه الازمة ذات الانعكاسات الاجتماعية السلبية الحادة. نتمنى عليكن وعليكم ان نتضامن ونتكاتف، وان نوحد بين الهنا والهناك، فكلنا في نهاية المطاف موحدون، وان نقف الى جانب 5113 عائلة من أهلنا لا معيل لها على مدار سنة قابلة للاستمرارية بدعمكم كي نحقق لهم الطمأنينة والاستقرار. لن اطيل عليكم أكثر. الناس ينتظرون الأفعال والإنجازات ... ونحن لها، سننجز بتضامننا وتكاملنا.
قبل ان اختم نشكر اليوم كما دائما سماحة رئيس المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى على دعمه برنامج سند، كما اشكر الزملاء في مجلس الإدارة، كما أتوجه بالشكر لكل سيدة من سيدات تجمع الجمعيات النسائية في الجبل، وجمعية الاتحاد النسائي، والجمعيات الاهلية في المناطق، بذلت قصارى جهدها في هذه الظروف الصعبة وتعاونت معنا على انجاز الإحصاء للعائلات المستهدفة في البرنامج، وتعبئة الاستمارات ودراستها. والشكر أيضا لشركة سوفتيك ورئيسها الأستاذ باسم أبو عياش التي قدمت مكننة البرنامج ونظمت جميع وسائل التواصل الاجتماعي واخص بالشكر فريق عمل الشركة الأستاذ رامي أبو ضرغم والأستاذ مازن حمادة على ما لاقيناه منهما من اندفاع وإخلاص لإنجاز العمل. ولن ننسى ان نخص بالشكر الأستاذ جهاد الاطرش الذي أضاف صوته الرخيم وقعا جماليا وحضاريا على الفيلم الوثائقي لبرنامج سند الذي سنعرضه بعد قليل. كما لن أنسى ان اشكر زملائي في اللجنة الاجتماعية على ما بذلوه من جهد لإنجاح هذا البرنامج واخص بالشكر رئيس قسم التخطيط في المديرية العامة للمجلس المذهبي الدكتور رامي عطا لله الذي واكب مسار البرنامج منذ المرحلة الأولى حتى اطلاقه. وعندما اذكر المصلحة الاجتماعية لا بد من أتوجه بتحية لروح رئيسة المصلحة الاجتماعية المرحومة الشيخ رانية الريس التي توفيت نتيجة جائحة كورونا، ويبقى الشكر الأكبر لحضوركم اليوم واخصّ بالشكر السيدة نورا جنبلاط على حضورها اليوم معنا، ومساهمتكم الكريمة في مسيرة العطاء هذه وأنتم احدى دعائمها، ولإيمانكم بان عمل الخير كان وسيبقى بمثابة خشبة خلاص لإخوة لنا في الإنسانية.
وختاما نقول: ان الانسان الحر الأبي في لبنان، مهما حاولوا اذلاله وحرمانه من ابسط سبل العيش، سيبقى كريم النفس صامداً صابراً ومؤمنا بوطنه، ولبنان مهما عصفت به الازمات واشتدت عليه الصعاب سينهض من كبوته وسيبقى وطن الرسالة وطن التنوع ووطن الحرية. اشكر اصغاءكم واتمني انطلاقة مباركة لبرنامج سند.
شيخ العقل
وبعد عرض وثائقي عن البرنامج التعاضدي وعرض وسائل التواصل وكيفية اجراء التحويلات المالية المباشر من قبل ممثل شركة سوفتك رامي أبو ضرغم، القى سماحة شيخ العقل الشيخ الدكتور سامي ابي المنى الكلمة التالية:
الأخوةُ الأعزَّاء، الأخواتُ الكريمات،
قال تعالى في كتابه العزيز:
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" (القصص، 77)
صدقتِ الآيةُ الكريمة، إذ لا غنى عن الدنيا، ولكلِّ إنسانٍ فيها نصيبٌ لا يجوزُ أن ينساه أو يُهملَه، لكنّ الآخرة هي المبتغى، وكلُّ ما في الدنيا زائل، لذلك وجب على الإنسان أن يُحسِنَ في دُنياه كما أحسن الله إليه، لأن قيمةَ المرءِ في ما يُحسِنُه، لا في ما يتنعَّمُ به من ملذّات الدنيا الزائلة. أمَّا أولُ وأفضلُ الإحسان فهو الموجَّهُ إلى الأهل والأقربين وذوي الحاجة والمساكين. وتُكمل الآيةُ قولَه تعالى: "ولا تبغِ الفساد في الأرضِ إنّ اللهَ لا يُحبُّ المُفسدين"، والفسادُ مهاوٍ وانحرافاتٌ وابتعادٌ عن الإحسان، كمثل ذلك الفساد الذي يدعو بعضُهم لتشريعِه والتظاهر لأجلِه، والذي يُطالبُ به بعضُ مدَّعي الثقافة والرقيِّ والمسؤولية، ومتى كانت المثليةُ ومثيلاتُها بأسمائها وأنواعِها وصفاتها سوى مرضٍ نفسيٍّ وجسديٍّ وروحيّ؟ ومتى كان الترويجُ لها سوى فسادٍ لا نرتضيه لأبنائنا وبناتِنا وجمعياتِنا ومجتمعاتنا مهما كانت الدوافعُ والمبرِّرات من الداخل أو من الخارج؟
وها نحن اليوم أيُّها الأعزَّاء، حاضرين في دار الطائفة ومتابعين عبر وسائل التواصل، نلتقي من منطلق الدعوة إلى الإحسان الذي أمر اللهُ تعالى به، وبدافع رفضِ الفساد الذي نهى اللهُ عنه، نُطلقُ برنامجنا التعاضدي الاجتماعي "سند"، انطلاقاً من مبدأ "حفظ الإخوان" ومساندتهم، بالإحسان إليهم وإبعاد الفساد عنهم، أي من منطلق توحيدي وإنساني وأخلاقي، برنامجاً يشدّ فيه الغنيُّ أزرَ الفقير، ويساندُ فيه الأخُ أخاه، بمحبةٍ صافية وأُخوَّةٍ حقيقية دون منَّةٍ أو إحراج.
ينطلق برنامجُنا هذا بالتعاون بين اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي وتجمُّع الجمعيات النسائية في المناطق، وبمساعدة أعضاء المجلس والمتطوّعين، وبالتعاون مع الهيئات الأهلية وعلى الأخصّ مع أهلِنا في بلاد الاغتراب، والمجال مفتوحٌ للجمعيات غير الممثَّلة في "تجمُّع الجمعيات النسائية في الجبل" للانضمام إلى هذه المسيرة الخيرية المعروفية دون تردُّد، فعملُ الخير يتّسع للجميع ضمن الشروط التنظيمية المحدَّدة، بعيداً عن التشكيك والظنّ الآثم واستباق الأمور بسلبيةٍ، أمَّا الملاحظات الإيجابية فستكون موضِعَ تقديرٍ واحترامٍ وباباً للتعاون المُثمر بعون الله.
المهمة الأولى هي مهمةُ إحصاء المستحقين، وذلك من خلال خطة إدارية موحَّدة وخطوات عملية مدروسة ينفّذها فريق عمل منظَّم بالتعاون مع الهيئات الشريكة وبإشراف اللجنة الاجتماعية، بما يعني ذلك من شفافية وعدالة ودقَّة في التحقيق والاختيار.
أمَّا المهمّة الثانية فتتعلَّق بتمويل البرنامج، وذلك من خلال إطلاق حملة شاملة على وسائل التواصل الاجتماعي تطال معظم أبناء الطائفة والخيِّرين في القرى والبلدات المحلية وكذلك في بلاد الاغتراب، ومن خلال برنامج تمويلي إلكتروني منظَّم ومتطوِّر، لا يُحمِّل المتبرِّعَ إلَّا وِسعَه، ويُفسح في المجال أمام التبرعات الصغيرة جدَّاً للوصول إلى حساب البرنامج بطريقةٍ سلسة وبسيطة وأوتوماتيكية دون تعقيدٍ أو نسيانٍ أو أعذار، ووفق مبدأ قائل: "قطرٌ على قطرٍ يصيرُ غديرا".
أمَّا المهمةُ الثالثة فتتلخَّص بنوعية المساعدة التي ستُقدَّم للمستحقِّين من أهلنا في كلِّ المناطق، وبكيفية تقديمها، كمَّاً ونوعاً وزماناً ومكاناً وأسلوباً، أكانت مساعدةً نقدية أم عينية، غذائية أم صحية أم تعليمية أم مساعدة للتدفئة أم للسكن أم غير ذلك، أم كلَّ ذلك، وتلك هي الغاية.
إن المشروع كبيرٌ ومتشعِّبٌ وواسعٌ وشامل، على مستوى الطائفة، يقتضي من أهلنا المقتدرين أولاً، ومن الجميع مساندته ورفده بالعطاء الماديِّ المستدام وبالاقتراحات المفيدة وبالنشر والتوعية المطلوبة. إنه برنامج تحدٍّ لنا ولأبنائنا وللمجلس المذهبي وللجنة الاجتماعية وللجمعيات المتعاونة، فإمَّا أن نكون بمستوى هذا التّحدي أو لا نكون، وسنكون بعون الله.
سنكون بدعم القيادة السياسية وبمساندة رجالات الطائفة الأوفياء وسيِّدات المجتمع التوحيدي وأصدقائنا الكُثُر، وبهمَّة الخيِّرين في لبنان وفي كلِّ مكان، إذ إنَّ "سند" برنامجٌ يتجاوز بتمويلِه حدودَ الوطن الجغرافية، ويتعدَّى بعطاءاته حدودَ التباينات السياسية والانقسامات العائلية والغرضيات والاختلافات والمناطقية.
إنَّه دعوةٌ للعودة إلى مبدأ "حفظ الأهل والإخوان"، وإلى الالتزام بمعنى الزكاة وروحية العطاء، وإنَّه نداءٌ صارخٌ بمحبَّةٍ وواقعية، نداءٌ يدقُّ ناقوسَ الخطر في مجتمعِنا إذا لم نكن على مستوى التَّحدي ولم نتعاضد ولم نلبِّ النداء، في زمنٍ تراكمت فيه المصاعبُ والمصائب على مستوى الوطن وربَّما على مستوى العالم، وبالمقابلِ لا بدَّ أن يتعاظم فيه الأملُ بقدرتِنا على المواجهة متكاتفين، متعاضدين، أخوةً في التوحيد وفي الوطنية وفي الإنسانية.
لذلك، ندعو إخواننا وأبناءنا المقيمين والمغتربين للمساهمة في تغذية هذا البرنامج دورياً، وكلٌّ على حسب قدرته، فمن خلال برنامج "سند" يمكننا أن نطوِّر عملَنا المؤسساتي وأن نكون إلى جانب أهلنا وعائلاتنا المستورة، معتمدين على أنفسنا كمجتمع واحدٍ موحَّد، وكلُّنا أملٌ بالنجاح، والنجاحُ أساسُه الثقة والتعاون والإرادة الصَّلبة، وبرنامج "سند" سيكون موضعَ ثقتِكم إن شاء الله، وموضعَ أملِنا جميعاً بعونه تعالى.
وفي الختام تم إطلاق منصة التبرعات العائدة للبرنامج.