المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الثلثاء ١٤ أيّار ٢٠٢٤ - 6 ذو القعدة 1445
سماحة شيخ العقل زار خلوات البيّاضة: "رسالة جمع لا فرقة"‏

2022-05-27

زار سماحة شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي ‏المنى خلوات البياضة الزاهرة في حاصبيا مساء امس وهي الزيارة الاولى ‏له بعد توليه مقام مشيخة العقل، فأقيم لسماحته استقبال روحي واجتماعي ‏حاشد ضم مشايخ البياضة والفاعليات الروحية والاجتماعية والاهلية في ‏حاصبيا ومنطقتها، كان في مقدمهم المشايخ: فندي شجاع وسليمان شجاع ‏وابو سليمان غالب الشوفي وابو مهدي سلمان دربية وابو هاني ماجد ابو ‏سعد، وابو يوسف حسين ذياب، الى جانب رئيس بلدية حاصبيا لبيب الحمرا ‏ووكيل داخلية المنطقة في الحزب التقدمي الاشتراكي سامر الكاخي ‏وفاعليات عدة.‏
ورافق سماحته وفد كبير من مشايخ منطقة الجبل ضم المشايخ: ابو زين ‏الدين حسن غنّام، ابو حسن عادل النمر، ابو شوقي مهنا البتديني، ابو نعيم ‏محمد حلاوي، ابو هلال ماجد سري الدين، ابو اكرم خطار كمال الدين، ابو ‏سليمان وجيه زين الدين، أبو مهدي فؤاد الأشقر، ابو أجود خطار منذر، وقاضي المذهب الدرزي ‏الشيخ غاندي مكارم ورئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع، ‏وعدد من رؤساء لجان وأعضاء المجلس المذهبي ومستشاري شيخ العقل. ‏
وكان قد توقَّف عند مدخل حاصبيا أمام منزل الشيخ أبو حسن سليمان شجاع ‏حيث تجمَّع عددٌ من المشايخ والأهالي للترحيب، ولدى وصول سماحة الشيخ ‏الى حرم الخلوات كانت كلمة له في المشايخ المستقبلين. ‏
النَصُّ الكامل لكلمة سماحة الشيخ:‏
‏ بسم الله الرحمن الرحيم الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِ ‏المرسلينَ وعلى آله وصحبه الطيبين وعلى أنبياء الله الطاهرين، ‏
حضرةَ المشايخ الأفاضل، إخواني شيوخَ البيَّاضة الأجلَّاء، أيُّها الأحبَّةُ ‏والأوفياء،
نزورُ المحلَّ الأزهرَ الشريفَ اليومَ لنتوضّأَ ونُصلِّيَ معاً ونتباركَ بوجوهِ أخوةٍ ‏لنا في العقيدة والمسلك والمجتمع، ولنلتقيَ وإيَّاكم في رحابِ التقوى الجامعةِ ‏للزمان والمكان، على هذه التلَّةِ الرائعةِ المُطِلَّةِ على لبنانَ وفِلَسطين وسوريا، ‏ولنجلسَ معاً على بِساط التواضعِ في مجلسِ خلواتِ البيَّاضةِ العابق بشذا ‏الحكمة والتوحيد، بِساطِ الزهدِ والمحبة والأُخوَّة التوحيدية، نستذكرُ التاريخَ ‏ونعيشُ الحاضرَ ونتطلَّعُ إلى الصُّبحِ القادِم حتماً من بعيد.‏
نزورُ البيَّاضةَ لنتلمَّسَ طهرَ عباءات السلف الصالح وعمائمِهم البيضاءِ ‏النقيَّة، ولنُنعشَ الروحَ بطِيبِ أنفاسِهم الروحانيةِ، ولنُعطِّرَ قلوبَنا وعقولَنا ‏بسيَرِهم العَطرة، أولئكَ الشيوخِ السادةِ الأتقياءِ الأعيان، المُحصَّنينَ حقَّاً ‏بحُسنِ الولاء وصحةِ الإيمان... اللائذين دوماً بحمى الواحدِ الجبَّار، ‏والمُناجين ربَّهم في الليالي والأسحار، والمتلذِّذين صبحَ مساءٍ بأسرارِ الحكمة ‏ومعاني الآياتِ والأسفار... أولئكَ النخبةِ من أهلِ العلم والعمل والجهاد، ‏المنشغلين بذكرِ الله عن أنفسِهم والعِباد، التاركينَ لمعانَ الفضةِ والذهبِ ‏والمذاهب، وبريقَ الدنيا والمناصبِ والمكاسب... المتَّقينَ المرتقينَ، وأوَّلُ ‏خصالِهم الصدق، الهاربينَ من جَورِ أنفسِهم إلى رحاب الحقيقةِ وعدالة ‏الحقّ... العارفين بالله الذي لا مولىً إلّاه، والمُدركينَ أنّ بالتوحيد تُعرفُ ‏الأشياءُ لا بسواه، وبه تتحقَّق الإنسانيةُ ويَبلغُ المرءُ عُلاه.‏
 
إخواني الشيوخَ الأفاضلَ، أبناءَنا الأحبَّاء،
في البيَّاضةِ يجتمعُ أهلُ الحقِّ والمعروفِ والعِرفان، يجتمعونَ على عقيدةٍ ‏توحيدية، وعلى فضائلَ ومكارمَ أخلاقية... في البيَّاضةِ تتطهَّرُ النفوسُ ‏وتصفو القلوبُ وتتجوهرُ العقول... كيف لا؟ والحكمةُ عندنا غايةُ الكتاب ‏وغذاءُ أولي الألباب، بها تُزالُ الضغائنُ والأحقاد، وبدرسِها تُفَكُّ القيودُ ‏والأصفاد... بالسير على هَديِها تُنالُ الدرجات، وبالعيشِ في كنفِها تحلو ‏المسافرةُ إلى أبعد الغايات.‏
في البيَّاضةِ كم من كتابٍ يُقرَأ! وكم من دورٍ يَجمع! وكم من سيرةٍ تُتلى! وكم ‏من مُريدٍ وكم من مفيد!! عشراتٌ بل مئاتٌ بل الآلافُ في هذه المدرسة ‏الجامعةِ تعلَّموا وعلَّموا، وتربَّوا وربَّوا، ودرَّسوا ودرسوا، وسهروا ‏وجاهدوا، وعلى حفظ بعضِهم تعاهدوا... سلكوا السبيلَ الأرقى وتعلَّقوا بما ‏هو أجلُّ وأبقى.‏
في البيَّاضة رجالٌ مرُّوا من هنا في طريقِهم إلى الجنَّة، وما زلنا بسيَرِهم ‏نتذاكرُ ونتغنّى... ابتعدوا عنِ أوهامِ الدنيا وأدركوا أنَّ كلَّ ما عليها فانٍ، وأنَّ ‏كلَّ مَن تعلَّق بها مُعانٍ، بركاتُهم شملتِ الأمصار، ومحبتُهم تجاوزتِ ‏الأقطار... بهمَّتِهم توحَّدتِ الهِمَّة، وبسرِّ توحيدِهم سَلِمتِ الأُمّة، وهمُ الذين ما ‏نطقوا إلَّا لطفاً، وما نصحوا إلَّا عطفاً... لم يُغلِقوا الأبواب، ولم يردُّوا منِ ‏استجاب... ما سلَّموا الجواهرَ إلَّا للمستحقّ، وما وزنوا الأمورَ إلَّا بميزان ‏الحقّ... فلا حَجبوا الحكمةَ عن أهلِ الحكمة، ولا منعوا النعمةَ عن طالبِ ‏النعمة، وما بخلوا بالحِلمِ والمال، ولا تعاملوا إلَّا بالرزقِ الحلال.‏
 
مشايخَنا الأتقيّاء، إخوانَنا الأكارم
أولئك هم شيوخُ البيَّاضةِ القدوةُ الأطهار الذين تميّزوا بنقاء مَسلكِهم وتقواهم ‏وبانقطاعِهم إلى عبادته تعالى والتعمُّق في توحيده، والإقبال على طاعته، ‏والارتقاء بمسلكهم العرفانيِّ علماً ومعرفة وحكمة، "أولئك هم الثِقاتُ ‏الموثوقُ بهم، في سَكَناتهم وحركاتهم، في كلامهم وخواطرهم، في طُرُقِهم ‏الظاهرة والباطنة والتي كثيرٌ ما يتبدّى منها للعَيان، والأكثرُ ما يُستبطَنُ ‏لأصحاب البصيرةِ والنّيَّة الطيّبة"، أولئك هم الذين انكبُّوا على الكتاب العزيز ‏حفظاً ودرساً وفَهماً لمعانيه وعملاً بأوامره ونواهيه، فقرنوا العلمَ بالعمل ‏‏"وتخصّلوا" بخصال التوحيد، سدقاً باللسان وعملاً بالأركان. ‏
شيوخُ البيَّاضةِ الأجلَّاءُ، أشرقَ على بصائرهم نورُ التوحيد فعرفوا الحقيقة، ‏وصَقلتِ العقيدةُ نفوسَهم فتألّقتْ سجاياهم خُلُقاً ونُبلاً، تعلَّقوا بأوثق العُرى ‏فاستبان لهم الدالُّ والدليلُ والمدلول، تجلَّى الحقُّ لهم فكانوا الأصفياءَ الأتقياءَ ‏الأخفياءَ المُخبِتين، ابتعدوا عن الدنيا وما بهم كسل، واختلَوا لباريهم وجاهدوا ‏حقَّ الجهاد في خير العمل، فكانوا سادةً وأسياداً بلا جاهٍ ولا قوّة، ولا مالٍ ‏ولا ثروة، خشعوا للحقّ فخضعَ لهمُ العديد وأُعجبَ بهم القريب والبعيد، ‏وصفَ سمْتَهم أحدُ الكتَّابِ فقال: "لا يُنطَقُ الكَلِمُ إلَّا بمقدار ولا يُسمَعُ الصوتُ ‏إلَّا همساً"، هؤلاءِ همُ الأطهارُ سُكَّانُ هذا الحرَمِ المأنوس، وها هي البيَّاضةُ ‏الزاهرةُ التي نزورُ اليومَ وما أدراكم ما البيَّاضةُ التي نزور!‏
البيَّاضةُ الاسمُ مكانٌ مُطِلٌّ وأُفُقٌ يتجاوزُ الحدود، والبيَّاضةُ المُسمَّى خلواتٌ ‏وغرفٌ بسيطةُ البناءِ والأثاث، تُوحي للعاقل أنّ لا حاجةَ للإنسان بأكثرَ من ‏ذلك، أمَّا البيَّاضةُ المعنى فهي تراثُ مئاتٍ من السنين طُهراً وسَلكاً وعبادة، ‏هي عبَقُ تاريخٍ من التوحيد الحقّ لسلفٍ صالحٍ تمسّكَ بأهداب الفضيلةِ ‏والإخلاص طاعةً وعبادةً وإنكاراً للذات.‏
على تلك الأُسسِ التوحيدية والسِّماتِ المسلكية بُنيتِ العلاقةُ الوثيقةُ بين ‏البيّاضة والمجتمع، وترسَّخَ في النفوس احترامُ هذا المكانِ بما يُمثّل، وأصبح ‏شيوخُها مرجِعاً للناس في الأمور الهامّة، فـ ""البيّاضةُ؛ "بيّاضةُ القلوب" ‏مُشتقٌّ اسمُها من لونِ عمائمِ قاطنيها، وهكذا هم مشايخُها الأنقياءُ بتقواهم ‏واستقامتِهم وحكمتِهم... حُكمُهم نافذٌ لثقة الناس بهم ولاستنادِهم إلى الحقّ ‏وبُعدِهم عن الهوى"، ولأنّ حياتَهم نموذجٌ حيٌّ لعيشِ الزهد والبساطةِ ‏الروحانية التي تُذكّرُ بحياة أهلِ العرفانِ المتصوّفينَ الأوائلِ كسلمانَ الفارسي ‏وأبي ذرّ وعمّار وسواهم ممّن عُرِفوا بأهل "الصَفّة". ‏
لذلك، فالبيَّاضةُ تستوي على عرشِ القلوب، مُستقلَّةٌ تماماً بإدارة أوقافِها، ‏مُطمئنّةٌ لروحانيةِ نهجِها، شيوخُها أطهرُ الشيوخ، ورجالُها أوثقُ الرجال. من ‏هؤلاء الشيوخِ الرجالِ من برز بعلمه وقوةِ عقله وغزارةِ معرفته، ومنهم من ‏تميّز بورعه وزهده، ومنهم من برز بشجاعته وإقدامه، ومنهم من تفوَّق ‏بشوقه وخوفه ورجائه. هؤلاءِ الشيوخُ الثقاتُ همُ البارزون في المجتمع وهمُ ‏المُبرِّزون بالعلم والفضل والمسلك الدقيق، ومشايخُ البيّاضة الأتقياءُ في ‏طليعتِهم، ومَن أسَّس لمداميك التقوى في البيَّاضةِ في مُقدّمتِهم؛ وأوَّلُهم ‏المرحوم الشيخ سيف الدين شعيب ثم المرحوم الشيخ جمال الدين الحمرا، ثمَّ ‏أُولئك الأعيانُ الذين أكرَمنا الزمانُ فتعرَّفنا على بعضِهم في بداياتِنا، ‏كالمرحوم الشيخ أبو علي مهنّا حسان والمرحوم الشيخ أبو فندي جمال الدين ‏شجاع والمرحوم الشيخ أبو حسن علم الدين ذياب والمرحوم الشيخ أبو حسين ‏ابراهيم أبو حمدان‎ ‎والمرحوم الشيخ ابو قاسم محمد رعد، وغيرِهم ممّن ‏أضاؤوا سفوحَ وادي التيم أُنساً وتقوى، كالمرحوم الشيخ أبو علي يوسف أبو ‏ابراهيم وسواه من المشايخِ السادة الأنجاب. ‏
شيوخُنا القدوةُ ممَّن تربَّينا على سيَرِهم وممَّن عاصرنا وواكبنا مسيرتَهم هم ‏أشبهُ بحلَقاتٍ مترابطة في سلسلة المشايخ الأعيان، سلسلةِ التوحيد التي ‏تتواصلُ اليومَ معَ شيوخِ العصر الأتقياء والذين كانوا دائماً صمَّامَ الأمانِ ‏لمجتمعِنا التوحيدي وحافظي العقيدةِ وحرَّاسَ القِيَم، والذين ما تأخَّروا يوماً ‏عن الوقوفِ إلى جانبِ الطائفة وقياداتِها الحكيمة ورجالِها البواسل للدفاع عن ‏الوجود والحضور الوطني منذ القِدَم وحتى اليوم، تحت شعار وحدة الطائفة ‏والكرامة الواحدة وجمع الشمل والمحافظة على الفرض والأرض والعِرض. ‏وشيوخُنا الأعيانُ اليومَ جديرون بحمل هذه الأمانة، ونحن وإيَّاهم في مهمَّةٍ ‏مشترَكة، بقلوبٍ قريبة نابضة بالأخوَّة، كما يقول شيخُنا الشيخ أبو يوسف ‏أمين الصايغ، ولأن الطائفة لا تُترَك ولها حقٌّ علينا، كما يقول شيخُنا الشيخ ‏أبو صالح محمد العنداري، ولأنَّ الثقةَ كبيرةٌ بالراعي الصالح الذي لا يتخلَّى ‏عن رعيَّتِه، كما يردِّدُ دائماً إخواني الشيوخُ الأتقياء الذين نتباركُ بدعائهم ‏وبركاتِهم والذين هم أوتادُ هذه الأرض وهذه الجزيرة الممتدة من لبنان إلى ‏سوريا وفلسطين والأردن، والذين غمرونا بمحبتهم ومؤازرتِهم، ولهم منَّا ‏أخلصُ التحيات والأمنيات والتقدير، سائلين اللهَ عزَّ وجَلَّ أن يصونَنا ‏ويصونَهم وأن يصونَ مجتمعاتِنا من كلِّ فُرقةٍ وتفكُّكٍ ومن أيِّ اعتداءٍ وظلمٍ ‏ومكروه. ‏
 
إخواني المشايخَ الأفاضل، أهلَنا في حاصبيا والجوار
في البيَّاضةِ نلتقي وعلى أكتافِ كلٍّ منَّا واجبٌ ومسؤولية، وكلٌّ على قدرِ ‏موقعِه ومهمَّتِه وقدرتِه؛ واجبُ تربية النفس أوّلاً، بالتوبة والاستغفار والعزم ‏والإصرار وبحسن التدبير والاختيار، وواجبُ خدمةِ المجتمعِ التي نحن بها ‏مُطالَبون وعليها لَمؤتَمنون، وواجبُ إعزازِ الدين وأهلِه "الأجاويد" أربابِ ‏المسلك التوحيديِّ الشريف، وواجبُ جمعِ الشمل وإعلاءِ كلمة الحقِّ. هذه هي ‏رسالةُ مشايخِنا الثِّقاتِ الذين بهم نقتدي وبنورِ إيمانِهم نَهتدي، وهي رسالةُ ‏‏"البيَّاضة" وشيوخُها الأطهار، رسالةُ الجمع لا الفُرقة، وفي الجَمع إنقاذٌ من ‏‏"سَقطِ الهلاك"، رسالةُ الأخوَّة التوحيدية التي هي فوقَ الاختلافات والآراءِ ‏المتباينة والتجاذبات السياسية والعائلية، رسالةُ الصفاء والنقاء والرَّجاء ‏والأمل بأن نتعالى دوماً على الخصومات وأن نتلاقى دائماً على العهد ‏والميثاق. ‏
تلك الرسالةُ نحمِلُها من البيَّاضة وإليها، نتعلَّمُ ونعلِّم، نستفيدُ ونرجو أن نُفيد، ‏ولنا ملءُ الثقةِ بمشايخِها المتحدِّرين من السلف الصالحِ أن يحافظوا على هذا ‏الإرث التوحيديِّ الشريف، ولنا في الأخوةِ المشايخ القيِّمين على نهضتِها ‏الأملُ بإبقاء البيَّاضةَ منارةَ علمٍ وجهاد، شاكراً غِيرةَ الجميعِ واندفاعَهم ‏وكرمَهم، وراجياً من أحبّتِنا الشبابِ الالتفافَ حولَ شيوخِهم الكبارِ والاقتداءَ ‏بآبائهم وأجدادِهم الأبرار، وآملاً التفاهمَ والتلاقي على خدمةِ هذا المحلِّ ‏الأزهرِ الشريف ليبقى منارةَ أهلِ الفضلِ والتوحيد، طالباً من مشايخِنا ‏الأجلَّاءِ الدعاءَ وصفاءَ الخاطرِ، وداعياً أنفسَنا وإخوانَنا للثبات على نهج ‏البيَّاضةِ الأشرف، نهجِ التوحيد والمعروف الذي عليه نشأنا، وبه نحن ‏مُتمسِّكون، ولن نبدِّلَ تبديلا.‏
أثابكم اللهُ وحفِظكم بكنَفِه وصونِه، والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه.‏
‏ بعد ذلك كان لقاء موّسع في باحة البياضة وكلمات ترحيبية ثم سهرة ‏روحية جامعة، وزيارة داخل حرم الخلوات إلى خلوة المرحوم الشيخ أبو ‏فندي جمال الدين شجاع وخلوة المرحوم الشيخ أبو علي مهنَّا حسَّان.‏