المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الاثنين ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٤ - 21 جمادي الثاني 1446
سماحة شيخ العقل شارك وجنبلاط وسفراء في احتفال العرفان

2022-05-07

برعاية رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط، ‏وبمشاركة سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، اقامت ‏مؤسسة العرفان التوحيدية احتفالها المركزي، بمناسبة يوبيلها الذهبي وتكريما لطلابها الناجحين والمتفوقين، ‏وذلك في باحة المؤسسة العامة في السمقانية الشوف.‏
‏ وشارك اضافة اليهم والسيدة نورا والآنسة داليا جنبلاط، وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس ‏الحلبي، والنواب: نائب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية جورج عدوان، مروان حمادة، د. بلال ‏عبد الله، نعمة طعمة، اكرم شهيب، فيصل الصايغ، وائل ابو فاعور، وعددامن الوزراء والنواب الحاليين ‏والسابقين والمرشحين على لائحة "الشراكة والارادة": سعد الخطيب، راجي السعد، فادي المعلوف، د. ‏حبوبة عون، وايلي قرداحي.‏
‏ كذلك شارك سفراء: السعودية وليد البخاري، قطر ابراهيم عبد العزيز السهلاوي، الكويت عبد العال ‏القناعي، الاردن وليد الحديد، وفد دبلوماسي مثّل سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي ‏شيا، والقائمين بأعمال سفارات مصر، عمان والجزائر. كذلك حضر رئيس الاركان اللواء امين ‏العرم، وعددا من رؤساء الاركان السابقين والعمداء والقيادات الامنية، بينهم ممثل مدير عام امن الدولة ‏طوني صليبا العقيد اريج قرضاب، نائب حاكم مصرف لبنان بشير انور يقظان ابو حسن، إضافة الى ممثلي ‏مطراني صيدا ودير القمر للموارنة والروم الملكيين الكاثوليك مارون العمار وايلي بشارة حداد الاب ايلي ‏كيوان والارشمندريت نعمان قزحيا، ممثل مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو القاضي ‏محمد هاني الجوزو، رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين وعدد كبير من ‏الفاعليات الروحية من مختلف الطوائف الاسلامية والمسيحية ضمت قضاة من الشرع والمذهب الدرزي ‏والمحاكم المسيحية والآباء، اضافة الى رؤساء لجان واعضاء من المجلس المذهبي الدرزي، الى وفد قيادي ‏من الحزب التقدمي الاشتراكي ضم اعضاء مجلس القيادة ووكلاء داخلية ومفوضين، وموظفين من الفئة ‏الاولى والمدراء العامين الى جانب هيئة اصدقاء العرفان وامين السر الشيخ وجدي ابو حمزة، ومدراء ‏الجامعات والمدارس الخاصة في لبنان، مدير عام المؤسسة الصحية للطائفة الدكتور زهير العماد وعددا من ‏مدراء المسشفيات الخاصة في الجبل. ‏
‏ ‏
‏ النشيد الوطني استهلالا، فدخول الطلاب الناجحين والمتفوقين على لحن العرفان، ثم تعريف من مدير ‏ثانوية العرفان عفيف راسبيه، والقى رئيس المؤسسة الشيخ نزيه رافع كلمة ترحيبية لفت فيها الى مسيرة ‏العرفان منذ التأسيس التوحيدية والتربوية طيلة 50 عاما ومراحل التطوير التي بلغتها على كافة المستويات ‏التعليمية والارشادية انطلاقا من الابتدائية والمتوسطة ووصولا الى الثانوية والمعهد وافتتاح قسما لها في ‏الخليج والرزمة الجديدة التي تواكب العصر من تكنولوجيا وتعليم عن بعد، وقال: "تستذكر العرفان الشيخ ‏ابو محمد جواد ولي الدين والمعلم كمال جنبلاط والزعيم وليد جنبلاط وشيخ العقل سامي ابي المنى". ‏
‏ واضاف: "خمسون عاما والعهد هو ذاته باننا لن نتخلى عن دورنا تربويا ومنهجيا، ونستذكر بكل فخر ‏واعتزاز مواقف الاستاذ تيمور جنبلاط الذي قال "في هذا الجزء زرعنا الارض صمودا ورجالا انبتت عقلا ‏نحتكم اليه"، وانتم تمثلون الامل المشرق للجيل الصاعد، وعهد العرفان مع المختارة دار العزة والكرامة ‏والاباء، وما قاله وليد بك بان العرفان امانة عائلية وواجب الحفاظ عليها وهذه وصية كمال جنبلاط. انكم ‏عنوان الوفاء والكرامة وعهدنا الاستمرار معكم للكرامة والوجود والى جانبكم بكل ما يمس كرامة الجبل ‏والوطن، وتأكيدا على الوعد ان تبقى العرفان في قلب المختارة والمختارة في قلب العرفان".‏
‏ ‏
شيخ العقل ‏
وبعد عرض فيلم وثائقي عن المؤسسة وتطورها وفروعها، وزّع النائب تيمور جنبلاط وزير التربية الحلبي ‏ورئيس واركان مؤسسة العرفان الشهادات على الناجحين والمتفوقين، ثم القى سماحة الشيخ ابي المنى كلمة ‏قائلا: "بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيِّد المرسَلين وعلى آلِه وصحبِه الطاهرينَ الطيِّبين
‏ ‏
الدارُ داري، ولي نَبضٌ هُنا وفــمُ ولي ولاءٌ، ولي عهدٌ، ولي قَسَمُ ‏
عِمامتي الحقُّ، والتوحيدُ مُنطلَقي عَباءتي الأرزُ والمعروفُ والقِيــمُ
للقوم عقلٌ، وشيخُ العقلِ خادمُهم وللزعامةِ دارٌ، روحُهـا الكرمُ
‏ ‏
صاحبَ الرعاية، أيُّها الأخوةُ والأحبّة،
يُسعدُني أن أحتفلَ معكم اليومَ بيوبيلِ العرفان الذهبي، مُباركاً تخرُّجَ طلابِنا الأعزَّاء، ومشارِكاً بدافع تجديدِ ‏العهد مع مؤسّستنا التوحيدية، وقد حملْنا معاً رسالتَها، رسالةَ الإسلام والتوحيد، رسالةَ العلمِ والإيمان، تلك ‏التي تَرفعُ الإنسانَ وتُميِّزُه عن سواهُ وتؤهِّلُه لخلافةِ الله وعِمارة الأرض، مِصداقاً لقوله تعالى: "قُلْ هَلْ ‏يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب"، وقولِه عزَّ وجلّ: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا ‏مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات".‏
لن أنسى ما علّمتني إيّاهُ تلك الرحلةُ الطويلةُ في رحابِ العرفان، منذ أن بدأنا مهمَّةَ التربية والتعليم ‏والرعاية، ومنذ أن قلتُ قصيدتي الأولى على مِنبرِها في العام 1978 بحضورِكم، صاحبَ الرعاية، ‏وبحضور جمعِ المشايخ والرجال، عندما حفرنا على جبينِ المؤسسة لوحةَ الوفاء للقائد الشهيد، ومطلعُها:‏
‏ "يا سهلَ أجدادي لِواكَ مُوحَّدُ الدهرُ يحكي والأصالةُ تَشهدُ
‏ رفعتْ يمينُكَ شُعلةً عربيَّـةً أهدى ضِياها للأنامِ موحِّدُ"‏
والتي ختمتُها بالقول:‏
‏ "نحنُ الدروزُ بأمسِنا وبيومِنا جُندُ الحقيقةِ نحنُ، فليأتِ الغدُ"‏
مُنذ ذلك الحين، ونحن ننتظرُ الغدَ الآتي ليأتي، نَستعدُّ له بصبرٍ وإيمان، نُراكمُ التضحياتِ والمواقفَ، نُنشِدُ ‏أناشيدَ الكرامةِ ونُربِّي الأجيالَ على احترامِ قُدسيّةِ الأرضِ والفرضِ والعرض، ونَستظلُّ العلمَ المُخمّسَ، ولا ‏نَرضَى أن يُخفِضَ عُلياهُ أحد،
مُنذ ذلك الحين، ونحن هنا في العرفان، وعلى مقربةٍ من المختارة وبعقلين، معَ الشيخ الجواد ومعكم نتابعُ ‏المسيرة، نَعشقُ المواقفَ المشرِّفة، نتعلَّمُ الثباتَ ونُعلِّمُه لأولادِنا، نجاهدُ جهادَ الشرفاءِ، ونوكّدُ صدقَ الولاء،
منذُ ذلك الحين، ونحن معكم ومعَ مشايخِنا الأتقياء الأعيان، على مدى خمسينَ عاماً عرفانياً كنَّا دائماً نرفُدُ ‏العلمَ بالعمل، ونُرْسي مبادئَ الإسلام والإيمانِ والتوحيد،
منذُ ذلك الحين، ونحن معكم ومعَ أبناءِ التوحيد كنَّا نتمرّسُ في حماية العلَمِ الوطنيِّ، ونتابعُ مهمَّةَ الدفاعِ عن ‏الثغور العربيةِ الإسلامية، كما فعل أجدادُنا الميامين، عبر قرونٍ وقرون،
منذُ ذلك الحين، ونحن معَكم كنَّا مستعدِّينَ دائماً لصَونِ العيش الواحدِ، ومعكم ومعَ بطريرك المصافحة ‏والمسامحة ومعَ أهلِ الجبل الشرفاء عقدنا المصالحةَ التاريخية وأرسينا مداميكَ الوحدةِ وطوينا الصفحةَ ‏الأليمةَ إلى غير رجعة، وأكّدنا للعالم كلِّه أننا أهلٌ للمحبة والرحمةِ والمعروف، وقلنا لصاحب الغبطة ‏ولأصحاب السيادة ولكلِّ ابناءِ الوطن: إنّ الجبلَ هو قلبُ لبنان،
‏ هُوَ الفؤادُ إذا ما طـابَ أو نَزفــا
إنْ صحَّ نبضاً وعيشاً صحَّ موطنُنا
وإنْ هوينا هوى لُبنانُنـا أسفــا
‏ ‏
صاحبَ الرعاية، أيُّها الكرام،
لم يكنِ الحفاظُ على هذا الإرثِ الوطنيِّ وهذا العيشِ بالأمرِ السهل، بل تطلَّبَ منَّا، نحنُ أبناءَ الجبلِ، الجُهدَ ‏والتضحيةَ والحكمةَ والشجاعةَ، بعيداً عن الغرضيةِ البغيضةِ والانقسام، فكنَّا دائماً نواجهُ التحدّي بالتجذّرِ في ‏الأرض، والثباتِ في المعتقد، وبتأكيد الهويّةِ الوطنيّة.‏
لم نَحِدْ يوماً عن الثوابت والمبادئ... لم يتخاذلْ أجدادُنا... لم يعتكفْ آباؤنا... لم تكنْ لدينا أطماعٌ ‏ومُخطّطاتٌ وولاءاتٌ خارجية، بل كان ولاؤُنا دائماً للأرض المضمّخةِ بدماء أهلِنا وعَرَقِهم ودموعِهم، ولم ‏يكن مشروعُنا إلاّ قيامَ الدولةِ العادلةِ الجامعة... وإذا كان سلاحُنا بالأمس سيفٌ وبندقية، فسلاحُنا اليومَ هو ‏العلمُ والمعرفةُ والكلمةُ الطيّبة والمواطَنةُ الحقَّة والصوتُ الحرُّ والموقفُ الثابتُ لحمايةِ الوطنِ والجبلِ ‏العصيِّ على الانحناء.‏
‏ ‏
أيُّها الأخوةُ والأبناءُ الأوفياء، أيُّها العرفانيُّون،
لقد تجلَّى القيامُ بالواجبِ مراراً بمواقفِ الدفاع عن الأرض، عبرَ التاريخ القديم والحديث، بسواعدِ الرجالِ ‏الأشاوسِ من جبلِ لبنانَ والساحلِ ووادي التيم، لكنَّه كان يتجلَّى كذلك في محطَّاتٍ مِفصليةٍ من تاريِخِنا ‏بالحضور الوطنيِّ، وبالعملِ الهادفِ والمشاركةِ الفاعلة. وهذا ما نؤكّدُ عليه اليومَ، من موقعِنا المسؤولِ ‏والمنفتحِ على الجميع، في مواجهةِ التحديات الداهمة والاستحقاقِ الانتخابيِّ الحالي، وبدافعِ الحفاظِ على ‏الوجود والكرامة، ومن أجل مصلحةِ الوطن، بعيداً عنِ الاستهتارِ واللامبالاة، وبغضِّ النظر عن الحجم ‏العددي للطائفة، قائلين ما قُلنا سابقاً:‏
‏"إنْ حاولَ البعضُ تحجيماً، فواعَجباً لا تحصرُ المجدَ أحجامٌ وأعدادُ"‏
‏ ‏
أيُّها الأخوةُ الكرام،
التغييرُ أمرٌ طبيعي، يتطلَّبُ التنافسَ الإيجابيَّ ويؤكِّدُ التوقَ نحو الأفضل، لكنّنا لا نريدُه أن يَحمِلَ معنى ‏التَّحدي السلبيّ، أمَّا المشاركةُ الوطنيةُ فحقٌّ وواجبٌ، تتجلَّى فيها روحُ الوفاءِ، والوفاءُ شيمةُ أهلِنا وشيوخِنا ‏الأجلَّاء، وفي طليعتِهم الشيخ أبو محمد جواد والشيخ أبو حسن عارف رحمهما الله، ومشايخُنا الثِّقاتُ الذين ‏تميَّزوا برجاحة العقل وطهارة النيّة، والذين أكَّدوا على الموقفِ التوحيديِّ المسؤولِ إلى جانب القيادة ‏الحكيمة لتحصين الطائفة وتثبيت الوجود، وهو ما كان له الوقعُ والأثرُ في المفاصلِ التاريخية. وهذا الموقفُ ‏الثابتُ والمبارَكُ والدائمُ، يُعبِّرُ عنه مشايخُنا اليومَ بتجرُّد، وقد أوحى به لنا بالأمس القريب شيخُنا الجليلُ ‏الشيخ أبو صالح محمد العنداري حفِظه الله، بحكمتِه المعهودة وبركتِه الروحانية، بأنّ "الواجبَ يقضي بتحمُّلِ ‏المسؤولية وبالعملِ الدؤوبِ لصالح الطائفة والمحافظةِ عليها وحمايتِها وصونِ هيبتِها".‏
‏ ‏
ونحنُ بدورِنا نقول: "إنَّنا طائفةٌ أساسيّةٌ ومؤسِّسة في هذا الوطن ولا يجوزُ أن نتنازلَ عن قرارِنا، وإنَّ واقعَ ‏النظامِ السياسيّ اللبناني يَفرِضُ علينا ألَّا نقفَ على الحيادِ في اختيارِ مَن يُمثِّلُ كرامةَ الجبل، وأن نحافظَ على ‏وجودِنا بكلِّ عزمٍ وقوَّة، فالمحافظةُ على الطائفة تعني المحافظةَ على الوطن، والوطنُ يعتزُّ ببني معروفَ ‏الموحِّدين الدروزِ الذين ما خانوا ولا هانوا، وما اعتدَوا ولا قبِلوا الاعتداء، والذين صدق بوصفِهم صديقُنا ‏سعادةُ السفير السعودي وليد البخاري حين قال: "الموحِّدونَ متواضعونَ بدونِ ضَعفٍ وأقوياءٌ بدونِ غُرور".‏
‏ ‏
أيُّها الأخوةُ والأبناءُ الأعزَّاء، أيُّها العرفانيُّون،
فلنكنْ مُدركينَ للتاريخ وأوفياءَ للتضحيات وأمناءَ على المستقبل، ولنكنْ حريصين على وحدتِنا ومنفتحينَ ‏على إخوانِنا في الإيمان وشركائنا في الوطنيَّة، ولنا في الأصدقاءِ المخلصينَ وفي الأشقَّاءِ العربِ خصوصاً ‏السندُ والرجاء، بما لهم عندنا من مواقعَ مميَّزة في التاريخ وفي الوجدان، وبما لنا عندهم من نُخَبٍ مرموقةٍ ‏وفلذاتِ أكبادٍ عزيزة، ما يجعلُنا لا نَفقُدُ الأملَ بلبنانَ ولا نيأسُ من عودتِه الحتميَّةِ إلى حقيقةِ رسالتِه.‏
وها نحن نأتي إلى موقعِنا هذا، لا لشيءٍ إلّا لبناء المؤسسات وجمع الشمل تحت سقف التوحيد والوطنية، لا ‏بالمناكفة والانفعال، بل بمواجهة التحديات بالحكمة والعقل والإقدام، مقدِّرينَ ثقتَكم الغالية قيادةً ومُجتمَعاً، ‏وحاملينَ بأمانةٍ رسالةَ مشيخة العقل، وهي جوهرُ رسالةِ العِرفان، متمنّين لمؤسستِنا التوحيديةِ السيرَ إلى ‏الأمامِ بخُطىً واثقة ومدروسة، وراجين أن تبقى متألّقةً دائماً، بما لديها من رؤيةٍ للتطوير والتحديث، ومن ‏إرادةٍ لبناء السلام وعِمارة الأوطان.‏
لكم نقدِّمُ التهاني، وبكم نَفرحُ أيُّها الأحبَّة، وأقولُ ما قُلتُ يوماً لرفاقِكم المتخرِّجين:‏
كونوا السلامَ وعَمِّروا الأوطانــا
وَخُذُوا من العِرفـانِ زادَ حياتِكـم
ومتى انطلقتُم للجهادِ تَشبَّثـوا
وإذا امتُحِنتُم في الحياةِ فعزِّزوا الــ
‏ ‏
واستلهِمـوا التوحيـدَ والإحسانا
وامضُوا وعِيشوا حُبَّكـم إخوانا
بجذورِكم، كونوا لها الأغصانا
إيمانَ فيكم واحفَظُوا العِرفانا
‏ ‏
وفَّقكم الله، والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه.‏
‏ ‏
ثم جرى عرض فيلم قصير عن مسيرة رئيس المؤسسة الرحل الشيخ علي زين الدين. وفيلما ثانيا لرئيس ‏الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.‏
‏ ‏
جنبلاط
وختاما القى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كلمة أشار فيها إلى أن "من هذا الموقعِ التاريخي ‏المعروفِ بسهلِ السمقانيّة، حيثُ نجتمعُ اليوم، وحيثُ كانت تلتقي أعيانُ بني معروف، للتشاور، وتبادلِ ‏الرأي، أيّامَ التحدياتِ والأزمات، ومن أحضانِ تلكَ الهضبةِ الجميلةِ وعلى مشارفِ المختارة، كانت بدايةُ ‏رحلةِ مؤسسةِ العرفان، التوحيديّةِ والتعليميّةِ والنضاليّة، التي رعاها الشهيد كمال جنبلاط، والتي بناها ‏الراحلُ الكبيرُ الشيخ علي زين الدين". ‏

وأضاف جنبلاط في احتفال اليوبيل الذهبي لمؤسسة العرفان التوحيدية في السمقانية في الشوف: "وعلى ‏مدى أيّامٍ وسنينٍ وعقود، كانَ المدماكُ تلوَ المدماكِ، والحجرُ تلوَ الحجرِ، في عمليّةِ بناءِ المؤسّسة، وتمتينِها، ‏وتوسِيعها، وإنتشارِها في المناطق، رغمَ الظروفِ الهائلةِ من التحدياتِ والصعاب، مروراً بالحروبِ ‏والاحتلال".‏

ولفت إلى ان "الظروف لم تسمح للمعلم أن يرى ويرعى في كلِ عام، أفواجَ المتخرجينَ، من مشايخَ ‏وشيخات، ينطلقونَ بإمتياز، ويلتحقونَ بالجامعاتِ ويبرعونَ في مدارسَ الحياة، علماً وأخلاقاً وكفاءة. فقد ‏شاءتِ الظروفُ والأقدارُ ومشيئةُ الله، أن ولّى باكراً عن المختارة".‏


وذكر جنبلاط أن "حلمُهُ كان، مع الشيخ علي، أن تتوّجَ مسيرةُ العرفان، بجامعةٍ لأهلِ التوحيد، وهذا الحلمُ ‏سنحققُهُ إن شاءَ اللهِ بعونِ المخلصينَ وبرعايةِ تيمور وأهلِ العرفانِ والتوحيد والتنسيق مع سماحة الشيخ ‏والمجلس المذهبي".‏


وأشار إلى أن "كم كانَ التحدي كبيراً ذاكَ النهار، في 16 آذار 1977، تحدّي البقاءِ والاستمرار، والحفاظِ ‏على المختارةِ ووجودِها وتاريخِها ومواجهةِ أعداءِ الداخلِ والخارجِ".‏

وقال: "لم نكن وحدَنا في العالم ولن نكون، وسرِنا والحزبُ على وقعِ نشيدِ الكمال:‏
سلامُ الشبابِ، سلامُ الرجال
سلامُ الرفاقِ، رفاقِ القتال
هتافاً يُردّدُ صوتُ البنين
ليبقى ويرقى ويحيا كمال".‏

كما ذكّر جنبلاط أن "بيدٍ أمسكنا الزناد، بالأخرى المعول، وقاتلنا وبنينا، قاتلنا دفاعاً عن الوجود، ولم نتعّدَ، ‏وبنينا العرفانَ وعين وزين وغيرها من المؤسسات، وخرّجنا المئاتِ والآلافَ في الداخلِ والخارجِ وأنشأنا ‏الإدارةَ المدنيّة، بحمايةِ جيشِ التحريرِ الشعبي، وفصائلَ العرفان، وحررنا والحركةُ الوطنيّةُ وكافةُ ‏المناضلينَ طريقَ بيروتَ والجنوب مروراً بالإقليم والمقدسات في الشحار".‏

وتابع: "بئسَ الذينَ يريدونَ مصادرةَ القرارِ الوطني اللبناني المستقل، لصالحِ محورِ الممانعة، محور التدمير ‏ومحور التزوير، في كلِ موقعٍ من الجبلِ إلى الجنوبِ مروراً بالإقليم والبقاع وبيروت، إستشهدَ لنا وللحركةِ ‏الوطنيّةِ مقاتلونَ في مواجهةِ إسرائيل، وهل لي أن أذّكرَ حديثي النعمةِ في الاستقلالِ والسيادة، كيف تصدّى ‏كمال جنبلاط وحيداً مع فصائلَ من الجيشِ الشعبي، في بحمدون لجيشِ الوصايةِ، لجيش الاحتلال السوري، ‏ولعملائِه، ومخابراتِهِ الذينَ قتلوهُ لاحقاً".‏

وأشار إلى أن "الحديثُ طويلٌ، وطويل جداً، لكننا لن نسمحَ لأحدٍ بسرقةِ تراثِنا النضالي، تحتَ أي شعار، ‏وسنقيمُ قريباً إن شاء الله نصباً تذكاريّاً لشهدائِنا في عين وزين كما فعلَ كمال جنبلاط في بقعاتا، تخليداً ‏لشهداءِ ثورةِ 1958".‏
‏ ‏
كما ذكّر أننا "لم نألو جهداً آنذاك داخليّاً وخارجيّاً إلا وقمنا بهِ فكانت لنا جولاتٌ عربيّةٌ ودوليّة، وكما كانت ‏للمملكةِ والكويت والاتحاد السوفياتي وقفاتٌ متميزةٌ مع بني معروف والوطنيين العرب في لبنان، وفي هذا ‏المجال لن ننسى الدورَ السياسي والإجتماعي للشهيد رفيق الحريري مع عروبةِ لبنان وأهلِ الجبل واسقاط ‏السابع عشر من أيار". ‏

وذكّر أن "مع الدولِ الأخرى، تحاورنا، منهم من تفهمَ، ومنهم من ظنَّ أن الـ ‏New Jersey‏ هي الحل، نحن ‏بقينا، ورحلت الـ ‏New Jersey، هذا غيضٌ من فيض".‏

وتوجّه للمشايخ قائلاً: "أما اليوم، وعلى مشارفِ إغتيالٍ جديدٍ عبرَ الانتخابات، أتوجهُ إليكم، إلى العمائمَ ‏البيضاءِ، عمائمَ الحكمةِ والتوحيدِ والعقلِ والإيمانِ، عمائمَ النخوةِ والعزّةِ والكرامة، بأن نردَ الهجمةَ سويّاً كما ‏فعلتم في جبلِ العرب، وكما فعلتم في كلِ موقعةٍ من حربِ الجبل، وذلكَ عبرَ صناديقِ الإقتراع، لمنعِ ‏الإختراق، ومنعِ التطويعِ والتبعيّة". ‏

ولفت إلى أن "وإذا كان العمر قد شارف على شتائِه، إلا أن المسيرةَ مستمرة، مسيرةَ الأجداد، مسيرةَ كبيرنا ‏كمال جنبلاط، فسِرّ يا تيمور، ومن حولِك أهلُ العرفان، والحزب، والوطنيين والعرب في الداخلِ والخارج، ‏سرّ في عمليّةِ التحدّي في إعلاءِ شأنِ المختارة، وتراثِها العربي والفلسطيني، وسرّ في عمليّة حماية مصالحةِ ‏الجبل، سرّ ونحنُ معك ودالي وأصلان، ولا خوفَ على المستقبلِ، فالرجالُ رجال، والمبادئُ مبادئ".‏