2022-05-07
وشارك اضافة اليهم والسيدة نورا والآنسة داليا جنبلاط، وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، والنواب: نائب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية جورج عدوان، مروان حمادة، د. بلال عبد الله، نعمة طعمة، اكرم شهيب، فيصل الصايغ، وائل ابو فاعور، وعددامن الوزراء والنواب الحاليين والسابقين والمرشحين على لائحة "الشراكة والارادة": سعد الخطيب، راجي السعد، فادي المعلوف، د. حبوبة عون، وايلي قرداحي.
كذلك شارك سفراء: السعودية وليد البخاري، قطر ابراهيم عبد العزيز السهلاوي، الكويت عبد العال القناعي، الاردن وليد الحديد، وفد دبلوماسي مثّل سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا، والقائمين بأعمال سفارات مصر، عمان والجزائر. كذلك حضر رئيس الاركان اللواء امين العرم، وعددا من رؤساء الاركان السابقين والعمداء والقيادات الامنية، بينهم ممثل مدير عام امن الدولة طوني صليبا العقيد اريج قرضاب، نائب حاكم مصرف لبنان بشير انور يقظان ابو حسن، إضافة الى ممثلي مطراني صيدا ودير القمر للموارنة والروم الملكيين الكاثوليك مارون العمار وايلي بشارة حداد الاب ايلي كيوان والارشمندريت نعمان قزحيا، ممثل مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو القاضي محمد هاني الجوزو، رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين وعدد كبير من الفاعليات الروحية من مختلف الطوائف الاسلامية والمسيحية ضمت قضاة من الشرع والمذهب الدرزي والمحاكم المسيحية والآباء، اضافة الى رؤساء لجان واعضاء من المجلس المذهبي الدرزي، الى وفد قيادي من الحزب التقدمي الاشتراكي ضم اعضاء مجلس القيادة ووكلاء داخلية ومفوضين، وموظفين من الفئة الاولى والمدراء العامين الى جانب هيئة اصدقاء العرفان وامين السر الشيخ وجدي ابو حمزة، ومدراء الجامعات والمدارس الخاصة في لبنان، مدير عام المؤسسة الصحية للطائفة الدكتور زهير العماد وعددا من مدراء المسشفيات الخاصة في الجبل.
النشيد الوطني استهلالا، فدخول الطلاب الناجحين والمتفوقين على لحن العرفان، ثم تعريف من مدير ثانوية العرفان عفيف راسبيه، والقى رئيس المؤسسة الشيخ نزيه رافع كلمة ترحيبية لفت فيها الى مسيرة العرفان منذ التأسيس التوحيدية والتربوية طيلة 50 عاما ومراحل التطوير التي بلغتها على كافة المستويات التعليمية والارشادية انطلاقا من الابتدائية والمتوسطة ووصولا الى الثانوية والمعهد وافتتاح قسما لها في الخليج والرزمة الجديدة التي تواكب العصر من تكنولوجيا وتعليم عن بعد، وقال: "تستذكر العرفان الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين والمعلم كمال جنبلاط والزعيم وليد جنبلاط وشيخ العقل سامي ابي المنى".
واضاف: "خمسون عاما والعهد هو ذاته باننا لن نتخلى عن دورنا تربويا ومنهجيا، ونستذكر بكل فخر واعتزاز مواقف الاستاذ تيمور جنبلاط الذي قال "في هذا الجزء زرعنا الارض صمودا ورجالا انبتت عقلا نحتكم اليه"، وانتم تمثلون الامل المشرق للجيل الصاعد، وعهد العرفان مع المختارة دار العزة والكرامة والاباء، وما قاله وليد بك بان العرفان امانة عائلية وواجب الحفاظ عليها وهذه وصية كمال جنبلاط. انكم عنوان الوفاء والكرامة وعهدنا الاستمرار معكم للكرامة والوجود والى جانبكم بكل ما يمس كرامة الجبل والوطن، وتأكيدا على الوعد ان تبقى العرفان في قلب المختارة والمختارة في قلب العرفان".
شيخ العقل
وبعد عرض فيلم وثائقي عن المؤسسة وتطورها وفروعها، وزّع النائب تيمور جنبلاط وزير التربية الحلبي ورئيس واركان مؤسسة العرفان الشهادات على الناجحين والمتفوقين، ثم القى سماحة الشيخ ابي المنى كلمة قائلا: "بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيِّد المرسَلين وعلى آلِه وصحبِه الطاهرينَ الطيِّبين
الدارُ داري، ولي نَبضٌ هُنا وفــمُ ولي ولاءٌ، ولي عهدٌ، ولي قَسَمُ
عِمامتي الحقُّ، والتوحيدُ مُنطلَقي عَباءتي الأرزُ والمعروفُ والقِيــمُ
للقوم عقلٌ، وشيخُ العقلِ خادمُهم وللزعامةِ دارٌ، روحُهـا الكرمُ
صاحبَ الرعاية، أيُّها الأخوةُ والأحبّة،
يُسعدُني أن أحتفلَ معكم اليومَ بيوبيلِ العرفان الذهبي، مُباركاً تخرُّجَ طلابِنا الأعزَّاء، ومشارِكاً بدافع تجديدِ العهد مع مؤسّستنا التوحيدية، وقد حملْنا معاً رسالتَها، رسالةَ الإسلام والتوحيد، رسالةَ العلمِ والإيمان، تلك التي تَرفعُ الإنسانَ وتُميِّزُه عن سواهُ وتؤهِّلُه لخلافةِ الله وعِمارة الأرض، مِصداقاً لقوله تعالى: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب"، وقولِه عزَّ وجلّ: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات".
لن أنسى ما علّمتني إيّاهُ تلك الرحلةُ الطويلةُ في رحابِ العرفان، منذ أن بدأنا مهمَّةَ التربية والتعليم والرعاية، ومنذ أن قلتُ قصيدتي الأولى على مِنبرِها في العام 1978 بحضورِكم، صاحبَ الرعاية، وبحضور جمعِ المشايخ والرجال، عندما حفرنا على جبينِ المؤسسة لوحةَ الوفاء للقائد الشهيد، ومطلعُها:
"يا سهلَ أجدادي لِواكَ مُوحَّدُ الدهرُ يحكي والأصالةُ تَشهدُ
رفعتْ يمينُكَ شُعلةً عربيَّـةً أهدى ضِياها للأنامِ موحِّدُ"
والتي ختمتُها بالقول:
"نحنُ الدروزُ بأمسِنا وبيومِنا جُندُ الحقيقةِ نحنُ، فليأتِ الغدُ"
مُنذ ذلك الحين، ونحن ننتظرُ الغدَ الآتي ليأتي، نَستعدُّ له بصبرٍ وإيمان، نُراكمُ التضحياتِ والمواقفَ، نُنشِدُ أناشيدَ الكرامةِ ونُربِّي الأجيالَ على احترامِ قُدسيّةِ الأرضِ والفرضِ والعرض، ونَستظلُّ العلمَ المُخمّسَ، ولا نَرضَى أن يُخفِضَ عُلياهُ أحد،
مُنذ ذلك الحين، ونحن هنا في العرفان، وعلى مقربةٍ من المختارة وبعقلين، معَ الشيخ الجواد ومعكم نتابعُ المسيرة، نَعشقُ المواقفَ المشرِّفة، نتعلَّمُ الثباتَ ونُعلِّمُه لأولادِنا، نجاهدُ جهادَ الشرفاءِ، ونوكّدُ صدقَ الولاء،
منذُ ذلك الحين، ونحن معكم ومعَ مشايخِنا الأتقياء الأعيان، على مدى خمسينَ عاماً عرفانياً كنَّا دائماً نرفُدُ العلمَ بالعمل، ونُرْسي مبادئَ الإسلام والإيمانِ والتوحيد،
منذُ ذلك الحين، ونحن معكم ومعَ أبناءِ التوحيد كنَّا نتمرّسُ في حماية العلَمِ الوطنيِّ، ونتابعُ مهمَّةَ الدفاعِ عن الثغور العربيةِ الإسلامية، كما فعل أجدادُنا الميامين، عبر قرونٍ وقرون،
منذُ ذلك الحين، ونحن معَكم كنَّا مستعدِّينَ دائماً لصَونِ العيش الواحدِ، ومعكم ومعَ بطريرك المصافحة والمسامحة ومعَ أهلِ الجبل الشرفاء عقدنا المصالحةَ التاريخية وأرسينا مداميكَ الوحدةِ وطوينا الصفحةَ الأليمةَ إلى غير رجعة، وأكّدنا للعالم كلِّه أننا أهلٌ للمحبة والرحمةِ والمعروف، وقلنا لصاحب الغبطة ولأصحاب السيادة ولكلِّ ابناءِ الوطن: إنّ الجبلَ هو قلبُ لبنان،
هُوَ الفؤادُ إذا ما طـابَ أو نَزفــا
إنْ صحَّ نبضاً وعيشاً صحَّ موطنُنا
وإنْ هوينا هوى لُبنانُنـا أسفــا
صاحبَ الرعاية، أيُّها الكرام،
لم يكنِ الحفاظُ على هذا الإرثِ الوطنيِّ وهذا العيشِ بالأمرِ السهل، بل تطلَّبَ منَّا، نحنُ أبناءَ الجبلِ، الجُهدَ والتضحيةَ والحكمةَ والشجاعةَ، بعيداً عن الغرضيةِ البغيضةِ والانقسام، فكنَّا دائماً نواجهُ التحدّي بالتجذّرِ في الأرض، والثباتِ في المعتقد، وبتأكيد الهويّةِ الوطنيّة.
لم نَحِدْ يوماً عن الثوابت والمبادئ... لم يتخاذلْ أجدادُنا... لم يعتكفْ آباؤنا... لم تكنْ لدينا أطماعٌ ومُخطّطاتٌ وولاءاتٌ خارجية، بل كان ولاؤُنا دائماً للأرض المضمّخةِ بدماء أهلِنا وعَرَقِهم ودموعِهم، ولم يكن مشروعُنا إلاّ قيامَ الدولةِ العادلةِ الجامعة... وإذا كان سلاحُنا بالأمس سيفٌ وبندقية، فسلاحُنا اليومَ هو العلمُ والمعرفةُ والكلمةُ الطيّبة والمواطَنةُ الحقَّة والصوتُ الحرُّ والموقفُ الثابتُ لحمايةِ الوطنِ والجبلِ العصيِّ على الانحناء.
أيُّها الأخوةُ والأبناءُ الأوفياء، أيُّها العرفانيُّون،
لقد تجلَّى القيامُ بالواجبِ مراراً بمواقفِ الدفاع عن الأرض، عبرَ التاريخ القديم والحديث، بسواعدِ الرجالِ الأشاوسِ من جبلِ لبنانَ والساحلِ ووادي التيم، لكنَّه كان يتجلَّى كذلك في محطَّاتٍ مِفصليةٍ من تاريِخِنا بالحضور الوطنيِّ، وبالعملِ الهادفِ والمشاركةِ الفاعلة. وهذا ما نؤكّدُ عليه اليومَ، من موقعِنا المسؤولِ والمنفتحِ على الجميع، في مواجهةِ التحديات الداهمة والاستحقاقِ الانتخابيِّ الحالي، وبدافعِ الحفاظِ على الوجود والكرامة، ومن أجل مصلحةِ الوطن، بعيداً عنِ الاستهتارِ واللامبالاة، وبغضِّ النظر عن الحجم العددي للطائفة، قائلين ما قُلنا سابقاً:
"إنْ حاولَ البعضُ تحجيماً، فواعَجباً لا تحصرُ المجدَ أحجامٌ وأعدادُ"
أيُّها الأخوةُ الكرام،
التغييرُ أمرٌ طبيعي، يتطلَّبُ التنافسَ الإيجابيَّ ويؤكِّدُ التوقَ نحو الأفضل، لكنّنا لا نريدُه أن يَحمِلَ معنى التَّحدي السلبيّ، أمَّا المشاركةُ الوطنيةُ فحقٌّ وواجبٌ، تتجلَّى فيها روحُ الوفاءِ، والوفاءُ شيمةُ أهلِنا وشيوخِنا الأجلَّاء، وفي طليعتِهم الشيخ أبو محمد جواد والشيخ أبو حسن عارف رحمهما الله، ومشايخُنا الثِّقاتُ الذين تميَّزوا برجاحة العقل وطهارة النيّة، والذين أكَّدوا على الموقفِ التوحيديِّ المسؤولِ إلى جانب القيادة الحكيمة لتحصين الطائفة وتثبيت الوجود، وهو ما كان له الوقعُ والأثرُ في المفاصلِ التاريخية. وهذا الموقفُ الثابتُ والمبارَكُ والدائمُ، يُعبِّرُ عنه مشايخُنا اليومَ بتجرُّد، وقد أوحى به لنا بالأمس القريب شيخُنا الجليلُ الشيخ أبو صالح محمد العنداري حفِظه الله، بحكمتِه المعهودة وبركتِه الروحانية، بأنّ "الواجبَ يقضي بتحمُّلِ المسؤولية وبالعملِ الدؤوبِ لصالح الطائفة والمحافظةِ عليها وحمايتِها وصونِ هيبتِها".
ونحنُ بدورِنا نقول: "إنَّنا طائفةٌ أساسيّةٌ ومؤسِّسة في هذا الوطن ولا يجوزُ أن نتنازلَ عن قرارِنا، وإنَّ واقعَ النظامِ السياسيّ اللبناني يَفرِضُ علينا ألَّا نقفَ على الحيادِ في اختيارِ مَن يُمثِّلُ كرامةَ الجبل، وأن نحافظَ على وجودِنا بكلِّ عزمٍ وقوَّة، فالمحافظةُ على الطائفة تعني المحافظةَ على الوطن، والوطنُ يعتزُّ ببني معروفَ الموحِّدين الدروزِ الذين ما خانوا ولا هانوا، وما اعتدَوا ولا قبِلوا الاعتداء، والذين صدق بوصفِهم صديقُنا سعادةُ السفير السعودي وليد البخاري حين قال: "الموحِّدونَ متواضعونَ بدونِ ضَعفٍ وأقوياءٌ بدونِ غُرور".
أيُّها الأخوةُ والأبناءُ الأعزَّاء، أيُّها العرفانيُّون،
فلنكنْ مُدركينَ للتاريخ وأوفياءَ للتضحيات وأمناءَ على المستقبل، ولنكنْ حريصين على وحدتِنا ومنفتحينَ على إخوانِنا في الإيمان وشركائنا في الوطنيَّة، ولنا في الأصدقاءِ المخلصينَ وفي الأشقَّاءِ العربِ خصوصاً السندُ والرجاء، بما لهم عندنا من مواقعَ مميَّزة في التاريخ وفي الوجدان، وبما لنا عندهم من نُخَبٍ مرموقةٍ وفلذاتِ أكبادٍ عزيزة، ما يجعلُنا لا نَفقُدُ الأملَ بلبنانَ ولا نيأسُ من عودتِه الحتميَّةِ إلى حقيقةِ رسالتِه.
وها نحن نأتي إلى موقعِنا هذا، لا لشيءٍ إلّا لبناء المؤسسات وجمع الشمل تحت سقف التوحيد والوطنية، لا بالمناكفة والانفعال، بل بمواجهة التحديات بالحكمة والعقل والإقدام، مقدِّرينَ ثقتَكم الغالية قيادةً ومُجتمَعاً، وحاملينَ بأمانةٍ رسالةَ مشيخة العقل، وهي جوهرُ رسالةِ العِرفان، متمنّين لمؤسستِنا التوحيديةِ السيرَ إلى الأمامِ بخُطىً واثقة ومدروسة، وراجين أن تبقى متألّقةً دائماً، بما لديها من رؤيةٍ للتطوير والتحديث، ومن إرادةٍ لبناء السلام وعِمارة الأوطان.
لكم نقدِّمُ التهاني، وبكم نَفرحُ أيُّها الأحبَّة، وأقولُ ما قُلتُ يوماً لرفاقِكم المتخرِّجين:
كونوا السلامَ وعَمِّروا الأوطانــا
وَخُذُوا من العِرفـانِ زادَ حياتِكـم
ومتى انطلقتُم للجهادِ تَشبَّثـوا
وإذا امتُحِنتُم في الحياةِ فعزِّزوا الــ
واستلهِمـوا التوحيـدَ والإحسانا
وامضُوا وعِيشوا حُبَّكـم إخوانا
بجذورِكم، كونوا لها الأغصانا
إيمانَ فيكم واحفَظُوا العِرفانا
وفَّقكم الله، والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه.
ثم جرى عرض فيلم قصير عن مسيرة رئيس المؤسسة الرحل الشيخ علي زين الدين. وفيلما ثانيا لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
جنبلاط
وختاما القى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كلمة أشار فيها إلى أن "من هذا الموقعِ التاريخي المعروفِ بسهلِ السمقانيّة، حيثُ نجتمعُ اليوم، وحيثُ كانت تلتقي أعيانُ بني معروف، للتشاور، وتبادلِ الرأي، أيّامَ التحدياتِ والأزمات، ومن أحضانِ تلكَ الهضبةِ الجميلةِ وعلى مشارفِ المختارة، كانت بدايةُ رحلةِ مؤسسةِ العرفان، التوحيديّةِ والتعليميّةِ والنضاليّة، التي رعاها الشهيد كمال جنبلاط، والتي بناها الراحلُ الكبيرُ الشيخ علي زين الدين".
وأضاف جنبلاط في احتفال اليوبيل الذهبي لمؤسسة العرفان التوحيدية في السمقانية في الشوف: "وعلى مدى أيّامٍ وسنينٍ وعقود، كانَ المدماكُ تلوَ المدماكِ، والحجرُ تلوَ الحجرِ، في عمليّةِ بناءِ المؤسّسة، وتمتينِها، وتوسِيعها، وإنتشارِها في المناطق، رغمَ الظروفِ الهائلةِ من التحدياتِ والصعاب، مروراً بالحروبِ والاحتلال".
ولفت إلى ان "الظروف لم تسمح للمعلم أن يرى ويرعى في كلِ عام، أفواجَ المتخرجينَ، من مشايخَ وشيخات، ينطلقونَ بإمتياز، ويلتحقونَ بالجامعاتِ ويبرعونَ في مدارسَ الحياة، علماً وأخلاقاً وكفاءة. فقد شاءتِ الظروفُ والأقدارُ ومشيئةُ الله، أن ولّى باكراً عن المختارة".
وذكر جنبلاط أن "حلمُهُ كان، مع الشيخ علي، أن تتوّجَ مسيرةُ العرفان، بجامعةٍ لأهلِ التوحيد، وهذا الحلمُ سنحققُهُ إن شاءَ اللهِ بعونِ المخلصينَ وبرعايةِ تيمور وأهلِ العرفانِ والتوحيد والتنسيق مع سماحة الشيخ والمجلس المذهبي".
وأشار إلى أن "كم كانَ التحدي كبيراً ذاكَ النهار، في 16 آذار 1977، تحدّي البقاءِ والاستمرار، والحفاظِ على المختارةِ ووجودِها وتاريخِها ومواجهةِ أعداءِ الداخلِ والخارجِ".
وقال: "لم نكن وحدَنا في العالم ولن نكون، وسرِنا والحزبُ على وقعِ نشيدِ الكمال:
سلامُ الشبابِ، سلامُ الرجال
سلامُ الرفاقِ، رفاقِ القتال
هتافاً يُردّدُ صوتُ البنين
ليبقى ويرقى ويحيا كمال".
كما ذكّر جنبلاط أن "بيدٍ أمسكنا الزناد، بالأخرى المعول، وقاتلنا وبنينا، قاتلنا دفاعاً عن الوجود، ولم نتعّدَ، وبنينا العرفانَ وعين وزين وغيرها من المؤسسات، وخرّجنا المئاتِ والآلافَ في الداخلِ والخارجِ وأنشأنا الإدارةَ المدنيّة، بحمايةِ جيشِ التحريرِ الشعبي، وفصائلَ العرفان، وحررنا والحركةُ الوطنيّةُ وكافةُ المناضلينَ طريقَ بيروتَ والجنوب مروراً بالإقليم والمقدسات في الشحار".
وتابع: "بئسَ الذينَ يريدونَ مصادرةَ القرارِ الوطني اللبناني المستقل، لصالحِ محورِ الممانعة، محور التدمير ومحور التزوير، في كلِ موقعٍ من الجبلِ إلى الجنوبِ مروراً بالإقليم والبقاع وبيروت، إستشهدَ لنا وللحركةِ الوطنيّةِ مقاتلونَ في مواجهةِ إسرائيل، وهل لي أن أذّكرَ حديثي النعمةِ في الاستقلالِ والسيادة، كيف تصدّى كمال جنبلاط وحيداً مع فصائلَ من الجيشِ الشعبي، في بحمدون لجيشِ الوصايةِ، لجيش الاحتلال السوري، ولعملائِه، ومخابراتِهِ الذينَ قتلوهُ لاحقاً".
وأشار إلى أن "الحديثُ طويلٌ، وطويل جداً، لكننا لن نسمحَ لأحدٍ بسرقةِ تراثِنا النضالي، تحتَ أي شعار، وسنقيمُ قريباً إن شاء الله نصباً تذكاريّاً لشهدائِنا في عين وزين كما فعلَ كمال جنبلاط في بقعاتا، تخليداً لشهداءِ ثورةِ 1958".
كما ذكّر أننا "لم نألو جهداً آنذاك داخليّاً وخارجيّاً إلا وقمنا بهِ فكانت لنا جولاتٌ عربيّةٌ ودوليّة، وكما كانت للمملكةِ والكويت والاتحاد السوفياتي وقفاتٌ متميزةٌ مع بني معروف والوطنيين العرب في لبنان، وفي هذا المجال لن ننسى الدورَ السياسي والإجتماعي للشهيد رفيق الحريري مع عروبةِ لبنان وأهلِ الجبل واسقاط السابع عشر من أيار".
وذكّر أن "مع الدولِ الأخرى، تحاورنا، منهم من تفهمَ، ومنهم من ظنَّ أن الـ New Jersey هي الحل، نحن بقينا، ورحلت الـ New Jersey، هذا غيضٌ من فيض".
وتوجّه للمشايخ قائلاً: "أما اليوم، وعلى مشارفِ إغتيالٍ جديدٍ عبرَ الانتخابات، أتوجهُ إليكم، إلى العمائمَ البيضاءِ، عمائمَ الحكمةِ والتوحيدِ والعقلِ والإيمانِ، عمائمَ النخوةِ والعزّةِ والكرامة، بأن نردَ الهجمةَ سويّاً كما فعلتم في جبلِ العرب، وكما فعلتم في كلِ موقعةٍ من حربِ الجبل، وذلكَ عبرَ صناديقِ الإقتراع، لمنعِ الإختراق، ومنعِ التطويعِ والتبعيّة".
ولفت إلى أن "وإذا كان العمر قد شارف على شتائِه، إلا أن المسيرةَ مستمرة، مسيرةَ الأجداد، مسيرةَ كبيرنا كمال جنبلاط، فسِرّ يا تيمور، ومن حولِك أهلُ العرفان، والحزب، والوطنيين والعرب في الداخلِ والخارج، سرّ في عمليّةِ التحدّي في إعلاءِ شأنِ المختارة، وتراثِها العربي والفلسطيني، وسرّ في عمليّة حماية مصالحةِ الجبل، سرّ ونحنُ معك ودالي وأصلان، ولا خوفَ على المستقبلِ، فالرجالُ رجال، والمبادئُ مبادئ".