رأى سماحة شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى ان "المرحلة الراهنة التي نعيشها مصيرية ليس على لبنان فحسب بل على المنطقة والعالم حيال الأزمات الآخذة بالتفاقم، بسبب النزاعات الدولية وإحدى نتائجها الحرب الدائرة بين روسيا واوكرانيا اليوم ومن غير المعروف تداعياتها واهمها على الأمن الاقتصادي والاجتماعي، حيث بدأت مؤشراتها بالتزامن مع تحذيرات المختصين لمخاطرها الكبيرة. فيما لبنان الذي يعاني في سنواته الأخيرة من انهيارات غير مسبوقة، لم يجد المسؤولون فيه ما يبرر انعدام الثقة بين المواطن ودولته وتلاشي الآمال التي كانت معقودة للنهوض بالبلاد والتخفيف من وطأة الأزمات، وأكثرها إيلاماً تلك المناورات السياسية غير المجدية وزج المؤسسات بصراعات غير محسوبة النتائج من شأنها زيادة التوترات، لا سيما وأننا مقبلون على استحقاق انتخابي دستوري نتطلع لان يكون مناسبة تعكس المزيد من التلاقي ووحدة الكلمة والصف التي يتوق اليها كل اللبنانيين".

 

ودعا سماحته إلى "اليقظة مما يجري على كل الصعد، والتبصّر بحالنا وبما قد نكون مقبلين عليه من مصاعب بما ينفع حاضرنا ومستقبلنا". 

 

كلام شيخ العقل جاء خلال جولة تعزية قام بها على عدد من قرى منطقة الشوف رافقه فيها وفد من المشايخ، بينهم عضوا المجلس المذهبي الشيخان محمد غنام وفادي العطار، والشيخ فوزات العرم، وسائس مجلس شانيه الشيخ فؤاد ابي المنى، وأقارب وأصدقاء.

واستهل سماحته الجولة من بلدة بريح فزار منزل الشيخ مفيد أبو علي ثم بيت بريح للتعزية بكل من الشيخة زكية تمراز أرملة المرحوم أبوعدنان خطار ابو علي والمرحوم أبو خالد نديم العلي بحضور مشايخ البلدة وفعالياتها، وكان تأكيد خلال كلمة لصاحب السماحة على "تاريخ بريح المشرّف ودورها الهام في تفعيل وتدعيم مصالحة الجبل الوطنية، وترسيخ علاقات الأخوّة والمحبة بين الموّحدين الدروز والمسيحيين في البلدة وعلى مستوى الجبل، كنموذج متقدّم للعيش الواحد والمشترك في الوطن الواحد" .

 

ثم زار الشيخ ابي المنى والوفد المرافق بلدة خريبة الشوف مقدّما واجب التعازي بالشيخ أبو سلمان فؤاد الأشقر، لينتقل بعدها والوفد المرافق إلى دارة الشيخ علي زين الدين حيث جرى لقاء جمع الأهل والإخوة، تحدث فيه سماحته عن "مسيرة رئيس مؤسسة العرفان الراحل النضالية التي قدّم فيها الكثير من التضحيات من أجل الطائفة والوطن".

 

وتابع سماحته الجولة ليصل إلى بلدة مرستي حيث قدّم التعازي بكل من المناضل ابو ايوب شوقي زيدان والشيخة الفاضلة أم زياد سلمى ذبيان ارملة المرحوم الشيخ كامل الحلواني، وخلال اللقاء كانت كلمة شكر وترحيب بصاحب السماحة القاها الشيخ جواد زيدان، ثم تحدث سماحته بكلمات حملت عبارات "المحبة والتقدير لمرستي وأهلها ولموقعها الجغرافي الجميل والوطني الهام وتاريخ هذه البلدة العريق والأصيل، وهي التي أحبها القائد الشهيد كمال جنبلاط وبنى صومعته فيها".

 

وانتقل سماحة الشيخ إلى بلدة نيحا فزار مستشار مشيخة العقل لشؤون التعليم العالي الشيخ الدكتور نابغ ذبيان معزياً إياه بوالدته في حضور جمع من مشايخ البلدة ومخاتيرها ورئيس البلدية وهيب غيث، وكذلك قدم التعزية بالمأسوف على شبابه السيد لبيب ذبيان.

 

بعدها زار صاحب السماحة بلدة المختارة معزياً بالسيدة الفاضلة والأديبة أم هشام نازك أبو علوان عابد أرملة الأستاذ فوزي عابد، بحضور أبنائها وأقاربها وعدد من أبناء البلدة والمعزين.

 

وقصد سماحة الشيخ أبي المنى ومرافقوه بعد ذلك بلدة مزرعة الشوف لتقديم واجب التعازي بالسيد أبي جمال عفيف أبو كروم في دار العائلة بحضور جمع من الأهالي والمعزين، ثم قدم التعازي بالشيخة ندى نجيب ذبيان ارملة المرحوم ابو نصير محمد قاسم ذبيان برفقة عضو المجلس المذهبي الأستاذ أسامه ذبيان ومعتمد الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور بسام البعيني. وخلال اللقاء في دار آل ابو كروم تحدث د. حسن البعيني ورئيس البلدية يحيى ابو كروم وعدد من افراد عائلة الفقيد مرحبين بسماحته وشاكرين له زيارته، ورد صاحب السماحة بكلمة أعرب فيها عن "محبته لبلدة المزرعة وتقديره لأهلها وأبنائها وتاريخهم العريق والأصيل في العلم والنضال". وقال: "إنها بلدة المزرعة الغالية والمثالية، التي لطالما اعتبرتني أحد أبنائها وأصدقائها ومحبيها والتي اعتز بأصدقائي وإخواني الكثر من عائلاتها الكريمة، وأثمّن عالياً تضحياتهم وبطولاتهم، ثم اندفاعهم للمصالحة والعيش المشترك مع اخوانهم المسيحيين بعد سنين الحرب الأليمة".

 

واختتم سماحة الشيخ جولته في بلدة عين وزين بتقديم واجب العزاء بالسيدة أم داني ناديا الجردي زوجة السيد انيس الحسنية، حيث استقبله مشايخ البلدة وفاعلياتها. وخلال اللقاء أُلقِيَت كلمة ترحيب بسماحته تأكيدا على "محبة عين وزين وسكانها لصاحب السماحة ودعم اهلها الدائم له ولمواقفه"، وكان لسماحته حديث تناول فيه "أمر الحياة والموت واختبار الله للانسان في كليهما"، والتأكيد على دور "المرأة الأم المربية والحاضنة لعائلتها والمحافظة على تماسكها وغرس القيم في ابنائها".

 

وكان سماحته قد زار بلدة بيصور مقدما التعازي بالشيخ الفاضل ابو نزيه يوسف امين ملاعب، وكان في استقباله جمع من المشايخ والفاعليات والاهالي. 

 

من جهة ثانية اوفد سماحته الشيخ عماد فرج رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي للتعزية بالمأسوف على شبابه الشيخ افلاطون البنا في شارون.

كما اتصل معزياً بعائلات كل من السيدة باسكال ابو نجم زوجة السيد جاد محاسن في بقعاتا، والشيخ ابو نسيب احمد ابو غوش من كوكبا، والشيخة ام عدنان ارملة الشيخ ابو عدنان فؤاد مطر والدة الشهيد مروان مطر من مجدليا.