المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الاثنين ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٤ - 21 جمادي الثاني 1446
صدر عن رئيس المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز سماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن، ما يلي:

2021-09-05

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَالمُؤمنُون باللّهِ واليوْمِ الأخِرِ أولَئكَ سنُؤْتِيهِم أجْراً عظِيما﴾.
​عرفنا رئيسَ المجلِس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشَّيخَ عبد الأمير قبلان معرفةً في رحابِ إنسانيَّةٍ لا حدُود لالتزامها قِيَـمَ الإيمان بكلِّ أبعادِها الذّاتيَّة والاجتماعيّة. رجلَ علمٍ وفـقـهٍ ومعرفةٍ تلقَّاها من ينابيعِها وعاشت معه مسار حياة زاخرة بالفضل والعطاء. ورجُل مواقف قائمة على مبادئ وطنيَّة راسخةٍ في ثوابِت التفهُّم والمشاركة والعيْش المشترَك وتضافر الجهُود ليبقى لبنان بجيشه وشعبه الصَّامد قادراً على مواجهة كلّ التحدّيات.
​وعرفناه خصوصاً صاحبَ القلب الكبير من القيادات الرُّوحيَّة في لبنان بمواقـفها الوطنيَّة الثابتة عبر سنوات الحرب وما بعد اتّفاق الطّائف. أخاً فاضلًا متعاطفاً يحتوي بقلبِه الخفَّاق بفهمِ الآخَر، وبكلمتِه الطيّبة المؤثرة، اللحظات الصَّعبة في الأزمات والأوقات الضاغطة.
​إنَّنا نرى أنفسنا إلى جانب إخواننا، ننعي إلى اللبنانيين العلامة الشيخ عبد الأمير قبلان، قامةً كبيرة طالما جسَّدت عبر عقودٍ إيمانها بلبنان الواحد بكلِّ شرائحه الإجتماعيَّة، وبنسيجه الوطنيّ الضَّامن لقوَّته وصموده في وجه كل الأعداء.
​إنَّنا نشارك إخواننا مشاعرهم وخواطرهم في هذا المصاب الجلل، متقدّمين من عائلة الفقيد وسائر أبناء الطائفة الشيعية الكريمة ومن كل اللبنانيّين بأحرّ العزاء سائلين الله تعالى أن يلهمَ الجميع جميل الصَّبر والرِّضى، وأن يسكن فقيدنا دارَ الخُلد في أرقى مثاب، وَ﴿إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون﴾.