المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الاثنين ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٤ - 21 جمادي الثاني 1446
كلمة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في مصالحة حادثة بعلشمية 27/6/2021

2021-06-27

رعى سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الاستاذ وليد جنبلاط، ممثلا بنائب منطقة المتن الاستاذ هادي ابو الحسن، مصالحة عائلية في بلدة بعلشميه، بين اسرتي سمير ابو فرّاج، ومنير ابو فرّاج، وذلك بعد المساعي الخيّرة التي قام بها شيخ العقل ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الذي وفّر الدعم اللازم لاتمام المصالحة، والنائب ابو الحسن، وبمباركة من الهيئة الروحية، لانهاء ذيول الحادثة الاليمة التي مرّ عليها نحو 5 سنوات وأودت بحياة الشاب وسيم ابو فرّاج واتمام المصالحة الاهلية.
وجرى اللقاء في قاعة المنتدى الاهلي في بلدة بعلشميه، بحضور شيخ العقل الشيخ نعيم حسن، والنائب ابو الحسن ممثلا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وممثلين عن المرجعيتين الروحيتين الشيخ ابو يوسف امين الصايغ الشيخ اكرم الصايغ، والشيخ ابو محمد صالح العنداري الشيخ هاني العنداري، والشيخ مروان فياض، والشيخ ابو نبيل اديب ملاعب، وقاضي محكمة المتن الدرزية الشيخ غاندي مكارم، وعضو الهيئة الاستشارية في مشيخة العقل الشيخ نسيب ماضي، وعدد من مشايخ البلدة والمنطقة.
كذلك شارك وكيل داخلية المتن في الحزب التقدمي الاشتراكي عصام المصري، ومعتمد المنطقة في الحزب حسان طربيه، ورئيس لجنة التواصل في المجلس المذهبي اللواء المتقاعد شوقي المصري، ورئيس اللجنة القانونية نشأت هلال، واعضاء من المجلس الشيخين عماد فرج وهاني الغزال، والدكتور شوقي الدنف، والدكتور نصر ضو. ورئيس اتحاد بلديات المتن الاعلى مروان صالحة، ومختاري بعلشميه رفعت ابو فراج ونعيم الدنف، ورئيس رابطة آل الدنف نادر الدنف، الى حانب لجنة المصالحة التي تشكلت من قبل الحزب التقدمي الاشتراكي والاهالي.
واستهل اللقاء مفيد ابو فراج بكلمة باسم لجنة المصالحة، شكر فيها شيخ العقل ووليد جنبلاط والنائب ابو الحسن ايلائهم الموضوع الاهمية اللازمة، اضافة الى الجهود التي بذلتها اللجنة المكلفة، وتعاون العائلة واهالي البلدة للوصول الى النتيجة المتوخاة بعد تصفية القلوب وتقديم عناوين المسامحة والتآخي والمحبة على اي شيئ آخر.
ابو الحسن: والقى النائب ابو الحسن كلمة باسم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، حيّا فيها "لقاء الخير والإلفة والمحبة، والتلاقي والتسامح ولم الشمل، والإرادات والنوايا الصادقة التي انتجت لقاءنا المبارك اليوم".
وقال، "ما كان اللقاء ليتم لولا تلك العناوين والمبادئ والقيم التي يتحلّى بها وإنطلق منها الأخ سمير ابو فرّاج وعائلته الكريمة، التي سعت للوصول الى هذه اللحظة، بمباركة مشايخنا الافاضل، وبرعاية كريمة من سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، والزعيم الوطني وليد جنبلاط. نعم أيها الأخوة ان هذه المصالحة ما كانت لتتم لولا الترفع والتسامح فوق الجراح التي سببها الحادث الاليم في لحظة تخل ّ، لكن عزاؤنا هو بالتحلي بالموقف الشجاع والمتقدم لأسرة فقيدنا الغالي وسيم ابو فراج رحمه الله، هذا الموقف الذي تميّز بالحكمة والتعقل والشجاعة والتسامح، نعم التسامح الذي يشكل زينة الفضائل ويعطي للصواب قوةً ودفعاً لتحقيق هذا المشهد الجامع والمصالحة المباركة، على أمل ان تتوالى المصالحات بدءاً من الشويفات الى قبرشمون الى رويسة البلوط الى بعلشميه وغيرها من القرى والبلدات حيث يلزم لتضميد الجراح، لكن تبقى المصالحة الاهم هي المصالحة مع الذات ومع الضمير وهذا ما يفترض ان يقوم به المسؤولون عن ادارة البلاد وشؤون العباد علّهم يعملون لتحقيق مصالح الناس وتطلعاتهم في هذا الزمن الرديء الذي تطفو فيه المصالح الذاتية والفئوية والسياسية فوق مصلحة لبنان العليا ومصالح شعبه الذي يعاني من القهر والفقر والذل".
وختم، بشكر "الأخ سمير ابو فراج وعائلته الكريمة على موقفهم وتجاوبهم مع المساعي الخيّرة، والشكر لكل من بادر منذ اللحظة الأولى وعمل على ضبط الامور وتهدئة النفوس ولكل من سعى لرأب الصدع بين ابناء البيت الواحد، وفي مقدمتهم الرئيس وليد جنبلاط، وسماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الشيخ نعيم حسن ومشايخنا الافاضل، والشكر للجنة التي لم تتوان في العمل والسهر والمتابعة لتحقيق هذا الانجاز، ولوكيل داخلية المتن الرفيق عصام المصري وللرفاق في المعتمدية وفي فرع بعلشميه، والشكر لكم جميعاً على مشاركتكم وحضوركم، جازاكم الله خيراً جميعاً، آملين ان نلتقي دوماً على دروب الخير وفي ميادين المصالحات والإلفة والتكاتف والوحدة والتضامن، من اجل تحصين وتثبيت وحدة مجتمعنا وسلامة وطننا. مبارك اللقاء ومباركة المصالحة والله ولي التوفيق".
شيخ العقل: وختاما القى شيخ العقل الشيخ نعيم حسن كلمة جاء فيها،"
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين وعلى آله واصحابه الطاهرين.
الحضور الكريم
قال تعالى: "وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُور"، (الشورى٤٣). نحن اليوم في بلدة كريمة عزيزة تضم في ربوعها اولياء صالحين، فليس بغريب عن أهلها التسامح والتصافح والرقي في إنهاء الخلافات وحل النزاعات، ودعوتنا الى اللجوء دائماً الى التقاليد والأعراف والأطر القانونية لمعالجة الأمور، وان الوقوع في الخطيئة الكبرى أمر مرفوض في مذهبنا ومجتمعنا ووطننا. أُحيّي الحاضِرين جميعاً، معبِّراً عن التَّــقـدير لإرادة أهلنا في بعلشميه التي جعلت من هذا اللقَاء العزيز معكم مُمكِناً. ولا عجَب! فإنَّ كرامَ القوم مُدركونَ مبلغَ السُّموّ في خِيار الخَيْر الَّذي لا يزيدُ مُريدِيه إلَّا شرفاً، ولا ينتقص من حقِّهم حين يجعلونه خميرةً مباركَة لسلامِ العَشيرةِ وحِفظِها من كلِّ مباعِث القلقِ والشك".
واضاف سماحته، "الشجاعة التوحيديَّة هي التَّسليمُ بما يقتضيه العقلُ الرَّشيد، إذ هو أولَى بالكرامةِ الإنسانيَّةِ من نوازع النَّفس إلى خِلافِه، والاحتِكامُ إلى الخِيار الحكيم هو معرفةٌ من بركاتِ القلبِ والنَّوايا الطيِّبة، وهذا من معدِن المعروفيّـين الأفاضِل المنسُوبين إلى بني معروف. الشَّرفُ الأكبر أن يرقى المرءُ بمروءتِه وانجذابِه نحو فِعل الفضْل والفضِيلة التي هي ثمرةُ الخير، إلى ما يلِيقُ بالرّجولةِ وشجاعتِها المعنويَّة التي هي فِي كلِّ حال من توفيق الله للمرءِ ومن بركاته عزَّ وجلَّ له في ظاهر أموره وباطنِها. إنَّكُم، بالنَّوايا الخيِّرة التي جمعتنا بحمدِ الله وشكره، في عينِ من لا يضيع عنده مثقال ذرَّة من خيْر، فكم يجب علينا ان نتسامى فوق كلِّ ما سوى القيَـم المعروفيَّة وأصالةِ الرِّجال".
وتابع شيخ العقل،" إن روح المصالحة والتعاضد التي تُكرّس اليوم هي الروح التي نشأ حولها الموحدون الدروز منذ القدم، ونموا معها في رحاب المعروف وحفظ الاخوان، وهي نفسها الروحية التي تباركها المراجع الروحية وتكرّسها القيادة السياسية للطائفة بلقاءات الحوار والتفاهم ونبارك لقاء الأمس، وليس أرفع من قيمة التسامي والتلاقي وشبك الأيدي. ويا ليت المعنيون في بلادنا على مستوى الدولة والحكم يستلهمون من هذه الروحية، لمنع الانهيار القاتل الذي يخنق الناس، ولكي يقوموا بتشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، وأن يتوقفوا عن دفع الناس نحو الانفجار. معكم من هنا نرفع الدعاء والتحية الى كل من يسعى لرص الصفوف ولم الشمل، والوقوف الى جانب اهلنا ومجتمعنا والذي بنهجه الجامع ومساعداته تتم المصالحات الكثيرة التي لولاها لما وصلت الى خواتيمها الخيّرة، ونرفع الصلاة لكي يلهم الله المسؤولين الى الدرب الصواب قبل فوات الاوان. وفي النهاية اننا نوجّه الشكر لسعادة النائب الأستاذ هادي ابو الحسن على جهده الدؤوب في القضايا العامة، ومتابعته وحرصه على هذه المصالحة وتنظيمها، والشكر لاهل الفقيد الذي نسأل الله ان يشمله برحمته ورضوانه. نسأل الله تعالى ان يبارك هذا اللقاء وأن يُثيبَ بفضلِه وكرَمه كلَّ من ساهمَ فيه، إنه هو السَّميع المُجيب".
بيروت في: 27/6/2021