ورئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان
وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن
البيان التالي:
2020-11-05
إن إدعاءات المجرمين بأنهم يرتكبون هذه الجرائم الوحشية بإسم الدين ، تتناقض مع الدين جملة وتفصيلاً ، الأمر الذي يجعل من منفذي هذه الجرائم ومن المحرّضين عليها ، أعداء للدين الذي يدّعون الدفاع عنه . فهم في سلوكهم الإجرامي ، وفي اعتداءاتهم على الأبرياء ، وعلى دور العبادة ، وفي ترويعهم الآمنين الابرياء ، يرتكبون افظع أنواع الجرائم وأبشعها وأشدها إدانة واستنكاراً ، وهي جريمة إثارة الفتنة، والفساد في الأرض.
إننا إذ ندين بشدة هذه الأعمال الإجرامية ، وإذ نطالب بمحاكمة المجرمين المحرّضين والقتلة وإنزال أشد العقاب بهم ، نحذّر من الوقوع في فخ الجريمة الكبرى التي يرتكبونها ، وهي جريمة ربط القتل المتعمد بالدين . فالقانون الفرنسي الذي صدر في عام 1905 حول العلمنة قرّر فصل الدين عن الدولة ولم يقرّر إلغاء الأديان أو الإيمان بها.
إن الاسلام ، دين السلام ، والسلام اسم من أسماء الله الحسنى ، والانسان مكرّم في الاسلام لذاته الانسانية ، والاعتداء عليه هو بمثابة اعتداء على الانسانية جمعاء .
والاسلام ، الذي يعتبر الناس جميعاً اسرة واحدة بتعدّدها واختلافاتها ، يؤكد على حقيقة جوهرية وهي ان الاختلاف بين الناس قائم ومستمر أبد الدهر بإرادة إلهية حكيمة ، وان الدعوة الى التعارف التي يقول بها الاسلام هي دعوة لاحترام الاختلاف ولاحترام كرامة الانسان المختلف عنه – أو معهم .
إن اصحاب السماحة ، إذ يدينون بشدة الجرائم التي أودت بحياة أبرياء ، أخوان لنا في الإنسانية، يدينون بقوة أي محاولة لربط هذه الجرائم الدموية المقذعة بالاسلام ، وهم يطالبون بالكشف عن هوية المحرّضين والمموّلين والفاعلين المجرمين الذين يعيثون في الأرض فساداً وهم يعتقدون انهم يحسنون صنعاً . فالدين منهم براء .
إن اصحاب السماحة يتقدمون من عائلات الضحايا الأبرياء ، ومن دولهم الصديقة بأسمى مشاعر التعاطف وأصدق المواساة، آملين أن يكون في عقاب المجرمين حياة جديدة للأخوّة الانسانية الجامعة .