2019-01-17
وشدد المجتمعون على أهمية تحصين وتفعيل عمل مؤسسة المجلس المذهبي بصفته المؤسسة الرسمية الشرعية المنتخبة التي تمثل كل أبناء الطائفة، وبأن الردّ على كل الحملات هو بمزيد من العمل لخدمة الطائفة والوطن.
وتقرر التحضير للمؤتمر الاغترابي الثاني العام لجمع أبناء الطائفة في بلاد الانتشار بهدف وضع استراتيجية توّحد جهود أبناء الطائفة المقيمين والمغتربين لتوفير الإمكانيات اللازمة للمجلس المذهبي، للقيام بدوره الاجتماعي والانمائي على كافة المستويات.
كما تم الاتفاق على عقد جلسات متتالية من اجل تفعيل ودراسة الخطة الخماسية للمجلس المتعلقة بكافة الملفات سيما منها الاجتماعية التي تلامس هموم ومشاكل أبناء الطائفة.
وبعد الاجتماع ادلى شيخ العقل بكلمة جاء فيها: "إنَّ ما جمعَنا اليوم قائمٌ على الأسُس الثابتة، روحيّا ومدنيّا، لبني معروف. روحياً بمباركة ومساندة دائمة من مرجعياتنا الروحية ومن زعامة وطنيَّة عربية بحجم الإرث التاريخيّ، وتمثيلٌ منبثق عن شرعيَّة الانتخاب في عدَّة مستويات، ورؤيةٌ متطلّعة إلى تثبيت أسُس الأليَّات المؤسَّساتيَّة تحت سقف القانون والأنظمة المرعية والشفافية الماليَّة والتعاوُن المشترك بين كلّ النُّخَب المخلصة للخروجِ من عتمةِ العصبيَّات الضيِّقة إلى رحاب العمل الإيجابيّ البنَّاء. وبيتُنا المعروفيّ طالما كان عبر التاريخ البيت الوطنيّ، والدوحة الإنسانيَّة، والعقل الذي يبقى ثابتاً في مبادئه مهما اشتدَّت عواصفُ الأزمات. وكلّ الأزمات عابرة، وبنو معروف صامدون في ثوابتِهم الوطنيَّة والقوميَّة والإسلاميَّة لا يحيدون عنها على الإطلاق.
إننا نثق بزعامة وليد بك الوطنية الحكيمة ودورها التاريخي المسؤول لحماية لبنان وطائفتنا المعروفيّة. وإنّ لمشيخة العقل والمجلس المذهبي اللذين نهجا منذ البدايات نهجاً متطلعاً إلى تحقيق المصالح العليا للموحِّدين الدروز، وإلى توطيد موقعهم الوطنيّ من حيث أنَّ نهضتَهُم هي في الآنِ عينِه تعزيزٌ لمكانة الدولة، وصوناً للوحدة الوطنيَّة، ودعماً وفق الطاقة لمقوِّمات صمود وطننا جنباً إلى جنبٍ مع كل فئات الشعب اللبناني، نعتبر لكل ما تقدم من الثوابت التي لا محيد عنها.
واجهنا العديد من المشاكل والعقبات وعالجنا ما أمكن، وقدّمنا ضمن الإمكانيات.
واليوم في تزايد تردّي الأوضاع ومع بداية المجلس المذهبي في ولايته الثالثة سيكون هناك خطّة خمسيّة لتطوير الأوقاف والقيام بالواجب الممكن اجتماعيا اتجاه أبنائنا وحماية مستقبلهم ودعمهم في ظل تقصير الدولة وهذا لا يكون إلا بدعمكم ودعم الخيّرين للنهوض وتقدم الطائفة.
وإنَّ توحيد الرؤى وزرع المحبة والمشاركة والثقة والتكاتف والتعاضد وهو السبيل الوحيد لنهوض المجتمع وتقدّم الطائفة.
وستبقى أبواب هذه الدار مفتوحة أمام الطامحين إلى جمع الشمل وحفظ الأخوان، ورايتها خافقة فوق رؤوس الجميع بالمحبة والتسامح وحفظ الكرامة والإيمان. ولن تثنينا عن هذا الدور وهذا الواجب وهذا الالتزام أي محاولات للفرقة بل سنقابلها بمزيد من العمل لجمع الصف ووحدة الموقف والكلمة درءاً للأخطار وإستعداداً لمواجهة التحديات الجسام التي تحيق بنا جميعا دون إستثناء
هكذا كانت وهكذا ستبقى طائفة الموحدين الدروز صوتاً للعقل ومعقلاً للحكمة ونبراساً للكرامة وموئلاً للتلاقي. والله على كل شيءٍ معين".
من جهته رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، قال بعد الاجتماع: "لقد دعانا سماحة الشيخ الى اجتماع المجلس المذهبي في دورته الثانية وشاركنا من أجل تفعيل بعض القضايا والمواضيع، وسيتم وضع جدول اعمال في ما يتعلق بالشؤون الاجتماعية والتنموية والاغترابية والتربوية وغيرها، بغية الاستمرار وتفعيل العمل اكثر في مواجهة التحديات الاجتماعية المتعددة. كما ان هذا الاجتماع لا علاقة له لا بلقاء الامس في بكركي كإجتماع سياسي او غير سياسي لا ادري، ولا في بعض المظاهرات التي ظهرت هنا او هناك ذات طابع سياسي، انه اجتماع دوري للمجلس المذهبي هدفه تفعيل المؤسسات وهذه الندوة هي الشرعية الأساسية الواحدة من اجل استمرار في دعم السياسي والثقافي، وعندما يأتي الاستحقاق بعد سنتين او اكثر فالانتخابات مفتوحة لمن يريد ان يستمر في هذه المؤسسة الواحدة الموّحدة".