2016-10-02
بيروت في: 2/10/2016
نسأل الله تعالى ان تكتنز النفوس برداء المحبة والأخوّة والتلاحم والتضامن لاستعادة كل معاني الوحدة في وجه الساعين الى حرف الحقائق التاريخية والدينية، ولمجابهة كل محاولات استيلاد عوامل التفرقة والشقاق والاقتتال. ونضرع اليه سبحانه في هذه المناسبة الفضيلة، سائلين رحمته بالبلاد والعباد، وأن يمنّ علينا بأيام ملؤها الخير تصل فيها المساعي الجارية في بلدنا إلى خواتيم سعيدة تثمر انتخاب رئيس للجمهورية وتفتح الباب أمام انطلاق الحياة الدستورية والسياسية بشكل سليم، بما يؤسس لمعالجة الملفات العالقة الاقتصادية منها والحياتية والمعيشية تلك التي تثقل كاهل المواطن في يومياته، وهو بأمسّ الحاجة إلى حلول سريعة لها.
وإذا كانت مقومات الدولة في حالة من التراجع الكبير والمقلق، وحال المؤسسات التشريعية والتنفيذية وحتى الإدارية في شلل خطير، فإن نسائم أمل نعلقها على حكمة قياداتٍ سياسية تدرك مصيرية المرحلة التي تمر بها منطقتنا في ظل عواصف الفتن والتفتيت والقتل والدمار والتهجير، لإنقاذ لبنان من كل تلك التحديات والتهديدات، على أن يلاقهم في ذلك كل ألوان الطيف اللبناني؛ فهذا البلد لا ينهض سوى بجميع ابنائه، وسيبقى الوطن النهائي لهم جميعًا.
وإذا كانت ذكرى الهجرة النبوية تؤرخ لمسلك ديني حنيف يعطي المثال في التضحية لأجل الجماعة ونصرتها وتحمل المشقات لحماية الرعايا، فإننا ندعو كل الحريصين على بلادنا وأمتنا العربية والإسلامية إلى استلهام هذا المسار؛ إذ إن المطلوب اليوم هجرُ كل ما يحول دون توحيد الأمة ونهضتها، والله خير مُعين.