المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ١٥ تشرين الثاني ٢٠٢٤ - 14 جمادي الأول 1446
كلمة بمناسبة عيد الأضحى 2006.

2006-12-29

قال تعالى: سبَّح لِلِهَ ما في السمواتِ والأرض وهو العزيزُ الحكيم. له ملَكُ السموات والأرض يُحي ويُميتُ وهو على كل شيء قدير. هو الأولُ والآخرُ والظاهرُ والباطنُ وهو بكل شيء عليم (ص). والحمد لله في كل بدء وختام، في هذه المناسبة الكريمة، مناسبة عيد الأضحى المبارك نتوجه بالتهنئة إلى جميع مشايخنا وإخواننا وأبنائنا في لبنان وجميع أنحاء العالم مع دعاء نستمده من عنايته لنرفعه لعزته تعالى بطلب رجاحة العقول وسلامة النفوس وصحة النيّات والأبدان، مع التمنيات بالتوفيق لما فيه خيرُ الدنيا والآخرة أعاد الله هذه المناسبة على اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً بالخير واليمن والبركات. أخواني الموحدين، بفضله تعالى انطلقت مسيرة المجلس المذهبي الجديد ومع اعتمادنا على المولى سبحانه وهمة وسعي أعضاء المجلس الكرام نتوجه إلى الصفوة الأفاضل في طائفتنا الكريمة لتكون عوناً لنا من أجل جمع الشمل وحفظ الكيان والسعي إلى الأفضل في مجتمعنا التوحيدي نتمسك بجوهرنا الروحي ونجتمعُ حوله مهما تباينت بيننا الآراء لأن هذا الجوهر منبعُ الخير ومصدرُ النهوض في طائفتنا إلى مدارج الفلاح، معتبراً نفسي مسؤولاً تجاه كل فرد دون تفريق بين شخص وآخر مردداً قول الشاعر.   وان الذي بيني وبين بني أبي إذا أكلوا لحمي وفرت لحومهم   وبين بني عمي لمختلف جداً وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجداً   أخواني وأحبائي، يطل علينا الأضحى المبارك هذا العام، أين منه بهجةُ العيد في وطن يَتَبِع أبناؤه مسالك التفرقة حتى نكاد نقول مع أمير الدولتين:   لقد طَلَعَ الأضحى على الناس عابساً سلامٌ على الأعياد في زمنٍ خلا   فما ثمَّ إلاَ اليائس المتشائِمُ إذ العيشُ نَضْرّ والثغورُ بواسِمُ   من هنا نرى التأكيد على الثوابت التالية: 1- إن الأوضاع في لبنان وصلت إلى خطورة شديدة وتعقيدات صعبة بات الاهتمام بإنقاذ لبنان أمراً ملحاً وإذا كانت المصلحة الوطنية تتعارض مع تغليب فريق على الآخر فإنها تفرض على كل لبناني أن يقلع عن التعصب في المواقف التي تهدد الوطن بالضياع وتقوده إلى مهاوي الفتنة. لذلك ندعو إلى إتباع الحكمة والعقل، فلا خيار سوى الدولة الواحدة التي تحقق العدالة والمساواة بين جميع اللبنانيين على اختلاف مذاهبهم ومناطقهم والحوار الصادق المتجرد هو السبيل الأوحد للخلاص لأن الشارع ليس طريقاً للحل. 2- ان طائفة الموحدين الدروز لم تحمل بيارقها الخفاقة يوماً إلاّ دفاعاً عن الإسلام والعروبة والعزة والكرامة والوطنية ونحن حماة لبنان والمضحون في سبيله وصانعوا تاريخه، وفيه باقون ويدنا ممدودة للجميع. لن نقبل بانهيار الوطن أمام أعيننا دون السعي من أجل إنقاذه مع المخلصين والغيارى. لذلك ندعو إلى التوافق على عقد قمة روحية وطنية إسلامية مسيحية سريعاً إضافة إلى الثوابت التي أعلنتها القمة الروحية الإسلامية في دارهم ودارنا والثوابت التي تضمنها بيان المطارنة الموارنة الأخير لترجمتها عملياً من أجل تدارك الأخطار المحدقة بالوطن. 3- إننا نوجه التحية والتقدير للجيش اللبناني قيادةً وأفراداً وكافة القوى الأمنية الساهرة على أمن الوطن والمواطنين ونسأل الله عز وجل أن تبقى صيانتهُ الدرع الواقي من أية فتنة تمس كيان هذا الوطن العزيز. كما نتوجه إلى مصادر الإعلام أن يراعوا حرية الرأي والكلمة بشكل يتناسب مع وحدة الوطن والعيش المشترك. وأخيــراً، أنتهز هذه المناسبة لأتوجه بالشكر والتقدير لجميع الذين تفضلوا بتهنئتنا على تولينا مهام مشيخة العقل من شخصيات دينية سياسية وأمنية وقضائية ودبلوماسية ونقابية واجتماعية وغيرها معتذراً عن تقبل التهاني هذا العام بمناسبة عيد الأضحى المبارك نظراً للظروف الراهنة والسلام عليكم ورحمة المولى وبركاته. بيروت بتاريخ 29/12/2006