كلمة صاحب السماحة بمناسبة تسلمه مهام مشيخة العقل.
2006-08-26
"فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت" وهو رب العرش العظيم الحمد لله في كل بدء وختام حضـرة الزعيم الوطني الكبير الأستاذ وليـد بيك جنـبلاط الوزراء والنواب، المشايخ والسادة أعضاء المجلس المذهبي أيهـا الموحـدون، سلامٌ قولاً من رب رحيم، إنه ليوم عظيم، تشرق شمسه على رحاب قممكم ويكنز فقري رفقة السادة بالوصول إلى أعتاب دارنا وداركم، رافعاً لواء الفخر والاعتزاز لثقتكم الغالية التي منحتموها لطالب الشفاعة من مولاه، ولمن حسن الظن مبتغاه مقدماً قربان الشكر من الجنان قبل اللسان مردداً مع أمير الدولتين: سلام على صيابة الوطن الأُلى أكارم يبدو البِشرُ في جبهاتهم إذا نطقوا قال الحِجا أنا خِدنهم عدا طاقتي إيفاؤكم حق مدحكم أغضُّ حياء ناظريَّ أمامكم حبوني بما لم يؤته عاجزاً قبلي فتلمع لمع المرهفات لدى الصقل أو انتسبوا قال الكمال هم أهلي فكفَّرت عن عجزي بوقفة معتلِّ كمن قد أتى ذنباً فخاف من العذل أيها الموحدون، شرف وفخر لي أن أتحمل تبعات المنصب الروحي في طائفتنا الكريمة وارى من واجبي ومن اليوم الأول خدمة مشايخنا أهل الفضل والمكارم، من علت بالحق كلمتهم وبذلوا في الله مهجتهم وفي مقدمتهم الشيخ الجليل الفاضل الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين أطال الله بقاه، سنداً وذخراً، ونبارك المبادرة التي توجها بالأمس وهي حق له وحده وإن دلت على شيء فعلى بصيرته الثاقبة وحسن اختياره، وبدعائه وبركته ومن بحر فيض الأمير السيد وعلمه ننصرف نحو المعابد والخلوات لإعلاء شأن التوحيد وآداب الدين. عملاً بقوله تعالى: "ولتكم منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"صدق الله العظيم". إخوانـي وأحبـائي، عزة وافتخار لي أن أكون رئيساً لمجلسكم الكريم الذي يعلق عليه الكثيرون من أبنائنا آمالهم وعلى عودة هذا الدار إلى ممارسة دورها الوطني تتجه أنظـارهم. وتنتظرنا مهمات... أهمها: - جمع الأوقاف العامة وازدهارها وتنميتها واستثمارها مع الأخذ بعين الاعتبار وصيتي الأمير السيد والشيخ أحد أمان الدين. أيهـا الأخــوة، جبلنا بحاجة ملحة إلى مؤسسات علمية واقتصادية تساعد أبنائنا على الصمود وتحد من هجرتهم وتكون حافزاً لعودتهم. شبابنا يتطلع إلى مستقبل ينقذه من الغرق أمام التحديات المعاصرة من تصارع في الأديان وسباق في الحضارات. أبناؤنا في ديار الاغتراب ينتظرون التواصل معهم عبر التطور العلمي والتقني. إخواني وأحبـائي، بمساعدتكم سنطالب بحقوق طائفتنا الكريمة في جميع المرافق والإدارات العامة، ولن ننسى القضاء المذهبي الدرزي الذي كان لي شرف الانتماء إليه، لتعزيز دوره ومكانته. وسنتوجه إلى المرأة التوحيدية يقول جبران: "وجه أمي وجه أمتي" أما في الشأن الخاص، ففي السابع والعشرين من شهر نيسان عام 1991 أعلنت في بلدتي البنيه أنني سأحمل بعونه تعالى راية التوحيد والتوحيد من تلال المختارة وهضابها حتى شواطئ خلدة. وإذا كان جواد التوحيد قد كبا فإنه لم يسقط ولن يسقط. وستبقى أبواب هذه الدار مفتوحة أمام الطامحين إلى جمع الشمل وحفظ الأخوان، ورايتها خافقة فوق رؤوس الجميع بالمحبة والتسامح وحفظ الكرامة والإيمان. أما في الشأن العام، فإن لهذه الطائفة العربية التوحيدية الأصيلة دوراً نضالياً وطنياً ناصع البياض كعمائم شيوخها وثلوج جبالها ومن خلاله سنحرص كل الحرص على الوحدة الوطنية ونمد يدنا إلى المراجع الروحية لتعزيز هذه الوحدة التي تضمن سلامة وطننا واستقلاله وكرامته وتجعله بعيداً عن الضغائن والأحقاد. وستبقى يا وليد بيك علماً مرفوعاً ورمزاً وطنياً خالداً مناضلاً، نفاخر بك أمام رجالات العالم المعاصر. وختـاماً، أنّى لي أن أصل إلى قمة سلفنا الصالح، ولكن التزاماً بعهد قطعته وبوعد كتبته سأكون بعونه تعالى الخادم الروحي لطائفة الموحدين الدروز والسلام عليكم ورحمة المولى وبركاته.