جولة روحية لسماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن ووفد من المشايخ لخلوات البياضة وبلدات راشيا 31-7-2009
2009-07-31
البنيه في: 31/7/2009 زار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن أمس مقام خلوات البياضة الشريف في زيارة روحية رافقه عدد كبير من مشايخ الشوف وعاليه والمتن وقضاة المذهب الدرزي إضافة إلى رئيس محكمة الاستئناف سابقاً الشيخ مرسل نصر، وكانت مناسبة أكد فيها ان "سكّانُ البيّاضة" استضاءوا على مرّ العقود من نور الذكر الحكيم في كتاب الله الكريم، لكنّهم حقّقوا، بكلّ أفعالهم، ثمرات المعنى في رياض الأنس بالله وتوحيده، فلم تخالف ألسنتُهم قلوبَهُم، ولا نواياهُم عِيان أعمالهم، ذلك لأنّهم تخلّصوا من شائبة حبّ الدنيا وما يرتبطُ بها من نزوع بغيض نحو طلب الجاه والرئاسة والثروة والرغبات المفرطة، جلسوا في حلقةِ الذّكر بنفس واحدةٍ طيّبها توحيدُ الله، وزكّاها طلبُ رضاه ومحبّته،كانوا كما يجبُ على كلِّ رجلِ دين أن يكون: مثالا قائما بين الناس على حبّ الفضيلة وتحقيقها بالقول والهمّة والعمل، إذا ما اختلف النّاسُ وباتت قلوبُهم شتّى، كان سكّان هذا المحل الأزهر قدوة لإعادة جمع الشمل والتآلف في الوحدة، وإذا ما تنافس الخَلقُ على متاع الدنيا كان زهّادُ هذا المجلس الأنيس سراجًا منيرًا في ظلام الخلاف والفرقة ليذكِّروا الناسَ بما هو الحقّ وما هو الخير وما هو الفلاح، ونحن اليوم يجبُ أن نقفَ خاشعين أمام الله ذاكرين فضله، مسبّحين بحمده، طالبين عفوَه، أن يلهمنا نعمةَ اليقظة والإنابة والتوبة لننهض إلى ما يجب أن نكون عليه بالحقّ وفصل الخطاب، ننهلُ من فضائل تراثنا الحيّ، ونستمدّ البركةَ من مناهل توحيدنا الأثيل، إنه بهذا العزم الثابت والنيّة الصادقة نُوفّق إلى ما فيه مرضاةِ الله ورسوله(صلعم). وكان سماحته قد جال على العديد من بلدات قضاء راشيا في زيارات تفقدية دعا أبناءهم إلى المحبة والتسامح والتمسك بالقيم والفضائل وأدلى بتصريحٍ مذكراً ان للمؤمن على أخيه المؤمن حقوقاً ومنها انه يريد سلامته و يحسن مودته، ويدعم نصيحته ويقبل معذرته، ويرشده ويواليه ولا يعاديه ويحب له الخير كما يحب لنفسه. وهذا ما يجب ان يكون بين أبناء الطائفة الواحدة، كما يجب ان يُتَّبَع على الصعيد الوطني بين الطوائف، واعتبر ان الزيارات المتبادلة بين المرجعيات الروحية والمشايخ وعلماء الدين تصب في تكريس مناخات التهدئة وإعلاء كلمة الحق وخيارات الألفة والمحبة والتلاقي.وأضاف سماحته ان هذه الخيارات العقلانية التي تواكب حركة التقارب السياسي ستساهم دون أدنى شك في توسيع قاعدة المصالحة وتمتينها وتثبيتها والمزيد من التقارب بين أبناء الوطن الواحد والمناطق الواحدة التي طالما تميزت بالعيش المشترك والوحدة الوطنية والتقارب الاجتماعي.كما ان أية خطوات تقارب أخرى بين المكونات السياسية في المجتمع اللبناني هي خطوة محمودة تعزز المناخات الايجابية العامة التي تمر بها البلاد. ويتطلع الى ان تكون ولادة الحكومة الجديدة المنتظرة قريباً بمثابة الاختراق الايجابي الجدي الذي يفتح المجال أمام مرحلة سياسية جديدة تستعيد منها كل الأطراف ثقتها ومصداقيتها ببعضها البعض ويؤسس لواقع سياسي مختلف نوعياً عن كل ما تضمنته المرحلة السابقة من مشاكل وتوترات.