المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ٢٩ آذار ٢٠٢٤ - 19 رمضان 1445
بسم الله الرحمن الرحيم" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي ‏جَنَّتِي" صدق الله العظيم

2022-01-17

بسم الله الرحمن الرحيم
‏" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي"‏
‎ ‎صدق الله العظيم
بهيبة وخشوع أمام رهبة الموت، والموت حقٌّ، وبالرضا والتسليم لمشيئته تعالى، والرضا والتسليم غاية العلم ‏ونهاية التعليم، وببالغ التأثُّر لخسارة علمٍ من أعلام الدوحة التوحيدية العرفانية وفَقد عَينٍ من السادة الأتقياء ‏الأعيان وأصحاب مسلك البرِّ والإحسان، نشارك أهلنا المكارميين ومشايخ المتن وجبل لبنان وعموم المشايخ ‏الموحِّدين وأبناء الطائفة العزاءَ بوفاة الشيخ العالم العامل والناصح الواعظ والصابر المثابر والمتبصِّر المتبحِّر ‏المرحوم الشيخ أبي سليمان غالب مكارم رحمه الله وأسكنه فسيح جنّاته.‏
لقد عُرف المرحوم الشيخ مكارم بإخلاصه وصدقه وصفاء نيّته وطيب منطقه، وتميّز بحبِّه للجمع والإلفة ‏وابتعاده عن الشقاق والفراق، وعلا مقامه في مسلك الزهد والقناعة والبساطة الروحانية، فكان محبَّاً للناس ‏ومحبوباً من الجميع، ملاطفاً الكبير والصغير، حانياً على الأهل والإخوان، مؤاسياً المصابين بعطف الأب المَصون ‏وشغف الأخ الحنون، معلِّماً بتواضعه وأدبه ومهذِّباً بلطفه ودقيق لفظه وبليغ علمه وحسن ما يرويه عن السلف ‏الصالح وسادة الحكمة وأعيان الزمان، إذ كان ذلك شأوه وشأنه وفي تلك المراقي سفره وترحاله.‏‎ ‎
رحم الله الشيخ أبا سليمان غالب مكارم، وألهم ذويه وإخوانه ومحبيه الصبر والسلوان، ولنكن وإياهم دائماً ممّن ‏إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنَّا إليه راجعون.‏
شيخ العقل
سامي أبي المنى
شانيه: 16 كانون الثاني 2022 م.‏
‏ الموافق 13 جمادى الثاني 1443 هـ.‏
 
 سَمَا غالبُ الشيخُ الجليلُ مَكارِما                     فأغنى بها فــوقَ الجبالِ مَكارِمـــا
مضى راضياً إذْ روَّضَ النفسَ والهوى            وقد كان في روضِ الحقيقــــةِ هائما
بسيفِ التخلّي والتحلّي نبــرى لهـا                 يَرومُ التَّجلّي، صـادِقَ القلبِ، صائمـا 
على روحِهِ   تَهميالمَراحمُ مِن عَـلٍ                ومِن كلِّ صَوبٍ يُرسِلونَ النَسائمــــا
يقولُ أولــو الألبــابِ إنَّكَ غالبٌ                    أيــا غالبٌ، فاسعدْ ربحتَ الخواتِمـا