المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الاثنين ٠٣ آذار ٢٠٢٥ - 3 رمضان 1446
‏ اجتماع استثنائي للمجلس المذهبي حول التطورات السورية
سماحة شيخ العقل: مطلب الجبل وحدة سوريا ورفض التبعيّة أو الانفصال
جنبلاط: الخطر اكبر من مرحلة ‏‎17‎‏ أيار لأنه يمس جوهر عقيدتنا وتراثنا

2025-03-03

عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعا استثنائيا موسعا لها ‏في دار الطائفة في بيروت برئاسة سماحة شيخ العقل الشيخ الدكتور سامي ابي المنى ‏ومشاركة الأستاذ وليد جنبلاط وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وأعضاء ‏المجلس ومشايخ، وذلك لبحث تطورات الأوضاع في سوريا.‏
‏ ‏
شيخ العقل ‏
وبعد كلمة افتتاحية وترحيبية من امين سر المجلس المحامي رائد النجار، القى سماحة شيخ ‏العقل كلمة قائلا:‏
‏"نلتقي اليوم في جلسة استثنائية للهيئة العامة للمجلس المذهبي، درجنا على الدعوة إليها ‏كلّما استشعرنا خطراً يُداهم، وعند كل مفترق طرق أمني أو اجتماعي أو سياسي، ودائماً ‏بالتشاور والتنسيق مع معالي الأستاذ وليد جنبلاط. نلتقي لنواجهَ التحدّيات معاً برؤيا ‏واضحة ومقارَبة مدروسة، وبروحٍ من التضامن ووحدة الموقف، في خضمِّ متغيّراتٍ ‏ومخطّطات تحاك للمنطقة بأسرها، وعلى الأخصّ ما كان يُعرَف ببلاد الشام، من لبنان إلى ‏سوريا وفلسطين والأردن، حيث وجودُ الموحّدين الدروز وتاريخُهم وتراثهم". ‏
 
أضاف: "إذا كانت أحداثُ الواقع المتسارعة تُنذر بمتغيراتٍ محتّمة، إلا أننا معنيُّون بالحفاظ ‏على ثوابتنا الوجودية بالرغم من المتغيِّرات، وهي ثوابتُ تتعلَّق بالأرض والمجتمع والدين، ‏لأنه مهما عظُمت التحدّيات ومهما أُجبرت الطائفة على التكيُّف مع المستجدّات، فإنها لن ‏تتخلّى عن ثوابتِها الوجودية، فالأرض ثابتٌ لا يمكن المساومةُ عليه، والقيم الاجتماعية ‏المعروفية ثابتٌ لا يجب أن نفرِّط به، والدين ثابتٌ روحيٌّ راسخٌ لا غنى لنا عنه. أمّا التجذّر ‏بالأرض فيعني الإخلاصَ للوطن والمشاركة في بنائه وصونه، والتمسُكُ بالقيم الاجتماعية ‏يعني التربيةَ على الأخلاق المعروفية الأصيلة والحفاظَ على التماسك الاجتماعي، والتعلُّقُ ‏بالدين يعني تغذيةَ الروح الإيمانية وصونَ الهوية الروحية من الضياع في عالَمٍ متقلِّبٍ ‏ومتحرّر. فإذا كان الواقعُ اللبناني يتَّجهُ نحو مرحلةٍ جديدة من التغيير لبناء الدولة وحفظ ‏الكيان، فهل ذلك يعني أن نغيِّر ثوابتنا؟ أم يعني التكيُّفَ معَ المتطلبات الوطنيّة؟ ونحن ‏الأشدُّ حرصاً على قيام الدولة العادلة الجامعة، والأكثرُ تعلُّقاً بالوطن والتصاقاً به دون ‏سواه، وهكذا هو الأمرُ في ما يتعلَّق بالقيم الاجتماعية والعقائدِ الدينية والممارسة الروحية، ‏فإننا نزدادُ تعلُقاً وتعمُّقاً بها كلَّما تعاظمت موجاتُ الإلحاد والتكفير والتمدُّن الأعمى ‏والانحراف عن سُنن الحقِّ ومبادئ الإنسانية، لأن الحفاظَ على الهويّة الوجودية للموحدين ‏الدروز مرتبطٌ بالحفاظ على هذه الثوابت وبعدم التفريط بها واحدة تلو الأخرى فنفقد تميُّزنا ‏ونخسرُ الذهبَ الاحتياطيَّ الذي تركه لنا أسيادُنا وأجدادُنا، والذي نغتني به ونُحسَدُ عليه. ‏وإذا كنّا اليومَ نخرجُ من حربٍ مدمِّرة على مستوى لبنانَ، ونحاولُ أن نلتقطَ الأنفاسَ في ظل ‏انسحابِ العدوِّ الإسرائيلي من أرض الجنوب، إلّا أننا ما زلنا نعاني من آثار تلك الحرب، ‏ونشعر مع أبناء الجنوب والضاحية والبقاع الذين فقدوا أغلى الناس والممتلكات، ونستبشر ‏خيراً بالعهد الجديد والحكومة الجديدة، ونأمل بعودة الجميع للالتفاف حول الحالة الوطنية، ‏أي حول الدولة ومؤسساتها، وحول الجيش اللبناني ودعمه ليتمكن من القيام بالواجب، ‏وندعو إلى عقد "شراكة روحية وطنية" موسَّعة، وقد أطلقنا فكرتها الأولى من دار الفتوى ‏ومن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى منذ أيّام، وسنُكمل المهمّة، علَّها تتحقّق برعاية ‏فخامة الرئيس وبمشاركة القادة الروحيين والسياسيين وفاعليات المجتمع، فنلتقي جميعُنا ‏تحت مظلَّة هذه الشراكة ونُقسِمُ سويّاً على التضامن بصدقٍ وإخلاص للإصلاح والإنقاذ، ‏وعلى العمل معاً بمسؤولية وانفتاح لالتقاط الفرصة المؤاتية لنهضة لبنان من جديد. وإذا كنَّا ‏نتوقُ لأن نرتاحَ يوماً ما في خضمِّ هذا المحيطِ المتلاطم الذي نعيش فيه، من لبنانَ إلى ‏فلسطينَ وسوريا والجوار، لكنَّ الواقعَ المعقَّدَ نتيجة اغتصاب فلسطينَ من اهلها لن يسمح لنا ‏بذلك بسهولة، فهذه هي سوريا المشتعلةُ فيها نيرانُ الثورة منذ العام 2011، والتي قَتل فيها ‏النظامُ الساقطُ الآلافَ من شعبها وهجّر الملايين ودمَّر المدن والقرى واستدعى جيوشَ ‏الدول للتواجد على أرضها، ها هي اليوم تنتصر على نظام الاستبداد وتطرد قادته وتحقّق ‏أمنياتِ الشعب السوريِّ الجريح، لكنَّ الاستقرار لم يتحقَّق بالكامل، والدولةَ الفتيَّة ما زالت ‏تحت مجهر التحدّي والاختبار، وعلى الجميع أن يمنحوها الوقتَ والعونَ لذلك، وأن ‏يَمحضوها الثقةَ كما فعل وليد جنبلاط وفعلنا منذ اللحظة الأولى للانتصار، أمَّا الموحدون ‏الدروز في سوريا فما زالوا كغيرهم يتلمَّسون سبلَ المشاركة والانخراط في مهمة بناء ‏الدولة وحفظ الأمن وتأمين العيش الكريم، بينما تُمعنُ القيادةُ الإسرائيليةُ في إغراء الدروز ‏بادِّعاء الحرص عليهم، وتسعى إلى تنفيذ مخططاتَها التوسّعية تحت ذريعة حمايتهم، ولكنَّ ‏مطلبَ الجبل كان ويبقى وحدةَ سوريا أرضاً وشعباً، ورفضَ أيِّ نوعٍ من أنواع التبعيّة أو ‏الانفصال، وهو ما ينسجم مع تاريخهم الوطنيِّ والعربيِّ المجيد، وما يحرص عليه حكماؤُهم ‏وقادةُ مجتمعِهم ورجالُهم الوطنيُّون الأحرار. إنّ الموحِّدين الدروز رفضوا ويرفضون القولَ ‏بحقوقِ الأقليات ويُصرُّون على وحدة أوطانهم، وأوّلُها وحدةُ سوريا، وعلى أن حقوق ‏السوريين يجب أن يضمنها دستورٌ عصريّ ونظامٌ ديمقراطي وقوانينُ وضعيّة تكرِّس الدولةَ ‏الوطنية الجامعة، وعلى أحرار سوريا، وأحفادُ سلطان باشا الأطرش في طليعتهم، أن ‏يَحذروا من الانجرار إلى الفوضى التي يريدُها الأعداءُ لهم، وألّا يقبلوا بالانعزال عن ‏محيطهم العربي والإسلامي ولا ينجرفوا مع المخطّط الصهيوني الذي يهدف، كما يبدو، ‏إلى تقطيع أوصال سوريا تمهيداً لتفتيت العالم العربي وإضعافه، وهذه مسؤوليةٌ ملقاةٌ على ‏العرب ليتصدُّوا لذلك المشروع التخريبي قبل فوات الأوان، كما قال بالأمس وليد جنبلاط ‏في مؤتمره الصحفي متقدِّماً في تحذيره وموقفه على الجميع".‏
 
وتابع سماحته: "إنَّ لقاءنا اليومَ، أيُّها الأخوة، يهدفُ إلى إعلاء الصوت ليسمعَ القاصي ‏والداني بأنَّ الموحدين الدروز محميُّون أوّلاً بتعلُّقُهم بالثوابت، ومحميُّون، بعون الله، ‏بوحدتهم وتماسكهم وباندماجهم الاجتماعي مع مكوّنات أوطانهم، ومحميُّون بمشاركتِهم ‏الفاعلة في بناء دولتهم، لتكون قوية حاضنة للجميع وقادرة على طمأنتهم، ولن تكون ‏حمايتُهم، كما يتوهَّمُ بعضُهم، من قبل عدوٍّ طامعٍ باستخدامهم لهذا الغرض او لذاك الهدف، ‏فيكونوا حراسَ حدودٍ هنا او عمالاً مأجورين هناك، أو تابعين محكومين لهذا أو لذاك من ‏الأنظمة، أو خارجين عن حقيقة انتمائهم وهويتهم، ومفصولين عن تاريخِهم وتراثِهم وعمقِهم ‏العربيِّ الذي يتوجَّبُ على قادته أن يندفعوا لاحتضانهم ودعمهم، وأن لا يتخلَّوا عن شريحة ‏عربيةٍ أصيلة جاهدت وقدَّمت التضحيات الجسامَ دفاعاً عن الثغور وصوناً للهوية العربية ‏الإسلامية المشرقية. هذا ما نادى به في القرن الماضي القادةُ الموحِّدون الدروز في لبنان ‏وسوريا، وهذا ما حمل رايته أعلامٌ من بني معروف من فلسطين الذين أعلنوا مراراً ‏تمسَّكَهم بالانتماء للقومية العربية وعدمَ انصياعهم لمحاولات سلخهم عن جذورهم وإلحاقهم ‏بقومية درزية مصطنعة أو بدويلة درزية موعودة، وهذا ما يؤكد عليه اليومَ بحزمٍ ‏ومسؤولية الزعيم وليد جنبلاط وقادةُ الدروز الثابتون في مواقعهم ومواقفهم دون أدنى ‏تراجعٍ أو التواء، وهو ما نقول به دائماً في مشيخة العقل وما ننادي به على رؤوس الأشهاد ‏بكلِّ فخرٍ واعتزاز".‏
 
‏ ومضى يقول: "تلك هي مواقفُنا التي نُعلنُها بأخوّةٍ توحيديةٍ لا تنفصمُ عُراها، وإن كنَّا لا ‏نتدخَّلُ بما لا يحقُّ لنا التدخُّل به خارج لبنان، إلّا أننا مطالَبون أمام الله والتاريخ بالتأكيد ‏على الثوابت، ولنا ملءُ الثقة بإخواننا أولي الحكمة والشجاعة والأصالة في سوريا ‏وفلسطين بأنهم حريصون مثلَنا عليها حرصَهم على حقوقهم في أوطانهم، ولقد قلنا في بياننا ‏الأخير الذي صدر عن المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز بتاريخ ١٥ شباط 2025، ‏‏"إن للموحدين الدروز مرجعياتِهم الروحيةَ ورئاساتِهم الدينيةَ في كلّ بلدٍ يعيشون فيه، وإن ‏أحداً من أصحاب السماحة لا يدّعي سلطتَه الرسمية على من هم خارج حدودِ بلده، بالرغم ‏من استقائهم جميعاً من مَعينٍ توحيديٍّ واحد، وبالرغم من الصلات الروحية المتينة التي ‏تربطُهم بعضَهم ببعض"، ودعَونا إلى عدم الأخذ بالفبركات الإعلامية التي "تهدف إلى إثارة ‏الفتنة الداخلية وخدمة المخطّطات العدوانية"، وما أكثرها، وهو "ما لا يَسمح به عقلاءُ ‏الطائفة وأبناؤها المخلصون أينما كانوا"، راجين الله سبحانه وتعالى "أن تبقى العائلةُ ‏التوحيديةُ مصانةً من شرّ الفتن، محافِظةً على هويتها التاريخيةِ المشرّفة‎.‎‏ نرحِّب بكم مُجدّداً، ‏ونحيِّي باسمكم الزعيم القائدَ وليد بك جنبلاط، ونحن على مشارف السادس عشرَ من آذار ‏الذي أراده ويريدُه الوطنيون يوماً تاريخياً يعكس فرح الانتصار على الظلم ولو بعد حين. ‏حماكم الله وليد بك وأدام المختارةَ قلعةً للوطنية والعروبة". ‏
 
جنبلاط
والقى الأستاذ وليد جنبلاط الكلمة التالية:‏
‏"سماحة الشيخ، لقد لخّصتَ خير تلخيص الأخطار المحدقة على الوجود العربي الدرزي في ‏لبنان وسوريا. لقد أمسكتم باللحظة التاريخية التي تطل علينا، وعندما كنا نجتمع في هذه ‏الدار ونتخذ القرارات المصيرية مع الأجاويد والشيخ محمد أبو شقرا، وكل الذين مرّوا من ‏هنا، كانت لحظات جميلة، وقاسية، لكن كنّا نخرج منها بقوة وننتصر، لكن اليوم ربما إذا ما ‏قارنّا هذه المرحلة مع السابع عشر من أيار بالاحتلال الإسرائيلي لبيروت، وللقسم الأكبر ‏من لبنان، وبغيرها من المحطات، وأكاد أقول أنّها أخطر بكثير من الذي مر، وليس لأن ‏هناك خطر على وجودنا في الجبل، أو غير الجبل، بل فقط لأنّه يمسّ بجوهر عقيدتنا ‏وتراثنا العربي من لبنان إلى جبل العرب". ‏
 
أضاف: "قضية فلسطين مختلفة، ونترك لأهل فلسطين أن يقرّروا ما يشاؤون، لكن شخصياً ‏وإذا كان البعض يتغنّى بأنّه لنا موقعٌ في فلسطين المحتلة، لكن ليس لنا موقع هناك، لأنّ ‏‏"الصهيونية" تستخدم الدروز جنوداً وضباطاً، لقمع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة. ‏واليوم يريدون الامتداد إلى جبل العرب، وهنا التحدي الأكبر: إمّا أن نبقى على هويتنا ‏العربية التي نستمد منها قوة، من سلطان الأطرش، ومن كمال جنبلاط، وشكيب أرسلان، ‏ومن الكثر، أو أن يغترّ البعض ونمشي في المخطّط الصهيوني لا سمح الله. لذلك، ‏وبالتنسيق مع سماحة الشيخ ومعكم فلا بدّ من ساعة فرز، لا بدّ أن نبقى على هذا الموقف ‏ونتخذ الموقف الصحيح". ‏
 
‏ وتابع: "الشيخ موّفق طريف يدّعي أنّه يمثّل دروز المنطقة بالتعاون مع الصهيونية، أبداً. ‏كل منطقة من المناطق التي فيها تواجد "معروفي" لها مَن نمثّله، لكنه لا يمثّلنا. هو ‏مدعوم من قِبل الجارة الصهيونية، هو ومجموعة معه أمثال صالح طريف وغيره. أهل ‏سوريا يعلمون تمام العلم كيف يتصرفون. بالأمس تحدثت مع الشيخ يوسف جربوع، والشيح ‏الحناوي، والأمير حسن الأطرش، وسوف أتابع، وسوف أذهب إلى دمشق كما ذهبنا سوياً ‏من أجل التأكيد على مرجعية الشام، ووحدة سوريا. المشروع كبير ويريد استجرار البعض ‏من ضعفاء النفوس إلى حروب أهلية، ولستُ أدري كيف سوف ينتهي، وكلنا نعلم الامتداد ‏الوطني للدروز في الخليج وكل مكان، وكلنا نعلم ما قد يحدث تجاهنا إذا انجررنا إلى هذا ‏المشروع".‏
 
مداخلات
بعد ذلك جرى تقديم مداخلات للنائب مروان حمادة مشددا على أهمية كلام جنبلاط "بعدم ‏السماح لقلة قليلة التحكم بمصير البلدين سوريا ولبنان، مذكرا بنضالات سلطان باشا ‏الأطرش والاميرين عادل وشكيب أرسلان والشهيد كمال جنبلاط في حماية الثغور وصون ‏عروبة الدروز، ومن اجل الحفاظ على الثوابت الأساسية للطائفة ورفض الدويلات قديما ‏وحديثا".‏
ووصف رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع المرحلة "بالخطر المحدق لما ‏تتعرض له طائفتنا، ورأى ان "الموحدين دعاة سلم وسلام وحضارة على مر التاريخ وجزء ‏لا يتجزأ من النسيج العربي في القرار والانتماء والقضية والولاء، ويجب المحافظة على ‏الإرث المجيد الذي نحمله خاصة وإننا حماة الثغور وصانعي الأمان ولسنا بحاجة للحماية ‏والاحتضان. كما يجب الدفاع عن الأرض والعرض والكرامة بشرط حماية مناطقنا من ‏الفوضى والضياع، والطلب من المعنيين في سوريا دراسة واقع الحال الأمني والاقتصادي ‏لقطع الطريق امام كل من يحاول استغلال الناس، وعلى السلطات السورية الجديدة الضرب ‏من حديد لكل من يعمل لزرع الفتنة، وعلينا الوقوف الى جانب القيادة الروحية ودار ‏المختارة".‏
كذلك لفت النائب وائل أبو فاعور الى أهمية المواجهة من خلال الوعي العام والتبصّر ‏بمخاطر المشاريع المطروحة وتأثيرها على واقع الدروز في كل المنطقة ومستقبل الطائفة، ‏وللمجلس المذهبي الدور المطلوب في هذا المجال، لاطلاع جميع أبناء الطائفة على ‏المخاطر الناجمة مما يجري من سياسة توسعية وتقسيمية وتفتيتية يقوم بها العدو الإسرائيلي ‏لتحقيق اهدافة المعلنة".‏
‏ وتحدث خلال الاجتماع أيضا كل من عضوي مجلس إدارة المجلس المذهبي الشيخ وسام ‏سليقا والدكتور منصور أشتي والمستشار الشيخ رمزي سري الدين عفي الاطار نفسه. ‏
 
بيان
‏ وكان مجلس إدارة المجلس المذهبي واثر اجتماعه الشهري في دار الطائفة برئاسة سماحة ‏شيخ العقل - رئيس المجلس الشيخ د. سامي أبي المنى لمناقشة قضايا إدارية والوضع العام ‏في البلاد، أصدر البيان التالي:‏
أولًا: يتقدّم المجلس من الشعب اللبناني مسلمين ومسيحين بالتهنئة والتبريكات بحلول شهر ‏رمضان الكريم وزمن الصوم المبارك، أعادهما الله على الجميع بالخير والرحمة، ‏سائلين المولى عزّ وجلّ أن ينعم وطننا بالاستقرار والأمان وأن يتحقق بناء الدولة التي ‏ترضي طموحات وآمال اللبنانيين.‏
ثانيًا: يبدي المجلس ارتياحه للثقة النيابية الممنوحة للحكومة، لتنفيذ بيانها الوزاري الموافق ‏لخطاب القسم بإنجاز الإصلاحات المطلوبة لإعادة بناء المؤسسات على أسس متينة، وتنفيذ ‏اتفاق الطائفبكامل بنوده بما في ذلك اللامركزية الإدارية وإنشاء مجلس الشيوخ إضافة الى ‏تطبيق القرارات الدولية وخصوصا القرار 1701 بكافة مندرجاته.‏
ثالثًا: يدعو المجلس الدول المشاركة في القمة العربية عشية انعقادها في القاهرة لتوحيد ‏جهودها بمواجهة مخططات العدو الإسرائيليبالتقسيم والتفتيت والتوطين لصالح ‏سياساته التوسعية، والتمسك بالمبادرة العربية للسلام الصادرة عام 2002 عن القمة العربية ‏في بيروت.‏
رابعًا: يعرب المجلس عن عميق ألمه لحادثة جرمانا الأخيرة، شاكراً التجاوب مع المساعي ‏الحميدة، وداعياً أهلنا للتبصّر بعواقب الانجرار وراء الفوضى الهدّامة التي تتذرّع بها ‏إسرائيل لحماية الأقلية الدرزية، بهدف تنفيذها مخطط تقسيم سوريا. كما يتوّجه المجلس إلى ‏أهلنا، مشايخ وأبناء طائفة الموّحدين المسلمين الدروز في جبل العرب، الذين سطّروا عبر ‏تاريخهم الحافل بالبطولات والتضحيات أسمى مواقف العزّ والشرف، داعياً إياهم لوقفة ‏تاريخية مفصلية، تؤكّد تمسكهم بهويتهم العربية الإسلامية وبوحدة الوطن.‏
خامسًا: مع اقتراب يوم السادس عشر من آذار يستذكر المجلس القائد الشهيد كمال جنبلاط، ‏الذي انتصر بفكره الثاقب وإرادته الحرّة على سيوف المستبدّين ظلماً وقهراً، ويرى في ‏ذكرى استشهاده الـ 48 مناسبة جديرة باستحضار نهجه لرسم طريق ‏المستقبل الواعد للأجيال.‏