المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الأربعاء ٠٨ أيّار ٢٠٢٤ - 29 شوال 1445
اجتماع موّسع في دار طائفة الموّحدين لمناقشة التطورات... سماحة شيخ العقل: كلفة ‏الحرب ستكون باهضة جداً على بلدٍ كلبنان يعاني ما يعانيه من فراغ رئاسي وتشتُّتٍ ‏سياسي وانهيار مالي واقتصادي... جنبلاط‎:‎‏ قد تكون الحرب أقسى من العام 2006‏

2023-10-24

 ‎عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموّحدين الدروز اجتماعاً موسّعاً، في دار ‏الطائفة في بيروت اليوم وترأسه سماحة شيخ العقل للطائفة الشيخ الدكتور سامي أبي ‏المنى، بمشاركة الاستاذ وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور ‏جنبلاط ووزراء ونواب وأعضاء المجلس المذهبي وفاعليات وشخصيات روحية عدة ‏وذلك لمناقشة الأوضاع الراهنة‎.‎
‎ ‎
شيخ العقل
استهل الاجتماع بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الذين سقطوا في مواجهة العدوان ‏الإسرائيلي، ثم ألقى سماحة شيخ العقل كلمة جاء فيها‎:‎
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِ المُرسَلينَ وعلى آلِه وصحبِه ‏الطاهرينَ الطيِّبين
‎ ‎
الأخوةُ والأخوات الكرام أعضاءَ المجلس المذهبي، ‏نلتقي وإياكم مجدّداً اليوم في إطار الهيئة العامة للمجلس وفي رحاب داركم الجامعة هذه، ‏واسمحوا لي أن أرحّب باسمي وباسمكم بالضيوف الكرام؛ الأخوةِ المشايخ، الذين أردنا ‏أن نتشارك وإياهم والقيادة السياسية الرأيَ والموقف حيال الأوضاعِ الراهنة في جنوب ‏لبنان وفي فلسطين، كما تشاركنا الرأي والموقف منذ أسابيعَ قليلةٍ حيال الأوضاع في ‏السويداء العزيزة وأكّدنا تضامنَنا مع أهلنا هناك في تحرّكهم السلمي للمطالبة بحقوق أبناء ‏جبل العرب بالحياة الكريمة والعيش اللائق، وفي مطالبتِهم باحترام الدور الوطني ‏والتاريخ النضالي والتراث التوحيدي لجبل سلطان باشا الأطرش الذي ما كان ابناؤه يوماً ‏الا مدافعين عن وحدة سوريا واستقلالها، ومنادين بالحرية والعدالة والمساواة‎".‎
‎ ‎
أضاف: "وها نحن اليومَ بعد التشاور معَ القائد الزعيم الأستاذ وليد بك جنبلاط نتداعى ‏للّقاء مجدّداً قبل أن يتداعى البنيان، لكي نُطلقَ النداءَ الانسانيَّ أولاً بضرورة لَجم آلة ‏القتل والتدمير والإجرام الإسرائيلية بحقّ الأبرياء سريعاً، ووقف التمادي في اغتصاب ‏الحقوق وانتهاك الكرامات والمقدّسات، ولنوجّهَ صرخةً للعالَم ولعواصم القرار ليتحرّكوا ‏من أجل الاتفاق على حلٍّ عادل للقضية الفلسطينية بعيداً عن الهيمنة والقهر وسفك ‏الدماء، وقد تآمروا وتوانَوا وصمُّوا آذانهم طويلاً، ولو أسرعوا في إيجاد الحل العادل ‏لكانوا وفّروا الكثيرَ من الدمِ والمعاناة اليومية على الشعب الفلسطيني المجاهد وعلى ‏المنطقة بأسرها، والحلُّ العادل لا يكونُ إلا بالاعتراف بحقوق هذا الشعب وحماية كرامته ‏ونبذ التعصُّب والعنصريّة ورفض الاحتلال وطرد شبح الحرب من سمائه والاعتراف ‏بحقّه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلّة والمُطلَقَة السيادة على أرضها، فيتمكن الشعب ‏الفلسطيني إذّ ذاكَ من ضمان مستقبل أبنائه ويتمكن اللاجئون منه من العودة الكريمة الى ‏ديارهم وينعم الجميع بالاستقلال والازدهار‎. ‎
أما إخوانُنا الموحدون الدروز في الجليل والكرمل والجولان، فهم أدرى بواقعِهم، ولكننا ‏حريصون على صيانتهم وسلامة مجتمعهم لما تجمعُنا بهم من روابط الدم والروح ‏والتاريخ، وتوحِّدُنا وإيَّاهم الهويةُ العربيةُ الإسلاميةُ التوحيدية، فالعقيدة الدينية موحَّدة، ‏والمناقبُ المعروفية هي هي، وسمةُ العنفوان والتجذُّر بالأرض واحدةٌ وأصيلة، والتراثُ ‏الروحي والاجتماعي المشتركُ غنيٌّ بالعِبَر وسِيَرِ السلف الصالح الذين كانوا وما زالوا ‏أوتادَ هذه الأرض في بلاد الشام وحرَّاسَ المعتقَد والمجتمع منذ مئات السنين، والعلَمُ ‏المخمّس هو ذاتُه هنا وهناك بمعناه الروحي وبمغزاه الجهادي وبقيمته الاجتماعية ‏الجامعة، علمٌ يرفرف فوق دُور العبادة وبيوتِ الخير ومؤسسات الطائفة التوحيدية وفي ‏المحطات المفصليةِ من حياتِنا، ولا يُرفعُ في غير مكان أو لغيرِ هدف، إذ من غير اللائق ‏ولا المسموحِ به أن يُستغَلّ علمُ الآباء والأجداد ليُرفرفَ إلى جانب علمِ دولةٍ محتلّة أو ‏جماعةٍ خارجة على القانون، وفي هذا المجال استنكرنا ما تسرّبَ عبر وسائل التواصل ‏من فيديوهاتٍ مركّبة اختلط قديمُها بحديثها، وقد تواصلنا معَ أخوةٍ لنا بهذا الخصوص، ‏فصدر موقفٌ مقدّر من مشيخة العقل ومن إخواننا في فلسطين يعلنون فيه رفضهم لهذه ‏الرواية، وذلك في اجتماع تشاوريّ عقدوه في مقام النبي الخضر(ع)، أكّدوا خلاله أنّ ‏الطّائفة كانت ولا تزالُ من دعاة السّلم والسّلام، رافضةً قتلَ الأبرياء والأطفال والمدنيّين ‏العُزّل، مشيرين الى دور الطّائفة كجسر للسّلام والتّعايش بين كافّة الطّوائف، وتوجّهوا ‏إلى عموم أبنائهم بالامتناع عن استخدام الرّموز الدّينيّة في غير محلّها، إذ إن العلمَ ‏المخمّسَ كان وسيبقى رمزًا دينيًّا فقط، داعين إلى ضرورة زيادة التّوعية للشباب وأبناء ‏الجيل الصاعد لتهدئة النفوس وتحكيم العقل لعبور هذه الفترة الحرجة من تاريخنا‎".‎
‎ ‎
أيها الأخوةُ الكرام،
موقفُنا واضحٌ وصريح تجاه ما يجري من عدوانٍ واجرام بحقِّ الشعب الفلسطيني، وقد ‏قلنا منذ اليوم الأول إن ما حصل كان نتيجةً لسلسلة طويلة من الاعتداءات على المقدَّسات ‏والأراضي وعلى أبناء الشعب الفلسطيني، ونتيجةً لصمت العالم وخنوعه أمام صلف ‏إسرائيل ومَن وراءها، وقد آن الأوان لوضع حدٍّ لهذا المسلسل العدواني والانحياز ‏الفاضح وازدواجية المعايير والقفز فوق القرارات الدولية والاستهتار بالمبادرات العربية ‏والتسويات المنصفة‎.‎
أمام هذا الواقع الميداني المعقَّد ودوامة العنف المتصاعدة وردّة الفعل الوحشية على غزّة، ‏طالبنا المجنَّدين العربَ في الجيش الإسرائيلي بالامتناع عن المشاركة في قتال إخوانِهم ‏الفلسطينيين وفي حرب الإبادة المدمِّرة، وحيّينا المعروفيين الأحرارَ الراسخين في ‏أرضِهم وهويّتِهم، وأمام المناوشات الحاصلة في جنوب لبنان، والتحليلات المتضاربة ‏حول احتمالِ توسُّع الحرب، قلنا بواجب الدفاع عن الوطن اذا ما تم الاعتداءُ عليه، ولكن ‏ناشدنا المقاوِمين المجاهدين كما ناشدهم وليد بك بألّا يُستدرَجوا إلى الحرب لأن كلفتها ‏ستكون باهظة جداً على بلدٍ كلبنان يعاني ما يعانيه من فراغ رئاسي وتشتُّتٍ سياسي ‏وانهيار مالي واقتصادي، إذ هو بحاجة الى علاج داخلي قبل أن يدخل في علاج الخارج، ‏مع الاحتفاظ بهيبة المقاومة والاستعداد لأي طارئ، وإذّاك فكلُّنا نكون معنيّين بواجب ‏الدفاع والاحتضان والوحدة الوطنية‎".‎
‎ ‎
وتابع‎: "‎إننا ندعو إلى مواجهة الأزمة بتماسكٍ داخلي على مستوى الطائفة، وبتلاقٍ وطني ‏لتحصين الداخل اللبناني وتفادي الانهيار الشامل، بإزالة العوائق المصطَنَعة أمام انتخاب ‏رئيسٍ للجمهورية وتشكيل حكومةٍ جديدة وإجراء التعيينات الأساسية في المواقع ‏الحسّاسة، وأولها في رئاسة الأركان لجيشنا الوطني، علّنا نستطيع أن نواجهَ المرحلةَ ‏الصعبة والمجهولةَ الأفق بمزيدٍ من الوعي والإرادة الصلبة، وبمواكبة ما أطلقه وليد بك ‏من نداءاتٍ ومواقفَ وطنية، ومن استعداداتٍ تنظيمية وعملية لاستقبال النازحين إذا ما ‏وقعت الواقعةُ وسيطر جنونُ الحرب على رؤوس الأعداء وكان لا بدَّ ممَّا هو غيرُ ‏مُستحَبّ، وفي هذا الاتِّجاه أوفدنا أخوةً لنا للتواصل والتشاور مع المشايخ الأجلَّاء في ‏المناطق، وأصدرنا بياناً موجَّهاً إلى الخلوات والمجالس للتوصية بحسن المعاملة ‏والانضباط والتنظيم في حال حصل نزوحٌ وفوضى، ولنا في القيادة السياسية الحكيمة ‏ملءُ الثقة والاعتزازِ بمواقفها العقلانية ومبادراتها السبَّاقة لاحتواء الأمور وتغليب ‏مصلحة الوطن على ما عداها‎".‎
‎ ‎
وختم شيخ العقل: "سنستمرُّ في العمل بعون الله لتعزيز الصمود الاجتماعي والثبات في ‏الأرض، كلٌّ في مجالِه وحيث يستطيعُ العملَ والخدمة، وتحت هذا العنوان سيفتتِحُ ‏المجلسُ المذهبي بعد عشرة أيَّامٍ، وبالتنسيق معَ وزارة الثقافة، معرضَ بيروت الأوّل ‏للمنتجات القروية في الأونيسكو، إذا لم تحصل تطوراتٌ دراماتيكية لا سمح الله، لنُساهمَ ‏معَ أهلِنا في تأمين تصريف إنتاجِهم، ومع العائلات البيروتية في تعزيز صمودِها ‏بالتموين من خيرات الأرض ومن أيادي الخير والبركة. لن أُطيلَ أكثرَ، فوليد بك أَولى ‏منَّا بالكلام ورسمِ صورة الواقع وآفاق المستقبل، والمجالُ مفتوحٌ أمام الجميع لتبادُل ‏الآراء وتقديم المداخلات ذاتِ الصلة فقط بموضوع الجلسة، أملاً في توحيد الموقفِ ‏والرؤية، مع الدعاء لله سبحانه وتعالى أن يحفظَ أهلَنا ووطنَنا من كلِّ سوء‎".‎
 
جنبلاط
ثم القى الاستاذ وليد جنبلاط كلمة قال فيها‎:‎
‎ "‎في المرة السابقة وفي هذه الدار الكريمة وتحت رعاية سماحة شيخ العقل الشيخ سامي ‏أبي المنى والحضور الكريم اجتمعنا آنذاك من أجل مُناقشة الحدث في سوريا، حين ‏اندلعت الثورة السلمية التي تُعبّر عن حقيقة الوطن والشعب السوري، واتفقنا على تأييد ‏هذه الانتفاضة السلميّة، ثم اتى حدث هذا اليوم في غزّة الذي فَاقَ بكثير حدث سوريا، مع ‏العلم أنه يجب أن لا يُنسينا الحدث السوري، فغزة مدينة قديمة قدم التاريخ، وهي سجن ‏كبير مُحاصر بالشرائط الشائكة والجدران، فالحروب على غزة تُعدّ ولا تُحصى‎".‎
 
وأضاف جنبلاط ‏‎"‎انتفض فريق من مُناضلي غزّة واستطاع أن يقوم بعملية 7 تشرين، ‏وهنا أقول مُناضلين اما غيري فيقول إرهاب، وهو فريق حركة حماس، فليس كل ‏الفلسطينيين حماس، هناك حماس وهناك فتح والشعبية والمواطن العادي، هناك تنوّع ‏فلسطيني، انتفض واستطاع أن يقوم بهذه العملية‎"‎، ‏
سائلاً‎: "‎كيف استطاع هذا وكيف انهارت بقدرة قادر كل الاحتياطات الإسرائيلية وكل ‏التحضيرات، والتي ذكرتني بحرب الـ 1973 عندما اجتاحت الجيوش العربية الجولان ‏والجيش السوري وصل إلى بُحيرة طبريا، والجيش المصري وصل إلى نصف سيناء، ‏اجتاحوا وحطّموا اسطورة الاسرائيلي الذي لا يُقهر، نفس الشيء حدث في غزّة اليوم، ‏لكن بأسلوب مخُتلف، وقامت القيامة في كل العالم، الإرهاب الفلسطيني في مواجهة ‏حماس‎!".‎
 
وتابع جنبلاط ‏‎"‎سأقبل بهذه المَقولة لكنْ هل أحد منكم رأى اليوتيوب لدى المُذيع باسم ‏يوسف الذي أدانَ حَماس على طريقته؟ عندما قال هناك من يُقتل يومياً في الضفّة من هم؟ ‏هل هم من حركة حماس؟ هم ليسوا حماس، لقد هاجموا مُستعمرات بدأت في الأربعينيات ‏وأواخر القرن التاسع عشر مستعمرات زراعية لكن يملكها يهود على أرض العرب وفيها ‏سلاح‎".‎
 
واستطرد قائلاً ‏‎"‎قامت القيامة لماذا جرت مجزرة بحق المدنيين الذين كانوا يُقيمون في ‏احدى المُستعمرات حفلة، مع العلم انه موقع عسكري، وهل من اللائق أن يأتوا إلى مَوقع ‏عَسكري ويقيموا حفلة رقص أمام هذا الكئيب والتعيس المنكّل يوميّاً؟، مضيفاً ‏‎"‎بعدها ‏خرجت كذبة كبيرة تقول أنّ نحو 40 أو 50 رأس طفل يهودي قد قُطع، وتبيّن لاحقاً أنّها ‏كذبة كبيرة لكن شبكة ال ‏‎"‎سي ان ان ‏‎"‎هي التي اخترعت هذه الكذبة ومشت في العالم ‏واستشهد بها الرئيس الاميركي جو بايدن لكن اعترف انه لم ير الصورة ولكن العالم ‏اليوم موتور مع العالم الغربي ضدنا‎".‎
‎ ‎
وفي السياق أشارَ جُنبلاط إلى أنّ ‏‎"‎بعض المُعلقين في لبنان يقولون هذه مؤامرة إيرانية، ‏فلتكن مؤامرة إيرانية، سائلاً ‏‎"‎هل قام أحد من الأنظمة العربية من الملوك وكبار العرب ‏وساعد حماس بمال عربي؟، لقد استفادت إيران في كل مكان من العراق إلى سوريا وفي ‏فلسطين، ومنظمة التحرير عندما قامت (يعني ياسر عرفات ومجموعته كانت تُسمّى ‏بالارهابية) نعلم هذا الامر منذ زمن طويل ،ثم عندما عقدوا مؤتمر اسلو وضعوا في ‏حديقة البيت الابيض (ابو عمار ربين شمعون بيريز) وتمّ تسميتهم آنذاك برجال السلام ‏ونال جميعهم جائزة نوبل‎".‎
 
وتابع جنبلاط ‏‎"‎الارض مُقابل السلام، هكذا علّمني والدي كمال جنبلاط، الارض مقابل ‏السلام بتسوية في الضفة الغربية ثم تُعالج قضية المهجرين واللاجئين الفلسطينيين في ‏لبنان وسوريا والأردن، ولكن هل بقي شيء من هذه الارض؟، مُضيفاً ‏‎"‎الامير عبدالله ‏قالها في لبنان عام 2002 وقالها الملك فهد قبله ونردّدها الآن الأرض مُقابل السلام، لكن ‏ليس هناك أرض، هناك 800 ألف مُستوطن يهودي على هذه الأرض يحاصرون ما تبقى ‏من عرب، والعرب مليونيين وخمسمئة يعني تقريباً نصفهم، وابو عمار حينها رفض ‏التوقيع في آخر لحظة على التسوية اسلو لأنه تُرِك الحَرم مَجهول الهويّة، ولأن المشروع ‏اليهودي بناء كنيس يهودي على المسجد الاقصى‎".‎
 
وأضافَ ‏‎"‎حدثت هذه العمليّة والعالم بأسره انتفض وأتت الأساطيل الأميركية والإيطالية ‏والبريطانية، كما حاملات الطائرات الفرنسية لكنها لم تصل بعد‎"‎، مؤكداً انه ‏‎"‎علينا أن ‏نتوقع في حال بدأ الهُجوم على غزّة، وعندما أقول الهجوم على غزّة ليس هجوم سريع ‏إنما هُجوم تَدريجي لأنّ هُناك مدينة فوق الأرض دُمّرت، وسيحاولون ان يُدمّروا ما ‏تبقى، وهذا الهجوم سيكلّفهم‎"‎، لافتاً إلى أن هذا ‏‎"‎الهجوم مُمكن قد يرتدّ الى الداخل ‏اللبناني، لذلك شعاري وكانت نصحيتي الشخصية مع وفيق صفا والحاج حسين خليل من ‏خلال الوزير السابق غازي العريضي أن لا نُستدرج الى الحرب، فاليوم في الجنوب ‏الحرب ‏‎"‎ماشية‎" ‎ولغاية الان هناك 28 شهيداً لحزب الله، لكن من أجل عدم توسيع رقعة ‏الحرب وتجنيب الداخل، اجتمعت مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وجميعنا نتفق ‏على نصح الحزب أن لا نُستدرج، لكن طبعاً الأمر لا يعود فقط الى الحزب، هناك أيضاً ‏ماذا تريد اسرائيل وقد يكون لها نوايا عدوانية‎".‎
 
وتابع جنبلاط ‏‎"‎لذلك نجتمع اليوم برعاية سماحة الشيخ سامي أبي المنى كي نُفكّر في حال ‏كبرت الازمة كيف سنتخذ الاحتياطات اللازمة، ولا أعتقد ن هناك ازمة تموين مواد ‏غذائية، ومن الناحية الطبية قيل لي بأن الدواء موجود والمستشفيات في الجبل الى حد ما ‏جاهزة، فلقد اقمنا في الحزب التقدمي الاشتراكي خلية أزمة بالتعاون مع الدولة فلا ‏نستطيع الخروج عن مساعداتها والهيئة العليا للإغاثة مع الصليب الاحمر والدفاع المدني ‏وغيرها من المؤسسات‎".‎
 
وأشارَ إلى أنه ‏‎"‎في حال نزوح كثيف وبعد الإذن الرسمي من وزير التربية عباس الحلبي ‏لا بُدّ تدريجياً وفق كميات النزوح أن نستخدم المدراس للإيواء، ويبقى لاحقاً المستلزمات ‏الطبية والمعيشية ‏‎".‎
 
وخَتم جنبلاط ‏‎"‎لا بد أن نتوقع الأسوأ، وهذه المرة استفاق بعض القادة العرب على مقولة ‏قديمة وهي تهجير الفلسطيننين ‏‎"‎الترانسفر‎"‎، عام 1967 بعد ما احتلوا الإسرائيليين الضفة ‏خرجت أصوات بأن شرق الأردن هو البديل واليوم الرئيس المصري تذكّرها‎"‎، لافتا الى ‏موقف لشيخ العقل وللشيخ موفق طريف بخصوص الراية التوحيدية المخمسة التي يجب ‏ان تبقى ضمن الاطار الديني‎".‎
 
كما كانت هناك مجموعة من المداخلات والأسئلة التي رد عليها كل من الاستاذ جنبلاط ‏والشيخ أبي المنى‎.‎