بيان صادر عن الهيئة الاستشارية لمشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز
2021-01-28
صدر عن الهيئة الاستشارية لمشيخة العقل البيان التالي:
بسم الله الرحمن الرَّحيم. الحمد لله وحده. والصَّلاة والسَّلام على أشرف الخَلق عبْده.
إنَّ المسؤوليَّة ذِمَّة يُطالَبُ العبدُ بالتقصير فيها أيّاً كان مكانه ومكانته. وهي جَماعيَّة وفرديَّة من حيث أنَّ نظامَ الدِّين واقعٌ على "كلِّ جماعةٍ أمرُهُم واحد" وهو المعنى الدّقيق لكلمة "مَعْشَر".
ويعلِّمُنا نظامُ الدِّين الـمُوجِبُ إعْمال العقْل في تدبير المعنَى من مقاصِد الحقّ أنَّ من واجبِ العاقِل أن يكونَ "عالِماً بزمانِه". ومن منَّا يجهلُ حالَ النَّاس في سائر البلدات والقرى من أثَر العدوى المتنقِّلة عبر الأنفاس لحِكمَةٍ شاءها الله امتحانا.
وردَ في المأثُور عن كبار الحُكماء: "توكّل كلّ التوكُّل ولا عذر في التواني. وتوَقَّ كلّ التوقِّـي ولا حارس من الأجل". ولا يحتاج الأمر إلى عناء كي يُدرِكَ العاقِل الرَّزين أنَّ حسنَ التَّوكُّل لا يقوم مقام حسن التوقّي، فلا عذر في التواني أي لا عذر للمرءِ بتقصيره في قيامه بواجباته مع توكّله، بل هما متكاملان في القاعدة.
والعاقِلُ يُدركُ معنى ما أورده السيِّد الأمير (ق) الرَّفيع الشان في قوله: "فما يُطالِبُ الرَّبّ سبحانه أحدا بما سبقَ في عِلمه، بل المطالبة بما يفعلُه العبد." وهذا يعني أنَّ لا شأن للمخلوقين بسابق عِلم الله، بل شأنهم ما يفعلوه ويبادروا إليه من أعمال.
واستناداً إلى ما سبق من شريف المأثور، نكـرِّرُ التأكيد على كلّ ما سبق لنا أن ذكرناه ونشرناه فيما خصَّ جائحة الوباء الضاربة في دول الأرض كافَّة. ونناشدُ الجميع إحكام العقل في تدبـير طرُق الوقاية بما هو مُعلَن ومعروف رفقاً بأهالينا ومجتمعنا ووطننا.
أمَّا إزاء ما نشهده من ارتفاع نسبة الوفيات – ولا حول ولا قوَّة إلَّا بالله العليّ العظيم صاحب الأمر والإرادة وإنَّا إليه راجعُون – نناشدُ اقتصار الصلاة وتوجيه إخبار النّعي (النعاوى) إلى أبناء بلدة الـمتوفَّى واستقبال التعازي على الهواتف وتلافي الحشد والتجمعات، مساهمة في واجب شروط الوقاية المتعلّقة بذلك. ولكم جزيل الأجر الثواب.
تاريخ: 28/1/2021.