المجلس المذهبي | مجلة الضحي
السبت ٢٧ نيسان ٢٠٢٤ - 18 شوال 1445
كلمة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك للعام 2009

2009-08-18

  كلمة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك للعام 2009 الحمد لله ربّ العالمين* والصلاة والسلام على سيّد المرسَلين* وآله وصحبه أجمعين* إلى يوم الدّين* وبعد, إنه لحريٌّ بنا أيّها الأخوة الموحِّدون استشعارَ بركات حلول شهر رمضان المبارَك ﴿الّذي أُنزل فيه القرآنُ هدًى للناسِ وبيِّـناتٍ من الهُدى والفُرقان﴾* والهدايةُ هي من أجلّ النِّعم التي خصّ بها اللهُ تعالى عبادَه* فأشرقتْ في النفوس أنوارُ المعاني اللطيفة* واستنارت بها العقولُ الطائعةُ سعيًا إلى التحقّق بالمقاصدِ الشريفة* فاستُـنقِذَ الإنسانُ من براثن الجهلِ والشهوات* وفُتِحت له أبوابُ الخيرِ والحقّ والبركات* وثبُتت حُجّةُ الله سبحانه وتعالى على خَلقِه بآياتٍ بيِّنات* ﴿يا أيّها الناسُ قد جاءتكُم موعِظَةٌ من ربِّكم وشِفآءٌ لِما في الصّدور وهُدًى ورحمةٌ للمُؤمنين* قلْ بفضلِ اللهِ وبرحـمتِه فبذلك فليَفرحُوا هو خيرٌ مـمّا يجمعُون﴾ (سورة يونس 57- 58) صدق الله العظيم. أيّها الأخوان إنّ في الصّوم وسلوكِه غاياتٍ جليلة* وأولى بعبادِ الله الموحِّدين أن يدرِكوا ما لتحقيق المعنى من خيراتٍ وصولاً إلى المقاصد السامية النبيلة* فلا تقتصرُ رياضةُ النفسِ في أيّام الصوم على استكناه أثر الجوع بالتواضع والتهجُّد والخشوع* بل تسعى سعيَ المريد المخلص إلى صوم النوايا عن الخبائث* والقلوبِ عن الميل إلى الرغبات المفرِطة والزخارف المُحبِطة* وصوم الجوارح عن استخدامها في المعاصي والآثام* وصوم الأفكار والخواطر عن الجنوح إلى الهوى والزيغ والضلال* فإن لكلّ جارحةٍ في الجسمِ صيامُها المحمود* ولكلّ خاطرةٍ في القلب وسانحةٍ في الفكر حسابُها المشهود* فأنيبوا إخواني في فسحة هذا الشهر الفضيل إلى ما يوجبُه الحقّ* واغتنموا في رحاب هذه النعمةِ فرصةَ الإنابةِ إلى المسلكِ الصِّدق* فإنّ حجّةَ الحقّ قائمةٌ على جميع الخَلق* ومن اتّبعَ الأمر وانتهى عن النهي لهو في سبيل الصلاح والفلاح في عاجل الدنيا وآجل الآخرة* فلتكن أيّامُكم في هذا الشهر الكريم حَرْثًا نافعًا يؤتي نفوسَكُم خيرُ الثمر* ولا ثمرةَ أجدى للإنسان من الفضيلة ومن الحكمة ومن تزكيةِ النفس وتغذيتِها بلطائف المعاني الإلهيّة* والدعوةُ التي حملها رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم إلى الناس هي من أجل كرامتهم ورِفعتهم وخيرهم لأنهم بها يحقِّقون فضائلَ ذواتهم بالوجه الإنسانيّ الأكمل* فهنيئا لمن استدركَ الحقَّ قبل الفوت* واغتنم مهلَ الزمان بطيبِ الوقت* ولم تُذهلْه بهارجُ الدّنيا عن جواهر معاني الرِّسالةِ السماويّة* ولا مَتاعُ الغُرور عن مقاصد الحِكَم النورانيّة* ليكونَ مغتبطًا بما أوتيه من نِعمِ الله تعالى وفضله* وفائزًا في الدارَيْن بتوفيق الله تعالى وعدلِه* أسألُ الله العليّ القدير أن يمنّ علينا بالخير والبركة* وأن يُلهمَ أهلَنا في بلدِنا المحبّة التي تجمع* والتعاضد الذي ينفع* والوفاق الذي به يكون الأساسُ المتين وعليه تُبنى الأوطان* وأسأله تعالى أن يعيدَه على أمّتنا الإسلامية وهي في حالٍ من القوّةِ والوحدةِ والتضامن والعزّة ما يردّ عنها مكائدَ الأعداء والظالمين* وعلى وطننا لبنان بمزيد من الاتفاق والوفاق السياسي والحوار المطلوب بين كافة الأفرقاء للوصول إلى تفاهم يؤدي في نهاية المطاف إلى النهوض بلبنان وتفعيل مؤسساته، وقيام حكومة تعطي الأمل لمستقبل يتوق إليه كل اللبنانيين، واننا في هذا المجال ندعم الجهود الخيّرة التي يبذلها كل من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلّف الشيخ سعد الحريري لإنجاح هذه المهمة الكبيرة* إنه غفور رحيم* جواد كريم* مجيب الدعوات*. وكل عام وأنتم بخير 18/8/2009