المجلس المذهبي | مجلة الضحي
السبت ٢٧ نيسان ٢٠٢٤ - 18 شوال 1445
كلمة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في افتتاح دار حاصبيا تقدمة آل الخليل الكرام 18/7/2015

2015-07-18

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيِّد المرسَلين، وخاتم النبيين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وآله وصحبه أجمعين، إلى يوم الدِّين  
 
هنيئًا لكم بُنْيانُكم. إنَّه هديَّةُ  في عيدٍ مُبارَك. وأجمل ما فيهِ مروءةُ الَّذِين بَــنَوا، وروحُ العطاء التي تسكبُ في حقل المصلحةِ المشترَكةِ العامَّة ،أعذبَ المياه لينبتَ فيه نباتُ اللقاءِ والتَّعاضدِ ووحدةِ الحال.  انَّ النُّفوسَ التي تُقْدِمُ على مثلِ هذه الأفعال الحميدةِ هي نفوسٌ كريمةٌ  أبية بناها شعُورٌ بالفضلِ نبيل، وإحساسٌ بالعطاءِ شهْمٌ، وإقدامٌ في البذل شُجاعٌ، ال الخليل الكرام  لهم الشكر والتقدير والاحترام.  نعم إنَّ قلبَنا يفرحُ حين نجتمعُ تحت سقفِ إرادةِ الجماعةِ المؤتلفةِ الَّتي لا يستكينُ بها قرارٌ عن الحركةِ باتِّجاهِ النُّهوضِ والارتقاءِ ببيئتها الاجتماعيَّة نحو الأفضل والأحسن .حيث تتسع القلوب  إدراكًا لمعنى الزَّكاةِ  في الخير العام، التي هي في الحقيقةِ حفظٌ للأخوَّةِ الانسانيَّةِ، وبرَكةٌ في النَّفسِ يهبُها اللهُ تعالى لذوي الفضلِ والأَرْيَحيَّة. حاصبيا العزيزة الغالية على قلوبنا أرض السلف الصالح والمشايخ الثقات الاجلاء الذين أفاضوا  كرامة وقدوةً في تأسيس البيَّاضة الزَّاهرة فوق صخرةِ جبلٍ لا تُزحزحُه مشاغلُ الدُّنيا عن الخير. هذا الخيرُ هو أمانةٌ في رقابِنا جميعًا، يُحفَظُ بروح الصِّدق والعطاءِ والإيثار والتَّضامُن والإراداتِ الثَّابتةِ على كلمةِ الحقّ. وبروح هذه الأمانة، تميزت المنطقة بأسرها بعيشها المشترك وتضامُن أبنائها في كلِّ الظُّروف، مع تمسكهم بالمبادئ السَّامية والتقاليد الأصيلة، أعني أهل هذه المنطقة من كل الطوائف المنيعةِ بإذن الله تعالى . دعوتنا إلى وحدةِ الصَّفِ والتآزُر في وجهِ العواصف المُحدقةِ بنا ، المعروفيُّ المتأصِّلٌ بمَكارم الأفعال والسَّجايا ،محبا لعشيرته ووطنه  راسخًا في القيَم الراقيةِ مترفعا عن التفريقٍ والغرضيَّات. ، فليكُن سعيُنا لحفظ تراثُنا الأثيل. ولتكُن نوايانا صافيةً ومنعكِسةً في صفحةٍ سنيَّةٍ لمرآةٍ واحدةٍ من معدن التَّوحيد ودعاؤنا أن يكونَ هذا البناءُ متينًا بوحدتكُم، مُشعًّا على الدَّوامِ بقلوبِكُم البيضاء، جامعًا لكُم في كلِّ مناسبةٍ في بركاتِ الأُلفةِ والتَّعاضُد. نسألُ اللهَ تعالى أن يوفيَ أصحاب الفضل سعيَهُم، وأن يثيبَهُم عن جماعتِهِم كلّ خير، وأن يحفظَهُم بصونه وتوفيقه، وأن يجمعَ النُّفوسَ تحت فَيءِ كرمه ولُطفه، إنَّ ربِّي سميعٌ مجيب.            
    18/7/2015