المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ٢٦ نيسان ٢٠٢٤ - 17 شوال 1445
سماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن في كلمة السنة الهجرية: ما أحوجنا في أيامنا هذه إلى الاستنارة بمقاصد الحق وأخلاق الإسلام الحميدة 3/11/2013

2013-11-03

سماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن في كلمة السنة الهجرية: ما أحوجنا في أيامنا هذه إلى الاستنارة بمقاصد الحق وأخلاق الإسلام الحميدة
بيروت في: 3/11/2013       

وجه سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، لمناسبة رأس السنة الهجرية، كلمة جاء فيها: "الحمد لله في البدء والختام، إن الهجرة النبوية كانت رمزا مباركا لخروج المسلمين إلى رحاب الحرية الإنسانية، في المكان المنور الذي شهد ولادة الإسلام كدولة يحكمها العدل والحق. فما أحوجنا في أيامنا هذه إلى الاستنارة بمقاصد الحق وأخلاق الإسلام الحميدة".     
أضاف سماحته: "إن بلدنا واقف فوق جرف، وهذه حقيقة يعيها كل مسؤول ومواطن. ونكرر ما دأبنا على المناداة به من ضرورة العمل على صونِ ثوابت الوحدة الوطنية، وهذا يقتضي العودة سريعا إلى طاولة حوار جدي، وتثبيت ركائز الدولة، وفي طليعتها الأمن والاستقرار على كامل الأراضي اللبنانية، وتحديدا في طرابلس، حيث تلوح بوادر فتنة بغيضة".     
وتابع: "إننا نبتهل إلى الله تعالى في هذه المناسبة المباركة أن يمن على أمتنا الإسلامية والعربية بوافر من الاستقرار الذي تفتقده في مختلف الأقطار. ونسأله وهو السميع المجيب أن يقدم لشعب سوريا صدقا في نوايا الساعين لإنهاء الأزمة الدامية فيها، وأن تتضافر كل الجهود الرامية لإيجاد حل سريع يوقف مسار القتل والاقتتال والتشريد والدمار، ويتيح قريبا عودة مهجريها إلى بيوتهم ومناطقهم، بما يخفف الأعباء الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية على الدول المجاورة، وفي طليعتها لبنان، الذي يعاني في هذه الفترة من ظروف صعبة جدا ومقلقة وخطيرة، تكاد تلامس بنيته الوجودية وفكرة قيامه، خصوصا في ظل الفراغ المستمر في السلطة التنفيذية، والشلل الحاصل في مختلف مؤسسات الدولة، إضافة إلى الوضع الأمني المتفلت من أي زمام، والذي يشي بعواقب فتنوية قاتلة".     
وقال: "إذا كان ذلك واقع لبنان وسوريا، فإن مصر ليست في حال أفضل، وقد زاد منسوب التوتر فيها، فيما العراق ترهقه التفجيرات الإرهابية التي تودي بحياة الأبرياء من مواطنيه، في حين تبقى فلسطين على حالها من الغرق في مستنقع الانقسام بين أبناء القضية الواحدة، والعدو يمعن فيها تقسيما وقتلاً وقصفاً وحصاراً وتهويداً، والغياب العربي والإسلامي يتواصل، وهو تراجع ينعكس على مختلف المؤسسات العربية والإسلامية وعلى دورها في معالجة القضايا التي تقض مضاجع المجتمعات العربية".     
وختم سماحة الشيخ داعيا الباري عز وجل، "أن يلهمنا ويلهم المسؤولين جميعهم إلى ما فيه خير بلدنا وأمتنا، وأن يثبت قلوبنا وعقولنا على حقائق الإيمان طلبا لغفرانه، وهو على كل شيء قدير".
* * * * * * * *