المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ٢٦ نيسان ٢٠٢٤ - 17 شوال 1445
كلمة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بمناسبة حلول العام 2013

2012-12-30

بســـــــم الله الرحمن الرحيم الإخوة الكرام في بلاد الانتشار، أتوجَّه إليكُم بأطيب الأماني، سائلا أن تكون أعيادكم مناسبَة خير وبرَكة وجمع شمل. ولا يسعني إلا أن أقول لكُم ونحن على عتبة الدخول في عام جديد من الزَّمن: لا بُدَّ منَ الأمل. أعلمُ كم تتحرَّكُ في قلوبكم مشاعرُ الـمحبَّة والشَّوق والرَّجاء تجاه بلدكم، خصوصًا ما يعنيه لكُم، بالرّغم من كلّ الصّعوبات، من ارتباط الوجدان الإنسانيّ بأرض الأجداد، وما زرعوه في نفوسهم فوقها من إيمان راسخ بالقيَم السّامية، والمناقب التي هي عندهُم ثمرة من ثمرات الالتزام الرّوحي بالفضيلة وجـمال الخصال التَّوحيديَّة التي لا يخلو من الحنين إليها أيّ قلبٍ معروفـيّ أبـِيّ. وأعلمُ كم تودّون أن تكون الصِّلات بينكُم وبين إخوانكُم في ربُوع الجبَل، متينة وحيويَّة وحميمة، لا تغذّيها فقط أواصر القربى والتقارُب العائليّ الألِيف، بل وخصوصًا، روابط الرُّوح التَّوحيديَّة وما تعنيه من وجدان يسمو ويقوى بحرارة استشعار ما فيه من معاني الشّجاعة والمروءة والشَّهامة والخَير وكلّ ما تثيرهُ في القلب تلك الصِّفة الأصيلة التي نتوحَّد تحت فَيْئها وهي صفة بني معروف، واستمرار هذه الروابط الى أجيالنا القادمة. نعم، لا بدّ من الأمَل والتَّطلُّع بتفاؤل وعزيـمةٍ نابضةٍ بالإخلاص إلى الغدِ الأفضَل، مهما تعثَّرت الجهود في بعض الأحيان، ومهما التبسَت المساعي بعقدة الظّروف وشبكة الآراء المتشعبة. لا بدَّ من الأمل كي نُلهمَ سعيَنا المشترَك ما فيه المصلحة العُليَا لنا جميعًا، لا كأفراد، بل كمجموعة إنسانيَّة حضاريَّة تحمل في عقلها وقلبها مبادئ العدل والمعرفة والخير التي هي جوهر التَّوحيد، انطلاقاً من تربية اولادنا البيتية الى واجب العمل من اجل الاستقرار والسلام في مواجهة اجواء القلق والتوتر والتصارع. رجائي أن تحمل الأيّام القادمة في العام الجديد ذلك الأمل لنرعاه بعملِنا وهِـمَّتنا وإصرارنا الدائم على التَّواصُل المُثمِر، والتطلُّع الشغوف لأن يكون لنا مستقبلٌ واعد بكثير من إمكانات تحقيق الإنجازات التي تعبر بنا من الأماني إلى الوقائع، ومن وِهاد المراوحة في صوَر الخطابة، إلى الينابيع التي تروي ظمأ الحالـِمين بالحياة الأفضل. أحيِّيكُم، وأتضامنُ مع كلِّ سعيٍ مشكور وخيِّر في تعزيز التواصل الَّذي نصبو إليه جميعًا، راجيًا أن تُكلَّل اعمالكم بالتَّوفيق والبَركات، وأن يتجدَّد نورُ الأمل في قلوبكم ليكون عيدًا دائمًا مبشِّرًا بكلِّ خير لكم ولأبنائكم ولكلِّ معروفيّ أصيل. ان الرب سبحانه وتعالى معين من توجه اليه، ومنجي من استند عليه، ومن توكل عليه حسب التوكل، فهو يعينه ويسدده ويرشده ويرحمه. استودعكم برعاية الله وصونه وكرمه.
بيروت في: 29/12/2012.