المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الجمعة ٢٦ نيسان ٢٠٢٤ - 17 شوال 1445
كلمة سماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن بمناسبة المؤتمر السنوي للجمعية الدرزية الأميركية ADS بتاريخ 30-6-2008 (الفيديو بالداخل)

2008-06-30

الحمد لله رب العالمين عليه نتوكل وبه نستعين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين      الحمد لله خالق الأرض والسموات، خلق الإنسان على غير مثال وخصّه بالعقل والفهم والرشد والمكرمات وأفاض عليه من واسع رحمته النعم الدافقات ليعمل بها صالحا ويجني الخير والبركات. أيها الموحـدون،      بعد السلام عليكم والسؤال عن صحتكم وسلامة عيالكم ونجاح أعمالكم، أوجه شكري وتقديري لجميع أبنائنا أينما وجدوا على عبير الغيرة والحميّة الذي فاح كما يفوح شذا زهور الربيع الجميلة لمساعدة إخوانهم المقيمين خلال الفترة الأخيرة التي مرت داكنة على الوطن والجبل.      دائماً والحمدلله تؤكد هذه الطائفة الكريمة انها طائفة عربية مسلمة سطّرت في تاريخها أروع صفحات البطولة والتضحية في سبيل الذود عن الوطن والعرض والمحافظة على الشرف والمروءة والأخلاق الفاضلة والتمسك بحبال الله والتعلق بمبادئ الحق والعدالة والخير، وستبقى بإذنه تعالى على هذه المبادئ مؤكدة حرم الطائفة لا نقبل ان نعتدي على احد ولا نقبل ان يعتدي احد علينا. نؤكد التزامنا بوحدة الدولة اللبنانية والسلم الأهلي والعيش المشترك واحترام صيغة التنوع والدستور وندين التطرف والعنف والإرهاب، ونأمل ان ينجح القادة الوطنيون في معالجة كافة الخلافات بالحوار وإيثار المصلحة الوطنية العليا على كل ما عداها من مصلحة واعتبار.      ها نحن نلتقي اليوم بعد عام مضى على لقائنا الأول (مؤتمركم المنعقد في العام الماضي).      ونحن في لبنان لا نزال في دائرة التنظيم وانجاز البرامج الواجبة التطبيق في مسيرة المجلس المذهبي ومشيخة العقل ولا زالت الأسئلة تطرح.      كيف نحافظ على طائفة الموحدين الدروز في بلاد الاغتراب؟      كيف نواكب التطور مع الحفاظ على وجود وتاريخ هذه الطائفة الكريمة؟      فالزمن مستمر من الناحية العلمية والمذهبية والتاريخية.      والهدف عدم الضياع والاندثار واستمرار التواصل.      ويبقى السؤال نفسه يطرح في وطننا لبنان أمام استمرار الأزمات كيف نصمد فنحن وانتم بحاجة إلى صمود؟ أيها الموحدون،      إننا نبارك جميع خطواتكم في المهجر، في تعميم فكرة البيت الدرزي في كل مناطق الاغتراب وفي لقاءاتكم السنوية والنصف سنوية. وكما ذكرت سابقاً علّموا أولادكم اللغة العربية لكي يشعروا عند زيارتهم لأرض الوطن انهم من أبنائه، ويجب ان يكون لكم إحصاء وعناوين لبعضكم البعض ونلخص الأهداف معكم بما يلي:      وحدة المغتربين في الحاضر والمستقبل.      ارتباطكم بالوطن وبالطائفة.      حل المشاكل الاجتماعية التي يمكن المساعدة بها.      ولكن لبنان هو الأساس.      وأول ما يتوجب تجديد الثقة بالمؤسسات فنحن في مشيخة العقل والمجلس المذهبي في انطلاقتهما الجديدتين وبدعم القائد الوطني الكبير الأستاذ وليد جنبلاط وجميع المخلصين في طائفتنا نعمل لإرساء نظام مؤسساتي، ولكن تواجهنا تحديات أهمها بيع لأراضي من قبل المحتاجين في طائفتنا والتي يشكل استمرارها خطراً على مستقبل طائفتنا في الوطن.      وكذلك الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية بالإضافة إلى واجب فوق كل الواجبات وهو دعم اسر الشهداء الذين قضوا دفاعاً عن الأرض والكرامة. والالتزام تجاه عائلاتهم لكافة النواحي وخاصة تعليم أولادهم حتى انقضاء المرحلة الجامعية. أيها الموحدون،      إننا سنضع بإذنه تعالى لجميع الأمور الروحية والدينية المرتبطة مباشرة بنا الخطط المناسبة ونفتح قلباً واسعاً للحوار مع الذين برأينا بدأوا يعملون بالرأي والقياس، ولكن لكي نستطيع التلبية لا بد من دعم مالي لموازنة مشيخة العقل وقد وضعنا لكم الحساب على الموقع الالكتروني.      اما بالنسبة للمجلس المذهبي، فإننا كلفنا أخينا الفاضل الشيخ كميل سري الدين بالتواصل معكم، إضافة إلى مهماته في رئاسة لجنة شؤون الاغتراب، بمهمة دعم مالي لصندوق المجلس المذهبي ليتمكن من القيام بالمسؤوليات الكبيرة على الصعيد الاجتماعي من خلال اللجنة الاجتماعية التي يرأسها العميد عصام أبو زكي ، وقد وضعنا رقمي الحساب لمشيخة العقل والمجلس المذهبي على الموقع الالكتروني."فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره."      وأخيرا، أريد ان اكرر على مسامعكم ما قلته في العام الماضي:      كونوا محبين أوفياء لوطنكم، وأوفياء للأرض الذي تعيشون عليها، ويفرحني كثيراً ان لا ننسى المحافظة على تراثنا المعهود فيما يتعلق بالصدق والأمانة والوفاء وصيانة أبنائنا من السهو عن التقاليد الشريفة التي سار عليها الأجداد لتبقى رايتنا مرفوعة في لبنان وبلاد الاغتراب ويبقى كياننا رمزاً من رموز الصمود والبقاء. كما أن من واجبنا أن نحثهم على التعلق بأرضهم وعاداتهم الأصيلة ذات الجذور المتينة السارية في قلب الأرض الخصبة.      وأود أيضا أن يبقى الإيمان الصحيح راسخاً في قلوب شبابنا في الاغتراب الموصل إلى رضى الخالق سبحانه وتعالى.      وعلى أمل اللقاء اكرر إلى اللقاء. بيروت في: 30/6/2008.  لمشاهدة الفيديو انقر هنا