المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الثلثاء ١٩ آذار ٢٠٢٤ - 10 رمضان 1445
استقبل سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة الدرزية في بيروت النائب السابق تمام سلام. بيروت في: 11/12/2007

2007-12-11

بيروت في: 11/12/2007         استقبل سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة الدرزية في بيروت اليوم النائب السابق تمام سلام، وجرى في اللقاء بحث في عدد من القضايا والمواضيع العامة، وصرّح سلام اثر اللقاء بأن الزيارة هي في اطار التشاور والتداول مع القيادات والمرجعيات اللبنانية الاصيلة، وتداولنا مع سماحته في المستجدات والكل يعلم بأن الظروف الراهنة صعبة لما هناك من أهمية تتمثل في انجاز استحقاق وطني كبير وهو انتخاب رئيس جمهورية، وكنا قد اعتقدنا قبل أيام أثر الاجتماع الذي عقد يوم الجمعة في مجلس النواب بأن العقبات أزيلت وأن الترتيبات لإخراج دستوري لعملية انتخاب رئيس للجمهورية قد بدأت تأخذ مجراها وأننا سنقُبل على الجلسة التي كانت مقررة اليوم وتكون الأمور قد انتهت.هذا الانطباع كان سائداً عند الجميع بأن الموضوع نضج وبات في نهايته، ولكننا فوجئنا بأن الأمور سارت في باتجاه آخر وهو التعقيد. هل هذا التعقيد او العرقلة هي بحت داخلية أم لها علاقة في تأثيرات خارجية؟! ليست المرة الأولى التي تتوصل القيادات السياسية اللبنانية الى رؤية لحل أو مخرج، لنكتشف في ما بعد ان ذلك لا يتزامن مع الوضع الخارجي والإقليمي منه بالذات، كما هو الحال اليوم، نضجت لبنانياً ولكنها لم تنضج خارجياً. ونحن ليس بجديد على أحد مدى تأثرنا وتفاعلنا مع الخارج، وخصوصاً محيطنا العربي، وبالتالي كل النزاعات او كل الخلافات في هذا المحيط ينعكس سلباً علينا مع الأسف. نأمل أن تذلل تلك الخلافات وأن يتم التقارب العربي - العربي لنتمكن في لبنان من الاستفادة إيجاباً من الموضوع، والى حين ان يتم ذلك يبقى الوضع صعباً.ورداً على سؤال: عما إذا كان اللبنانيون سينتظرون تسوية دولية ما كي يستطيعوا انتخاب رئيسهم، قال: مع الأسف هكذا تبدو الأمور وبهذ الاتجاه، وهذا مزعج ومؤسف لأن الناس لم تعد تثق بقياداتها وبمجرى الأمور على مستوى ما تقوم به القوى السياسية المختلفة في البلد. من هنا نلمس ان المعاناة الكبيرة عند المواطن تتمثل بعدم الرغبة بالتحزب او الاصطفاف او التحرك او النشاط في اتجاه معادٍ لفريق آخر او مواطن آخر او لفئة أخرى، البلد تعب وكذلك أهله الذين يواجهون مصاعب جمّة على مستوى مستلزمات الحياة الصعبة من الجوانب الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية، ومن تنفيذ بعض المآرب والأهواء والنزوات لدى بعض القيادات التي لا توفر مناسبة إلا وتستغل الناس وتوظف مصالحها وإبراز سلطتها.ورداً على سؤال حول الحديث عن تمديد الأزمة الى ما بعد الأعياد، قال: لم نكن نتوقع بان التوافق على انتخاب الرئيس بين القيادات السياسية سيتم، ولكنه حصل حول العماد ميشال سليمان، وهو لم يقتصر على القوى والقيادات السياسية فحسب، وانما شكل حالة عامة في كل البلاد، والناس بدت فخورة ومعتزة بجيشها وبقيادة هذه المؤسسة، من هنا شعر الناس بالاطمئنان والراحة عندما تم التوافق على اسم العماد ميشال سليمان، وبالتالي ولم يعد ثمة مبرر لتأجيل هذه الانتخابات، وعدم إجراءها اليوم قبل الغد، لخلق انفراج وراحة واطمئنان في البلد.وأضاف متساءلاً: ما هي الأسباب التي تحول دون الانتخاب او التأجيل؟! لا نجدها بل بعض المواقف المعرقلة من أجل غايات وأهداف خاصة بها. فليتقدم أحد القادة أو القوى السياسية وتصرّح لنا بوضوح سبب التأخير في انتخاب العماد ميشال سليمان الذي تم التوافق عليه. ليس هناك سبب جوهري لكي نعالجه جدياً، بل نفوذ وتسلط من هذه القوى او تلك ضمن حسابات ضيقة وصغيرة مزعجة ومؤسفة جداً.ورداً على سؤال عن عودة خيار النصف + واحداً منعاً لاستمرار الفراغ، قال سلام: قلنا في الأمس القريب بأن هذا الخيار كان تنازلاً من قبل الأكثرية تسهيلاً للتوافق على انتخاب رئيس لكن كلما تنازل فريق يقابله الآخر بمطالب جديدة، لقد طالبت بالأمس القوى السياسية الأخرى أيضاً بتقديم بعض التنازل، ومن أبرزها ما له علاقة بالحكومة وشرعيتها لإمكانية تعديل الدستور وما زلت ادعو الى ذلك واقول لا يجوز ان ندع العلاقات الماضية بين الحكومة والمعارضة قاعدة لعدم تمرير الاستحقاق. المطلوب تجاوز الماضي المؤلم وفتح صفحة جديدة من خلال التعديل الدستوري عبر الحكومة للانطلاق الى امور اخرى مستقبلاً.   وردا على سؤال عما اذا كانت مواقف النائب ميشال عون عرقلت الانتخاب، قال":برأيي ان العماد عون احد الذين يتحملون المسؤولية، لا سيما وانه في أوقات معينة كان الأبرز في ذلك نتيجة مواقف معينة في خضم هذا الاستحقاق.