المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الثلثاء ١٦ كانون الأول ٢٠٢٥ - 26 جمادي الثاني 1447
سماحة شيخ العقل رعى مناسبة توقيع كتاب الشيخ سليقا في الفرديس: "العدوان لم يتغلّب على صروحِ الحياة والثقافة لا ‏تموت" ‏

2025-12-15

 برعاية وحضور سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، شهدت قاعة بلدة الفرديس - قضاء حاصبيا حفل توقيع كتاب "لأن الثقافة حياة" لرئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ وسام سليقا، شارك فيها الى جانب راعي المناسبة ممثلين عن رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب قاسم هاشم، ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط وكيل داخلية حاصبيا مرجعيون في الحزب التقدمي الاشتراكي سامر الكاخي، النائب إلياس جرادة، الوزير السابق أنور الخليل، ممثل عن الوزير السابق مروان خير الدين رواد الشوفي، المطران إلياس كفوري، المفتي الشيخ حسن دلي، قائد القطاع الشرقي في "اليونيفيل" الجنرال انطونيو رامون برنال مارتين، وعدد من رجال الدين ورؤساء اتحادات وبلديات ومخاتير ومديري مدارس ونخب سياسية وفكرية، وحضور شعبيٍّ. 
 
 شيخ العقل 
في كلمته قال صاحب الرعاية سماحة شيخ العقل:
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله، وعلى جميع أنبياءِ الله الطاهرين الطيِّبين. الشخصياتُ الكريمة، الأخوةُ والأخواتُ الأفاضل، أهلَ الكلمةِ الطيِّبة وأنصارَ الثقافة الأعزَّاء، فضيلةَ الشيخ وسام سليقا رئيسِ اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، يُسعدُني أن أشاركَ معكم هذا المهرجانَ الثقافيِّ المُميَّز، مبارِكاً ولادةَ كتابٍ رائعٍ قيِّم، لأخٍ غالٍ مُقدَّر، ومُحيِّياً جمهورَكم الكريمَ للمشاركة في إحياء حفلِ توقيعه، وأنتم نُخبةُ القوم وأهلُ الجود والوفاء، والصورةُ الأكثرُ بهاءً لجنوبٍ شامخٍ راسخ؛ أشجارُ زيتونِه جذورُ التحام وأغصانُ سلام، وأقلامُ مفكِّريه بنادقُ دفاع وسلالمُ ارتفاع، وملتقى كنائسِه ومساجدِه وخَلواتِ موحِّديه الأتقياء رسالةُ رجاء من الأرض إلى السماء. وسام سليقا أيُّها المثقَّفُ المؤمنُ، أرى أنّك في ما كتبتَ في هذا الكتابِ وفي ما جمعتَ في هذا الحفلِ، تريدُ أن تُفصحَ وتقول: هكذا يتحدّى العُرقوبُ آلةَ الحرب والعدوان، وهكذا يتدرّعُ أهلُ العُرقوبِ بالكتاب والإيمان؛ يتصدَّون لمَدِّ القهرِ والحصار، فيصنعون جَزرَ الفرحِ والانتصار، وهمُ الفلَّاحون الصَّامدون في أرضهم، والمثقّفون المُتجذّرون في أصالتهم".  
 
اضاف: "ها نحنُ هنا لنقول معكم: هكذا هم أهلُ الجنوب الأصيلون من كلِّ طائفةٍ ومذهب، متمسّكون بأرضِهم اللبنانية وهويّتِهم الوطنية وثقافتِهم العربية وانفتاحِهم على العالم، وها هم في حمى البيّاضة شيوخُ بني معروفَ المتمرِّسون بعيش المحبة والأُخوَّة، وها هو شيخٌ موحِّدٌ منهم، يَستلُّ فكرَه وإيمانَه وأدبَه الرفيعَ لمواجهة الجهل والقهر؛ مزوَّداً بالكلمةِ الحرَّةِ الموزونة وبالذخيرة التوحيديةِ والعلميةِ الحيّة، ناشراً رسالةَ "الوطن الرسالة"، ومُعلناً أنّ الثقافةَ هي المرآةُ الَّتي تعكسُ القيَمَ المتجذِّرةَ في العائلة، والهويَّةَ التي تُمثِّلُ العمقَ الإنسانيَّ والتّاريخيَّ للمجتمع، والدعوةَ الصادقةَ لتقبُّلِ التنوّعِ والاختلاف. في تقديمِنا للكتاب قابلنا القولَ بالقول، فقلنا: "إنّ الحياةَ ثقافة، وإنّ الثقافةَ حياة، إذ كلُّ واحدةٍ تحيا بالأخرى؛ الحياةُ بالثقافة، والثقافةُ بالحياة، وفي كلتا الحالين تنفتحُ ميادينُ التنافس والتفاضل، وترتفعُ درجاتُ الإنسانية على قدر صفاء القلوب والعقول، وبما لدى الإنسان من قدرةٍ على الارتقاء في معارج الفكر وتعاليم المعلمينَ الأوائلِ والرسُلِ الأفاضلِ وأولي العلم والعرفان".
 
 تابع سماحة الشيخ ابي المنى: "هذا الكتابُ النوعيُّ الذي نلتقي حوله اليومَ كنزٌ بلاغيٌّ وفكريٌّ وأخلاقيٌّ يَشعُّ بالأفكار والحِكَم، في زمن يضجُّ بالمعلومات والتّشويش والألم؛ يُذكّرُنا بأنّ الثقافةَ شريانُ الحياةِ الأنقى وينبوعُها الأصفى والسلاحُ الأمضى في وجه بطش العدوان وتهديد الأوطان، والغذاءُ الفكريُّ والعقليُّ والعاطفيُّ الذي تحتاجُ إليه الروحُ، تماماً كما يحتاجُ الجسدُ إلى الطعام والشراب والهواء، والميدانُ الأرحبُ الذي يجمعُ أبناءَ الوطن والإنسانية على كلمةٍ سَواء، بين صفَحات كتابِك يا شيخ وسام تنسابُ الأفكارُ لتحمِلَ معها تجارُبَ فكريةً حيّة، ومشاعرَ إنسانيةً راقية، وأسئلةً تُشعلُ في القارئ رغبةَ الاكتشاف، وتَمنحُه يقينًا بأنّ العقلَ حين يَستيقظُ تَستيقظُ معه الأُمم. وفي مَحاورِ كتابِك إيحاءٌ بأنّ التربيةَ ليست تلقينًا، بل اختبارٌ واكتشافٌ وممارسة، وأن الثقافةَ ليست تراكُمَ معلومات، ولا كُتباً تُقرَأ وحسب، ولا معلوماتٍ تُختزَنُ في العقول، كما تقول، بل مسيرةُ ارتقاءٍ لا تقفُ عند حَدٍّ، وقوّةٌ تُعيدُ بناءَ التوازنِ في داخلِ الإنسان ليتمكّنَ من مواجهة الضوضاء بهدوء العارف، ولتجاوزِ الصورةِ البرَّاقةِ إلى ما هو مَكمنُ الحقِّ والحقيقة". واردف: "الثقافةُ حياة، والحياةُ تنمو كبذرةٍ كلّما أُتيحَ لها الضوء، وكلّما وُجدَ من يَحرِسُها بقلمه وإيمانه وصبره، لتصبحَ كشجرةٍ تجمعُ الناسَ في فَيئها وحولَ ثمارها، وتُعلّمُهمُ الإصغاءَ لنداء الحياة. إنها المرآةُ الَّتي يَرى الإنسانُ فيها ذاتَه، كما يقولُ الكتاب، والجسرُ الَّذي يَعبُرُ به نحوَ الآخر، والمصباحُ الَّذي يُضيءُ له دروبَ الحياة"، مؤكّدين معه أنّ العلمَ دربُ عبورٍ إلى المعرفة، وأن المعرفة سبيلُ جهدٍ إلى بلوغ الحكمة، وأن الحكمة مسافرةٌ دائمةٌ نحو الكمال الذي لا يُدرَك. بوركتْ صفحاتُ كتابِك، يا شيخ وسام، المكتوبةُ بشغفِ العارفِ المُتيقِّن، وعباراتُك الموزونةُ بميزان الصائغِ الحكيم، وبُورك قلمُك القيِّمُ ونهجُك الثابتُ وعملُك المتواصلُ الدؤوب، وليكن التزامُك الثقافيُّ والاجتماعيُّ تعبيراً صريحاً ودائماً عن حضورِك الوازنِ معنا في مشيخة العقل والمجلس المذهبي، وتأكيداً واضحاً على موقفِنا الموحَّدِ الحاسمِ في ما يتعلّقُ بانتمائنا الروحيّ والوطنيّ والقوميّ الذي لن نتخلّى عنه، مهما تعاظمتِ الإغراءاتُ ومهما عصفت رياحُ المؤامراتِ والتهديدات، وعلى ثقافة العيش معاً في وطن الآباء والأجداد التي أكّدنا عليها بالأمس معَ قداسة البابا بزرع شجرةٍ مباركة في ساحة الشهداء، "زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ". 
 
وختم سماحة شيخ العقل: "بوركتِ الرسالة، وبوركت ثقافةُ الجَمع والسلام، وبورك حضورُكم أيُّها الأحبّةُ الكرام، في هذه الواحة الجنوبيّة الخَصبةِ المعطاء التي ما دَمّرت فيها الحربُ غيرَ أبنيةِ الحجارة، وما تغلّبَ فيها العدوانُ يوماً على صروحِ الحياة، ولتبْقَ الفرديسُ شاهدةً معَ قرى العرقوب الأبيّةِ على هذه الثقافة التي لا تموت، والتي يتمسّكُ بها الجنوبيُّون واللبنانيُّون بأملٍ وثقة، ولْتبقَ هذه الديارُ الحبيبةُ حاضنةً لإبداع الجنوبيينَ الأحرار، ومُختبَراً لعقول أبنائها الأبرار، وملتقىً لقلوبِ أهلِها المؤمنين الأطهار. عشتُم، عاشتِ الثقافة، وعاش لبنان، والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه". 
 
 وكان قد تخلل المناسبة القاء كلمات لكل من عضو اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي العميد المتقاعد غازي محمود مقدما الحفل، ومعتبرا ان الكتابٌ "ِيُجَسِّدُ رُّؤيتهُ، ويُعبِّرُ خيرَ تعبيرٍ عن أَهَمِّيَّةِ الثَّقافَةِ الَّتي تَجعَلُ مِنَ الإنسَانِ كائِنًا رَحْبَ الأُفُق، واسِعَ القَلْب، غَنيَّ الرُّوح. فالثَّقافَةَ عِندَهُ قَبَسٌ مِن نُورٍ يُضيءُ دُروبَ العارفين. وَالثَّقافَةُ عِندَهُ، في جَوهَرِها، فِعلُ ارْتِقاءٍ وَتَهذِيبٍ لِلنَّفسِ قَبلَ أنْ تَكونَ صَفَحاتٍ تُقْلَبُ أَو مَعارِفَ تُكتَسَبُ. ولأنهُ يرى بِأَنَّ الإِنْسانَ لا يَكتَمِلُ إِلّا بِقَدْرِ ما يَتهَذَّبُ وِجدانُهُ وَتَنضُجُ رُؤيتُهُ لِذاتِهِ وَلِلعالَمِ، جعَلُ مِن تَجرِبتِهِ مِرآةً تُعَكِّسُ أَهَمِّيَّةَ الثَّقافَةِ وَعُمقَ صِلَتِها بِالحَياةِ".  
 
وللدكتورة أماني سليقا باسم والدها مؤلف الكتاب الشيخ وسام سليقا وعنه، قائلة: "رَجُلٍ رَأى في المَعْرِفَةِ مَسْؤوليَّة، وَفي الكَلِمَةِ أَمانَة، وَفي كُلِّ فِكْرَةٍ فُرْصَةً، لِفَتْحِ بابٍ نَحوَ وَعيٍ أَعْمَقَ وَحَياةٍ أَوْسَع، رَجُلٍ لَم يَبْحَثْ يَوْمًا عَنْ مَجْدٍ شَخْصي، بَل كانَ يَسْعى إِلى أَثَر… إِلى قِيمَةٍ تُزْرَع، الى تَذْكيرٍ بَسيطٍ وَصادِقٍ بأَنَّ الثَّقافَةَ لَيْسَت تَرَفًا، بَل هِيَ طَريقٌ إِلى الحُرِّيَّة، وَفَهْمِ الذّات، وَبِناءِ المُسْتَقْبَل".
 
 اضافت: "اليَوْم، وَنَحْنُ نَحْتَفِلُ بِتَوْقيعِ كِتابِهِ الأَوَّل "لأَنَّ الثَّقافَةَ حَياة"، شُكْرٌ لِسَماحَةِ شَيْخِ العَقْلِ الَّذي أَغْنَى الكِتابَ بِتَقْديمِه لِلكِتاب، أَشْعُرُ أَنَّ هذا اللِّقاءَ لَيْسَ مُناسَبَةً ثَقافِيَّةً فَقَط، بَل هُوَ لَحْظَةُ تَقْديرٍ لِمَسيرَةٍ كامِلَة…مَسيرَةُ رَجُلٍ عاشَ مَبَادِئَه قَبْلَ أَنْ يَكْتُبَ عَنْها، وَبَذَلَ مِن وَقْتِه وَخِبْرَتِه وَفِكْرِه لِيَكونَ حَيْثُ يَحْتاجُه النّاس، وَحَيْثُ تَحْتاجُه القِيَم. لَقَد تَرَبَّيْنا في هذا البَيْتِ على أَنَّ الكَلِمَةَ مَسْؤوليَّة، وَأَنَّ المَعْرِفَةَ فِعْلٌ يَوْمِي، وَأَنَّ الإِنْسانَ ابْنُ مَوْقِفِه قَبْلَ أَنْ يَكونَ ابْنَ شَهاداتِه. وَهذِهِ القِيَمُ لَم يُعَلِّمْنا إِيّاها والِدي بِالكَلام، بَل عَلَّمَنا إِيّاها بِالمُمارَسَة، بِالهُدوءِ حِينَ يَجِبُ الهُدوء، وَبِالحَزْمِ حِينَ يَحْتاجُ المَوْقِفُ حَزْمًا، وَبِالعَدْلِ في كُلِّ أَمْرٍ صَغيرٍ كانَ أَو كَبير". 
 
ونوّهت سليقا بانها ببلدتها الفِرْدَيْس، شاكرة كُلِّ مَنْ حَضَرَ وَشارَكَ وَدعَم، معتبرة الاحْتِفالٌ برِحْلَةٍ فِكْرِيَّةٍ وَإِنْسانِيَّة. ولرئيس بلدية الفرديس لبيب سليقا، مرحبا بالحضور، وشاكرا سماحة شيخ العقل لرعايته المناسبة، ومنوها بالمؤلف الشيخ سليقا وبمضمون الكتاب، واشار الى ان البلدية اخذت على عاتقها الاهتمام بالشأنين الثقافي والتربوي على كافة الصعد، لتعزيز الدور الثقافي والعلمي في البلدة، المتمسكة بأرضها وترابها رغم العدوان والحروب التي مرّت عليها. وللدكتور حاتم علامة، الذي اشاد بمضامين الكتاب على المستويات الثقافية وعلاقة الإنسان والوعي بالثقافة، وعلاقة الإنسان بذاته، وربط الثقافة بالوعي بالسلوك، الى جانب الهوية في ثقافة الحياة. العناوين المتداخلة التي تناولها الشيخ وسام في عمله المثمر ، تحت عنوان ثقافة الحياة وهي خير ترجمة لحكمة نبيلة نشكر للصديق الشيخ اختيارها كعنوان مناسب من اجل ثقافة ومعنى وكلمات طيبة حروفها من مسك الدهر والطريق الى الظفر بنعمة الحياة وثقافة الخلاص . لقد ابتعد الإنسان عن دروب الإلتزام بالثقافة النافعة وغابت عنه معاني الحقيقة الوجودية ، ليصير مهدداً بالإغتراب والإستلاب ، والضياع . ولا سيما مع الإعصار الرقمي أخيراً الذي خلق واقعاً جديداً تسيطر معه غيبية رقمية دهماء". وللدكتور صالح زهر الدين، الذي رأى ان الشيخ سليقا جسد رسالته بكتاب "ثقافة الحياة" لان الثقافة حياة فعلا وقولا، وكأني به ينحت في الثقافة لانتاج كتابه هذا، يأخذ من الجوهرجي مهنته في صياغة المجوهرات فيجوهرها في رسالة انسانية ثقافية بامتياز. فطوبى لامثاله من حاملي الرسالات". وركز زهر الدين على نقاط اساسية تناولها الكاتب حول الثقافة التي تجعل الانسان كائنا رحب الافق، وفي تقبّل الاختلاف الفكري والعقلي، اما التحدي الاكبر هو ان نكون عالميين دون ان نفقد جذورنا، وان نكون محليين دون ان نغلق عقولنا، والثقافة وحدها في من يزرع فيك القدرة على النهوض". ودعا ان يكون الكتاب والقلم رفيقنا وجليسنا الدائم، ولا تخافوا الجهلة والجهلاء والجاهلين، اعداء الحرف والفكر والعقل والثقافة، مهما حاولوا حرق الكتب وعقول اصحابها، فلن ينجحوا ابدا، لان العقل يُحرق ولا يَحرق، والفكر يتوقد ولا يترمّد، وسيبقى الكتاب حاضرا في كل عصر وزمان. كما دعا الى تشكيل سلطة ثقافية مقابل السلطة السياسية، تضع الاكفاء والخبراء قبل اهل الثقة المطواعين، واهل الخبرة قبل الرأسمالي الثقافي".
 
 الخليل 
 كما القى الوزير والنائب السابق انور الخليل كلمة معبرة، قائلا: "في زمنٍ تتسارع فيه الخطى وتتزاحم فيه الأصوات، تبقى الثقافةُ شعلة النور الذي لا ينطفيء وهي الدليل على أن الإنسان يُعرَف بسموِّ اخلاقه واديه وفكره. إنّ الثقافة ليست ترفاً فكريّاً ولا زينةً تُعلّق على أكتاف الكلمات، بل هي روحُ الأمم، وبوصلةُ الشعوب، والنورُ الذي يهدي العقول في عتمة التحوّلات والاضطرابات. نحن اليوم أحوج ما نكون إلى الثقافة؛ لأنها الجسر الذي يعبر بنا فوق هوّة الجهل، والدرع الذي يحمينا من الانزلاق في متاهات التعصّب والانغلاق. بها نُهذّب اختلافاتنا، ونُصغي إلى الآخر بفهمٍ لا بخوف، وبحوارٍ لا بصدام. الثقافة هي التي تُعلّمنا أنّ الاختلاف غنى، وأنّ التنوّع قوة، وأنّ الأوطان تُبنى بالعقول قبل أن تُشاد بالجدران. وهكذا هو كتاب فضيلة الشيخ وسام لأن الثقافة حياة والحياة ثقافة كما وصفها سماحة الشيخ فما أحوجنا الى ان نحيا الثقافة بكل أبعادها الإنسانية والفكرية والأدبية والأخلاقية".
 اضاف: "كتاب الشيخ وسام يحمل املا للشباب الذي يحيط به الالم ويحمل الطمأنينة للنفوس الذي استولى عليها اليأس وحين تضيق السبل ويشتدّ الاضطراب، لا يكون الخلاص في الصخب، بل في وعيٍ عميق يدرك جذور الأزمة ويفتح نوافذ الأمل. فالثقافة تصنع إنساناً قادراً على التمييز بين الحقّ والباطل، بين الحقيقة والوهم، بين الهدم والبناء. إنها تمنحه القدرة على الصمود لا بالقسوة، بل بالحكمة، وعلى تجاوز الصعاب لا بالعناد، بل بالفهم. ما أكثر ما نحتاج اليوم إلى عقلٍ قارئ، وقلبٍ متأمّل، وروحٍ متعطّشةٍ للمعرفة. فالثقافة ليست كتاباً يُقرأ ثم يُغلق، بل حياة تُمارَس، وسلوكٌ يُترجَم في المواقف والقرارات. هي مسؤولية من يريد أن يكون جزءاً من الحل لا من المشكلة، وجزءاً من النور لا من الظلام. فلتكن الثقافة خيارنا الأوّل، لا ملاذنا الأخير، ولنجعل منها طريقنا في زمنٍ لا ينجو فيه إلا من حمل في داخله مصباح المعرفة وصدق الوعي. شكرا لك شيخ وسام على هذا الكتاب الغني بمعانيه ومواضيعه". وختم كلمته بأبيات شعرية لسماحة الشيخ من مقدمته للكتاب.  
 
ثم اهدى الشيخ وسام سليقا كتابه لسماحة شيخ العقل، كما وقّع عليه للحضور الذي تحلّق حوله للمناسبة وضيافة. 
 
 كوكبا 
وكان سماحة شيخ العقل عرج في طريقه الى الفرديس على بلدة كوكبا، برفقة وفد من المشايخ واعضاء من المجلس المذهبي، لتقدّيم التعازي بالمرحومة الشيخة أم سلمان سلمى سيور زوجة الشيخ صالح زين الدين، حيث كان في استقبالهم مشايخ وفعاليات ووجهاء واهالٍ من البلدة، والقى المفتش التربوي السابق الأستاذ سلمان زين الدين كلمة شكر لسماحته على المواساة وتقديم التعزية. ثم قدم الوفد التعازي في قاعة مقام الشيخ الفاضل (ر) بالمأسوف على شبابه ابو رشاد منصور مغامس، حيث كان في استقباله مشايخ من البلدة ورئيس بلدية كوكبا الدكتور راغب مغامس، وفاعليات، وعائلة الفقيد ولجنة الوقف، وأعضاء المجلس البلدي ورؤساء البلدية السابقين. وكانت كلمة ترحيب بسماحته وشكر على التعزية لرئيس البلدية مغامس، وللشيخ علي ابو غوش.
 
 وزار سماحة الشيخ ابي المنى بعد ذلك مزار الشيخ الفاضل (ر) وسنديانة كوكبا المعمرة. 
 
شانيه
 وفي شانيه استقبل عدة وفود، منهم وفد من جبل السماق في سوريا، وكذلك الدكتورة رولا سوبرة من بيروت.
 
تعازٍ 
كما قدم التعازي في بلدة بعقلين بالمرحومة الشيخة ام علاء نجيبة فايز زين الدين، حرم المرحوم ابو علاء سمير ابو عاصي، وشقيقة المستشار الإعلامي في مشيخة العقل الشيخ عامر زين الدين.