المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الثلثاء ٠٢ كانون الأول ٢٠٢٥ - 12 جمادي الثاني 1447
سماحة شيخ العقل رعى جولة لوزير الاشغال في المتن والشوف: ‏لتعزيز الأمل لدى الناس وإعانتهم على مواجهة التحديات
الرسامني: نلتزم العمل بإنصاف لكامل المناطق اللبنانية

2025-11-29

رعى سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور ‏سامي ابي المنى لقاء واستقبالا اقيم لوزير الاشغال العامة والنقل ‏فايز الرسامني بمناسبة زيارته مقام النبي ايوب (ع) في بلدة نيحا ‏الشوف، في اطار جولة قام بها على عدد من "الخلوات" الدينية في ‏قضاءي المتن والشوف، وذلك بدعوة من لجنة وقف المقام، ‏وبحضور الشيخين الجليلين ابو زين الدين حسن غنام وابو فايز امين ‏مكارم وشخصيات روحية واجتماعية واهلية، من بينها، مفوض ‏الحكومة لدى مجلس الانماء والاعمار زياد نصر وعضو المجلس ‏فراس بو ذياب، القيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور ‏ناصر زيدان، اعضاء من المجلس المذهبي ومن مديريتي‎ ‎مشيخة ‏العقل والمجلس ، رئيس بلدية نيحا غسان فرحات ومخاتير، اضافة ‏الى مشايخ من البلدة والمنطقة.‏
 
‏ استهل اللقاء بكلمة ترحيب من فرحات باسم المجلس البلدي، ‏شاكرا للأعمال التي تقوم بها الوزارة في البلدة، ومشيراً الى ‏الحاجات الكبيرة المنتظر تلبيتها بالنسبة للبلدة والقرى المجاورة، ‏على مستوى البنى التحتية وتأهيل الطرقات.‏
 
شيخ العقل
ثم القى سماحة شيخ العقل كلمة، قائلاً:‏
‏ بسم الله الرحمن الرحيم
المشايخُ الأفاضل، معالي الوزير، الأخوةُ الأعزَّاء والسادةُ الكرام...‏
في حمى النبي أيّوب عليه السلام نلتقي، ومن سيرتِه العطرة ‏نتبارك، نتعلَّم الصبرَ على البلوى وتحمُّلَ الظلمِ والأذى، والإصرارَ ‏على العمل والعطاء... وبين هذا الجمع من المشايخ والأهالي الكرام ‏يسعدُنا، وإخوانَنا القيِّمين على المكان وأهالي نيحا الأعزّاء، أن ‏نستضيفَ معالي وزير الأشغال العامّة الأستاذ فايز الرسامني، ‏سائلين اللهَ سبحانه وتعالى أن تكون زيارتُه مباركةً وصلواتُه مقبولةً ‏في كنف صاحب المقام وفي جميع المزارات والخلوات التي زارها، ‏وقد كان له الفضلُ بتلبية النداء وتعبيد الطرقات والساحات في ‏جوارها، مُلبّياً طلبَنا وطلبَ المسؤولين الكرام قيادةً سياسيّة ونواباً ‏وبلديات، وهو يُدركُ معنا أن الجبلَ بحاجةٍ إلى عنايةٍ ورعاية، لما ‏يتميّزُ به من تاريخٍ وتراثٍ ومعنى، إذ هو قلبُ لبنان وصمَّامُ الأمان ‏والنموذجُ الأوَّلُ للعيش معاً، فلماذا لا يكونُ الاهتمامُ به على قدر ‏مكانتِه ودوره التاريخي وطبيعتِه الرائعة؟ ‏
 
اضاف: "من المتن إلى الشوف، تتجلّى روعةُ العرفان ويَعبُقُ عطرُ ‏التوحيد، في كلِّ خلوةٍ من خلواتنا الزاهرة بشيوخها الأطهار، وفي ‏مسار التكريم والتقدير لوزيرِنا الغالي، من بعلشميه إلى راس المتن ‏في المتن الأعلى، إلى خلوات الزنبقية وجرنايا والقطالب في شوفنا ‏الأسمى، وصولاً إلى إحدى قممِ جبالِنا الشامخةِ الأبيّة ومقاماتِنا ‏المبارَكةِ العليّة هنا في تومات نيحا، تتردّدُ كلماتُ التأهيل والتبريك ‏والتأكيد على أنّ الوفاءَ من شيَم أهلِنا، وأن التعاونَ أوجبُ الواجبات ‏من أجل خدمة المجتمع، وأنَ الدولةَ تنجحُ بقدر ما يقودُها مسؤولون ‏مخلصون ومثابرون، أمثال فايز رسامني وغيرِه من أصحاب الكفاءة ‏والهمّة العالية والإخلاص، ممّن نفتخرُ بهم ونرجو لهم التوفيق في ‏ما يقومون به من مبادراتٍ إصلاحية وما يقدِّمونه من خدمات. فتحيةً ‏لك يا معالي الوزير ولزميلِك العزيز ابنِ هذا الشوف الأعلى معالي ‏الوزير نزار هاني وقد أعطيتُما صورةً بهيّةً عن جبلِنا الأشمّ، وتحيةً ‏لجميع الذين يتحمَّلون المسؤوليةَ إلى جانبكم، ويعملون بإخلاصٍ ‏لتعزيز الأملِ لدى الناس وإعانتِهم على مواجهة التحديات".‏
 
تابع سماحة الشيخ ابي المنى: "شكراً لك على تلبية النداء، وشكراً ‏للمختارة وللقيادة الحكيمة المسؤولة، ولكلّ من سعى وتابع، إننا ‏مهتمُّون بقدر شعورِنا بالواجب وحبِّنا لهذه البلاد، وبقدر تعلُّقِنا ‏بصيغة العيش الواحد فيها، كما نحن متعلِّقون بهويّتنا التوحيدية، ‏وبانتمائنا العربيّ الإسلاميّ، وبولائنا الوطنيّ اللبنانيّ. في تربيتِكم ‏الاجتماعية المعروفية، وفي جبلَّتِكم الأخلاقيةِ الإنسانية، تكمنُ روحُ ‏المحبةِ والتواضع، خلفاً عن سلف، وقد أثبتُّم ذلك من خلال تقديماتكم ‏السابقة والمستمرّة في مؤسساتِكم الناجحة، وبالأخصّ من خلال ‏هيئة دعم المريض التي رعاها الزعيم وليد بك جنبلاط، وكنتم وما ‏زلتم أحدَ أعمدتِها الأساسيين، ترافقُكم أدعيةُ المرضى وعائلاتِهم، ‏ويباركُكم اللهُ ويرعاكم في مسيرتِكم الشخصيةِ والوطنية، مسيرةِ ‏الخير والكرم والعطاء".‏
 
واردف: "إذا كنَّا نعيش اليوم أجواءَ التجاذب السياسي وهاجس ‏الحرب العدوانية والتسابق بين مساعي التهدئة وبناء الدولة، والدعوة ‏إلى تأكيد الولاء الوطني دون سواه، وإلى التفاوض من أجل وقف ‏الاعتداءات على لبنان، كما أعلن فخامةُ الرئيس، والاستعداد ‏لاستقبال قداسة البابا ولقائه، فإننا معنيُّون كذلك بحمل رسالتِنا ‏التوحيدية والقيام بواجباتِنا الداخلية ضمن الطائفة على أكثر من ‏مستوى؛ ديني واجتماعي واقتصادي، وهو ما نضعُه نصب أعينِنا ‏بالرغم من حملات التشكيك والتضليل والافتراء والإساءة، وقد عقدنا ‏العزم وانطلقنا في ثلاث مهماتٍ أساسية: الثقافة التوحيدية، والرعاية ‏الأسرية، والتنمية الاقتصادية، إذ إننا بحاجة ماسّة إلى عملٍ ‏مؤسساتيٍّ مدروس للحفاظ على هويتِنا الروحية وعلى تماسكِنا ‏الاجتماعي، ولاستثمار أوقافنا وأراضينا، وهذا ما يتطلَّبُ الرؤيةَ ‏الواضحة والعزمَ الثابتَ والتعاونَ المنظَّم، مستمدّين الدعمَ من القيادة ‏الراعية والبركةَ من مشايخِنا الأطهار والمساندة من أصحابِ ‏الكفاءات والقدُرات، وهم كثُرٌ، والحمد لله". ‏
 
وختم:" زيارةٌ مبارَكة. الشكرُ لكم على ما قدَّمتُم، والأملُ بكم لتقديم ‏المزيد حيثما تدعو الحاجة والواجب، والسلام عليكم".‏
 
الرسامني
والقى الوزير الرسامني كلمة حيّا فيها الحضور، شاكراً سماحة شيخ ‏العقل على الاستضافة في الجولة، وقال: "نلتمس من مقام النبي ‏أيوب عليه السلام الصبر، وذلك لكل من يعمل في ادارات الدولة ‏حيث الامور صعبة وليست سهلة، والصبر المرسّخ بالايمان يعطي ‏الدفع للعمل والحافز للاستمرار للوصول الى الاهداف المرجوة. ‏اعدكم بعد جولة اليوم بإصرار اكبر ممزوج بالايمان، لاجل العمل ‏لكل المناطق، بعضها نعطيها الكثير مقارنة بمناطق يجب ان لا تبقى ‏تأخذ القليل، وان شاء الله كل المراكز الدينية التي رأينا حاجاتها ‏اليوم سنعمل على تأهيلها وهذا واجبنا". ‏
 
اضاف: "رأينا ايضا حاجة الطرقات، وان شاء الله سنولي الاهتمام ‏بها، هذا الامر من واجبات الدولة، واشكر كل الذين يساعدوننا ‏ويساعدون الوزارة، وذاك حافز اضافي للعمل بقوة ومتابعة. ‏اشكركم مجدداً وألتمس منكم الدعاء كي ننجح في عملنا، لاجل ‏الاصلاح والمواطنين والمخلصين لبلدهم. كما تفضلتم به سماحة ‏الشيخ، مع زميلنا الدكتور نزار هاني وسائر الوزراء نعمل بتوجه ‏واحد لأجل البلد، الذي نأمل بأن يرتاح، وأن تُزال من امامه العقبات ‏والمشكلات الكبيرة، والكل يستأهل الحياة الطبيعية، لان اللبنانيين ‏تعبوا كثيرا وسنرى اياما افضل باذن الله".‏
 
وختم: اشكر سماحة الشيخ والجميع على جولتنا اليوم، وان شاء الله ‏كل فترة سأعمل على تكرارها بزيارات دورية مثلها، انطلاقا من ‏النفَس الروحي الذي وجدناه اليوم، وأعدكم بأنني سأبقى أمثلكم ‏بأفضل تمثيل في الحكومة بما يليق بكم وبكل اللبنانيين، ونقوم ‏بواجبنا على كل الصعد".‏
 
ثم تسلّم الوزير الرسامني لوحة تقديرية تخليدا للزيارة من رئيس ‏البلدية فرحات، ووكيل المقام الشيخ كهيل ذبيان. ‏
 
وكان الوزير الرسامني استهل جولته في الجبل بزيارة الشيخ الجليل ‏ابو صالح محمد العنداري في "خلوة" بعلشميه بحضور سماحة شيخ ‏العقل، فالشيخ الجليل ابو فايز امين مكارم في "خلوة" رأس المتن، ‏ثم خلوة "الزنبقية" في كفرنبرخ الشوف، فخلوة "جرنايا" في ‏كفرحيم، بحضور سماحة الشيخ ابي المنى والشيخ الجليل ابو زين ‏الدين حسن غنام شيخ الخلوة، وعدد كبير من الشخصيات الاجتماعية ‏والبلدية والاهلية من قرى المنطقة، ثم خلوة "القطالب" في بعذران ‏حيث استقبله الشيخ الجليل ابو داوود منير القضماني، واختتمها ‏بزيارة مقام النبي ايوب في نيحا. ‏
 
وشكر الرسامني، الذي رافقه وفد من المشايخ من قبل مشيخة ‏العقل، جميع المشايخ المستقبلين، مؤكداً على تكرار اللقاءات معهم، ‏‏"والحاجة إلى زيارة المقامات الدينية والحديث مع المشايخ الأجلاء ‏واستشارتهم"، مشددًا على "أهمية هذه الزيارات للتبرك والصلاة في ‏الأيام الصعبة الراهنة، وزيارة المقامات الدينية للدعاء للبنان، فلبنان ‏وشعبه يستحقان الأفضل، ومثل هذه الزيارات ستبقى من ‏الأولويات".‏
‏ ‏
وبعدما اطلع الرسامني من رؤساء الاتحادات البلدية والبلديات في ‏القرى التي زارها على الأعمال المنجزة من قبل الوزارة ‏والاحتياجات المطلوبة للمرحلة المقبلة، اكد "السعي الحثيث لتحسين ‏الاوضاع، بخصوص الاعمال التي تقع على عاتق وزارة الاشغال، ‏لا سيما تأهيل الطرقات وصيانة البنى التحتية، خصوصًا في ‏المناطق التي حُرمت عبر السنوات، بالتزام قطعناه للقيام بالواجب ‏وبإنصاف كامل للمناطق اللبنانية"‏‎.