المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الأحد ١٨ أيّار ٢٠٢٥ - 21 ذو القعدة 1446
شيخ العقل التقى رئيس الجمهورية واتصل بنائب رئيس الحكومة وراسل مشايخ سوريا: للثقة بلبنان وتحول الدعم العربي الموعود الى ‏عملي

2025-05-15

أكد سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، اننا في مسيرة نهوض وإصلاح وإنقاذ للبنان، "ونحن ‏قادرون معا على ذلك برعاية رئيس الجمهورية وجهد الحكومة ومواكبة مجلس النواب ومباركة ومواكبة الرؤساء الروحيين".‏
‏ ‏
ولفت الى انه لمس في قرارات الحكومة ان هناك سلسلة من الإصلاحات قد بدأت، متمنياً ان يتحول الدعم العربي الموعود الى دعم عملي ‏يساعد في سد الفجوة المالية الموجودة. وعن موضوع حصرية السلاح بيد الدولة، اعتبر اننا قادرون بالحوار على تحقيق ذلك.‏
‏ ‏
كلام سماحة شيخ العقل جاء عقب زيارته قصر بعبدا ولقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، يرافقه القاضي الشيخ غاندي مكارم، ‏وتم التداول خلال اللقاء في الأوضاع العامة في البلاد ومواقف رئيس الجمهورية ونتائج زياراته الرسمية الى الخارج لا سيما الى دول ‏مجلس التعاون الخليجي. كما عرض سماحة الشيخ ابي المنى للجهود التي يبذلها لتعزيز الشراكة الروحية الوطنية في البلاد، واطلع ‏الرئيس عون على عزمه اقامة سلسلة ندوات ثقافية وطنية حول "الشراكة الروحية الوطنية: مظلة الإصلاح والإنقاذ" اولها في شانيه بدعوة ‏من الملتقى الثقافي والإجتماعي لجرد عاليه والجوار يوم الأربعاء 21 أيار المقبل الساعة الخامسة عصرا.‏
وتطرق البحث الى الوضع في سوريا والحدث المهم الذي يحصل في الخليج مع زيارة الرئيس ترامب الى السعودية وقطر والامارات ‏وكذلك تم البحث بمسائل وطنية.‏
‏ ‏
وبعد اللقاء، تحدث سماحة شيخ العقل الى الصحافيين، فقال: "تشرفنا اليوم بزيارة فخامة الرئيس، لشكره أولا على تلبيته دعوتنا للمشاركة ‏في إفطار دار الطائفة، ولتبادل الأفكار معه، ولاطلاعه على المبادرة التي اطلقناها في دار الطائفة وفي اكثر من مكان، حول عنوان ‏الشراكة الروحية الوطنية التي اعتبرنا انها تشكل مظلة الإصلاح والإنقاذ في هذه المرحلة، حيث نستبشر خيرا بهذا العهد، ونتطلع الى ان ‏يرعى هذه الشراكة الروحية الوطنية، التي نأمل من خلال سلسلة ندوات ستعقد حولها في المناطق، ان تختتم بمؤتمر وطني برعاية فخامة ‏الرئيس يضم كل الرؤساء الروحيين والقيادات الوطنية".‏
‏ ‏
وأضاف: "نحن نواكب فخامته في ما يطرحه ويعمل عليه ويسعى به ان كان في لبنان او من خلال زياراته الى الخارج، لكي نؤكد على اننا ‏في مسيرة نهوض وإصلاح وإنقاذ لهذا البلد. ونحن قادرون معا على ذلك برعاية فخامة الرئيس وجهد الحكومة ومواكبة مجلس النواب ‏ومباركة ومواكبة الرؤساء الروحيين. الأوضاع مؤاتية، الفرص مؤاتية، ويجب استغلالها اكان على مستوى التفاهم الوطني الداخلي، او ‏على مستوى الدعم الخارجي وخاصة من الدول الخليجية المنفتحة على مساعدة لبنان، والعودة اليه، او على مستوى دول القرار التي تعطي ‏هذه الفرصة للبنان، خاصة ان الأوضاع في سوريا الى تحسن، وقد رأينا البارحة ماذا حصل في الخليج، وهو مؤشر إيجابي بأننا متجهون ‏الى استقرار. نرجو ذلك وسنعمل من اجله".‏
‏ ‏
سئل عن انطباعاته عن موضوعي الإصلاحات وحصر السلاح بيد الدولة، فأجاب:‏
‏"طبعا الإصلاحات بدأت، ولمسنا في قرارات الحكومة ان هناك سلسلة من الإصلاحات قد بدأت، والمطلوب اكثر طبعا، وعلى الأخص في ‏ما خص صندوق النقد الدولي ان يكون هناك ثقة بلبنان، وتفاهم. وان شاء الله يتحول الدعم العربي الموعود الى دعم عملي يساعد في سد ‏الفجوة المالية الموجودة. وفي موضوع السلاح، اعتقد اننا قادرون بالحوار على تحقيق ذلك، والشعار الذي رفعه فخامة الرئيس معبر ‏ودقيق وواضح. "القرار اتخذ، والتطبيق يحتاج الى حوار"، والحوار يعني ان هناك خطوات لا بد من القيام بها".‏
‏ ‏
سئل عن تقييمه للانتخابات التي ستجري في بيروت، فأجاب:‏
‏" اذا كنا لننطلق من الانتخابات التي جرت في جبل لبنان والشمال، فهذه الخطوة جيدة، قامت بها الحكومة، لتؤكد على الروح الديمقراطية، ‏وبناء المؤسسات، ودور المجالس البلدية والاختيارية. وما سيكون في بيروت عسى ان يكون خيراً، فنحافظ على الميثاقية وروح العيش ‏المشترك التي تعتمد على هذه الميثاقية، وتكون المنافسة ضمن اطار المحافظة على ذلك".‏
‏ ‏
سئل عن رأيه في الأوضاع في السويداء في سوريا، والى اين ستتجه، فأجاب:‏
‏"تتجه الى الاحسن، نحن ثابتون واهلنا في السويداء ثابتون في انتمائهم العربي الإسلامي، مستندون الى عمقهم العربي قبل أي شيء آخر، ‏ولكنهم كانوا يطالبون بضمانات لطمأنتهم ولحفظ امنهم وسلامتهم وعيشهم الكريم، وهذا حقهم. حصلت بعض الصدامات التي كنا نتمنى الا ‏تحصل، لكن لنعطي الفرصة للدولة، وها هو العالم يعطي الفرصة لها، لكي تثبت وجودها، وهي مسؤولة عن حفظ امن وسلامة وعيش ‏أبنائها".‏
‏ ‏
متري
وفي السياق نفسه اجرى سماحة شيخ العقل اتصالا هاتفيا بنائب رئيس الحكومة الوزير طارق متري، والتشاور بخصوص اطلاق سلسلة ‏الندوات الثقافية الوطنية بعنوان: "الشراكة الروحية الوطنية – مظلة الاصلاح والانقاذ" التي ستبدأ اولى حلقاتها الاربعاء المقبل في قاعة ‏مبنى جمعية النهضة الاجتماعية الخيرية في شانيه، برعاية سماحة شيخ العقل ووزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، والتي اطلقها سماحة ‏الشيخ ابي المنى اخيرا، على ان تكون الحلقة الثانية برعاية الوزير متري. ‏
‏ ‏
مشايخ سوريا
من جهة ثانية وجّه سماحة شيخ العقل رسالة الى شيوخ العقل في سوريا، أصحاب السماحة المشايخ: حكمت الهجري، يوسف جربوع ‏وحمود الحناوي، جاء فيها وبعض شخصيات الطائفة في سوريا: "نبارك لكم ولبلادكم العزيزة قرار رفع العقوبات عن سوريا، تأكيداً على ‏الرعاية الدولية لها، آملين نهوضها وازدهارها وتحقيق السلام في ربوعها. ان في ذلك سبيلاً لبناء دولة العدالة والمساواة والاستقرار، ‏وفرصة لضمان حقوق الأقليات وسلامتهم، وانعكاساً ايجابياً عل لبنان والمنطقة. حمى الله أهلنا الموحدين وقدّركم على صون الطائفة ‏المعروفية والمساهمة في نهضة المجتمع والوطن".‏
‏ ‏
لقاءات
وكان استقبل سماحة شيخ العقل في دار الطائفة - فردان د. هشام الاعور الذي قدم له كتابه "موحدون دروز في زمن التحولات من ايام ‏العثمانيين الى الطوفان الاقصى" عشية مناسبة التوقيع عليه.‏
‏ ‏
كما استقبل عضو مجلس القضاء الاعلى القاضي عفيف الحكيم وقضاة محكمة الاستئناف الدرزية العليا: الشيخ سليم العيسمي، فؤاد حمدان ‏والشيخ غاندي مكارم.‏
‏ ‏
والتقى ايضا وفدا من "المجلس الوطني للخدمة الاجتماعية برئاسة الدكتور احمد علي جمعة، الذي عرض لنشاطات المجلس وهمومه ‏وهواجسه.‏
‏ ‏
المنية
الى ذلك، وبمسعى من سماحة شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى زارت كوكبة من الشخصيات وأهالي ‏بلدة العبادية ومدينة عاليه والجوار مدينة المنية في الشمال، لتقديم واجب التعزية بالشاب حسين المعرباني، عطفًا على حادثة سقوط المظلة ‏الشراعية التي كان يقودها احد ابناء العبادية. حيث شارك اكثر من 100 شخص في تقديم الواجب بصفتهم الدينية والمدنية، وبينهم أمين سر ‏المجلس المذهبي المحامي رائد النجار ورئيس بلدية عاليه وجدي مراد ووكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في عاليه يوسف دعيبس ‏ممثلا الاستاذ تيمور جنبلاط ومخاتير من بلدة العبادية ومدينة عاليه، وحشد من أهالي بلدة العبادية الموحدين الدروز والمسيحيين.‏
وجرى استقبال الوفد الروحي والسياسي والاهلي في قاعة مسجد عثمان بن عفان بحي حمدون( المنية)، وكان في مقدمة استقبال الوفد ‏فاعليات المنية الإدارية ووجوه اجتماعية، يتقدمهم نائب المنية الأستاذ أحمد الخير وسماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، ‏ومرجعية آل المعرباني السيد أبو بلال المعرباني وأسرة الفقيد.‏
بدايةً رحّب الشيخ صالح حامد بالشخصيات المعزية مقدراً سماحة شيخ العقل والنائب تيمور بك جنبلاط على المبادرة الطيبة، ومثنياً على ‏التعايش الأخوي بين اللبنانيين، وأكّد على أهمية التواصل والتعارف والتعاون بين كافة اللبنانيين وعلى فضيلة الصلح والتصالح .‏
ثم تحدّث ممثلاً سماحة شيخ العقل رئيس مصلحة الشؤون الدينية في المجلس المذهبي الشيخ فاضل سليم ناقلاً تحيات سماحة شيخ العقل ‏الدكتور سامي أبي المنى وتعازيه، ومعتبراً "أن فقيدكم هو فقيد الجبل"، معلناً تضامنه مع أسرة آل المعرباني وعائلته الكريمة، ومقدراً ‏تجاوب سماحة المفتي وسعادة النائب وعائلة الفقيد باعتبار الحادثة قضاء وقدراً. وألقى سماحة المفتي الشيخ محمد إمام كلمةً شدد فيها على ‏فضائل التسامح والعفو والصفح الجميل، وأن نكون إخوةً عند اشتداد المحن والأزمات. ورحب النائب أحمد الشيخ في كلمة مقتضبة بوفد ‏مشيخة العقل والضيوف.‏