زين الدين مثل شيخ العقل في لقاء تكريمي للجهود الإنسانية اثناء النزوح في قناريت الجنوبية
2025-02-09
شارك المستشار الإعلامي لسماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى الشيخ عامر زين الدين، بمناسبة يوم الوفاء الإنساني والوطني، الذي اقامته أسرة الدولية للتنمية والخدمات IDAS ، ضمن اطار اهدافها ومبادراتها الوطنية والانسانية وسعيها الدائم لغرس بذور التواصل في القلوب وتوحيد النفوس، وتخلله تكريم سماحته وممثله ومجموعة من الرسميين والفاعليات الاجتماعية من كافة المناطق اللبنانية، الذين كان لهم بصمة إنسانية ووطنية خلال فترة العدوان الاسرائيلي الغاشم على لبنان، وذلك في بلدة قناريت الجنوبية.
وشارك إلى جانب ممثل شيخ العقل نواب من كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة وشخصيات سياسية ووطنية ودينية.
والقيت كلمات لرئيس المنظمة الدولية ياسر الغدار وباسم مفتي صور حسن عبدالله والمطرانين مارون العمار وايلي بشارة حداد ورئيس محكمة صيدا الشرعية القاضي الشيخ محمد ابو زيد وزاهر رضوان باسم الجمعيات وقصيدة للنائب ايهاب حمادة، واختتمت بكلمة لشيخ العقل لطائفة الموحدين الشيخ الدكتور سامي ابي المنى القاها مستشاره الاعلامي الشيخ عامر زين الدين، سبقت تسلمه درعا تقديريا بالمناسبة جاء فيها:
انه يومٌ مباركٌ بأن نلتقيَ معا على ارض الجنوب العزيز، نأتي اليكم من الجبل، ليس كمكرَّمين، وانما كمكرِّمين لمن يتجددُ معهم الأملُ، بزرعِ بذورِ الخيرِ والعطاء، فنلتقي على قيم التسامحِ والعيش معاً، التي هي قيمُ ابناء الجبل، بروح من الأصالة والوفاء والعرفان. نأتي لكي نؤكد معا على رسالتنا السامية التي تتجاوز حدودَها الجغرافيةَ نحو عالمٍ اكثرَ انسانية...
نجتمعُ واياكم اليومَ في لقاءٍ وطنيٍ إنساني روحي جامع، لنؤكدَ ايضا على ثوابتنا الوطنية الواحدة وقيمِنا الاجتماعية المشتركة كأساس للهوية... تلك القيم النبيلة التي تعكس التزاما عميقا بتعزيز الوحدة الوطنية والتلاحم الاخوي، فنجسّدُ معا صورةَ لبنان الحضارة والثقافة والتنوع، في زمنٍ تغلب عليه التحديّاتُ ويعيشُ اصعبَ مراحلِ تاريخهِ الانساني، وأكثرَها تعقيداً على مستوى المواجهةِ البشريةِ وبناء الإنسانية.
نأتي من الجبل، رمزِ الوحدةِ الجوهريةِ، قلعةِ الاحلامِ، وروضِ الآمالِ، ومنتهى الرجاءِ، تلك الوحدة المرتكزة على ثالوث ايماني، أقانيمَه: المحبةُ المسيحية، والرحمةُ الاسلامية، والاخوّةُ التوحيدية والانسانية، أسبغها الله تعاى علينا، وجعلها وسائط َهدىً، من ثمراتِها، بثُّ الايمان وتغذيةُ روحِ الانتماء والوفاء، وترسيخُ قيم العدالةِ والتسامح، لأجل وطنٍ، غايتُه الانسان وروحُه الايمان.
الاخوة والاخوات الكرام...
إن في إقامةِ المناسبةِ اليوم، خطوةٌ هامةٌ، ودلالةٌ على مسارِ بناءِ مجتمعٍ تسودهُ المحبةُ... مجتمعٍ اكثرَ تماسكا وتفاعلا، يتعزز فيه التضامن الداخلي، ويساهم ابناؤُه بجديةٍ واخلاصٍ وتفانٍ، في النهوضِ بالبلادِ نحو مستقبلٍ مشرقٍ بالآمال والتطلعات. وهذا ما تدعو إليه دائماً مشيخةُ العقلِ لطائفةِ الموحدين الدروز، وما تعملُ عليه من منطلق المسؤولية في حمل رسالةٍ روحيةِ ووطنية، وإيمانٍ راسخٍ ثابت، بأن الوحدةَ الوطنية، والتكافل والتضامن، ركائزُ أساسية تُبنى عليها الأوطان وتُصان بها الكرامات، فيما الواجبُ الوطني والإنساني يقتضي، بان لا يقتصر هذا التضامنُ على زمن الحروب فحسب، بل ويمتد إلى ما يؤسس لبناءِ مجتمعٍ سلميٍ متماسكٍ ومتآزرٍ، ينهضُ بالبلاد بروحٍ عالية من التكافل الاجتماعي والتكامل الأخوّي.
تلك الثوابت، هي ما يؤكد عليه سماحةُ شيخ العقل الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، لأن غنى لبنان هو بنعمة التعددية والتنوع التي لا يمكنه من النهوض بدونها، بعيدا من الانقسامات الضيقة، التي من شأنها إضعاف مناعة الوطن الداخلية. بيد ان دعوة سماحته الاخيرة للقيادات السياسية، بضرورة الارتقاء بمقتضى دقة المرحلة، نحو تفاهم وطني مأمولٍ منه، بتأليفٍ سريعٍ لحكومةٍ انقاذيةٍ، وفق متطلبات إعادة البناء والنهوض، والاسهام بتعزيز الاستقرار والتضامن الداخلي، داعياً بإلحاح للسعي الجدّي لتثبيت السيادة الوطنية على كامل التراب الوطني، ولحمايةِ لبنانَ من التحديات والمخاطر التي تفرضُها تهديداتُ العدو الاسرائيلي وأطماعُه اللاأخلاقيةُ الواسعة.
ايها الاهل ... يا ابناء الجنوب الاعزاء.
ان نلتقي معكم على هذه الارض الطاهرة بعد الحرب الغاشمة، التي تجاوز فيها العدوُّ كلَّ القوانين والشرع والاعراف الاخلاقية والانسانية، فذلك لكي نؤكدَ معكم بأن طريق الجُلجلة نسلُكُه سويَّاًا، وقد تقاسمنا معكم بعضَ تلك العذابات، وما ينتظرنا قد يكون اصعبَ وأقسى... فلنعد اذاً الى قاموسنا المشترك، فنكونُ دعاةَ وحدةٍ، وحمَلةَ مشعلٍ إنسانيٍ ووطنيٍ جامعٍ، متوَّقَدٍ بفكرٍ متنورٍ، وتراثٍ علميٍ، مستقىً من ينابيعِ حكمةِ شيوخِ جبلِ عامل، وبطولة أدهم خنجر، وأصالة قادة بني معروف، فنجسّدَ أسمى معاني الإباء والتضحية بالتعاون على البر والتقوى مع سائرعائلات هذا الوطن، بمقتضى قوله سبحانه وتعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب".
من يقرأ التاريخَ يعلمْ عن تلك الواحةِ الجبليةِ العربيةِ الحضاريةِ الجماليةِ، التصالحيةِ، فكم هي كبيرةٌ حاجةُ لبنان اليوم الى هكذا إنموذجٍ وحدويٍ، لأجلِ مصالحةٍ لبنانيةٍ شاملةٍ، مزيّنةٍ بجمالِ التسويةِ، تحمي هُويةَ لبنان، وتصونُ مميزاتهِ، وتذود عن ترابنا المجبولِ بعرقِ التضحياتِ.
اننا اذ نعبّر عن شعورٍ خالصٍ في تقديرِ هذا التكريم، فاننا نضعُه ضمن رسالةٍ واضحةٍ، بأن قيم الإنسانية والوحدة الوطنية، انما تتجلّى قوتُها فوق كل المحن والتحديات، من خلال ثباتنا جميعا على تلك المرتكزات، التي نشأت عليها فكرةُ هذا الوطن وكيانِه ودستورِه، وحيث احتضن ابناءه عبر التاريخ، والذي لن ينهض مجددا إلا بتلاقيهم وتكاتفهم وتلاقح قلوبهم.
اخيرا، تحيةَ إجلالٍ وإكبار، باسم مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز، وباسم ابناء الجبل، لكل من ترك بصمةً مضيئةً، وأثرا طيبا. ونتقدّم منكم جميعاً، ومن القائمين على هذه المبادرة، خاصة رئيس منظمة إداس الدولية للتمنية بشخص رئيسها الدكتور سامر غدّار، ورئيس النادي الرياضي في الغازية الاستاذ علي حسون، ورئيس البلدية زين خليفة وكل الذين عملوا لانجاح هذا اللقاء بخالص الشكر والتقدير، آملين أن تبقى هذه الروح الوطنية والإنسانية المتسامحة، متقدّة في قلوب كل اللبنانيين، لتجسيدِ القيمِ المشتركةِ وتحويلِ واقعِ الحياةِ الإجتماعيّةِ إلى ما هو أفضلُ، ولْيبقَ ايمَانُنَا الواحدُ بتعايشنا المشتركِ كالصخرةِ التي لن تقوَى عليها أبوابُ الجحيم...
صحيحٌ أننا نعيشُ فوق رمادِ التاريخ، لكن باستطاعةِ عيونِنا ان ترى زنابقَ الحقل الجميلة، وباستطاعة قلوبِنا العبورَ معا إلى حيث معنى الحياة والغاية الأسمى من هذا الوجود. عشتم وعاش لبنان، وطنًا للتآخي والشراكة والتكامل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...