المجلس المذهبي | مجلة الضحي
السبت ١٨ كانون الثاني ٢٠٢٥ - 18 رجب 1446
‏ سماحة شيخ العقل زار الرئيس عون مهنئا بانتخابه واتصل ‏بالرئيس سلام وقائد الجيش والتقى جنبلاط والنواب الدروز ‏واللواء صليبا: لتضافر الجهود في بناء دولة القانون والمؤسسات ‏والتعاون والشراكة

2025-01-16

‏ زار سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور ‏سامي ابي المنى على رأس وفد من مشيخة العقل والمجلس المذهبي ‏رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون في قصر بعبدا، لتهنئته ‏بانتخابه رئيسا للجمهورية. وضم الوفد: رئيس محكمة الاستئناف ‏المذهبية الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين، مستشاري ‏محكمة الاستئناف القضاة سليم العيسمي وغاندي مكارم وفؤاد حمدان، امين سر المجلس المذهبي الأستاذ رائد النجار، امين ‏الصندوق الأستاذ حسام حمزة، ورؤساء اللجان الثقافية الشيخ وسام سليقة، التواصل الشيخ فادي ‏العطار، الإدارية الدكتور منصور اشتي، القانونية الدكتور طلال ‏جابر، المالية د. عماد الغصيني، الصحة والبيئة الدكتور نزيه بو ‏شاهين، مدير عام المجلس المذهبي الأستاذ مازن فياض، مدير ‏مشيخة العقل الأستاذ ريان حسن، مستشاري شيخ العقل الشيخين د. ‏رمزي سري الدين والاعلامي عامر زين الدين. ‏

شيخ العقل
‏ والقى سماحة الشيخ ابي المنى كلمة في بداية اللقاء، هنأ فيها ‏الرئيس عون بانتخابه وبخطاب القسم "خطاب العهد، خطاب الميثاق ‏الذي تضمن ما تضمن من امل ورغبة في العمل". ‏
وقال: "ان خطابكم وفي كل مقطع وعبارة كان يحمل معنى الشجاعة ‏والتأقلم مع الواقع والمستجدات وصناعة الامل. فخامة الرئيس ‏تجربتكم غنية والمحبون لكم كثر في قيادتكم للمؤسسة العسكرية ‏والداعمون لكم كثر اليوم في موقعكم في الرئاسة الأولى. ان العهد ‏الذي قطعتموه على أنفسكم وكلامكم الذي دخل الى أعماق القلوب ‏والضمائر ينتظر العمل لتحقيقه والتعاون من قبل الجميع". ‏
أضاف: "اننا نؤكد على احترامنا وتقديرنا لما تفضلتم به ونقف الى ‏جانبكم واظن ان جميع اللبنانيين سيقفون الى جانب هذا العهد عهد ‏التغيير نحو الأفضل، وهذا يشكل فرصة ذهبية بوجودكم ذلك ان ‏الواقع الجديد الذي وصلنا اليه أصبح يتطلب التغيير والإرادة القوية ‏وإعادة ثقة اللبنانيين بوطنهم وثقة الخارج بلبنان. وهذا ما حاولتم ان ‏تزرعوه في خطابكم وما سنتعاون لنسقيه معا محبة وتعاونا، وهذا ‏املنا بجميع السياسيين في لبنان ونتمنى على الجميع التعاون مع هذه ‏التجربة الجديدة الناجحة بإذن الله".‏
‏ وتابع: "ان لبنان يحتاج الى إرادة قوية تجسدها شخصيات فاعلة ‏كإرادتكم وشخصيتكم والى تضافر الجهود لكي نبني دولة القانون ‏والمؤسسات، دولة التعاون والشراكة الحقيقية والخروج من الواقع ‏الذي كان يشرذم الدولة. لقد اتيتم اليوم لتحاربوا الفساد وجاء اختيار ‏دولة الرئيس سلام في سبيل هذا التغيير ليكون لكم اليد اليمنى في ‏عملكم. اننا ننتظر الكثير، ونحن كمجلس مذهبي للطائفة التي تتميز ‏بدورها لا بعددها، كان دورنا داعما رساليا ووطنيا يحافظ على هيبة ‏الوطن ويعتبر ان الدولة هي المظلة التي تحمي الجميع. نحن معكم ‏والى جانبكم كطائفة، وكموقع ومحبين وأصدقاء، ونأمل ان تسير ‏عجلة الأمور والدولة بسهولة وبدعم ومظلة عربية ودولية جامعة. ‏وهذا ما لفتم اليه في خطابكم بإشارتكم الى العلاقات العربية وعمقنا ‏العربي وانفتاح لبنان، وهو بلد ليس منغلقا فهو رسالة كما قال قداسة ‏البابا، وهذه الرسالة تحتاج الى رجال ورسل والى تعاون وشراكة ‏حقيقية. نحن وأصحاب الغبطة والسماحة معنيون بهذا الامر وقد ‏أطلقنا نداءنا في القمة الروحية في بكركي لنصل الى ما وصلنا اليه ‏بانتخابكم ووجودكم على هذا الكرسي ونأمل خيرا ونتمنى لكم ‏التوفيق". ‏
 
الرئيس عون
‏ ورد الرئيس عون مرحبا بسماحة شيخ العقل والوفد، متحدثا عما ‏قاله وزير خارجية الدانمارك بالأمس من انه يمكن للبنانيين ان ‏يعلموا تجربتهم للآخرين.‏
‏ وقال:" ان لبنان الهوية هو للجميع والتجربة الفريدة كما قال البابا ‏يوحنا بولس الثاني دليل على انه لبنان الرسالة. وكما تفضلتم بالقول ‏هناك ثلاث كلمات أساسية: بناء الثقة بين الشعب، بين الدولة والعالم ‏العربي وبين الدولة والعالم الغربي. لدينا فرص كثيرة لا يجب ‏إدخالها بزواريب طائفية ومذهبية. وقد سلمني اليوم السفير القطري ‏رسالة من امير دولة قطر تضمنت دعوة لزيارة البلاد الا ان هذه ‏الزيارة لا تتم الا بعد تشكيل الحكومة، كذلك الامر بالنسبة للإمارات ‏والسعودية". ‏
وقال الرئيس عون:" لقد تحدثتم عن الإرادة القوية، فعندما تكون ‏هناك إرادة صلبة تزول كل الصعوبات، والجهود المتضافرة يجب ‏ان تصب في مصلحة الوطن وليس مصلحة الأشخاص والطوائف. ‏ان لبنان غني بطاقاته الفكرية والبشرية، وقد صدرنا من هذه ‏الطاقات الى الخارج حيث للبناني هناك وجوده ومكانته ومساهمته ‏فكم بالحري بلبنان. ان المطلوب ان تتضافر جهودنا جميعا لمصلحة ‏البلد وعنوان بناء الدولة". ‏
 
أضاف رئيس الجمهورية: "لقد قلت يوما في الكلية الحربية ان لبنان ‏الدولة هو الذي يحمي الطوائف وليس دولة الطوائف هي التي ‏تحمي لبنان. لقد رأينا ما حصل وقد دمر كل لبنان كما الاقتصاد، ولم ‏تدمر طائفة وأخرى لا، ولم تفتقر طائفة وأخرى لم يطالها الفقر، ان ‏ما المّ بلبنان المّ به كله. وهذه مسؤولية مشتركة بين رئاسة ‏الجمهورية ومجلس الوزراء ورئاسة مجلس الوزراء والمجلس ‏النيابي ورئاسة المجلس، والمجتمع المدني والروحي، بحيث سيكون ‏لنا جميعا دور تتضافر فيه جهودنا باتجاه بناء الدولة كي نؤمن ‏الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي. بالأمس أبلغنا الصندوق ‏الدولي عن جهوزيته للمساعدة فيما نحن بحاجة اليه، وكما فعل عدد ‏من الدول العربية فان هناك العديد من الدول الغربية التي أعربت ‏عن رغبتها في ان نقوم بزيارتها كاليونان والاتحاد الأوروبي ‏وقبرص وغيرها التي بدأت بمد اليد لنا وعلينا ان نقابلها، فهي إذا ‏أقدمت على خطوة علينا ان نقوم بخطوتين". ‏
وقال الرئيس عون: " نأمل ان يوفق الله رئيس الحكومة المكلف ‏بتشكيل حكومة بأسرع وقت، ما يساهم في إعطاء إشارة إيجابية ‏للخارج ونبني جسور الثقة"، مشددا على اننا جميعا نتطلع الى تثبيت ‏الشباب في أرضهم هنا، وعودة الذين تغربوا فيستثمروا بفكرهم في ‏وطنهم. فيبقى أولادنا واولاد أولادنا هنا. امامنا فرص كبرى فإما ان ‏نستغلها، او نذهب الى مكان لا نريده، بسبب اننا لم نساعد أنفسنا ‏لكي يساعدنا الآخرون." وختم رئيس الجمهورية آملا: "ان يعي ‏جميع المسؤولين دقة الوضع وحجم الفرص المتاحة امامنا. كل ذلك ‏يتوقف على خيارنا: هل نريد مصلحة شعبنا؟ هذه هي الطريق ‏الواجب علينا سلوكها. اما الارتكاز على المصلحة الشخصية ‏فنتيجته الخراب." ‏
 
تصريح شيخ العقل ‏
وبعد اللقاء مع الرئيس عون، ادلى الشيخ ابي المنى، بالتصريح ‏التالي: "تشرفنا اليوم بزيارة فخامة الرئيس باسم مشيخة العقل ‏والمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، لتهنئته وتهنئة الشعب ‏اللبناني بنيله هذا الوسام الارفع بتبوئه سدة الرئاسة الأولى، ‏وبإطلاقه خطاب القسم الذي اعتبرناه خطابا، عهداً وميثاقاً، يؤسس ‏لمرحلة جديدة. تمنينا ان تتحقق الاحلام، والاحلام كثيرة، وان نساهم ‏معا بقيادة فخامته في بناء الدولة والمؤسسات، وفي إعادة زرع الثقة. ‏هو زرع الامل ونحن الى جانبه، ونتمنى ان يكون الجميع الى جانبه ‏ايضاً لري هذا الامل بالعمل، وان تنطلق عجلة الدولة والإصلاح، ‏ويتحقق السلام في هذا البلد، السلام الداخلي والسلام في المنطقة ‏لحفظ كرامة لبنان وحقوقه وحق جميع أبناء لبنان المغتربين لكي ‏يعودوا الى وطنهم ويعززوا الثقة به وطنا ورسالة، وكلنا رسل ‏لحمل هذه الرسالة. رسل محبة وحوار ووئام وبناء وشراكة ‏حقيقية". ‏
وردا على سؤال عما إذا كان يخشى الا يتحقق خطاب القسم مع ‏أجواء مقاطعة الثنائي الشيعي، أجاب: " لست هنا لأحدد موقفا من ‏هذا الامر، ولكن نحن قلنا ونقول ان مسؤوليتنا هي في بث الروح ‏الإيجابية في الوطن والتي اطلقها فخامته في خطاب القسم، ونحن ‏مسؤولون عن تعزيز هذه الروح في مواقفنا وتعاوننا وتجاوبنا. لكل ‏حقه في ان يتخذ الموقف المناسب، واظن ان الجميع دون استثناء ‏سيسيرون في مسيرة بناء الدولة بهذه الروح الإيجابية‎".‎
 
اتصال سلام
‏ أجرى سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور ‏سامي ابي المنى اتصالا هاتفيا بالرئيس المكلف تأليف الحكومة ‏القاضي نواف سلام، مباركا خطوة تكليفه، لما يتمتع به من وطنية ‏عالية ونزاهة وشفافية، ومن كفاءة قضائية وعلمية وديبلوماسية، ‏جعلته من الشخصيات البارزة التي يحتاج اليها لبنان في المرحلة ‏الدقيقة التي يمر بها، وبما يتوق اليه أبناء الوطن من تطلعات ‏لاستعادة الثقة عربيا ودوليا وبناء دولة القانون والمؤسسات ومعالجة ‏الملفات الشائكة للأزمات التي يعاني منها المواطن على المستويات ‏الاقتصادية والاجتماعية والمالية".‏
 
‏ وقد شكر الرئيس سلام لسماحة شيخ العقل، اتصاله، مؤكدا على ‏دوره الروحي الجامع، ومتمنيا تحقيق الآمال المعقودة لدى اللبنانيين ‏والعالم، وإطلاق عجلة الدولة على السكة الصحيحة ونحو ‏الاستقرار المنشود".‏
 
قائد الجيش
‏ كما أجرى سماحته لهذه الغاية اتصالا بقائد الجيش بالإنابة اللواء ‏حسان عودة، متمنيا له التوفيق في خدمة المؤسسة العسكرية، ‏ومنوها بمناقبيته، ومؤكدا ثقته الكبيرة بشخصه، إزاء المهام الكبيرة ‏الملقاة على عاتق المؤسسة العسكرية، ومؤكدا على واجب دعم ‏الجيش والالتفاف حول المؤسسة العسكرية في ظل الظروف ‏الصعبة التي يمر بها الوطن.‏
 
لقاءات
‏ وعُقد في دار الطائفة في بيروت اجتماع ضم: سماحة شيخ العقل د. ‏سامي ابي المنى، الأستاذ وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي ‏الاشتراكي واللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط، والنواب ‏السادة: مروان حمادة، أكرم شهيب، مارك ضو، وائل أبو فاعور ‏وفراس حمدان، بغياب النائبين هادي أبو الحسن وفيصل الصايغ ‏بعذر. وجرى خلال الاجتماع التباحث بمواضيع تهم الطائفة ‏والوطن.‏
 
صليبا
‏ واستقبل سماحته مدير عام امن الدولة اللواء طوني صليبا، يرافقه ‏العميد جورج المر والعقيد ايمن محمود، وتناول اللقاء الواقع الأمني ‏في لبنان، وقد اطلع اللواء صليبا سماحته على قضايا عامة ذات صلة.‏
 
كما استقبل سماحة الشيخ ابي المنى السفير هادي جابر، وجرى ‏البحث بالأوضاع العامة.‏
واجتمع الى عضوي المجلس المذهبي د. مروان بركات والأستاذ ‏طارق ذبيان. ‏