المجلس المذهبي | مجلة الضحي
السبت ٢١ كانون الأول ٢٠٢٤ - 19 جمادي الثاني 1446
سماحة شيخ العقل كلّف وفدا من المشايخ زيارة السويداء وجرمانا في سوريا

2024-12-20

بتكليف من سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، ‏قام وفد من المشايخ واعضاء من المجلس المذهبي والمستشارين برئاسة قاضي المذهب ‏الدرزي الشيخ غاندي مكارم مستشار شيخ العقل، بزيارة الى جبل العرب في سوريا، ‏للتهنئة بانتصار الشعب السوري، وقد ضمّ الوفد كلّاً من المشايخ: عماد فرج مستشار ‏مشيخة العقل، فادي العطّار رئيس لجنة التواصل والعلاقات في المجلس المذهبي، سليم ‏غنام وفريد أبو ابراهيم ومنور أبو درهمين أعضاء المجلس المذهبي، محمد غنام وفوزات ‏العرم معاوني مشيخة العقل، ومعهم كذلك المشايخ ناجي غانم، حسام كاسب، سمير ‏الحلبي، أمين مكارم، فيصل غرز الدين، جواد عبد الصمد وعلاء أبو رسلان. ‏‎ ‎
نقل الوفد تحيات سماحة شيخ العقل وتهنئته وتضامنه مع أبناء الجبل، وتقديره الكبير لدور ‏اصحاب السماحة مشايخ العقل، الشيخ حكمت الهجري، الشيخ يوسف جربوع، الشيخ ‏حمود الحناوي ولرجال الكرامة وعموم مشايخ وأهالي جبل العرب والغوطة والإقليم‎ ‎وجبل السماق.‏
استهل الوفد جولته من دارة الشيخ الهجري في قنوات، بحضور عدد من المشايخ، وكان ‏ترحيب من شيخ العقل الهجري، تلاه الشيخ مكارم متحدثاً باسم الوفد، مثنياً على دور ‏الرئاسة الروحية وقيادتها الحكيمة وتوجيهاتها الوطنية لانتفاضة الجبل السلمية، مباركاً ‏لسماحته انتصار الثورة ومتمنياً استكماله بما تقتضيه المرحلة من وحدة الكلمة والموقف‎.‎
ثم زار الوفد الشيخ جربوع في مقام "عين الزمان"، بحضور الشيخ ابي نبيه سليمان كبول ‏والوفد المرافق من بلدة عرنة لتزامن زيارته مع زيارة الوفد وجمع من المشايخ، حيث ‏كانت للقاضي مكارم كلمة باسم مشيخة العقل.‏
وكانت للوفد محطة ثالثة في مضافة الشيخ الحناوي في سهوة البلاطة، بحضور جمع من ‏المشايخ‎. ‎
كما زار الوفد قائد حركة رجال الكرامة في شنيرة الشيخ ابو حسن يحيى الحجار، ومضافة ‏مؤسس حركة رجال الكرامة الشهيد الشيخ وحيد البلعوس في بلدة المزرعة حيث قرأ الوفد ‏الفاتحة على روحه، وكان لقاء الشيخ ليث البلعوس، كما زار في بلدة قنوات الشيخ ابو ‏علاء منصور جزّان، واختتم الوفد جولته بزيارة شيخ مدينة جرمانا الشيخ ابو عهد هيثم ‏كاتبة.‏

وفي ما يلي نص كلمة القاضي مكارم باسم شيخ العقل الشيخ سامي أبي المنى:‏
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ الأنبياء ‏والمرسَلين ‏
أصحابَ السماحة، المشايخُ الأفاضل، أهلَنا الأكارم
نزورُكم اليومَ باسم مشيخة العقل في لبنان مباركينَ ومهنِّئين، نشاركُكم فرحةَ بلوغِ النصر ‏وتحقيق ما كنتم تناضلون لأجلِه على مدى سنةٍ ونيِّف، وفرحةَ التغلُّب على نظام الظلم ‏والفساد الذي تحمّلتُم استبدادَه على امتداد ستة عقودٍ من الزمن، راجين أن يكون ما حصل ‏من تغيير وانتصار فاتحةَ خيرٍ لكم ولجبلكم الأشمّ ولبلادكم الغالية.‏
تحيةً لكم من سماحة شيخ العقل الشيخ الدكتور سامي أبي المنى الذي يَكُنُّ لسماحتِكم ‏ولدارِكم الكريمةِ بالغَ الحبِّ والاحترام، وقد كان وما زال على تواصلٍ دائمٍ معكم، معتزَّاً ‏بمواقفِكم الشامخة وقيادتِكم الحكيمة، مقدِّراً دورَكم التاريخي في إعلاء صوت الحقِّ ودعم ‏حراك أبناءِ السويداءِ الأحرار بوعيٍ وجرأةٍ وصلابة، وهذا ليس بغريبٍ عليكم وعلى ‏ديارِكم وجبلِكم، جبلِ المعروف والتوحيد والعروبة، جبل سيِّدِنا الشيخ أبو حسين ابراهيم ‏الهجري، جبل الأبطال الأشاوسِ حُماةِ الأرض والعرضِ والكرامة، جبل سلطان باشا ‏الأطرش وقادة الثورة السورية الكبرى، بالأمس واليوم، وفي كلِّ يوم.‏
معكم ومن ورائكم نتطلّعُ إلى أفُقٍ جديد لبلادِنا، ونستشرفُ مستقبَلاً مشرقاً لسوريا ‏الأصيلة، سوريا التاريخِ العريقِ والغدِ الواعد، حيث يُدركُ الجميعُ أنَّ أبناء هذه الأرض ‏المسلمين الموحدين الدروز كانوا عبر التاريخ وما زالوا ذوَّادين عن حرمة الأرض ‏والدين، مخلصين لأوطانِهم، مشاركينَ لا معتكفين، وما دماءُ الشهداء وأنفاسُ الأتقياء ‏وبيارقُ الأبطالِ النجباء سوى الدليل القاطع على ما سُطِّرَ في صفحات المجد من مواقفَ ‏وحكاياتٍ تحكي سيرةَ شعبٍ متمسِّكٍ بوحدة أرضِه ووحدةِ وطنِه، شعبٍ يُقاسُ بالدور لا ‏بالعدد، لا يجبُنُ ولا يساومُ ولا ينحازُ إلّا للحقِّ والعدلِ والحريّة.‏
من جبلِكم ومدنكم وقراكم الأبيَّةِ اندفع آلافُ الشباب يَنشدون سوريا جديدة حرَّة وحاضنة ‏للجميع، وها أنتم اليوم منتصرون وتتابعون مسيرةَ الثورة، فالجهادُ لن يتوقَّفَ، ورحلةُ ‏البناء قد بدأت للتَوّ، وهي تحتاجُ لجميع السوريين الغيارى لإعمار ما تهدّم وإصلاح ما ‏فسُد وتحقيق دولة العدالة والمساواة والمواطَنةِ الحقيقية.‏
مشاركتُكم واجبٌ وطنيّ، وإشراكُكم في ورشة صياغة الدستور الجديد وبناء مؤسسات ‏الدولة وإدارة شؤونِها حقٌّ وواجب، فكونوا مستعدِّين ومتعاونين بما لديكم من طاقاتٍ ‏ونُخَبٍ اجتماعية وثقافية وسياسية، وكونوا توَّاقينَ دوماً إلى السلام، راجين أن يكونَ العهدُ ‏الجديدُ عهدَ خيرٍ عليكم، يحفظُ حقوقَكم ويصونُ تراثَكم ويحترمُ خصوصياتِكم، وأنتم لا شكَّ ‏منتصرون بإيمانِكم الذي لا يتزعزع، وبوحدتِكم التي لا تنفصمُ عُراها، وبانفتاحِكم الذي ‏تتميّزون به على الجميع. ‏
أنتم في قلبِ إخوانِكم في لبنانَ وفي كلِّ مكان، في قلب مشيخة العقل ودارِ المختارة وكلِّ ‏دارٍ معروفيةٍ عربيةٍ أبيّة. ‏
حيّاكم الله وحماكم وسدَّد خُطاكم إلى كلِّ ما فيه عزَّةُ الجبل وكرامةُ الموحدين وانتصارُ ‏الوطن، والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه.‏