2024-12-20
نقل الوفد تحيات سماحة شيخ العقل وتهنئته وتضامنه مع أبناء الجبل، وتقديره الكبير لدور اصحاب السماحة مشايخ العقل، الشيخ حكمت الهجري، الشيخ يوسف جربوع، الشيخ حمود الحناوي ولرجال الكرامة وعموم مشايخ وأهالي جبل العرب والغوطة والإقليم وجبل السماق.
استهل الوفد جولته من دارة الشيخ الهجري في قنوات، بحضور عدد من المشايخ، وكان ترحيب من شيخ العقل الهجري، تلاه الشيخ مكارم متحدثاً باسم الوفد، مثنياً على دور الرئاسة الروحية وقيادتها الحكيمة وتوجيهاتها الوطنية لانتفاضة الجبل السلمية، مباركاً لسماحته انتصار الثورة ومتمنياً استكماله بما تقتضيه المرحلة من وحدة الكلمة والموقف.
ثم زار الوفد الشيخ جربوع في مقام "عين الزمان"، بحضور الشيخ ابي نبيه سليمان كبول والوفد المرافق من بلدة عرنة لتزامن زيارته مع زيارة الوفد وجمع من المشايخ، حيث كانت للقاضي مكارم كلمة باسم مشيخة العقل.
وكانت للوفد محطة ثالثة في مضافة الشيخ الحناوي في سهوة البلاطة، بحضور جمع من المشايخ.
كما زار الوفد قائد حركة رجال الكرامة في شنيرة الشيخ ابو حسن يحيى الحجار، ومضافة مؤسس حركة رجال الكرامة الشهيد الشيخ وحيد البلعوس في بلدة المزرعة حيث قرأ الوفد الفاتحة على روحه، وكان لقاء الشيخ ليث البلعوس، كما زار في بلدة قنوات الشيخ ابو علاء منصور جزّان، واختتم الوفد جولته بزيارة شيخ مدينة جرمانا الشيخ ابو عهد هيثم كاتبة.
وفي ما يلي نص كلمة القاضي مكارم باسم شيخ العقل الشيخ سامي أبي المنى:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ الأنبياء والمرسَلين
أصحابَ السماحة، المشايخُ الأفاضل، أهلَنا الأكارم
نزورُكم اليومَ باسم مشيخة العقل في لبنان مباركينَ ومهنِّئين، نشاركُكم فرحةَ بلوغِ النصر وتحقيق ما كنتم تناضلون لأجلِه على مدى سنةٍ ونيِّف، وفرحةَ التغلُّب على نظام الظلم والفساد الذي تحمّلتُم استبدادَه على امتداد ستة عقودٍ من الزمن، راجين أن يكون ما حصل من تغيير وانتصار فاتحةَ خيرٍ لكم ولجبلكم الأشمّ ولبلادكم الغالية.
تحيةً لكم من سماحة شيخ العقل الشيخ الدكتور سامي أبي المنى الذي يَكُنُّ لسماحتِكم ولدارِكم الكريمةِ بالغَ الحبِّ والاحترام، وقد كان وما زال على تواصلٍ دائمٍ معكم، معتزَّاً بمواقفِكم الشامخة وقيادتِكم الحكيمة، مقدِّراً دورَكم التاريخي في إعلاء صوت الحقِّ ودعم حراك أبناءِ السويداءِ الأحرار بوعيٍ وجرأةٍ وصلابة، وهذا ليس بغريبٍ عليكم وعلى ديارِكم وجبلِكم، جبلِ المعروف والتوحيد والعروبة، جبل سيِّدِنا الشيخ أبو حسين ابراهيم الهجري، جبل الأبطال الأشاوسِ حُماةِ الأرض والعرضِ والكرامة، جبل سلطان باشا الأطرش وقادة الثورة السورية الكبرى، بالأمس واليوم، وفي كلِّ يوم.
معكم ومن ورائكم نتطلّعُ إلى أفُقٍ جديد لبلادِنا، ونستشرفُ مستقبَلاً مشرقاً لسوريا الأصيلة، سوريا التاريخِ العريقِ والغدِ الواعد، حيث يُدركُ الجميعُ أنَّ أبناء هذه الأرض المسلمين الموحدين الدروز كانوا عبر التاريخ وما زالوا ذوَّادين عن حرمة الأرض والدين، مخلصين لأوطانِهم، مشاركينَ لا معتكفين، وما دماءُ الشهداء وأنفاسُ الأتقياء وبيارقُ الأبطالِ النجباء سوى الدليل القاطع على ما سُطِّرَ في صفحات المجد من مواقفَ وحكاياتٍ تحكي سيرةَ شعبٍ متمسِّكٍ بوحدة أرضِه ووحدةِ وطنِه، شعبٍ يُقاسُ بالدور لا بالعدد، لا يجبُنُ ولا يساومُ ولا ينحازُ إلّا للحقِّ والعدلِ والحريّة.
من جبلِكم ومدنكم وقراكم الأبيَّةِ اندفع آلافُ الشباب يَنشدون سوريا جديدة حرَّة وحاضنة للجميع، وها أنتم اليوم منتصرون وتتابعون مسيرةَ الثورة، فالجهادُ لن يتوقَّفَ، ورحلةُ البناء قد بدأت للتَوّ، وهي تحتاجُ لجميع السوريين الغيارى لإعمار ما تهدّم وإصلاح ما فسُد وتحقيق دولة العدالة والمساواة والمواطَنةِ الحقيقية.
مشاركتُكم واجبٌ وطنيّ، وإشراكُكم في ورشة صياغة الدستور الجديد وبناء مؤسسات الدولة وإدارة شؤونِها حقٌّ وواجب، فكونوا مستعدِّين ومتعاونين بما لديكم من طاقاتٍ ونُخَبٍ اجتماعية وثقافية وسياسية، وكونوا توَّاقينَ دوماً إلى السلام، راجين أن يكونَ العهدُ الجديدُ عهدَ خيرٍ عليكم، يحفظُ حقوقَكم ويصونُ تراثَكم ويحترمُ خصوصياتِكم، وأنتم لا شكَّ منتصرون بإيمانِكم الذي لا يتزعزع، وبوحدتِكم التي لا تنفصمُ عُراها، وبانفتاحِكم الذي تتميّزون به على الجميع.
أنتم في قلبِ إخوانِكم في لبنانَ وفي كلِّ مكان، في قلب مشيخة العقل ودارِ المختارة وكلِّ دارٍ معروفيةٍ عربيةٍ أبيّة.
حيّاكم الله وحماكم وسدَّد خُطاكم إلى كلِّ ما فيه عزَّةُ الجبل وكرامةُ الموحدين وانتصارُ الوطن، والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه.