المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الخميس ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٤ - 19 جمادي الأول 1446
لقاء درزي روحي وسياسي جامع في خلوات القطالب في بعذران‎ ‎
وكلمات سماحة شيخ ‏العقل وجنبلاط وارسلان دعت إلى التضامن الداخلي في ظل الحرب الطويلة

2024-11-02

شهدت "خلوة القطالب الزاهرة" في بلدة بعذران الشوف لقاء درزياً استثنائياً جامعاً للقيادات ‏السياسية والروحية، لمناقشة الأوضاع الراهنة، وسط التطورات المتسارعة التي تمر بها ‏البلاد واتخاذ المواقف المناسبة منها، وذلك بمشاركة سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين ‏الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى والرئيس وليد جنبلاط (اصطحب معه فؤاد تيمور ‏جنبلاط)، رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان، سماحة الشيخ نصر ‏الدين الغريب، سماحة الشيخ نعيم حسن، والمشايخ الاجلاء: أبو علي سليمان بو ذياب، أبو ‏زين الدين حسن غنام، أبو فايز أمين مكارم، أبو داوود منير القضماني وممثل عن الشيخ ‏الجليل أبو صالح محمد العنداري.‏
كما شارك الوزيران عباس الحلبي وعصام شرف الدين، والنواب: مروان حمادة، وائل ‏ابو فاعور، هادي أبو الحسن، مارك ضو، فيصل الصايغ والوزراء والنواب السابقين: ‏فيصل الداوود، غازي العريضي، أيمن شقير، رمزي مشرفية، صالح الغريب، عادل حمية وممثل عن ‏الوزير السابق وئام وهاب د. هشام الاعور، رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا ‏القاضي فيصل ناصر الدين، وقضاة المذهب: الشيخ غاندي مكارم، الشيخ سليم العيسمي، ‏فؤاد حمدان، نزيه ابو ابراهيم، منير رزق، منح نصر الله، الشيخ دانيال سعيد، الشيخ سعيد مكارم، رائد ‏الصايغ وأمير أبو زكي، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع على رأس وفد ‏من المشايخ وإدارة المؤسسة، رئيس جمعية مؤسسة الاشراق الشيخ الدكتور وحدي الجردي ووفد، أمين السر في المجلس المذهبي المحامي رائد النجار وعدد ‏من رؤساء اللجان وأعضاء المجلس والمستشارين، الى مسؤولين في الحزب التقدمي ‏الاشتراكي والمجلس السياسي في الحزب الديمقراطي اللبناني وحزب التوحيد العربي ‏وحشد كبير من مشايخ الطائفة وفاعلياتها.‏

أبي المنى
وبعد لقاء في حرم الخلوة، استهله الشيخ القضماني مرحباً بالحضور، ومشدداً على أهمية ‏تمتين الصف الداخلي، وكلمات لسماحة الشيخ أبي المنى وسماحة الشيخ الغريب، والزعيم ‏وليد جنبلاط والأمير أرسلان وضو والداوود وممثل وهاب هشام الأعور وللشيخ أبو ‏ذياب، حول المستجدات الحاصلة راهناً، وكيفية التعامل معها وأهمية تكرار مثل هذه ‏اللقاءات ليكون الموقف واحداً، اختتم اللقاء بكلمات أمام الاعلام بدأها سماحة الشيخ أبي ‏المنى قائلاً: ‏
الحمد لله على ما أفاضَ من نِعم، وعلى ما قدّر وقسم، فكان هذا اللقاءُ المبارك بإذنه ‏تعالى، برغبة عارمة وتوجيه سديد من معالي وليد بك جنبلاط، وبتجاوب مقدّر من عطوفة ‏الأمير طلال أرسلان وممثلي الطائفة ووجوهها الكريمة أصحاب المعالي والسماحة ‏والسعادة والفضيلة، وبحضور سماحة الأخ الكريم الشيخ نصر الدين الغريب، بمباركة ‏شيخنا الجليل الشيخ أبو صالح محمد العنداري الذي أرسل ممثلاً عنه وأبلغنا سلامه ‏ودعاءه بالتوفيق، وبمشاركة المشايخ الأجلّاء الشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب، الشيخ أبو ‏زين الدين حسن غنام، الشيخ أبو فايز أمين مكارم، والشيخ أبو داوود منير القضماني شيخ ‏خلوة القطالب التي في رحابها نلتقي وببركة مشايخها من السلف الصالح نرتقي".‏
أضاف: "اللقاء مباركٌ بالحضور، وبما تمثّله هذه الخلوة من رمزية في موقعها وفي ‏دورها، كما جميعُ خلوات الموحّدين ومجالسُهم الدينية، وفي رسالتها التوحيدية للجمع ‏والتآلف والتكاتف وتثبيت دعائم الصمود والوجود ومواجهة الصعاب. في خلوة القطالب، ‏كما في خلوة جرنايا منذ القدم، كما في سواهما، اعتاد كبارُنا أن يلتقوا في الملمّات على ‏الخير ووحدة الموقف وإرادة الجمع والتوحيد. أمّا اليوم، فالمرحلةُ صعبة والتطوّرات ‏خطيرة، فإن لم نكن قادرين على تغيير المعادلات وإيقاف ما يجري من عدوان وقتلٍ ‏ودمار وانهيار، إلا أننا قادرون على مواجهة ذلك بالتماسك الداخلي والتعاضد الوطني ‏وتثبيت الإيمان الروحي والقيم المعروفية في القلوب والعقول، وبتعزيز الصمود ‏الاجتماعي وتأكيد التعلُّق بالأرض ورفض المتاجرة بها، فالأرض جزءٌ من هويتنا، ‏وجذورنا مغروسةٌ فيها ولا يجوز أن نتخلّى عنها.. والوطن موئلٌ لنا نصونُه بوحدتنا ‏واحترامنا للشراكة الوطنية التي تجمعُنا بأبنائه الأخوةِ من مختلف المذاهب والمشارب".‏

وتابع: "قرارُنا توحيديٌّ بامتياز، نُعلنه في كلِّ موقفٍ ومن كلِّ موقع: الحياد عن كل ما ‏يفرق والانحياز الى كل ما يجمع، وهو شعارنا الوطني الذي رفعناه منذ البداية... أكان ‏على الصعيد الداخلي ضمن الطائفة أم على صعيد الوطن… وهو ما تؤكّده القيادة ‏السياسية التي نعتزُّ بها وبدورها الموزونِ والمتوازن، وما نعملُ عليه في مشيخة العقل، ‏وقد أكدنا عليه بالأمس مجتمعين في القمة الروحية في بكركي. ندين العدوان الإسرائيلي ‏المتمادي بإجرامه ووحشيته، ونتضامن مع النازحين ونعتبرهم ضيوفاً مكرَّمين عندنا، لكنّنا ‏نتحمّل مسؤوليةَ تنظيم الضيافة وإتقانها، ولا نقبل بأيِّ خللٍ أمني من أيِّ جهةٍ أتى، ‏ونتعاون مع أولي الشأن الاجتماعي والسياسي ومع الجيش وقوى الأمن لضبط المخالفات ‏وتحقيق الاستقرار. نؤكِّدُ على مبدأ الاستضافة ونحذِّر من بيع الأراضي والبيوت في هذه ‏الفترة المفصلية لما ينطوي عليه ذلك من مخاطر التغيير الديمغرافي الذي تخطّط له ‏إسرائيل، ومن الاختلاط غير المدروس وعواقبه الاجتماعية والأمنية، فالنازحون عاشقون ‏لأرضهم وسيعودون إليها قريباً بإذن الله، لذلك نطالب المجتمع الدولي والمسؤولين عندنا ‏بالضغط لوقف إطلاق النار ونشر الجيش على الحدود ودعمه بما يلزم".‏
‏ وختم الشيخ ابي المنى كلمته: "رسالتنا واحدة موحَّدة، وإن حصلت بعض التباينات إلَّا أننا ‏من دعاة جمع الشمل والاعتراف بعضنا ببعض، فمقام مشيخة العقل للجميع وفي خدمة ‏الجميع، ومشايخنا الأجلّاء لا يبتغون سوى حفظ الدين والمجتمع، والقيادة السياسية لا تفقد ‏بوصلة الطائفة الوطنية والعربية والإسلامية، وهي حريصة على العيش الواحد المشترك ‏وعلى بناء الدولة لتكون عادلةً وقادرة على حماية الجميع وتحقيق النهضة المَرجوَّة. ‏نتشاور ونتحاور، وهدفنا واحد: أن نحميَ مجتمعنا وأن نحافظ على ثوابتنا الروحية ‏والاجتماعية والوطنية والقومية، ومن القطالب المطلّة على المختارة وعلى الجبل والساحل ‏وكلّ البلاد، نطلق نداء الوعي والحكمة لنكون على قدر المسؤولية وعلى مستوى تاريخِنا ‏وتراثِنا وقيمِنا. وبالله سبحانه وتعالى نستعين، فـ"الراعي صالحٌ"، كما يقول مشايخُنا، ‏والعقلُ إمامُ المتَّقين يقودُهم إلى ما هو خيرٌ وسلام. وفّقنا وإيَّاكم الله".‏

أرسلان
من جهته قال أرسلان: "سررنا بهذا اللقاء الجامع، اليوم، بمبادرة كريمة من وليد بك ‏جنبلاط للتشاور والبحث في أمور تتعلق بالجبل والبلد، لأنه في النهاية نحن جزء لا يتجزأ ‏من هذا الوطن، بل نحن أم الصبي في هذا الوطن وفي هذا البلد. نحن دفعنا دماً عبر ‏مئات من السنين، جميعاً، من خلال أبائنا وجدودنا وأهلنا. سكننا في الجبال لم يكن صدفة، ‏بل سكنا فيها لأننا جئنا في مهمة هي الحفاظ على الثغور والسواحل، التي كانت تمتد في ‏ذلك الوقت من اللاذقية إلى عكا في فلسطين، سمينا حماة الثغور لأن مهمتنا كانت حماية ‏عمق الدولة الإسلامية والدولة العباسية في ذلك الوقت". ‏
‏ اضاف: "عبر تاريخنا المشرف هذا، لم يكن لدينا أعداء في الوطن على الاطلاق. نحن ‏أصحاب هوية وأصحاب وطن واحد وأرض وحدة. طبعاً، عندما تكون الحرب مع عدو ‏الدين والأرض والتاريخ وعدو أرضنا ومياهنا وثرواتنا وكرامتنا وهويتنا الوطنية، في هذا ‏البلد وهذا الشرق، فنحن مؤتمنين، وليس غيرنا وحده المؤتمن. نحن اليوم في الجبل ‏نستضيف أهلاً واخواناً نزحوا نتيجة هجوم بربري ووحشي على لبنان. عندما تُدمر ضيعة ‏في لبنان، فهذه مسألة تعنينا. لا يمكننا أن نستقيل من دورنا التاريخي، من الدور الذي ‏تربينا عليه من كل سلفنا الصالح. هذا الجبل أثبت عبر مشايخنا وشبابنا ونسائنا أنه جبل ‏يفتح يديه كأم حنون ليستقبل اخوانه في الوطن، وهو يقوم بواجباته التي لا نحتاج إلى من ‏يعلمنا إياها، بل هي جزء من جذورنا وتوجهاتنا التي نسير عليها".‏
وتابع: "لن أزيد أكثر، لكن المطلوب أن تستلم القوى الأمنية الأمور أو أن تكون حاضرة، ‏منعاً لحصول أي محاولة إحداث فتنة أو انقسام أو تخريب عبر الجبل، إن كان في ‏الشويفات أو المتن أو عاليه أو الشوف أو حاصبيا. لدينا بلديات وشرطة وحرس بلدي، ‏وأنشئت خلايا أزمة في كل بلدة، وقد توافقنا على دعمها، مع التنسيق الكامل مع الأجهزة ‏الأمنية، حتى نتمكن من تطويق أي اشكال أو حادث يحصل لا سمح الله".‏
‏ وختم أرسلان: "نشكر المشايخ على استقبالهم لنا، وكما اتفقنا مع وليد بيك خلال اللقاء، ‏سنستمر في تنظم الاجتماعات في كافة المناطق للتأكيد على هذا التوجه وعلى تمسكنا ‏بهويتنا العربية الإسلامية، التي تربينا عليها. نحن في النهاية أصحاب هوية ولنا جذور ‏متجذرة في الأرض. وكنت دائماً أقول للمشايخ الأجلاء في كل كلمة ألقيها أنتم أوتاد ‏الأرض وأطهارها، بالمعنى التوحيدي للكلمة لكن ليس على المستوى الديني فحسب، بل ‏على المستوى الزمني أيضاً. يجب أن نتعالى كلنا عن كل تفصيل قد يخرب المجتمع، ‏ونلتف على بعضنا البعض كأبناء جبل وكأبناء وطن وكأبناء هوية وكأبناء قضية، ولا ‏عدو لنا إلا إسرائيل"‏

جنبلاط
وختاما القى الرئيس وليد جنبلاط كلمة قال فيها: "سنبقى سويًّا بالتشاور الكامل مع كل ‏هيئات المجتمع المدني وكلّ النواب والفعاليات والمشايخ للقيام باجتماعات مماثلة، وطرحنا ‏بعض النقاط كون لم يتوفق الرئيسين برّي وميقاتي بالتوصل إلى وقف إطلاق النار لأنهم ‏خذلوا من قبل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين ومن قبل الولايات المتحدة الأميركية".‏
وأضاف جنبلاط: "يبدو أن الحرب طويلة ولذلك علينا أن نكون على استعداد لتوفير الحد ‏الأقصى من الخدمات للشعب اللبناني النازح والمقيم والتعاون المطلق مع الدولة والأجهزة ‏الأمنية لإبعاد أي محاولة ضئيلة حول موضوع الأمن الذاتي ونطلب من الوزير الحلبي ‏تفعيل خطة التعليم الحضوري والمدمج وتجهيزها، كما إمكانية استئجار مدارس خاصة ‏كما أبلغني من أجل هذا الأمر".‏
وعن القطاع الصحي، قال جنبلاط: "المستشفيات والمراكز الإجتماعية جاهزة والأدوية ‏متوفرة، هناك نقص يمكن تعويضه، ويجب أن تكون هناك لجان فعالة في كلّ المناطق ‏وعلى المستويات كافة ونحن جاهزون مع الدولة والمشايخ لتلبية الحاجات".‏