المجلس المذهبي | مجلة الضحي
السبت ٢٨ أيلول ٢٠٢٤ - 25 ربيع الأول 1446
سماحة شيخ العقل اتصل بالشيخ الخطيب متضامناً: المرحلة قاسية ومخاطرها كبيرة ‏نواجهها بالتضامن الوطني

2024-09-23

أجرى سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى اتصالاً ‏تضامنياً بسماحة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي ‏الخطيب بخصوص التطورات العسكرية والأمنية الخطيرة المتصاعدة وحجم الاستهدافات، ‏وتأكيد الوقوف إلى جانب أبناء الجنوب والضاحية والبقاع في المرحلة الحرجة التي تمر ‏بها البلاد.‏‎ ‎‏ كما اتصل سماحة الشيخ أبي المنى بوزير الثقافة محمد وسام المرتضى ‏مطمئناً ومؤكداً على التضامن.‏

من جهة ثانية استكمل سماحة شيخ العقل جولته الروحية بصحبة الهيئة الدينية المنتخبة في ‏المجلس المذهبي بزيارة المشايخ الاجلاء في منطقتي المتن وعاليه، وذلك بهدف التعريف ‏بدورها ونيل بركة المشايخ ودعائهم لها بالتوفيق في مهمتها الجديدة، انطلاقاً مما يريده ‏سماحة الشيخ أبي المنى، بان يكون المجلس الجديد منتجاً ويلبي طموحات أبناء الطائفة ‏والجيل الواعي والمثقف ويحقق الغاية المرجوة منه على مختلف الأصعدة. واذ تمنى ‏المشايخ خلال استقبالهم سماحة شيخ العقل ووفد المشايخ المرافق التوفيق للهيئة في مهمتها ‏والسداد، لما فيه مصلحة المجتمع التوحيدي والخير العام، أمِل سماحة الشيخ أبي المنى في ‏أحاديث أمام المشايخ ان ‏‎"‎تساعد الظروف العامة انطلاقة عمل هذا المجلس، بوجود نخب ‏وعناصر كفوءة قادرة على تحقيق المأمول منه، لناحية تطوير مؤسسة المجلس المذهبي ‏والمشاريع الاجتماعية والصحية والاستثمارية‎". ‎اضاف‎: "‎النوايا خيّرة والافكار والخطط ‏موجودة، يبقى الرهان على التعاون المطلوب من الجميع، لتحقيق النجاح المنشود وما هو ‏أفضل لتعزيز ومواكبة التطور، ضمن رؤية عقدنا العزم عليها ونتطلع من خلالها إلى ‏الاستفادة القصوى من الفرص المتاحة لاستثمار الاوقاف وزيادة المشاريع والاهتمام ‏بالشباب والاستفادة من طاقاتهم‎". ‎وتابع‎: "‎نمر اليوم في ظروف استثنائية وصعبة للغاية، ‏بسبب العدوان الاسرائيلي على لبنان وارتفاع وتيرة التهديدات، وما نأمله في الوقت ‏الراهن أن تساعد الجهود الدولية على وقف التصعيد العسكري والأمني في غزة والضفة ‏ولبنان، والتخفيف من حدة التوتر الحاصل، للوصول الى حل سلمي للصراع الدائر منذ ‏قرابة العام، والذي ينحو نحو الاسوأ، قياسا على تعاظم الاعتداءات ونوعية الانتهاكات ‏والمجازر التي ترتكب يومياً، وخاصة لما حصل اخيراً في الضاحية الجنوبية لبيروت ‏وأدى إلى استشهاد وجرح المئات. وهذا يدل على مرحلة أقسى بكثير، يجب ان نكون ‏متنبهين لها وعدم الاستهانة بنتائجها او التقليل من مخاطرها على لبنان والمنطقة‎". ‎مجددا ‏في هذا السياق التأكيد على التضامن المطلوب مع أخوة لنا في الوطنية في الجنوب ‏والضاحية والبقاع وكل لبنان‎". ‎واستهل سماحة شيخ العقل والوفد المرافق الجولة بزيارة ‏الشيخ الجليل أبو صالح محمد العنداري في منزله في بعلشميه، وتبع ذلك زيارات لسماحة ‏الشيخ القاضي نعيم حسن في دارته في البنيه والمشايخ الاجلاء: أبو فايز أمين مكارم في ‏رأس المتن، أبو طاهر منير بركة وأبو حسن عادل النمر في العبادية، أبو محمود سعيد ‏ابي فرج في عبيه، أبو صالح رجا شهيب، كما زار مجلس آل الفقيه في عاليه واستقبله ‏الشيخ أبو بهاء حمزة الفقيه والمشايخ، ثم زار المشايخ أبو يوسف سلمان منذر وأبو هلال ‏ماجد سري الدين في بزبدين. كذلك الشيخ القاضي غاندي مكارم في رأس المتن، حيث ‏ألقى كلمة ترحيبية بالمناسبة قائلاً:‏

صاحب السماحة، ‏
اهلا وسهلا بك في بيتك وبين أهلك ومحبيك وفي بلدتك راس المتن. هذة العشيرة تعتز ‏بك والوطن يفتخر بك، فسماحتك قيمة دينية واخلاقية وانسانية واجتماعية وستثبت الايام ‏القادمة وسيعلم القاصي والداني بان ما نقول فيك هو صدق وحق فالحمد لله مقام مشيخة ‏العقل في أيد امينة ودار الطائفة في أيد امينة. وللزملاء في الهيئة الدينية اقول لهم انتم ‏مجموعة من المميزين والمناضلين وأصحاب الهمم العالية، الطائفة تعتز بكم والهيئة ‏الروحية تعتز بكم وفقكم الله وسدّد خطاكم".‏
واختتمت بزيارة رئيس الأركان الأسبق- رئيس لجنة التواصل في المجلس المذهبي ‏السابق اللواء شوقي المصري في المريجات. وأقيمت لسماحته والوفد المرافق استقبالات ‏من مشايخ وفاعليات روحية واجتماعية وأهلية في الأمكنة التي قصدها‎. ‎

تعازٍ
وتخلل الجولة تقديم سماحة شيخ العقل واجب التعزية بالمرحومين: رئيس بلدية البنيه ‏السابق الأستاذ فارس جابر، والد وكيل داخلية الغرب في الحزب التقدمي الإشتراكي ‏الأستاذ بلال جابر في بلدة البنيه، وبرئيس بلدية كفرمتى السابق أبو ربيع فؤاد خداج في ‏كفرمتى، وبالشيخ أبو غسان محمود أبو فلح في كفرنبرخ في وقت سابق‎. ‎

الجرد
وكان سماحة شيخ العقل زار سابقاً كلا من الشيخ الزاهد ابو علي مجيد الصايغ والشيخين ‏اسعد الصايغ وحسين الصايغ في شارون، كذلك المشايخ نهاد ابو سعيد وسليم الاحمدية والشيخ ابو حسين علي البنا ‏ومشايخ آل البنا في صوفر ، كما لبّى سماحة الشيخ ابي المنى دعوة السيد رواد الصايغ ‏الى لقاء جامع مع فاعليات وشباب من منطقة الجرد، بحضور جمع من المشايخ وفاعليات ‏اجتماعية واهلية ووكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في المنطقة جنبلاط غريزي، ‏ومدير عام التعاونيات الاستهلاكية في لبنان زياد شيا ورؤساء بلديات ومخاتير‎. ‎

شيخ العقل ‏
وبعد كلمة من رواد الصايغ وقصيدة من الشاعر فيصل الصايغ القى سماحة شيخ العقل ‏كلمة، قائلا‎: ‎بسم الله الرحمن الرحيم المشايخ الكرام الأخوة الأفاضل أهلنا الأطايب ‏الحضور الكريم، أشكر اولاً الشاب المندفع رواد الصايغ الذي كان الى جانبنا من بداية ‏المشوار لأنه أدرك أننا نحمل رسالة وأن هذه الرسالة هي رسالتكم جميعاً، هي ليست فقط ‏رسالة شيخ العقل هي رسالة أبناء العقل جميعاً وأنتم أبناء العقل، أشكركم، وإذا كان لي أن ‏أفتخر وأعتز، فأنا أفتخر وأعتز بهذه الطائفة بهذا المجتمع الذي يحضن مسؤوليه، الذي ‏يحضن أولياء أمره وليس ولي الأمر هو من يحضن المجتمع، فالمجتمع هو من يحضن ‏ولي الأمر. أكان قائداً او كان شيخ عقل لأن في هذه المسيرة هناك التكامل، القائد في ‏موقعه هو صمام أمان وشيخ العقل في مسؤوليته هو خادم للرعية وأبناء المجتمع هم ‏الحاضنون وهم اليد القوية التي تضرب حينما يدعو الواجب والتي تعمل فيما تدعو ‏الأرض للعمل والتي تخط التاريخ وسطور الكرامة في كل حين‎". ‎اضاف‎: "‎نحن أبناء ‏مجتمع نعيش في هذا الوطن ونتكامل مع أبنائه جميعاً الى أي طائفة انتموا والى اي اتجاه ‏كانوا، نحن نتكامل واياهم، قلتها وأقولها أيها الأخوة، اذا كنا دعاة وحدة الطائفة فهذا لا ‏يعني أننا دعاة تقسيم الوطن. من منطلق دعوتنا لوحدة الطائفة فإننا ندعو الى وحدة الوطن ‏لكننا نكون موحدين في الوطن وشركاء مشاركين بقوة بتماسك اذا ما كنا موحدين في ‏الطائفة، واخشى ما أخشاه أن نكون مفككين على مستوى الطائفة فكيف لنا أن نشارك وان ‏نكون شركاء اقوياء محترمين على مستوى الوطن؟ لذلك أقول أن الواجب يقضي بأن نبدأ ‏من العائلة الصغرى فالعائلة الكبرى، هذه هي مسؤوليتنا، ربما ينتقد البعض أنني أجول ‏على القرى وعلى أبناء المجتمع هنا وهناك، لكنني اعتبر ان هذا جزء من صميم عملي، ‏أن أكون إلى جانب الناس، ان اجمع الناس، نحن والقيادة وكل المسؤولين على مستوى ‏العائلات والقرى والمناطق. مهمتنا أن نسعى الى الجمع لا إلى التفرقة، هناك عوامل ‏كثيرة وربما تفرق أبناء الطائفة وأبناء الوطن علينا أن نزيل هذه العوامل بقوة، بإرادة ‏وبنوايا طيبة بتصميم وبعمل على الأرض وبتعاون مع الجميع، مع الأحزاب مع الفاعليات ‏الاجتماعية مع الشخصيات الكريمة مع الاغتراب مع القدرات الاقتصادية ورجال الأعمال، ‏نحن بحاجة الى نهضة‎". ‎وتابع‎: "‎نواجه اليوم تحديات كبيرة على المستوى الوطني العام ‏وعلى كل المستويات نواجه تحديات كبيرة وكبيرة جدا، نواجهها بالنوايا الطيبة بالتصميم ‏بالثبات بالعمل بالتعاون وبالخطط وبالعمل المؤسساتي، لذلك اقول اننا في المجلس ‏المذهبي لم ندخله لأجل موقع ولنكون أعضاء في المجلس المذهبي، بل دخلنا لنعمل ‏ونضحي. نحن بحاجة الى بناء المؤسسات ونتعاون مع من هم خارج المجلس، نحن بحاجة ‏الى مؤسسات دينية تحافظ على هويتنا الروحية وهذا ما بدأناه في مراكز الثقافة التوحيدية، ‏نحن بحاجة الى مؤسسات اجتماعية تنهض بالمجتمع وتساعد أبناء المجتمع وتحاول أن ‏تحل مشاكل الأسر والعائلات وان تعالج هذه المشاكل بالتعاضد الاجتماعي ومواجهة ‏الآفات الاجتماعية، بحاجة الى بناء مؤسسات استثمارية ان نبني وحدتنا بقوة اقتصادية ‏ولكن ايضا بالعمل الاقتصادي الذي يحتاج الى رجال اعمال في الاغتراب. لذلك نحن مع ‏بناء مؤسسات استثمارية اقتصادية لتستثمر اراضي هذا الجبل، لنقوم بمصالحة اقتصادية ‏مشتركة كما اسميتها مع غبطة البطريرك، هناك مصالحة تمت ونفتخر بها ولكننا بحاجة ‏الى مصالحة اقتصادية، اي مشاريع مشتركة فتكون المصالحة قوية بقوة اقتصادية تثبت ‏الجبل اساساً في هذا الوطن، وبالتالي لتثبت ثقة ابنائنا المغتربين والمهاجرين والمهجرين ‏ليعودوا الى هذا الجبل بمؤسساته. نحن بحاجة الى ورشة عمل قوية، الطريق يتسع للجميع ‏علينا في المجلس المذهبي ان نضع نصب أعيننا أن الأفكار غنية وكثيرة وهناك كمٌّ من ‏الاقتراحات، هذه الدورة الرابعة للمجلس المذهبي اسميتها دورة العمل وتنفيذ الاقتراحات‎".

وختم‎: انا اشكركم، فشارون بلدتي، صوفر بلدتي، مجدلبعنا الشوف الغرب وادي التيم ‏المتن كلها بلداتنا ومناطقنا لا فرق بين ابن كفرسلوان وابن نيحا، كلنا واحد لا فرق ‏بالنهاية بين ابن الجنوب وابن الشمال كلنا وطنيون هذه هي رسالتي ان نجمع لا ان نفرق، ‏ان نتحد وان نزيل كل العوائق والخلاف، وان نبني هذا الجبل، ليكون بالفعل هو قلب ‏الوطن، لأنه اذا بني الجبل بني الوطن اذا صح القلب صح الوطن، وان شاء الله سيكون ‏هذا القلب صحيحاً‎". ‎في ختام الجولة زار شيخ العقل والوفد الشيخ أبو أمين سليم الصايغ والشيخ أبو رضوان كريم ابو غادر ‏في أغميد والشيخ أبو باسم عثمان الفطايري في بقعاتا، قبل أن يشارك الجميع في اللقاء ‏الديني في مقام النبي ايوب‎.‎