المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الأحد ٢٢ كانون الأول ٢٠٢٤ - 20 جمادي الثاني 1446
سماحة شيخ العقل رعى تخريج الدفعة الثانية من طلاب وطالبات كلية الامير السيد التنوخي للعلوم ‏التوحيدية ومؤتمراً حول الشيخ الفاضل(ر)‏‎

2024-08-12

رعى سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى- رئيس مجلس أمناء كلية الأمير السيد عبدالله التنوخي ‏الجامعية للعلوم التوحيدية - حفل تخريج الدفعة الثانية من طلاب وطالبات الكلية، وذلك في احتفال أقيم في الكلية، بحضور مجلس الأمناء ‏وهيئة التدريس ورئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ عماد فرج‎.‎

العريضي‎

بعد آيات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ فيصل حمادة من طلاب الكلّية، وكلمتي ترحيب من الشيخ مجد شهيب وشكر باسم الخريجين ‏للطالب الشيخ طاهر زين الدين، ألقى المشرف المسؤول عن الكلية رئيس اللجنة الدينية في المجلس المذهبي الشيخ هادي العريضي كلمة ‏محدّداً فيها “الأولوياتِ والأهداف الاستراتيجيةِ لمسيرة الكلية، وأهمُّها: تمتينُ المستوى العلميُّ المتميّز للكلّيّة، وتطويرُ وتحديث منظومةَ ‏العملِ الإداريِّ والأكاديميّ، وتحصينُ العلمِ بالتّطبيق والمسلك ومراقبة الذّات، بالإضافة الى تفعيل منظومة البحثِ العلميِّ عبر تأسيس مركز ‏للأبحاث والدّراسات، وإطلاقَ مجلّةٍ علميّةٍ محكّمة، والعمل على حماية إرثنا الثّقافيِّ من خلال إغناء مكتبة الكلية وأرشفة المخطوطات ‏والكتب إلكترونيّاً، وتوقيعُ اتفاقيّاتٍ مع جامعات أخرى من أجل التّعاون وتبادل الخبرات، ويعمل مجلسُ الكلّيّة جاهداً على تحقيق هذه ‏الأهداف الّتي تَحقّق منها الكثير".‏‎

أضاف: "أنّ الكلّيّةَ ماضيةٌ في أداء رسالتها السّامية، وهي نشر العلم والمعرفة، وتخريج أجيال قادرة على خدمة دينها ومجتمعها. وإدراكاً ‏من الكلية وإسهاماً في تحقيق نهضة توحيدية وثقافية فقد أخذت على عاتقها تمكينَ طلَبتِها من بناءِ قُدراتهم لفهمٍ أفضلَ لكلّ ما حولهم، فعلى ‏العاقل أن يكون عارفاً بزمانه. فإنّ ما تمّ إنجازه حتّى الآن، على المـُستوى الأكاديميِّ والإداريّ، وخلالَ هذه السّنواتِ القليلة، مَدعاةٌ ‏للاطمئنان ودافعٌ للاستمرار، حفاظاً على مستقبل هذه الكليةِ ومكانتِها".‏‎

وختم مؤكدا أنّ "كلّيّةَ الأمير السّيّد (ق) ستظلُّ -بإذن الله تعالى- صرحاً ومقصدًا لطالبي العلم والمعرفة، وستواصل مسيرتَها نحو التّميّز ‏والرّيادة والنّموِّ والزّيادة؛ بفضل دعاء المشايخ ودعم مشيخة العقل والمحبين المخلصين، والأساتذة والإداريّين والطلّاب".‏‎

القنطار‎
ثم ألقى عميد الكلية الدكتور الشيخ سلطان القنطار كلمة ركّز فيها على الخطة الجدّية لانشاء كليات او أقسام جديدة، في سبيل إفساح المجال ‏أمام الطلبة الراغبين بباقي الاختصاصات في نهج الكلية وتوجهاتها وأهدافها، حيث الحاجة الملحّة لها تحتّم علينا السعي والعمل والتعاون ‏قي سبيل ذلك، خاصة وأننا نشهد تزايد في الاقبال على العلم والمعرفة من قبل أبناء مجتمعنا".‏‎
أضاف: "ان هذا المشروع الحلم يحتاج باستمرار الى دعم على مختلف الأصعدة، خاصة وان رؤيتنا لتوسيع دور الكلية ونشر رسالتها ‏يتطلّب جهوداً كبيرة في سبيل تأمين الأبنية والتجهيزات الضرورية وغيرها لتنفيذ المشروع وكل ذلك يتطلّب دعماً مادياً ومعنوياً وهو ما ‏نأمل توفره من قبل كل الجهات المعنية".‏‎

شيخ العقل‎
وختاماً ألقى سماحة شيخ العقل كلمة قائلاً‎:
بسم الله الرحمن الرحيم‎

الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيِّد المرسَلين وعلى آله وصحبه الطاهرين وعلى أنبياء الله الطيّبين،‎
المشايخُ الأفاضل، الأخوةُ والأبناء، أيُّها الأحبّة،‎
نحمدُ الله تعالى على ما قدّر لنا ويسَّر لتخريج المجموعة الثانية من الطلاب والطالبات من كلية الامير السيد الجامعية للعلوم التوحيدية في ‏عبيه، التي جسّدتِ الحلُم واقعاً، وأضحت تقدِّمُ للمجتمع التوحيدي سنويّاً نخبةً من الطلاب والطالبات الخرِّيجين والخرِّيجات الذين يحملون ‏بيدٍ شهادةَ الالتزام الديني في مسلك التوحيد من مشايخهم ومجالسهم وخلواتهم، وباليد الأخرى شهادةَ العلوم التوحيدية الأكاديمية من كُليّتهم، ‏ودائماً ببركة روح سيدنا الأمير عبدالله جمال الدين التنوخي الذي على اسمه الجامع وعلى مقربة من ضريحه المبارك وبوحيٍ من سيرته ‏العطرة وفكره التوحيدي ورسالته العرفانية، وبدعاء مشايخِنا الأجلَّاء وتوجيهِهم، وبفضلٍ وعناية منذ البداية من شيخِنا الجليل الشيخ أبو ‏محمود سعيد فرج، أدامه الله، الذي لولاه، وبدعمٍ من سماحة الشيخ نعيم حسن، لَما تحقق هذا الحلُمُ ولما كانت هذه الكليَّةُ محطَّ الأملِ والثقة، ‏وحافظةَ العهدِ والأمانة‎".

أضاف: "إن شهاداتكم أيها الأخوةُ والأخواتُ الأعزّاء، بقدر ما هي أوسمةُ فخرٍ لكم وعلاماتُ استحقاق لما بذلتموه من جهد واهتمام، لكنّها ‏مسؤوليةٌ تلقى على عاتقكم، كما على عاتقنا وعلى عاتق اللجنة الدينية وإدارة الكلية، فالمجتمع ينتظرُنا والحاجةُ الى التثقيف الديني كبيرةٌ ‏وملحّة، وإننا نعوّل عليكم في الانخراط معنا في مهمة التوعية والإرشاد والتعليم، في مواجهة عالَم التحلُّل والتخلّي عن الإيمان والقيم، ‏وعالَم الجهل والتطرُّف والتكفير والتديُّن الأعمى. إنّ أمامنا العديدَ من التحدّيات، لعلّ أخطرَها تحدّي الانجراف في تياراتٍ عقائديةٍ غريبة ‏عن توحيدِنا، وتحدّي الإلحاد أو الدعوة إلى اعتناق مذاهبَ فكريةٍ مُضلِّلة، وتحدّي التبشير لتغيير الدين من قِبل بعض المجموعات المتطرّفة، ‏إضافةً إلى تحدّي الترويج للشذوذ وهدم القيم وتفتيت الأسرة والاعتداء على نظام الخالق عزّ وجلّ‎.
من هذا الصرح التربوي الدينيّ الأكاديميّ، نؤكِّدُ تمسُّكَنا بالهوية الروحية التوحيدية وبمسؤولية صونِها من خلال تغذية الإيمان ومكارم ‏الأخلاق في نفوس وعقول أبنائنا، عاملين من أجل الارتقاء بالإنسان والمجتمع، مجاهدين للحفاظ على إرث الآباء والأجداد، في مواجهة ‏محاولات هدم القيم الإنسانية وتقويض أُسس العائلة والمجتمع والوطن، مساهمين لإحداث التغيير الإيجابي حيث يجب، معَ التشبُّث بالأصول ‏والمبادئ التي لا تتغيَّر مع الزمن، والتي تستحقُّ منّا النضالَ والجهاد لأجلها‎".

ومضى يقول: "أما المجلسُ المذهبي، وبقدر ما فيه من التنوّع المفيد، فإنّه واحدٌ موحَّد في توجُّهاته، ومسؤول معنا، بجميع أعضائه، عن ‏أمانة الدين والمجتمع والوطن، ولا نريدُه إلّا صمّامَ أمانٍ للركائز التي ذَكرنا، وإنها لمسؤوليةٌ مشتركة نرعاها في مشيخة العقل والمجلس ‏المذهبي في مواجهة تلك التحدّيات على أنواعِها، وهذا هو واجبُنا ودورُنا، وتلك هي رسالتُنا، نتعاونُ ونتكاملُ في حملها مع قادة المجتمع ‏ومعَ المشايخ الأجلاء ومع المثقفين الراسخين في العلم، لأنّ هذه المهمَّةَ الشريفة تتطلبُ منّا التضحيةَ والبذلَ والرعايةَ والالتزامَ والانفتاح، ‏وما اعتزازُنا بهذه الكليَّة إلَّا لاقتناعنا بدورِها الأساسيّ في المساندة الأساسية في هذا الاتّجاه، بمجلس أمنائها الذي يرعى ويخطِّط، وإدارتِها ‏التي تحمل المسؤولية التنفيذية، وهيئتها التعليمية التي تروي بذار الخير فيها وتنمِّيها في القلوب والعقول، في مسافرةً دائمة في درجات العلم ‏والتعليم وصون التعاليم‎".

وختم سماحته: "ها أنتم وأنتنَّ أيها الخريِّجون، أيَّتها الخرِّيجاتُ، تنخرطون معنا في هذه المهمَّة التوحيديةِ الشريفة، وكم نحن بحاجةٍ إليكم، ‏والمجتمعُ كم هو في حالة انتظارٍ لانخراطكم في مهمة التوعية والإرشاد، وكم هي الآمالُ المعقودةُ علينا وعليكم كبيرة، ومع المجلس ‏المذهبي الجديد الذي من المقرَّر أن يتمَّ انتخابُ أعضائه في الخامس والعشرين من هذا الشهر في عملية تجديدٍ ومتابعة لتحمُّل المسؤولية، ‏فإننا سنسعى إلى تحقيق تلك الآمال وسنعملُ، بعونه تعالى، على مواكبة عمل هذه الكُليَّة المرتبطة بالمجلس من خلال اللجنة الدينية فيه، ‏والقائمة تحت رعاية مشيخة العقل الحريصة على احتضانها، والساعية دائماً بالتعاون الوثيق مع إدارة الكليّة، ومن خلال مجلس الأمناء ‏الذي نترأسُه، إلى تطوير هذه التجربة التاريخية الرائدة، مهما تغيّرتِ الظروف وتبدَّلتِ اللجان والأشخاص، فالكليةُ أمانة والرسالةُ واحدة ‏والإرادة موحَّدة، فعسى أن نوفَّقَ للقيام بالواجب الذي ارتضيناه لأنفسِنا ولتحقيق الغاية المنشودة من عملِنا، والله يُوفِّقُ مَن سعى في ‏مرضاته، وهو المُعينُ النصير، وبه المستعان‎".

ثم سلّم سماحة شيخ العقل ومسؤولو الكلية الشهادات للخريجين والخريجات‎.

مؤتمر‎
كذلك رعى سماحة شيخ العقل في الكلية المؤتمر الثاني لها، بعنوان "الشيخ الفاضل - مآثر وآثار‎"‎، وألقى سماحة الشيخ أبي المنى الكلمة ‏الافتتاحية التي ركزت على السيرة العطرة للشيخ الفاضل (ر) محمد أبو هلال التي تضمنت جملةً من الأدعية والابتهالات والحكم، وباقة ‏من الوصايا والتوجيهات التي تدعو إلى التقوى اجتناباً واكتساباً، سرّاً وعلانية، والتي تحثّ على الإخلاص لله سبحانه وتعالى ومعاملة ‏النفس بنقاء وطهارة والمعاملة مع الآخرين بأدبٍ ودقة، ومع الله بصدقٍ وشفافية‎.

كما اشار سماحته الى توصيات الشيخ الفاضل التي ركزت على "الشروط الواجبة على الإخوان في حياتهم، والتي هي أشبه برسم دروب ‏مسلك التوحيد او مناهج أدب الحياة في مسار الارتقاء الروحي والالتزام بالنظام الاجتماعي‎".

وقال: "في سيرته سيلٌ من الاستشهاد بأقوال الحكماء والعارفين، وتأكيدٌ على واجب معرفة الأركان الإسلامية والقيام بالفرائض وقراءة ‏القرآن الكريم قراءة صحيحة وحفظ ما تيسر منه، وفي قصائده الدينية نفحاتٌ عرفانية متينة المبنى، بليغة المعنى، رفيعة المستوى". متمنياً ‏‏"للباحثين التوفيق في ما سيغوصون به من معلومات وتحليل وما سيلقونه من إضاءات على هذه الشخصية التوحيدية الفذة، وعلى تلك ‏التجربة النادرة التي استلهمت تجربة الأمير السيد عبدالله جمال الدين التنوخي (ق) العميقة واستكملتها‎". ‎

وتخلّل المؤتمر مداخلة للمشرف المسؤول الشيخ العريضي، وتحدّث في المحور الاول الشيخ ماجد ابو سعد "بين عبادة السر ومنهج ‏القدوة"، وقراءة في لغة الشيخ الفاضل للشيخ الدكتور طاهر حمد‎.
أما في المحور الثاني فتحدّث الشيخ الدكتور أسعد البتديني "بين الفلسفة والدين-الفاضل نموذجاً"، وعميد الكلية الشيخ الدكتور القنطار ‏‏"اشراقة فكر الشيخ الفاضل على الأعيان من معاصريه‏‎".‎