المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الأربعاء ٠١ أيّار ٢٠٢٤ - 22 شوال 1445
سماحة شيخ العقل في تشييع الشهيد الطيار صعب: نواجه القدر بالايمان

2023-08-25

شيعت مدينة الشويفات النقيب الطيار ريشار صعب بعدما استشهد اثر حادث الطوافة العسكرية للجيش اللبناني في منطقة ‏حمانا، وقد نعته عائلة صعب وقيادة الجيش اللبناني وقيادة القوات الجوية وآل صعب وعموم اهالي مدينة الشويفات.‏
‏ ‏
وتقدّم المشيعين سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، وقد حضر على رأس وفد من ‏المشايخ واعضاء من المجلس المذهبي وتقبل التعازي الى جانب فاعليات المدينة والعائلة ولا سيما عم الراحل مستشار ‏شيخ العقل الشيخ نزيه صعب وعضو مجلس الادارة في المجلس المذهبي الاستاذ ناجي صعب.‏
 
وقدّم التعازي كل من: امين سر كتلة اللقاء الديموقراطي النائب هادي ابو الحسن ممثلا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ‏السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي واللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد حزبي، رئيس الحزب ‏الديموقراطي اللبناني النائب السابق طلال ارسلان ووزير المهجرين عصام شرف الدين على رأس وفد، ممثل قائد الجيش ‏العميد عمر مجلّد مع وفد كبير من الضباط والعسكريين، سماحة الشيخ القاضي نعيم حسن الى جانب عدد كبير من المشايخ ‏والفاعليات السياسية والحزبية والاجتماعية والاهلية والعسكرية وممثلي القوى الامنية.‏
 
وتخلل التشييع كلمة لممثل قائد الجيش اشار فيها الى مسيرة الضابط الشهيد صعب العسكرية وتفانيه في حمل رسالة ‏المؤسسة العسكرية والذود عن الوطن، ومقدما الوسام والعلم اللبناني حيث وضعهما على الجثمان، وشهادة من عم الشهيد ‏المستشار الشيخ نزيه صعب حول مزايا الشهيد الذي قدم دماءه فداء للوطن، واخلاصه في الانتماء الى مؤسسة الجيش ‏اللبناني وعمله الدؤوب في ما كان يقتضيه الواجب حتى الشهادة، وتربيته الاجتماعية والاخلاقية التي كان يتحلّى بها.‏
 
شيخ العقل ‏
وسبق الصلاة شهادة لسماحة شيخ العقل ابي المنى قال فيها:‏
بسم الله الرحمن الرحيم
كل نفس ذائقة الموت… وَمَا تَدْري نَفْسٌ بِأيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ.‏
هي ذي الحقيقة وهو ذا الموت، الموت الحق..‏
الموت حقٌّ والحياة تواصلٌ، والعمر يمضي والمدى يتجدّدُ..‏
الحياة لا تنتهي، الحياة تتجدّد، إنّما العبرة في كيف تُختم الحياة في هذه المرحلة من العمر، فإذا خُتمت بالشهادة فهي كما قال ‏الأخ الصديق، المستشار الحبيب الشيخ نزيه صعب (عم الشهيد)، فهي عزٌّ وهي فخارٌ. عندما يغيب شاب من شبابنا نتأثر، ‏وكأنه غاب من كل بيت، فكيف إذا كان الغائب من الجيش اللبناني، من أبطال الوطن أبطال الجيش اللبناني، كالشهيد الذي ‏نودّع اليوم والذي يودّعونه في مكان آخر".‏
 
اضاف: "فقد تأثرنا جميعنا وكيف ايضاً إذا كان الشهيد ابن الشويفات الأبيّة، الشويفات المناضلة، الشويفات العروبة ‏والوطنية والعيش المشترك. نتأثر كثيراً لغياب الشهيد وفقده، ونُدرك وتُدركون يا شيخ نزيه يا عائلة صعب ويا أبناء ‏الشويفات ويا أبطال الجيش اللبناني جميعاً، أن الموت لا يُردّ إلاّ بالركون الى القدر، والمصيبة مهما كانت كبيرة لا تواجَه ‏إلاّ بالرضا والتسليم، لأن الرضا والتسليم هما نهاية العلم وهما غاية التعليم كل تعليم، لذلك نقول كما قال الله تعالى:" قُلْ لَنْ ‏يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ".‏
 
وختم: "هذا الإيمان يتعزّز في قلوبنا وفي قلوبكم وبه نواجه القدر وبه نتحمّل المصائب مهما كانت كبيرة، هذا هو قدرنا، ‏هذا هو قدر ابننا الحبيب الغالي ريشار وهذا هو قدر الجيش اللبناني، قدر الوطن الذي نصلّي جميعاً لأجله وندعو بأن ‏يتعافى كما ندعو ونسأل الرحمة للشهيد، ونسأل لكم وللجيش السلامة وطيب البقاء، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون".‏
 
ثم أمّ سماحة شيخ العقل الصلاة على الجثمان والى جانبه المصلّي الشيخ مروان السوقي، ووري الجثمان الثرى في مدافن ‏العائلة في الشويفات.‏