المجلس المذهبي | مجلة الضحي
الخميس ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٤ - 19 جمادي الأول 1446
سنعمل كمرجعيات روحية على فتح كوّة للحوار ‏
سماحة شيخ العقل: التدمير الممنهج سيرتدّ على كل اللبنانيين

2023-07-15

حمّل سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى ‏المتحكّمين الكبار بسياسة لبنان مسؤولية استمرار الوضع في لبنان على النحو التدميري ‏السائد حالياً، ورأى أنه ليس الخارج فقط من يتحمل المسؤولية وانّما اللاعبون في الداخل ‏الذين يجب أن يعملوا لانقاذ لبنان والحفاظ على مقوّمات الوطن والدولة، وأيضاً التنوّع ‏الذي هو مسؤولية تحتاج الى تفاهم لا الى تصادم وخلق المناخات المناسبة لمعالجة ‏المشكلات الراهنة، من خلال الحوار والتلاقي على نقاط مشتركة عدة. فمصلحة الوطن ‏تقتضي تقديمها على المصالح الآنية والولاءات بالنسبة للفراغ في رئاسة الجمهورية وباقي ‏المواقع الاساسية، وما يجري حالياً يدلُّ على تدمير ممنهج على حساب مصلحة الوطن، ‏وأقلّه محاصصات المواقع، كل ذلك لا يبني بلداً، حيث يتم تغييب الدستور ووثيقة الوفاق ‏الوطني وسائر القوانين لتعميق الفوضى والتصرف كل على هواه.‏
اضاف في حديث الى برنامج "صالون السبت" عبر اذاعة الشرق مع الزميلة وردة، "تأنيب ‏السفيرة الفرنسية للمسؤولين وكلامها بأن لبنان ليس بخير يجب أن يلقى الآذان الصاغية ‏ووقفة ضمير، لاستعادة ثقة الخارج بالبلد أولاً وهذا الاستياء العارم نتيجة لما وصلنا اليه، ‏الامر الذي يتطلب الجهد الجدّي والاستفادة من التحرك الخارجي لكن عدم الاكتفاء ‏بانتظاره.‏
وطالب، "بالعودة الى روحية الاديان والتراث والانسانية والوطنية التي تجمع اللبنانيين ‏على أساس راقٍ والتعامل مع بعضنا بإيجابية، فالاختلافات والولاءات الخارجية تكون كما ‏قيل بالمودات، اما الولاء فللوطن مع انفتاح على الخارج. واننا نتطلع من خلال هذا الأفق ‏السياسي المسدود الى أفق روحي أرحب، علّه يفتح المجال باتجاه مبادرات تُخرج الواقع ‏من عنق الزجاجة، بمسؤولية روحية جامعة في رسم الطريق نحو تفعيل سبل الحوار. ‏
اضاف: من جهتنا نعمل كمسؤولين روحيّين على تنظيم عملنا عبر لقاءات تنسيقية، ‏لتحريك الركود ومحاولة فتح كوّة للانقاذ المطلوب، في ظل الفوضى الحاصلة والخشية ‏مما هو أكبر وأخطر، او حتى في عقد قمة روحية نسعى اليها للملمة الواقع ولا تخرج ‏فقط ببيان انشائي. الواقع يثبت حاجة البلد الى حوار اين وعلى اي طاولة وبعد الرئاسة او ‏قبلها!! كلها عوامل تؤخذ بالحسبان، انما المهم العمل ووضع مصلحة الوطن العليا فوق ما ‏عداها، فالواقع لم يعد يحتمل". ‏
تابع: كلامنا الوطني يتلاقى مع كلام غيرنا، حيث يجب أن نرفع الصوت قليلاً وننظم ‏عملنا ونداءنا أكثر وأن نتلاقى أكثر وأكثر كمرجعيات دينية روحية لمحاولة تحريك الأمر ‏لأننا وصلنا الى مكان خطير والامر لم يعد يحتمل ولا يطاق، فالتراجع والفوضى التي ‏وصلنا إليها ُيخشى أن تؤدي بلبنان إلى مهالك أصعب، الشعب يئن ومعاناة المدارس ‏والمستشفيات والجامعات كبيرة، ونرى الانسداد السياسي كذلك، من هنا نفكر كيف يجب ‏أن نساعد في تحريك الوضع، ومنذ يومين زارني الشيخ علي الخطيب وسألتقي غبطة ‏البطريرك الراعي قريباً، لنرى اذا كان هناك من امكانية لعقد قمة روحية فالنقاط ‏والمواضيع واضحة.‏
‏ وأردف: "المهم ان تقوم دولة قوية عادلة قادرة على احتضان هذا التنوّع وهذه ‏الخصوصيات، دولة مواطنة، دولة الحقوق والواجبات، العلاج لا يكون بالإنقلاب على ما ‏اتفقنا عليه في وثيقة الاتفاق الوطني، بل يكون بتطبيق بنودها وهذا يحتاج الى تفاهم أوسع ‏والى التزام وليس مجرد وجهة نظر، وثيقة الوفاق الوطني جاءت بعد معاناة وحوار ‏وحروب، وكما قرأت بالأمس في بيان لجنة المتابعة لمقررات الفاتيكان والأزهر إن هذه ‏الوثيقة لم تأتِ عبثاً بل جاءت بعد معاناة ومآس وبعد صدامات وحوارات حياة وحوارات ‏وطنية معمّقة، فيجب أن تطبق قبل أن نفكر بالفدرلة والتقسيم على أساس ولاءات طائفية ‏وخارجية، فالارتهان للخارج هو أمر ربما يكون ظرفي، لا اعتقد أن الفدرالية في لبنان ‏قابلة للحياة، هذا أمر سياسي، ووثيقة الطائف قالت باللامركزية الادارية، فلتكن هناك ‏إعادة تكوين للمحافظات ولهذا التقسيم الاداري تخفف مشكلة الأعباء والمعاناة عن الناس، ‏هناك خدمات اجتماعية تقوم في كل طائفة وأصبحت الطوائف تتحمل المسؤولية، ومعظم ‏اللبنانيين متمسكون بالطائف وبالوفاق الوطني وبالدولة-هذا ما نسمعه- اما اذا كان هناك ‏من يفكر بالانقلاب على هذا الواقع، ومن جهات معينة تغذّي هذا الانقلاب والخروج عن ‏الطائف والتفاهم، فهذا ما نخشاه، ولا أريد هنا أن اتهم احداً ولا أرى أن هناك من يفكر ‏بإقامة دولته الخاصة. الطائف لم ينته، ويحتاج إلى تطبيق والى ارادة قوية وربما الى ‏محاسبة لكي ننهض بالدولة بدل ضرب الطائف وبدل تغيير النظام وبدل الفدرلة"‏
‏ ‏
‏ وردّا على سؤال حول موقفه الاخير في موضوع رئاسة الأركان، قال: هناك شعور ‏لدى الموحّدين بانتقاص حقوقهم، هل الأمر واقعي او في سياق افراغ المؤسسات؟! المهم ‏بان الدستور واضح بمن المخوّل ان يحل مكان غياب قائد الجيش في حال غيابه، اي ‏رئيس الاركان، وليس كما قال احدهم يكون الاكبر سناً او رتبك، هذا مخالف للدستور ‏وهو يرى الامر من زاويته الخاصة، وحبذا لو يتم الغاء الطائفية السياسية في الوظائف.‏
‏ ‏
وقال سماحة شيخ العقل: ان الحرائق المستعرة في بعض الاحراج الطبيعية موجودة ايضاً ‏في مؤسسات الدولة على نحو آخر اذا لم نكافحها جميعها تودي بجميع اللبنانيين وليس ‏فريقا او طائفة دون الاخرى، علينا ان نصغي الى صوت العقل والحكمة ونطفئ الحرائق ‏المشتعلة وعدم اهمال تراكم المشكلات، كما قيل: ومعظم النار من مستصغر الشررِ". ‏دائما ندعو ان لا نفقد الامل والى رسم رؤية واضحة للمستقبل مرتكزة على الارادة القوية ‏والايمان الداخلي، انطلاقا من القيم الاساسية الاجتماعية والتربوية والاخلاقية والروحية ‏التي تجمعنا. ونحن نقول دائما أننا بحاجة الى التفاهم حيث لا مفرّ ولا مهرب من هذه ‏الطائفة او من هذا الحزب وهذا المكوّن اللبناني الموجود ويجب أن نحترم رأيه ونحترم ‏هواجسه، الكل يجب أن يحترم الكل، اذا فكر اي حزب او اي طائفة ان يلغي الآخر فهو ‏يلغي لبنان كما يقول ميشال شيحا، أي طائفة تفكر بإلغاء الأخرى ولا تحترم هواجسها ‏وتحترم موقعها فهذا ضرب للصيغة اللبنانية، ولكن على كل طائفة وعلى كل حزب وعلى ‏كل مكوّن أن يسعى للحفاظ على شريكه، أما اذا فكرت فقط بالمحافظة على نفسي فلا ‏اكون عادلاً، وقلتها في القصر الجمهوري يوماً ان القاعدة الذهبية هو أن أفكّر وان أسعى ‏للمحافظة على شريكي في المواطنة وليس على نفسي فحسب. ‏
بالنسبة الى الحوادث الأمنية المؤسفة التي وقعت في أماكن معينة وتترجم طائفياً، المشكلة ‏انه دائماً لا تعالج الأمور بل نتركها نائمة فتستفيق في لحظة معينة سببها غياب الدولة، ‏من ترسيم الحدود الى غيرها، وهناك تأجيل دائم ونترك المشكلة دائمة ونترك الجمر تحت ‏الرماد، هناك مشاكل آنية -حادثة راشيا- وحادثة هنا او هناك قد نستطيع بحكمتنا وتعاوننا ‏أن نعالج الأمور وهذا ما فعلناه في راشيا والبقاع الغربي، كان هناك معالجة، من رجال ‏الدين ومن سياسيين، والمشكلة كانت آنية، حادث سير، تواصلت مع سماحة المفتي ومع ‏سياسيين في المنطقة كان لهم مساع حميدة وأرسلت ممثلاً عن مشيخة العقل الى المنطقة ‏وكانت المعالجة والحمد لله، نحن بحاجة دائمة للتصدّي لهذه المشاكل وتعزيز ثقافة المحبة ‏واحترام القانون واحترام الدولة، الدولة تفقد هيبتها وتفسح المجال للمزيد من المشاكل ‏ولسقوط قتلى، وعندها نحتاج ان نتعاطى وان نتدخل.‏
‏ ‏
وقلت في مناسبة في الجبل اخيرا ايضا: لماذا لا نخلق قوّة اقتصادية واحدة تساعد في ‏تثبيت الشباب وابناء الجبل في بلدهم ووطنهم وبالتالي ترسيخ المصالحة الوطنية التي ‏جرت؟.‏
‏ ‏
لقاءات
واستقبل سماحة شيخ العقل في دارته في شانيه الشيخ ابو هاني وفيق حيدر من الشويفات ‏في زيارة خاصة يرافقه الشيخ ابو سلمان سامي عيد وعدد من المشايخ وبحضور الشيخ ‏ابو حسن عادل النمر وجمع من المشايخ، حيث جرى الحديث عن واقع المجتمع الديني ‏وكيفية التعاطي معه بايجابية، وهذا ما شدّد عليه سماحة شيخ العقل مثنياً على "حكمة ‏الشيخ حيدر" ومؤكّداً على "رسالة المشيخة منذ اليوم الاول والتي تقوم على جمع الشمل ‏ووحدة الكلمة والاحتكام الى صوت العقل والوقوف عند حدود القانون واحترام المؤسسات ‏والتعامل الرصين مع الأعراف والتقاليد الشريفة".‏
‏ ‏
‏ كما استقبل شيخ العقل وفد "جمعية الحضارة اللبنانية" ومركز "سليم سعد الثقافي" يتقدمه ‏الدكتور سعد الذي قدم لسماحته كتابه موسوعة الموسيقى.‏
والتقى عضو لجنة الاغتراب رمزي جمّاز لمتابعة موضوع مؤتمر الاغتراب التكريمي ‏الذي تنظمه اللجنة في ٢٥ و ٢٦ تموز الجاري. وكذلك مدير شركة "المتحد ممدوح ‏العبدالله" يرافقه د. هشام عجيب، ورجل الاعمال مكرم ملاعب، والمعاون اول في الامن ‏الداخلي المدرب فراس عيد الحائز على درع البطولة في الكيغ بوكسنغ في تايلاند، والسيد ‏عدنان محيو من جبل السماق- سوريا الذي قدّم لوحة الارزة المحفورة عليها أبيات من ‏شعر شيخ العقل.‏
‏ ‏
‏ كما استقبل وفداً من العشائر العربية يتقدمه زاهر عسكر، بحضور عضو المجلس ‏المذهبي الشيخ سامي عبد الخالق. ووفداً من آل صالحة من راس المتن، وايضاً وفداً من ‏عائلة أبي المنى القادمين من الاغتراب بينهم معتمد المشيخة في بافالو- الولايات المتحدة ‏الاميركية د. جهاد أبي المنى.‏
‏ ‏
الاونيسكو
وزار سماحة الشيخ أبي المنى معرض الفنان غاندي أبو ذياب في الاونيسكو، برفقة وفد ‏من المجلس المذهبي ومشيخة العقل ضمّ السادة: ناجي صعب ورمزي جماز وريان حسن، ‏وبحضور أعضاء من مجلس أمناء كهف الفنون، والسيد وليد فرحات وعقيلته السيدة ندى ‏عذبة والدكتور نبهان ابو علي وعقيلته د. نسرين حرفوش، حيث تم استعراض اللوحات ‏وشرح أبعادها الفنية من قبل الفنان ابو ذياب، والتي تعبر جميعها عن طبيعة الجبل ‏وتراث ابنائه وثقافتهم، ومنها لوحات عملاقة ومختلفة الحجم وتشكل "تحفة فنية ولبنانية" ‏رائعة كما وصفها سماحة الشيخ، اضافة الى التماثيل البرونزي الرمزية مما يدلّ على ‏قدرة الفنان ابو ذياب "كأحد أهم الرسامين والنحاتين اللبنانيين وعلى المستوى العالمي"، ‏والذي "يستحق التنويه والتشجيع والدعم اللامحدود لتنفيذ ما يطمح اليه في كهف الفنون ‏في بلدته الجاهلية وعلى المستوى الفني العام".‏
‏ ‏
‏ من جهة ثانية شارك سماحة الشيخ أبي المنى في لقاءين دينيين في شانيه وفي بقعاتا، ‏بحضور الشيخ الجليل ابو زين الدين حسن غنام ومشايخ أفاضل.‏
وقام سماحته بواجب التعزيه في عاليه بوالد فضيلة القاضي نزيه ابو ابراهيم الشيخ ابو ‏نزيه هاني ابو ابراهيم من خلوات الكفير.‏
وكلف وفداً من المشايخ واهالي بلدة شانيه لتقديم التعزية بجورج ميشال صليبي شقيق السيد ايلي ‏صليبي في حمانا.‏